صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







سلسلة الجواهر والدرر من أقوال السادة الغرر(i)
 في  الأخوة (3)

أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن


بسم الله الرحمن الرحيم


* قال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: قيل لمحمد بن المنكدر: أي العمل أحب إليك? قال: إدخال السرور على المؤمن، قيل: فما بقي من لذتك? قال: الإفضال على الإخوان».

* قال أبو قلابة رحمه الله تعالى: «إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك، فإن لم تجد له عذرا فقل في نفسك: لعل لأخي عذراً لا أعلمه».

* قال يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى: «أخوك من عرّفك العيوب، وصديقك من حذّرك من الذنوب».

* قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً».

* قال أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى: «كنت أنظر إلى الأخ من إخواني بالعراق فأعمل على رؤيته شهرا.

* وقال أيضاً: «إنما الأخ الذي تعظك رؤيته قبل أن يعظك بكلامه».

* وقال أيضاً: «لو أن الدنيا كلها في لقمة ثم جاءني أخ لي لأحببت أن أضعها في فيه».

* قال مجاهد رحمه الله تعالى: «لا تحد النظر إلى أخيك ولا تسأله من أين جئت وأين تذهب».

* قال مجاهد رحمه الله تعالى: «إن لبني آدم جلساء من الملائكة فإذا ذكر الرجل أخاه المسلم بخير قالت الملائكة ولك بمثله وإذا ذكره بسوء قالت الملائكة ابن آدم المستور عورته أربع على نفسك واحمد الله الذي ستر عورتك».

* قال عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما: «لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله، أحب إلي من حجة بعد حجة، ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله  عز وجل ».

* قال الشافعي رحمه الله تعالى: «يا يونس الانقباض عن الناس مكسبه للعدواة والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء فكن بين المنقبض والمنبسط».

* وقال آخر:«استشر في أمرك الذين يخشون الله، فإن الله يقول: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)) [فاطر:28].

* قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: «آخ الإخوان على قدر التّقوى، ولا تجعل حديثك بذلة إلّا عند من يشتهيه، ولا تضع حاجتك إلّا عند من يحبّ قضاءها، ولا تغبط الأحياء إلّا بما تغبط الأموات، وشاور في أمرك الّذين يخشون اللّه  عز وجل ».

* وقال رضي الله عنه: «إذا رزقك اللّه ودّ امرئ مسلم فتمسّك به».

* وقال رضي الله عنه :«يصفّى لك ودّ أخيك ثلاث: أن تبدأه بالسّلام، وأن تدعوه بأحبّ الأسماء إليه، وأن توسّع له في المجلس، وكفى بالمرء عيباً أن يجد على النّاس فيما يأتي، أو يبدو لهم منه ما يخفى عليه من نفسه، وأن يؤذيه في المجلس بما لا يعنيه».

* وقال رضي الله عنه: «عليك بإخوان الصّدق فعش في أكنافهم فإنّهم زين في الرّخاء، وعدّة في البلاء».

* عن الحسن رحمه الله تعالى قال: كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يذكر الرّجل من إخوانه في بعض اللّيل، فيقول:
«يا طولها من ليلة». فإذا صلّى المكتوبة غدا إليه. فإذا التقيا عانقه».

* قال عليّ رضي الله عنه: «من لم يحمل أخاه على حسن النّيّة، لم يحمده على حسن الصّنعة».

* عن أبي حيّان التّيميّ رحمه الله تعالى قال: رُئي على عليّ بن أبي طالب ثوب كأنّه كان يكثر لبسه، فقيل له فيه. فقال: «هذا كسانيه خليلي وصفيّي عمر ابن الخطّاب ب، إنّ عمر ناصح اللّه فنصحه اللّه».

