صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







يا نفس توبي
التوبـة النصوح

أنور إبراهيم النبراوي
@AnwarAlnabrawi


وأكمل التوبة وأعظمها هي التوبة النصوح التي أمر الله بها في قوله تعالى:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التّحْريم: 8].
والتوبة النصوح من النصح، حيث تنصح القلب، وتخلّصه ثم لا تغشه ولا تخدعه، وهي تنزيه القلب عن الذنوب.
 فالتوبة النصوح تجمع الندم بالقلب، والاستغفار باللسان، وإضمار عدم العودة إلى الآثام، وتجنب خلطاء السوء.
قال الحسن البصري رحمه الله: "التوبة النصوح أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر منه إذا ذكره".
وقال أيضًا: "أن يكون العبد نادمًا على ما مضى مجمعًا على أن لا يعود فيه".
وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: "التوبة النصوح ما تنصحون به أنفسكم".
وهي توبة صادقة روحها الإخلاص والخوف من الله، وتبدأ بالندم على ما كان، وتنتهي بالعمل الصالح والطاعة، حينها يتخلص القلب من رواسب المعاصي، وأدران الذنوب والخطايا.
قال القرطبي رحمه الله: "التوبة النصوح هي التي لا عودة بعدها كما لا يعود اللبن إلى الضرع".
وهذه التوبة هي التي تورث صاحبها الفلاح عاجلًا وآجلًا.
ويقول العلامة السعدي رحمه الله: "والمراد بها: التوبة العامة الشاملة للذنوب كلها، التي عقدها العبد لله، لا يريد بها إلا وجه الله والقرب منه، ويستمر عليها في جميع أحواله"[1].
 
وعلامة التوبة النصوح:

أن يكره العبد المعصية، ويستقبحها فلا تخطر له على بال، ولا ترد في خاطره أصلًا، ولا يبقى على عمله أثر من المعصية سرًا أو جهرًا، ثم الاقبال على الطاعة، والنفور من العصيان والمحرمات.
والتوبة النصوح تجبّ ما قبلها، وتنقل صاحبها بعون الله إلى الهدى.


 


أنور إبراهيم النبراوي             
داعية إسلامي وباحث في الدراسات القرآنية والتربوية
 ومهتم بشؤون الأسرة
Twitter: @AnwarAlnabrawi                                                  
E-mail: Aidn1224@gmail.com
 

---------------------------------
[1] تيسير الكريم الرحمن (ص: 874)،

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أنور النبراوي
  • مقالات
  • كتب
  • تغريدات
  • الصفحة الرئيسية