اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/alyami/86.htm?print_it=1

(( الوعي بالسنن الكونية يزيدنا توازنا ))

د.محمد بن سرّار اليامي
@Abn_srar

 
التنمية سلوك يعيشه الفرد ومسلك تسيرفيه المجتمعات للتحضر والرقي...والحياة "المعاركية"التي تعيشها أجيالناكفيلةبأن تفوت الفرصة الكبيرةعليهافي التنميةوالتحضر...فجل الصراعات الكلاميةأصلا لاتقوم إلا على دوافع الذاتيةأو الطائفيةأوالنفعيةالصرفة...ثم إنك تعيش حياتك على أنها معركةمع كل مخالف استعجال للأذى وازدياد بالمخاصمة وتكثيرللخصوم...وماأحسب هذه إلا من قبيل الصد عن سبيل الحياة...الشريفةالقائمةعلى الإحسان للمخالف والتعليم والتعلم...وهذه المعارك الكلاميةوالمنهجيةوالسلوكية قادت لمعارك الميدان...والله جل وعز يقول:
(يا أيها الناس إناخلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباوقبائل ...لتعارفوا) ولم يقل...لتعاركوا...ولكنا تعاركنامعارك شرسة مع التركيز على أن القاعدة التنمويةتقول: بحجم قدرتنا على استيعاب من حولنا وتوظيفهم فيمايناسب ؛يكون حجم قوتنا ووعينا،لتحقيق وفاق جماعي ،فلابد للبشرية من بعضها البعض،وإلاهلكت،وأهلكت، وخالفت السنن الكونية التي جعلهاالخالق جل وعز في هذا الكون لتدبيرالبشريةجمعاء،ومنها سنة المدافعة(ولولادفع الله الناس)..ثم إن هذه الجموع البشرية على مر العصور وبمختلف الطبقات،تواطئواعلى ما ألفته نفوسهم ؛من قيم العدل والمساواةوالتوسط والإنصاف والتعايش،ونحو ذلك، وجاءالإسلام مؤكدا هذه المبادئ وموجها لها لتصب فيمايخدم مصالح البشريةجمعاءأفرادا ومجموعات...وجعل من قاعدة الكون (لتعارفوا) وشيجة للتعايش،والتواصل البشري،القائم على غايةشريفة...هي عمارةالأرض..و التعايش عند اطلاقه لايعني :التنازل عن ثوابت الإسلام،أوالخيانةله، ولماخلق الله الأرض جعلها متسعةللجميع...يقول جل وعز:
(هوأنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)قال ابن عاشور:ومعنى الإعمار:أنهم جعلوا الأرض عامرة بالبناء والغرس والزرع؛لأن ذلك يعدتعميرا للأرض.أ.ه.

وقدجعل الله مفاتيح التعايش السلمي في دينه العظيم...الإسلام...فأمربالوفاق وحث على الوئام وندب للتسامح حتى مع المخالف في الطباع والفهوم والسلوك؛فذلك من طبيعةهذه البشريةالمختلفةفي المجتمع الواحد،والخلاف الفكري ناتج عن خلاف الطبائع والأجناس والآراء؛الذي هومن لوازم الطبيعةفيهم،وأمرالخلق بتجنب دواعي الخلاف والإختلاف قدر الوسع والطاقة،وحذرهم الوقوع في المأثم والمغرم حين الاستسلام له وتجذيره في نفوس المجتمعات؛بحجةأنه قدرالله المحتوم ،والذي لايعدل عنه...أحد..
وقدتعامل الإسلام مع العناصرالتي تعيش في داخله،وهي تدين بغيره بعهد، وميثاق،وذمة،وأمان ،فكيف بمن يدينون بالإسلام...فالله جل وعز أمر بعدم التفرق في كتابه في غيرما موضع،وندب لجمع الكلمةتحت رايةالإسلام؛لمافي ذلك من التآلف والتعايش،وأمر بالانشغال بعمارة الأرض،سواء الحسيةأوالمعنويةوترك الخلاف فهو...شر...بقي أن أقول:
قال حبيبي صلى الله عليه وسلم:
"إن قامت الساعةوبيدأحدكم فسيلة؛فإن استطاع أن يقوم حتى يغرسهافليفعل"
 

د.محمد بن سرار اليامي
عضوهيئةالتدريس في كليةالشريعة بنجران
0554794790
@Abn_srar

 

محمد اليامي
  • رسائل دعوية
  • رسائل موسمية
  • فوائد من الكتب
  • المتميزة
  • كتب دعوية
  • الصفحة الرئيسية