صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







*الإحتساب على الفساد*

د.محمد بن سرّار اليامي
@Abn_srar


الإحتساب لغة واسعة،جاءت في الشريعة للبناء،والتنمية،لا للمصادرة،والهدم،ولقد أثارت شجوني هذه الميزانيةالمباركة المكتنزةبالخيرات، وبالفرص والمسرات،لهذا الشعب الكريم،في بلاد التوحيد ...ولم أر ذلك بعد تيسير الله جل وعز،إلا بماشنه ولاة الأمر على الفساد من حملة للقضاء عليه،آذت رائحته الأنوف والأنوف،فأنت تشم منه بداهةرائحة الغدر والخيانة،ويرن في مسمعك صوت الأنانيةالمفرطة،وترى نور الإيمان يخبو يخبو في نفس صاحبه،وزهرةالوطنية تختنق وتذبل ؛..من هذه الآفة الخطيرةوالتي أحرق لهيبهاالأخضر واليابس، في أي بقعة من العالم حل، وأعطب سرطانها أعصاب الدول وشل مفاصل الحياة المجتمعية؛ النهوض والتنميةللدول أصبحت متراجعة، بتقدم هذا الحبيب اللدود إلى قلوب المنتفعين به الممارسين له ...مماأكسب الشعوب قناعة بالإحباط ،ورضى بالقليل ..
الفساد ياجماعة كماعرفته
"منظمة الشفافية العالمية" بأنه: "سوء استغلال السلطة من أجل تحقيق المكاسب والمنافع الخاصة"

فرشوة الموظفين فساد
واختلاس الأموال أو الممتلكات فساد،والمتاجرة بالنفوذ والوجاهة فساد،وكذلك إساءة استغلال الوظائف وسلطتها فساد، والإثراء غير المشروع فساد، وإخفاء الموارد والتكتم عليها فساد، وإعاقة سير العدالةوالقضاء فساد؛وتوظيف الأقارب،فقط لأنهم أقارب فساد،فالفساد مركب من مجموع إختلالات ومن سلة ثمارمُرّة،لها رجعها على جوانب الحياةالمختلفة في الدول وللفسادياسادةأقنعة متعددة،منها؛ فسادالأمن؛في الدول،فبه تضيع الشعوب ؛فالأمن أساس استقرار النعم، يقول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا))فالعافيةلايعدلهاشيء ومن الفساد ؛إساءة استعمال السلطة العامة لتحقيق مكسب خاص، أوقل استخدام المال في الشأن الشخصي،دون قانون يأذن.

ومن الفساد كذلك في المناصب الإدارية تحقيق منافع ذاتية بطرق غيرقانونيةوغير شرعية ومن الفسادكذلك فساد الطباع والأخلاق،وتغيرها لتغير المقصدمنها،والنزوع بها إلى المادية البغيظة أماالفساد المالي؛فهومقصود في كثير من الخطابات لأنه والحال هذه مرتبط بكافة المعاملات المالية والاقتصادية المخالفة لأحكام ومبادئ الشريعة الإسلاميةإرتباطا وثيقا،وأثره جلي إن تفاقم على الأمم،فكيف به على الدول وشعوبها اللاهثة وراء التنميةوالنهضة...

وهو قديمثل شرطافي الفساد المؤسسي؛حينمايخترقها فتكون المؤسسة هشةبما يكون معه فسادمؤسسي لهذا الجهاز؛ثم يعم وينتشر كالسرطان اللاهث لإنهاك قوى تلكم المؤسسة،وفجأة وبلامقدمات تتحول المؤسسةالخدمية في الدولة إلى وكر للفساد وشللية بغيضة،بل و ،ينشره ويصدره،ويستورده، فتستغل المناصب،ويضرب بعصى السلطةكل من حاول أن يتعرض له من قريب أوبعيد،ثم ينحرف الفرد الموظف في ذلك الجهاز إلى تحقيق منافعه الذاتيةبكل طريقة،ويعمل كمايعمل غيره،في ذلكم الجهاز ،وهنا تتقاطع المصالح الذاتية المشتركةفتجد نفسك تخوض في بحيرة فساد قذرة،شعارها "امسك لي ،وأقطع لك"..