* عن أبي صالح طهمان مولى العبّاس بن عبد المطّلب ب قال: «أرسلني العبّاس إلى عثمان أدعوه، فأتيته في دار القضاء، فقلت: إنّ العبّاس يدعوك، فقال: نعم، أفرغ من شأني ثمّ آتيه. قال: فأتاه، فلمّا دخل عليه قال: أفلح الوجه أبا الفضل، قال: ووجهك. قال: إنّ رسولك أتاني وأنا في دار القضاء، ففرغت من شأني، ثمّ أتيتك، فما حاجتك؟ قال: لا واللّه إلّا أنّه بلغني أنّك أردت أن تقوم بعليّ وأصحابه فتشكوهم إلى النّاس، وعليّ ابن عمّك وأخوك في دينك، وصاحبك مع نبيّك، قال: أجل، فواللّه لو أنّ عليّا شاء أن يكون أدنى النّاس لكان. ثمّ أرسلني إلى عليّ فأتيته، فقال: إنّ أبا الفضل يدعوك، فلمّا جاءه قال: إنّه بلغني أنّ عثمان أراد أن يقوم بك وأصحابك، وعثمان ابن عمّك وأخوك في دينك، وصاحبك مع نبيّك صلى الله عليه وسلم فقال عليّ: واللّه لو أنّ عثمان أمرني أن أخرج من داري لفعلت».

* قال ابن عبّاس رضي الله عنهما :«أحبّ إخواني إليّ الّذي إذا أتيته قبلني وإذا رغبت عنه عذرني».

* قال عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه: «اعتبروا النّاس بأخدانهم، فإنّ الرّجل يخادن من يعجبه نحوه».

* وكان يقول رضي الله عنه: «كنّا إذا افتقدنا الأخ أتيناه، فإن كان مريضا كانت عيادة، وإن كان مشغولا كانت عونا، وإن كان غير ذلك كانت زيارة».

* عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «إذا أقسم أحدكم على أخيه فليبرّه، فإن لم يفعل فليكفّر الّذي أقسم عن يمينه».

* عن عكرمة رضي الله عنه قال: «قال اللّه تعالى ليوسف: يا يوسف بعفوك عن إخوتك رفعت ذكرك في الذّاكرين».

* قال حمدون القصاررحمه الله تعالى : « إذا زلَّ أخ من إخونكم فاطلبوا له سبعين عذرا ، فإن لم تقبله قلوبكم ؛ فاعلموا أن المعيب أنفسكم ، حيث ظهر لمسلم سبعون عذرا فلم تقبلوه ».

* قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: « من وصل أخاه بنصيحة له في دينه ونظر له في صلاح دنياه ، فقد أحسن صلته وأدى واجب حقه ، فاتقوا الله فإنها نصيحة لكم في دينكم فاقبلوها ، وموعظة منجية في العواقب فالزموها » .

* أوصى بعض السلف : « استكثروا من الإخوان ، فإن لكل مؤمن شفاعة ، فلعلك تدخل في شفاعة أخيك» .

* عن الوليد بن مسلم قال: قال يوسف بن يعقوب لإخوته الأسباط لمّا حضرته الوفاة: «يا اخوتاه، إنّي لم أنتصف لنفسي من مظلمة ظلمتها في الدّنيا، وإنّي كنت أظهر الحسنة وأدفن السّيّئة، فذلك زادي من الدّنيا. يا إخوتي: إنّي شاركت آبائي في صالح أعمالهم، فأشركوني في قبورهم».

* قال لقمان لابنه: «أي بنيّ واصل أقرباءك وأكرم إخوانك، وليكن إخوانك من إذا فارقتهم وفارقوك لم تعب بهم».

* وقال أيضا: «يا بنيّ، من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المراء يشتم، ومن يصاحب صاحب السّوء لا يسلم، ومن يصاحب الصّالح يغنم».

* وقال أيضا: «يا بنيّ، لا تعد بعد تقوى اللّه من أن تتّخذ صاحباً صالحا».

* عن مجاهد بن جبر رحمه الله تعالى قال: «إذا تواخى المتحابّان في اللّه  عز وجل  فمشى أحدهما إلى الآخر فأخذ بيده فضحك إليه تحاتّت خطاياهما كما يتحاتّ ورق الشّجر. قلت: إنّ هذا ليسير. قال: لا تقل ذلك فإنّ اللّه  عز وجل  يقول لنبيّه صلى الله عليه وسلم:(( لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ.....))  الآية».

* قال سعيد بن المسيّب رضي الله عنه «كتب إليّ بعض إخواني من الصّحابة أن ضع أمر أخيك على الأحسن ما لم تغلب».

* عن الأوزاعيّ رحمه الله تعالى قال: «سمعت بلال بن سعد بن تميم، يقول: أخ لك كلّما لقيك ذكّرك بحظّك من اللّه خير لك من أخ كلّما لقيك وضع في كفّك دينارا».

* قال ابن الحسن الورّاق، وقد سأل أبا عثمان عن الصّحبة، قال: «هي مع اللّه بالأدب، ومع الرّسول صلى الله عليه وسلم بملازمة العلم واتّباع السّنّة، ومع الأولياء بالاحترام والخدمة، ومع الإخوان بالبشر والانبساط وترك وجوه الإنكار عليهم، ما لم يكن خرق شريعة أو هتك حرمة. قال اللّه تعالى: ((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)) [الأعراف:199] الآية ،والصّحبة مع الجهّال بالنّظر إليهم بعين الرّحمة، ورؤية نعمة اللّه عليك إذ لم يجعلك مثلهم، والدّعاء للّه أن يعافيك من بلاء الجهل».

* كتب الأحنف بن قيس مع رجل إلى صديق له: «أمّا بعد، فإذا قدم عليك أخ لك موافق، فليكن منك مكان سمعك وبصرك، فإنّ الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف، ألا تسمع إلى قول اللّه  عز وجل  لنوح في شأن ابنه: ((إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ)) [هود:46] يقول: ليس من أهل ملّتك. فانظر إلى هذا وأشباهه فاجعلهم كنوزك وذخائرك، وأصحابك في سفرك وحضرك، فإنّك إن تقرّبهم تقرّبوا منك، وإن تباعدهم يستغنوا باللّه  عز وجل  والسّلام».

* عن محمّد بن كعب القرظيّ أنّه: أوصى عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى فقال له: «يا عمر بن عبد العزيز، أوصيك بأمّة محمّد خيرا، من كان منهم دونك فاجعله بمنزلة ابنك، ومن كان منهم فوقك فاجعله بمنزلة أبيك، ومن كان منهم سنّك فاجعله بمنزلة أخيك، فبرّ أباك، وصل أخاك، وعاهد ولدك فقال عمر: «جزاك اللّه يا محمّد بن كعب خيرا».

* عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى أنّه قال لختنه: «يا مغيرة، انظر كلّ أخ لك وصاحب لك، وصديق لك لا تستفيد في دينك منه خيرا فانبذ عنك صحبته، فإنّما ذلك لك عدوّ. يا مغيرة! النّاس أشكال: الحمام مع الحمام. والغراب مع الغراب، وكلّ مع شكله».
قال الحسن رحمه الله تعالى: «المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه ما لا يعجبه سدّده وقوّمه، وحاطه وحفظه في السّرّ والعلانية. إنّ لك من خليلك نصيبا وإنّ لك نصيبا من ذكر من أحببت. فثقوا بالأصحاب والإخوان والمجالس».

* سئل محمّد بن واسع رحمه الله تعالى: أيّ العمل في الدّنيا أفضل؟ قال: «صحبة الأصحاب، ومحادثة الإخوان إذا اصطحبوا على البرّ والتّقوى،ولا خير في صحبة الأصحاب ومحادثة الإخوان إذا كانوا عبيد بطونهم لأنّهم إذا كانوا كذلك ثبّط بعضهم بعضا عن الآخرة».

* قال رجل لداوود الطّائيّ: أوصني، قال: «اصحب أهل التّقوى، فإنّهم أيسر أهل الدّنيا عليك مئونة، وأكثرهم لك معونة».

* عن معاوية بن قرّة، قال: «نثرنا في المودّة والإخاء فلم نجد أثبت مودّة من ذي أصل».

* سئل بعض الحكماء: أيّ الكنوز خير؟ قال: «أمّا بعد تقوى اللّه فالأخ الصّالح».

* قال حمدون القصّار: «إذا زلّ أخ من إخوانك، فاطلب له تسعين عذرا، فإن لم يقبل ذلك فأنت المعيب».

* قال ابن المبارك رحمه الله تعالى: «من استخفّ بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخفّ بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخفّ بالإخوان ذهبت مروءته».

* كتب عالم إلى من هو مثله أن اكتب لي بشي ء ينفعني في عمري. فكتب إليه: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. استوحش من لا إخوان له، وفرّط المقصّر في طلبهم، وأشدّ تفريطاً من ظفر بواحد منهم فضيّعه؛والنّاس ثلاثة: معرفة، وأصدقاء، وإخوان؛ فالمعرفة بين النّاس كثيرة، والأصدقاء عزيزة. والأخ قلّما يوجد».

* قال إسحاق بن إبراهيم بن راهويه: إنّه سأل أبا عبد اللّه- يعني أحمد بن حنبل- عن الحديث الّذي جاء «إذا بلغك شي ء عن أخيك فاحمله على أحسنه حتّى لا تجد له محملا» ما يعني به؟ قال أبو عبد اللّه: يقول تعذره تقول لعلّه كذا لعلّه كذا».

* عن الحسن بن كثير، قال: «شكونا إلى محمّد بن علىّ الحاجة وجفاء إخواني. فقال: «بئس الأخ أخ يرعاك غنيّا ويقطعك فقيرا». ثمّ أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم، فقال: «استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني».

* عن عمرو بن عبد الرّحمن، قال: «جاءت يزيد بن عبد الملك بن مروان غلّة من غلّته، فجعل يصرّرها ويبعث بها إلى إخوانه، وقال: إنّي لأستحي من اللّه  عز وجل  أن أسأل الجنّة لأخ من إخواني وأبخل عليه بدينار أو درهم».

* عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال: «ما أعطيت أحداً مالا إلّا وأنا أستقلّه، وإنّي أستحي من الله  عز وجل  إن سألت الله  عز وجل  لأخ من إخواني وأبخل عنه بالدّنيا وإذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الدّنيا بيدك كنت أبخل».

* عن عبيد بن عمير رحمه الله تعالى أنّه: «إذا آخى أخا في اللّه أخذ بيده فاستقبل به القبلة ثمّ قال: اللّهمّ اجعلنا شهداء بما جاء به محمّد صلى الله عليه وسلم. واجعل محمّداً صلى الله عليه وسلم شهيداً بالإيمان، وقد سبقت لنا منك الحسنى، غير مغلول علينا، ولا قاسية قلوبنا، ولا قائلين ما ليس لنا بحقّ، ولا سائلين ما ليس لنا بعلم».

* عن أبي عبد الرحمن البصريّ، عن أبيه، أنّ رجلا من عبد القيس قال لابنه: «أي بنيّ لا تؤاخ أحداً حتّى تعرف موارد أموره ومصادرها، فإذا استطبت منه الخبر، ورضيت منه العشرة، فآخه على إقالة العثرة والمواساة عند العسرة».

* قال بعضهم: «كانت الحكماء تقول: إنّ ممّا يجب للأخ على أخيه مودّته بقلبه، وتزيّنه بلسانه، ورفده بماله، وتقويمه بأدبه، وحسن الذّبّ والمدافعة عن عيبته».

* قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «كفى بك عيباً أن يبدو لك من أخيك ما يخفى عليك من نفسك، أو تؤذي جليسك فيما لا يعنيك، أو تعيب شيئاً وتأتي بمثله».

* قال مصطفى السباعي رحمه الله تعالى «الإخوان ثلاثة: أخ تتزين به، وأخ تستفيد منه، وأخ تستند إليه، فإذا ظفرت بمثل هذا فلا تفرِّط فيه؛ فقد لا تجد غيره».

* قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: «إذا ظهرت الغيبة ارتفعت الأخوة في الله».

* قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى «نعمت الهدية الكلمة الطيبة من الحكمة يحفظها الرجل حتى يلقيها إلى أخيه».

* وقال رضي الله عنه: «آخ الإخوان على قدر التقوى؛ ولا تستعن على حاجتك من لا يحب نجاحها لك؛ وشاور في أمرك الذين يخافون الله  عز وجل ».

* قال الأحنف رحمه الله تعالى: «من حقّ الصديق أنْ يحتمل له ثلاث: أنْ يجاوز عن ظلم الغضب وظلم الهفوة وظلم الدالة.

* وقال: «الإخاء جوهرة رقيقة، فهي ما لم توق عليها وتحرسها كانت معرضة للآفات، فارض الإخاء بالذلة حتى تصل إلى فوقه، وبالكظم حتى تعتذر إلى مَنْ ظلمك، وبالرضا حتى لا تستكثر من نفسك الفضل ولا من أخيك التقصير».

* عن مجاهد رحمه الله تعالى قال: «المتحابون في اللّه  عز وجل  إذا التقوا فكشر بعضهم إلى بعض، تتحات عنهم الخطايا كما يتحات ورق الشجر في الشتاء إذا يبس.

* وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول:« نظر الأخ إلى وجه أخيه على المودة والرحمة عبادة».

* وقال الجنيد رحمه الله تعالى: «ما تواخى اثنان في اللّه  عز وجل  فاستوحش أحدهما من صاحبه واحتشم منه إلاّ لعلّة في أحدهما».

* وقال بعض الحكماء: «من جعل نفسه فوق قدره عند الإخوان أثم وأثموا، ومن جعل نفسه في قدره تعب وأتعبهم، ومن جعلها دون قدره سلم وسلموا».

* وقال آخر:«اثنان عزيزان ولا يزدادان، إلاّ عزة درهم من حلال وأخ تسكن إليه، وقيل تأنس به».

* وقيل لحكيم بن مرة: أيما أحب إليك: أخوك أو صديقك؟ فقال إنما أحب أخي إذا كان صديقاً».

* وقال إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى: «لا تقطع أخاك ولا تهجره عند الذنب، فإنه يركبه اليوم ويتركه غداً».

* وكان محمد بن واسع رحمه الله تعالى يقول: «ما بقي في الدنيا شيء ألذه إلاّ ثلاث: الصلاة في جماعة، والتهجد من الليل، ولقاء الإخوان».

* كان الحسن وأبو قلابة يقولان:« إخواننا أحب إلينا من أهلينا وأولادنا، لأن أهلينا يذكرونا الدنيا وإخواننا يذكرونا الآخرة».

* وعن عطاء رحمه الله تعالى أنه كان يقول:« تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، وإن كانوا مشاغيل فأعينوهم، وإنْ كانوا نسوا فذكروهم».

* وكان سعيد بن العاص رحمه الله تعالى يقول: «لجليسي عليّ ثلاث: إذا دنا رحبت به وإذا حدث أقبلت عليه وإذا جلس أوسعت له».

* وقال الأحنف بن قيس: «الإنصاف يثبت المودة، ومع كرم العشرة تطول الصحبة، وكان يقول: «ثلاث خلال تجلب بهن المحبة: الإنصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدة والانطواء على المودة».

* وقال أكثم بن صيفي رحمه الله تعالىلبنيه: «يا بني، تقاربوا في المودة ولا تتكلوا على القرابة».

* وقد قال عيسى عليه السلام لأصحابه: «كيف تصنعون إذا رأيتم أخاكم نائماً فكشفت الريح عنه ثوبه، قالوا: نستره ونغطيه فقال: بل تكشفون عورته، قالوا: سبحان اللّه من يفعل هذا، فقال: أحدكم يسمع في أخيه بالكلمة فيزيد عليه ويشيعها بأعظم منها».

* وروي عن عليّ رضي الله عنه:« لعشرون درهماً أعطيها أخي في اللّه  عز وجل  أحّب إلي من أنْ أتصدق بمائة درهم على المساكين».

* وقال أيضاً: «لأن أصنع من طعام وأجمع عليه إخواني في اللّه  عز وجل  أحبّ إلى من أنْ أعتق رقبة.

* وقال الثوري رحمه الله تعالى: «إذا أردت أنْ تؤاخي رجلا ًفأغضبه ثم دسّ عليه من يسأله عنك، فإن قال خيراً فاصحبه».

* وقال آخر: «لا تؤاخين أحداً حتى تبلوه وتفشي إليه سرّاً، ثم اجفه واستغضبه وانظر، فإن أفشاه عليك فأجتنبه.

* وقال آخر: «إني لأدعو لأربعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسمائهم».

* عن ابن عطاء عن أبيه قال:« تعاهدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى، فعودوهم؛ وإن كانوا مشاغيل، فأعينوهم؛ وإن كانوا نسوا، فذكروهم؛ وكان يقال امش ميلاً، وعد مريضاً؛ وامش ميلين، وأصلح بين اثنين؛ وامش ثلاثاً، وزر أخا في الله».

* عن ذي النون رحمه الله تعالى قال: «ما أعز الله عبداً بعز هو أعز له: من أن يذله على ذل نفسه، وما أذل الله عبداً بذل هو أذل له: من أن يحجبه عن ذل نفسه».

* عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: «أنتم جلاء قلبي».

* وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى:« لو أن الدنيا كلها لي لجعلتها في فم أخ من إخواني لاستقللتها له».

* وقال أيضاً: «إني لألقم اللقمة أخاً من إخواني فأجد طعمها في حلقي».

* قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: «عليك بإخوان الصّدق فعش في أكنافهم فإنّهم زين في الرّخاء وعدّة في البلاء».

* وقال أيضا: «آخ الإخوان على قدر التّقوى، ولا تجعل حديثك بذلة إلّا عند من يشتهيه، ولا تضع حاجتك إلّا عند من يحبّ قضاءها، ولا تغبط الأحياء إلّا بما تغبط الأموات، وشاور في أمرك الّذين يخشون اللّه  عز وجل ».

* قال عبد الرّحمن بن عوف رضي الله عنه: «آخى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، بيني وبين سعد بن الرّبيع، فقال لي سعد: إنّي أكثر الأنصار مالا، فأقاسمك مالي شطرين، ولي امرأتان، فانظر أيّتهما شئت حتّى أنزل لك عنها، فإذا حلّت تزوّجتها، فقلت: لا حاجة لي في ذلك، دلّوني على السّوق، فدلّوني على سوق بني قينقاع، فما رحت حتّى استفضلت أقطا وسمنا... الحديث.

* قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: «التّارك للإخوان متروك».

* عن عبد اللّه بن الزّبير رضي الله عنه قال: « لمّا وقف الزّبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال: يا بنيّ لا يقتل اليوم إلّا ظالم أو مظلوم، وإنّي لا أراني إلّا سأقتل اليوم مظلوما، وإنّ من أكبر همّي لديني، أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئا فقال: يا بنيّ، بع مالنا، فاقض ديني. وأوصى بالثّلث، وثلثه لبنيه- يعني بني عبد اللّه بن الزّبير، يقول: ثلث الثّلث- فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدّين فثلثه لولدك. قال هشام: وكان بعض ولد عبد اللّه قد وازى بعض بني الزّبير- خبيب وعباد- وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات.  قال عبد اللّه: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بنيّ إن عجزت عن شي ء منه فاستعن عليه مولاي. قال: فو اللّه ما دريت ما أراد حتّى قلت: يا أبت من مولاك؟ قال: اللّه. قال: فو اللّه ما وقعت في كربة من دينه إلّا قلت: يا مولى الزّبير اقض عنه دينه، فيقضيه.  فقتل الزّبير رضي الله عنه ولم يدع ديناراً ولا درهماً، إلّا أرضين منها الغابة، وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة، ودارا بالكوفة، ودارا بمصر.

* قال: وإنّما كان دينه الّذي عليه أنّ الرّجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إيّاه، فيقول الزّبير: لا، ولكنّه سلف، فإنّي أخشى عليه الضّيعة. وما ولي إمارة قطّ ولا جباية خراج ولا شيئا إلّا أن يكون في غزوة مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان يقال عبد اللّه بن الزّبير فحسبت ما عليه من الدّين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف قال: فلقي حكيم ابن حزام عبد اللّه بن الزّبير فقال: يا ابن أخي: كم على أخي من الدّين؟ فكتمه فقال مائة ألف. فقال حكيم: واللّه ما أرى أموالكم تسع لهذه. فقال له عبد اللّه: أرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف؟ قال: ما أراكم تطيقون هذا، فإن عجزتم عن شي ء منه فاستعينوا بي. قال: وكان الزّبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف. فباعها عبد اللّه بألف ألف وستّمائة ألف، ثمّ قام فقال: من كان له على الزّبير حقّ فليوافنا بالغابة. فأتاه عبد اللّه بن جعفر- وكان له على الزّبير أربعمائة ألف- فقال لعبد اللّه: إن شئتم تركتها لكم.

* قال عبد اللّه: لا. قال: فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخّرون إن أخّرتم. فقال عبد اللّه: لا. قال: قال: فاقطعوا لي قطعة. قال عبد اللّه: لك من ههنا إلى ههنا.

* قال فباع منها فقضى دينه فأوفاه، وبقي منها أربعة أسهم ونصف، فقدم على معاوية- وعنده عمرو ابن عثمان والمنذر بن الزّبير، وابن زمعة- فقال له معاوية: كم قوّمت الغابة؟ قال: كلّ سهم مائة ألف. قال: كم بقي؟ قال: أربعة أسهم ونصف. فقال المنذر ابن الزّبير: قد أخذت سهما بمائة ألف. وقال عمرو بن عثمان: قد أخذت سهما بمائة ألف. وقال ابن زمعة: قد أخذت سهما بمائة ألف. فقال معاوية كم بقي؟ فقال: سهم ونصف. قال: أخذته بخمسين ومائة ألف. قال: وباع عبد اللّه بن جعفر نصيبه من معاوية بستّمائة ألف.
فلمّا فرغ ابن الزّبير من قضاء دينه، قال بنو الزّبير: اقسم بيننا ميراثنا. قال: لا واللّه لا أقسم بينكم حتّى أنادي بالموسم أربع سنين: ألا من كان له على الزّبير دين فليأتنا فلنقضه. قال: فجعل كلّ سنة ينادي بالموسم. فلمّا مضى أربع سنين قسم بينهم. قال: وكان للزّبير أربع نسوة، ورفع الثّلث فأصاب كلّ امرأة ألف ألف ومائتا ألف».

* قال عطاء بن أبي رباح رحمه الله تعالى: «تفقّدوا إخوانكم بعد ثلاث فإن كانوا مرضى فعودوهم أو مشاغيل فأعينوهم أو كانوا نسوا فذكّروهم».

* قال أبو جعفر بن صهبان رحمه الله تعالى: «كان يقال: أوّل المودّة طلاقة الوجه، والثّانية التّودّد، والثّالثة قضاء حوائج النّاس».

* قال داود الطّائيّ لرجل طلب منه الوصيّة: «اصحب أهل التّقوى، فإنّهم أيسر أهل الدّنيا عليك مئونة، وأكثرهم لك معونة.

* قال أبو حمزة الشّيبانيّ رحمه الله تعالى لمن سأله عن الإخوان في اللّه من هم؟ قال: «هم العاملون بطاعة الله  عز وجل المتعاونون على أمر الله  عز وجل  وإن تفرّقت دورهم وأبدانهم».

* قال ابن المعتزّ رحمه الله تعالى: «من اتّخذ إخواناً كانوا له أعوانا».

* قال بعض الحكماء: «من جاد لك بمودّته، فقد جعلك عديل نفسه، فأوّل حقوقه اعتقاد مودّته، ثمّ إيناسه بالانبساط إليه في غير محرّم، ثمّ نصحه في السّرّ والعلانية، ثمّ تخفيف الأثقال عنه، ثمّ معاونته فيما ينوبه من حادثة، أو يناله من نكبة، فإنّ مراقبته في الظّاهر نفاق، وتركه في الشّدّة لؤم».

* وقال بعض البلغاء: «صديق مساعد، عضد وساعد».

وصلّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


أمير بن محمد المدري
اليمن – صنعاء
Almadari_1@hotmail.com
 

-------------------
[i] من كتاب الجواهر والدرر من أقوال السادة الغرر للكاتب ،الجزء الأول ،دار الكتب اليمنية ،صنعاء  ،ط1 .[i]

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أمير المدري
  • كتب وبحوث
  • مقالات ورسائل
  • خطب من القرآن
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية