صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







سلسلة الجواهر والدرر من أقوال السادة الغرر(i)
 في آثار الذنوب والمعاصي (2)

أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن


بسم الله الرحمن الرحيم


* قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «أني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها».

* وقال آخر:«إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات، وإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات، فان الحسنة تدل على أختها، وإن السيئة تدل على أختها».

* قال أبو حازم رحمه الله: «إذا رأيت الله  عز وجل  يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره».

* وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «إنّ للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسَعة في الرزق، وقوَّة في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبُغضاً في قلوب الخلق».

* قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن بهلاكها».

* وعن جبير بن نفير قال لما فُتحت قبرص فُرّق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء رضي الله عنه جالساً وحده يبكي فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: «ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله  عز وجل  إذا تركوا أمره بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فرأيتهم كما نرى».

* عن عامر قال: كتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية: «أما بعد فان العبد إذا عمل بمعصية الله  عز وجل  عاد حامده من الناس ذاما».

* قالت عائشة رضي الله عنها: «الستر قسمان: ستر عن المعصية وستر فيها، فالعامة يطلبون من الله تعالى الستر فيها خشية سقوط مرتبتهم عند الخلق، والخاصة يطلبون من الله الستر عنها خشية سقوطهم من نظر الملك الحق»·

* وقالت أيضاً: «إنكم لن تلقوا الله بشيء خير لكم من قلة الذنوب فمن سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف نفسه عن كثرة الذنوب».

* قال سعيد بن المسيب رحمه الله: «ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله  عز وجل  ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله، وكفى بالمؤمن نصرة من الله  عز وجل  أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله».

* وقال آخر:«انك لتجد الرجل يعمل بالمعاصي فإذا قيل له: أتحب أن تموت? قال: يقول: وكيف? وعندي ما عندي. فيقال له: أفلا تترك ما تعمل من المعاصي? فيقول: ما أريد تركه وما أحب أن أموت حتى اتركه».

* قال مجاهد بن جبير رحمه الله: «من أعز نفسه أذل دينه ومن أذل نفسه اعز دينه»

* وقال أيضاً: «إن العبد إذا اقبل إلى الله  عز وجل  بقلبه أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه».

* وقيل له: أيجد طعم العبادة من يعصي الله قال لا ولا من يهم بالمعصية».

* قال وهيب بن الورد رحمه الله: «لو قمت قيام هذه السارية ما نفعك حتى تنظر ما يدخل بطنك? حلال أو حرام»?

* قال الفضيل بن عياض رحمه الله: «إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك».

* قال ابن القيم رحمه الله: «الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل».

* قال ابن الجوزي رحمه الله: «إخواني: الذنوب تغطي على القلوب، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى، ومن علم ضرر الذنب استشعر الندم».

* وقال أيضاً: «يا صاحب الخطايا أين الدموع الجارية، يا أسير المعاصي ابك على الذنوب الماضية، أسفاً لك إذا جاءك الموت وما أنبت».

* قال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله: «رب معصية أورثت ذُلاً وانكسارًا، خير من طاعة أورثت عزًّا واستكبارًا».

* قال ابن الجوزي رحمه الله: «يا طالب الجنة! بذنب واحد أُخرج أبوك منها، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها! إن امرأً تنقضي بالجهل ساعاته، وتذهب بالمعاصي أوقاته، لخليق أن تجري دائماً دموعه، وحقيق أن يقل في الدجى هجوعه».

* وقال أيضاً: «وقوع الذنب على القلب كوقوع الدهن على الثوب، إن لم تعجل غسله وإلا انبسط».

* وقال أيضاً: «لقد رأيت والله من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه، ثم تعدى الحدود؛ فهان عند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته، لقد رأيت من يراقب الله  عز وجل  في صبوته مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم؛ فعظم الله قدره في القلوب، حتى عَلِقَتْهُ ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير، ورأيت من كان يرى الاستقامة إذا استقام، وإذا زاغ مال عنه اللطف، ولولا عموم الستر، وشمول رحمة الكريم - لافتضح هؤلاء المذكورون، غير أنه في الأغلب تأديب، أو تلطف في العقاب».