ويتدرج الفساد في سلم الظلم ،والعار،وأكل أموال الناس بالباطل هابطا بالروح المؤمنة إلى قاذورات الهوى،ويصبح الفاسد الصغير مجاريا للفاسدالكبير،سائرا في ظله،وفساد الدرجات الوظيفية العليا ،والذي يقوم به كبار المسؤولين والموظفين في الجهاز لتحقيق مصالح مادية أو اجتماعية، وهو أخطرمن غيره؛لاعلى الدولةفي تكليفها مبالغ باهضة،ولاعلى الموظف الصغير في تربيته على الفساد،وأنه لن يثري إلا كما أثرى مديره الكبير ..

وتظهر مؤشرات الفساد واضحة المعالم، تبرز في وضوح ظاهرة الغنى الطاغي، والمفاجئ،والسريع.

وكذلك في تفشي ظاهرة الرشوة والمحسوبية والولاء لذوي القربى في شَغلِ الوظائف والمناصب، ونسيان أو تناسي الكفاءة والمهارة والمهنيةوبهذا يغيب مبدأ تكافؤ الفرص في شغل الوظائف وتحصل البذرةالأولى للفساد في الجهازالحكومي كذلك ضعف الرقابة في أجهزتهاالرقابيةوشللها الكامل أحيانا،وضعف الرقابةفي أدائها والنهوض بها،حتى يصبح العمل الرقابي مجرد عمل شكلي تطميني فحسب،وهو بهذا يعطي حقنة في العضل للتخدير عن حالة الفساد القائم، كذلك من المؤشرات الخروج المقصود عن القواعد والنظم العامة لتحقيق منافع خاصة،ولوي أعناق الأنظمةوالقوانين للسعي بها لتحقيق المصلحةالخاصة، ويعد ارتفاع مؤشر الفساد في أي مجتمع عنوان على ضعف مستوى الرقابة الحكومية، بل وكذلك ضعف القانون،،وهذه بيئة ينشط فيها فيروس الفساد فإذا غابت المعايير والأسس التنظيمية والقانونية وكذلك لو وجد شيء منها لم يطبق، ظهرالفساد...
وبمجرد ظهوره في البلدان ؛ترحل الأموال ،والاستثمارات ،باحثةلها عن بيئة آمنة "فرأس المال"-كمايقال في الأمثال-"جبان"، فيظل الفساد بكل صوره المقززة معول هدم للدول ،ومنجلا يحصد خيرات الشعوب ..

بقي أن أقول:

لايقوم جهاد الفساد والإحتساب عليه،إلابالخطوات العملية،وتحليل البيانات،وجمعها،ومراجعةالقوائم المالية للذمم المسؤلة،وتكوين قاعدةبيانات لكل مسؤل في البلد ...
ولعل ضم هيئةالرقابة،والتحقيق،والمباحث الإدارية،إلى الهيئةالوطنيةلمكافحة الفساد ...مفتاح التصحيح ،وسبيل الخروج من هذا النفق المظلم ،بمشعل جديد يحمل الرقابة سلاحاً،ومكافحة الفساد نوراً يشع به،ليضيء دروب الأجيال المقبلة ...تحسينا لصحة التنمية،وسعياًبها للتشافي من هذا الداء الوبيل ، في ظل هيئةالرقابة، ومكافحةالفساد وفق الله الجميع للإحتساب على سرطان التنمية ...
وبالعافية ياموطني ...


وكتبه
د.محمد بن سرار اليامي
١٥/٤/١٤٤١
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد اليامي
  • رسائل دعوية
  • رسائل موسمية
  • فوائد من الكتب
  • المتميزة
  • كتب دعوية
  • الصفحة الرئيسية