* وقال أيضاً: إياك والذنوب فإنها أذلت أباك بعد عز: «أسجدوا» وأخرجته من أقطار «أسكُن».

* وقال آخر:«النظر النظر إلى العواقب، فإن اللبيب لها يراقب، أين تعب من صام الهواجر؟ وأين لذة العاصي الفاجر؟ فكأن لم يتعب من صابر اللذات، وكأن لم يلتذ من نال الشهوات».

* قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: «ما ترك أحد صلاة الجماعة إلا بذنب».

* قال مبارك بن فضالة: سمعت الحسن وقال له شاب: أعياني قيام الليل. فقال: قيدتك خطاياك.

* قيل للحسن البصري رحمه الله: ألا ترى كثرة الوباء فقال أنفق ممسك وأقلع مذنب واتعظ جاحد».

* كان الرجل إذا سال ابن سيرين عن الرؤيا قال: «اتق الله  عز وجل  في اليقظة ولا يضرك ما رأيت في المنام».

* قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: «كونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم».

*  وقال آخر:«يا جرحى الذنوب، إن الدواء في ترك الذنوب».

* ومما كتبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص عندما أرسله لفتح فارس: «أما بعد, فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال, فإن تقــوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب وآمرك ومن معك بأن تكونوا أشــد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم».

* قيل لحكيم ما العافية؟ قال: أن يمر بك اليوم بلا ذنب.

* قال مصطفى السباعي رحمه الله: «الشهوة الآثمة حلاوة ساعة ثم مرارة العمر، والشهوة المباحة حلاوة ساعة ثم فناء العمر، والصبر المشروع مرارة ساعة ثم حلاوة الأبد».

* وقال أيضاً: «إذا همّت نفسك بالمعصية فذكرها بالله، فإذا لم ترجع فذكرها بأخلاق الرجال، فإذا لم ترجع فذكرها بالفضيحة إذا علم بها الناس، فإذا لم ترجع فاعلم أنك تلك الساعة قد انقلبت إلى حيوان».

* وقال آخر:«كل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل، وكذلك كل مذنبٍ ذنباً، وهو معنى قوله تعالى: { مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [النساء : 123]».

وقال آخر:«ربما رأى العاصي سلامة بدنه؛ فظن ألا عقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة».

* وقال آخر:«المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة».

* قال ابن الجوزي رحمه الله: «ربما كان العقاب العاجل معنويا ً، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب! كم أعصيك، ولا تعاقبني؟ فقيل له: كم أعاقبك، وأنت لا تدري؟ أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟

* وقال أيضاً: «الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي؛ فإن نارها تحت الـرماد، وربما تأخـرت العقوبة، وربما جاءت مستعجلة».

* وقال أيضاً: «أعجب الأشياء اغترار الإنسان بالسلامة، وتأميله الإصلاح فيما بعد وليس لهذا الأمل منتهى ولا للاغترار حد؛ فكلما أصبح وأمسى معافى زاد الاغترار، وطال الأمل».

* وقال أيضاً: «إن للخلوة تأثيرات تظهر في الجلوة؛ كم من مؤمن بالله  عز وجل  يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له؛ فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر، فيفوح طيبه، فيستنشقه الخلائق، ولا يدرون أين هو».

* قال سفيان الثوري رحمه الله: «لأن تلقى الله بسبعين ذنباً فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد».

* قال الفضيل بن عياض رحمه الله: «بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله».

* قال ابن الجوزي رحمه الله: «تذكرت في سبب دخول جهنم فإذا هو المعاصي، فنظرت في المعاصي فإذا حاصلة في طلب اللذات، فنظرت في اللذات فإذا هي خدعا ًليست بشيء، في ضمنها من الأكدار ما يصيِّرها نغصاً، فتخرج عن كونها لذاتٍ؛ فكيف يتبع العاقل نفسه، ويرضى بجهنم؛ لأجل هذه الأكدار؟».

* وقد قال الحكماء:« المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة».

* وقال بن الجوزي رحمه الله: «قد تَبْغَتُ العقوبات، وقد يؤخرها الحلم، والعاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة؛ فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل. وأسرع المعاصي عقوبةً ماخلا عن لذة تنسي النهى، فتكون كالمعاندة، والمبارزة، فإن كانت اعتراضاً على * الخالق، أو منازعة له في عظمته، فتلك التي لا تُتلافى، خصوصاً إذا وقعت من عارف بالله؛ فإنه يندر إهماله».

* عن الحسن البصري رحمه الله قال: «إن المؤمن: يصبح حزيناً، ويمسي حزيناً، ولا يسعه غير ذلك؛ لأنه بين مخافتين: بين ذنب قد مضى، لا يدري ما الله يصنع فيه؛ وبين أجل قد بقي، لا يدري ما يصيب فيه من المهالك».

* عن حبيب أبي محمد قال: « إن من سعادة المرء إذا ما مات: ماتت معه ذنوبه».

* عن الحسن بن صالح رحمه الله قال: «العمل بالحسنة: قوة في البدن، ونور في القلب، وضوء في البصر؛ والعمل بالسيئة: وهن في البدن، وظلمة في القلب، وعمى في البصر».

* عن سفيان الثوري رحمه الله قال: «حُرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنبٍ أحدثته ».

* عن رياح القيسي رحمه الله قال: « لي نيف وأربعون ذنباً، قد استغفرت لكل ذنب: مائة ألف مرة».

* عن قتادة قال: «إن الذنب الصغير: يجتمع إلى غيره مثله على صاحبه، حتى يهلكه؛ ولعمري، إنا لنعلم: أن أهيبكم للصغير من الذنب، أورعكم عن الكبير».

* عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: إن أعظم الذنوب، أن يقول الرجل: الله يعلم أني صادق، والله يعلم أنه كاذب».

* عن الفضيل بن عياض رحمه الله قال: «أصلح ما أكون: أفقر ما أكون؛ وإني لأعصى الله، فأعرف ذلك في خلق حماري».

* عن حاتم الأصم رحمه الله قال: « أصل المصيبة ثلاثة أشياء: الكبر، والحرص، والحسد».

* وقال رجل لحاتم: عظني ..فقال: « إن كنت تريد أن تعصي مولاك، فاعصه في موضع لا يراك».

* عن بلال بن سعيد رحمه الله قال: «لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن أنظر إلى من عصيت».

* عن عمرو بن ميمون رحمه الله قال:« ما كان أبي بكثير الصيام والصلاة، ولكنه كان يكره أن يعصي الله».

* عن الأعمش رحمه الله قال: «سمعت خيثمة وأصحابنا يقولون: لا تجرؤا الشيطان على أحدكم.

* عن سعيد بن جبير، أنه قيل له: من أعبد الناس؟ قال: رجل اجترح من الذنوب، فكلما ذكر ذنوبه، احتقر عمله.

* عن بكر بن عبد الله المزني رحمه الله قال: «من يأت الخطيئة وهو يضحك: دخل النار وهو يبكي».

* عن إبراهيم التيمي رحمه الله قال: «أعظم الذنب عند الله: أن يحدث العبد بما ستر الله تعالى عليه».

* عن عون بن عبد الله بن عتبة رحمه الله قال: «كانوا يقولون: ذلوا عند طاعة الله، وعزوا عند المعصية».

* عن أنس رضي الله عنه قال: « إنكم لتعملون أعمالاً، هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعـدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات».

* عن مجاهد رحمه الله قال: «القلب بمنزلة الكف، فإذا أذنب الرجل ذنباً، انقبض إصبع، حتى تنقبض أصابعه كلها إصبعاً إصبعاً، قال: ثم يطبع عليه؛ فكانوا يرون: أن ذلك الران، قال الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)} [المطففين : 14].

* عن مكحول رحمه الله قال: «أرق الناس قلوباً: أقلهم ذنوباً.

* عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: «يا صاحب الذنب، لا تأمن من سوء عاقبته، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته، فإن قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب، أعظم من الذنب الذي عملته؛ وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك، أعظم من الذنب؛ وفرحك بالذنب إذا ظفرت به، أعظم من الذنب؛ وحزنك على الذنب إذا فاتك، أعظم من الذنب إذا ظفرت به؛ وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب، ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك، أعظم من الذنب إذا عملته؛ ويحك، هل تدري ما كان ذنب أيوب عليه السلام، فابتلاه الله تعالى بالبلاء في جسده، وذهاب ماله؟ إنما كان ذنب أيوب عليه السلام: أنه استعان به مسكين على ظلم يدرؤه عنه، فلم يعنه، ولم يأمر بمعروف، وينه الظالم عن ظلم هذا المسكين، فابتلاه الله عزوجل».

*
عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً أنه قال: «ما من مؤمن ولا فاجر، إلا وقد كتب الله تعالى له رزقه من الحلال؛ فان صبر حتى يأتيه، آتاه الله تعالى؛ وإن جزع، فتناول شيئاً من الحرام، نقصه الله من رزقه الحلال».

* عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: «ليحذر المرء أن تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر، ثم قال: أتدري ما هذا؟ قلت: لا، قال: العبد يخلو بمعاصي الله  عز وجل ، فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر».

* عن عبد الله بن السري قال: قال ابن سيرين رحمه الله: إني لأعرف الذنب الذي حمل علي به الدين ما هو؛ قلت لرجل من أربعين ذ سنة: يا مفلس؛ فحدث به أبا سليمان الداراني فقال: قلت ذنوبهم، فعرفوا من أين يؤتون؛ وكثرت ذنوبنا وذنوبك، فليس ندري من أين نؤتى.

* عن محمد بن واسع رحمه الله قال: «لو كان يوجد للذنوب ريح، ما قدرتم أن تدنوا مني، من نتن ريحي».

* وعنه قال:« إنه ليعرف الفاجر في وجهه».

* عن مالك بن دينار رحمه الله قال: «إن لله تعالى عقوبات، فتعاهدوهن من أنفسكم في القلب والأبدان: ضنكاً في المعيشة، ووهناً في العبادة، وسخطة في الرزق».

* عن معتمر عن أبيه - أبو المعتمر سليمان بن طرخان - قال: «إن الرجل ليذنب الذنب، فيصبح عليه مذلته».

* عن ذي النون رحمه الله قال: «كل مطيع مستأنس، وكل عاص مستوحش، وكل محب ذليل، وكل خائف هارب، وكل راج طالب».

* عن الحسن رحمه الله قال: «إن العبد ليعمل الذنب، فما يزال به كئيباً».

* عن أحمد بن أبي الحواري رحمه الله قال: «قلت لأبي سليمان: لم أوتر البارحة، ولم أصل ركعتي الفجر، ولم أصل الصبح في جماعة؛ قال: بما كسبت يداك، والله ليس بظلام للعبيد؛ شهوة أصبتها».

* عن أبي سليمان الداراني رحمه الله قال:« أقمت عشرين سنة لم أحتلم، فدخلت مكة، فأحدثت بها حدثاً، فما أصبحت حتى احتلمت؛ فقلت له: فأي شيء كان ذلك الحدث؟ قال: تركت صلاة العشاء في المسجد الحرام في جماعة، فما أصبحت، حتى احتلمت».

* قال ابن القيم رحمه الله:« لو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي إلا إقامة المروءة ، وصون العرض ، وحفظ الجاه ، وصيانة المال الذي جعله الله قِواما لمصالح الدنيا والآخرة ، ومحبة الخلق ، وجواز القول بينهم ، وصلاح المعاش ، وراحة البدن ، وقوة القلب ، وطيب النفس ، ونعيم القلب ، وانشراح الصدر ، والأمن من مخاوف الفُساق والفجار ، وقلة الهم والغم والحزن ، وعز النفس عن احتمال الذل ، وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية ، وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار ، وتيسير عليه الرزق من حيث لا يحتسب ، وتيسير ما عسر على أرباب الفسوق والمعاصي ، وتسهيل الطاعات عليه ، وتيسير العلم والثناء الحسن في الناس ، وكثرة الدعاء له ، والحلاوة التي يكتسبها وجهه ، والمهابة التي تُلقى له في قلوب الناس ، وانتصارهم وحميتهم له اذا أوذي وظُلِم ، وذبِّهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب ، وسرعة إجابة دعائه ، وزوال الوحشة التي بينه وبين الله ، وقُرب الملائكة منه ، وبُعد شياطين الإنس والجن منه ، وتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه ، وخطبتهم لمودته وصحبته ، وعدم خوفه من الموت ، بل يفرح به لقدومه على ربه ولقائه له ومصيره إليه ، وصِغَر الدنيا في قلبه ، وكِبَر الآخرة عنده ، وحرصه على الملك الكبير والفوز العظيم فيها ، وذوق حلاوة الطاعة ، ووجد حلاوة الإيمان ، ودعاء حملة العرش ومن حوله من الملائكة له ، وفرح الكاتبين به ودعاؤهم له كل وقت ، والزيادة في عقله وفهمه وإيمانه ومعرفته ، وحصول محبة الله له ، وإقباله عليه ، وفرحه بتوبته ، وهكذا يجازيه بفرح وسرور لا نسبة له إلى فرحه وسروره بالمعصية بوجه من الوجوه « .

* قال يحي بن معاذ رحمه الله: « إن العبد على قدر حبه لمولاه يُحبِّبه إلى خلقه ، وعلى قدر توقيره لأمره يُوَقِّره خلقه ، وعلى قدر التشاغل منه بأمره يشغل به خلقه ، وعلى قدر سكون قلبه على وعده يطيب له عيشه ، وعلى قدر إدامته لطاعته يُحلِّيها في صدره ، وعلى قدره لهجه بذكره يديم ألطاف بره ، وعلى قدر استيحاشه من خلقه يؤنسه بعطائه ، فلو لم يكن لابن آدم الثواب على عمله إلا ما عُجِّل له في دنياه لكان كثيرا » .

* قال ابن القيم رحمه الله :« أن الله سبحانه جعل عقوبات أصحاب الجرائم بضد ما قصدوا له بتلك الجرائم ، فجعل عقوبة الكاذب إهدار كلامه ورده عليه ، وجعل عقوبة الغالِّ من الغنيمة لمّا قصد تكثير ماله بالغلول : حرمانه سهمه وإحراق متاعه ، وجعل عقوبة من اصطاد في الحرم أو الإحرام : تحريم أكل ما صاده وتغريمه نظيره ، وجعل عقوبة من استكبر عن عبوديته وطاعته : أن صيَّره عبدا لأهل عبوديته وطاعته ، وجعل عقوبة من أخاف السبيل وقطع الطريق : أن تُقطع أطرافه وتُقطع عليه الطرق كلها بالنفي من الأرض ؛ فلا يسير فيها إلا خائفاً ، وجعل عقوبة من التذ بدنه كله وروحه بالوطء الحرام : إيلام بدنه وروحه بالجلد والرجم فيصل الألم إلى حيث وصلت اللذة ، وشرع النبي صلى الله عليه وسلم عقوبة من اطلع في بيت غيره : أن تقلع عينه بعود ونحوه ؛ إفسادًا للعضو الذي خانه ، وأولجه بيته بغير إذنه ، وعاقب من حرص على الولاية والإمارة والقضاء بأن شرع منعه وحرمانه ما حرص عليه ، ولهذا عاقب أبا البشر آدم عليه السلام بأن أخرجه من الجنة لما عصاه بالأكل من الشجرة ليخلد فيها ، فكانت عقوبته إخراجه منها ضد ما أمَّله ، وعاقب الناس إذا بخسوا الكيل والميزان بجور السلطان عليهم ؛ يأخذ من أموالهم أضعاف ما يبخس به بعضهم بعضا ، وعاقبهم إذا منعوا الزكاة والصدقة ترفيها لأموالهم بحبس الغيث عنهم ، فيمحق بذلك أموالهم ، ويستوي غنيهم وفقيرهم في الحاجة ، وعاقبهم إذا أعرضوا عن كتابه وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم وطلبوا الهدى من غيره : بأن يضلهم ويسد عليهم أبواب الهدى ، وهذا باب واسع جدا عظيم النفع لمن تدبَّره يجده متضمنا لمعاقبة الرب سبحانه من خرج عن طاعته ، بأن يعكس عليه مقصوده شرعاً وقدراً دنيا وآخره ».

* قال أحد الصالحين :كم من الليالي تنام متأخِّرا مع شدة التعب ومع ذلك تجد نفسك تنهض لصلاة الفجر أو للقيام دون أن يوقظك أحد!! وكم من الليالي نمت فيها فورا بعد العشاء ومع ذلك طلعت عليك الشمس بعد أن ضاعت عليك الصلاة!! إنها والله حياة قلبك ليس غير ، وقد علمت أن العبد يُقرع بالعصى ، والحر تكفيه الإشارة ، وهذه ليست إشارة واحدة بل إشارات ، وأنت لست عبد شهوة أو شيطان ، ولست ملك هوى أو غفلة بل أنت من سادات الأحرار وسالكي طريق الأبرار.

* عبد الله بن عون الذي قال عنه خارجة بن مصعب : « صحبتُ عبدالله أربعا وعشرين سنة ، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة » .

* قال الفضيل بن عياض رحمه الله:« حسناتك من عدوك أكثر منها من صديقك!! قيل : وكيف ذلك يا أبا علي؟! قال : إن صديقك إذا ذُكِرتَ بين يديه قال : عافاه الله ، وعدوك إذا ذُكِرت بين يديه يغتابك الليل والنهار ، وإنما يدفع المسكين حسناته إليك ، فلا ترضَ إذا ذُكِر بين يديك أن تقول : اللهم أهلكه .. لا ، بل ادعُ الله : اللهم أصلحه .. اللهم راجع به ، ويكون الله معطيك أجر ما دعوت به ، فإنه من قال لرجل : اللهم أهلكه ، فقد أعطى الشيطان سؤاله ، لأن الشيطان إنما يدور على هلاك الخلق « .
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: « التائب يبكيه ذنبه ، والزاهد يبكيه غربته ، والصديق يبكيه خوف زوال الإيمان « قال سفيان بن عيينة رحمه الله: ما في الأرض آدميٌّ إلا وفيه شَبَهٌ من البهائم؛ فمنهم مَن يهتصر اهتصار الأسد، ومنهم من يَعْدُو عَدْو الذئب، ومنهم مَنْ ينبح نُباح الكلب، ومنهم مَن يتطوَّس كفعل الطاووس، ومنهم مَن يُشبه الخنازير التي لو أُلقي إليها الطعام الطيب عافته، فإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه، فلذلك تجد من الآدميين مَن لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها، وإن أخطأ رجل تروَّاه وحفظه.

* قال علي الطنطاوي رحمه الله: ولا تقيموا الدنيا وتقعدوها ، وتغرقوا الأرض بالدموع لأن الحبيبة المحترمة لم تمنح قُبلة وَعدت بها ، ولم تصِل وقد لوَّحت بالوصل ، تنظمون الأشعار في هذه الكارثة وتنشؤون فيها الفصول ، تبكون وتستبكون ، ثم تنامون آمنين مطمئنين ، والنار من حولكم تأكل البلاد والعباد. الشعر شعور فأي شعور و أي حس فيمن يرى أمة كريمة مجيدة بقضها و قضيضها و مفاخرها و تاريخها و حياتها و أمجادها تُطرد من ديارها و تخرج من بيتها - و هي أمته و أفرادها إخوته - لتعطى مساكنها إلى أمة من أسقط الأمم ... أمة ضُربت عليها الذلة والمسكنة و باءت بغضب من الله ... وغضب من الناس و من الحق و الفضيلة و التاريخ ... و يرى صدورها مفتحة للرصاص ... و شيوخها مساقين إلى حبال المشانق ... و شبابها في شعاف الجبال و بطون الأودية يدفعون الظلم بالدم ... و أطفالها و نساءها بين لصين ... لص ديار ولص أعراض ... لص يحارب بالذهب و لص يقاتل بالبارود ... ثم لا يحس هذا كله و لا يدري به و لا يفكر فيه لماذا ...؟ لان الشاعر المسكين مصاب متألم ... ما له ...؟ ما مصابه ...؟ إن حبيبته لم تعطه خدها ليقبله ...! إن العاطفة إذا بلغت هذا المبلغ كانت جريمة ...! 
 

أمير بن محمد المدري
 صنعاء – اليمن
Almadari_1@hotmail.com
 

----------------------------------------------
[i] من كتاب الجواهر والدرر من أقوال السادة الغرر للكاتب ،الجزء الأول ،دار الكتب اليمنية ،صنعاء  ،ط1 .[i]
 
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أمير المدري
  • كتب وبحوث
  • مقالات ورسائل
  • خطب من القرآن
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية