اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/alumary/39.htm?print_it=1

في رثاء شهداء مجزرة المسجدين

حامد خلف العُمري

 
عليكم سلامُ اللهِ ما طاف أو دعا
بمكةَ ركبٌ أو أتمَّ فودَّعا

رأيت رصاصَ الكفر قد سيق نحوكم
فأحسب أنْ داعي الشهادةِ أسمعا

و ما كان للإنسانِ بدٌّ من الردى
و لا حولَ إذ تأتي المَنونُ فيَمنَعا

و هَوّن وجدي إذْ عَرجتُم بأنّكم
على خيرِ حالٍ يعجبُ الناسَ أجمعا

طهارةِ أبدانٍ و طُهرةِ موضعٍ
و خاتمةٍ حسنى و أَنَّىَ بها معا

على أن ما يُوهي فؤادي من الأسى
خليقٌ له ثهلان أن يتصدعا

لحى اللهُ أقواماً تفاقم لؤمُها
تناضلُ كي يبقى الصليبُ مُلمَّعا

تُجادلُ إِن كان المُصاب بمسلمٍ
و تذرف في أحزانِ صهيون أدمُعا

و أحمقَ ذا طيشٍ يؤملُ شُهرةً
يُزاحمُ من بين الجموعِ ليُسمَعا

ينمقُ ألفاظا و يزعم حِكمةً
و قد بات من أدنى المروءة بلقعا

يظن ضعيفٌ أنْ تُطَلُّ دماؤكم
و قُبِّحَ ظنٌ ما أحطَّ و أوضعا

فمن كان ربُّ الكونِ يطلب حقه
فكيف له من بعد ذا أن يُضيَّعا

و لكنما الأقدار تمضي لحكمةٍ
و إن كان فيها ما أقضَّ و أوجعا

و ليس على الأموات يُبكي و إنّما
على قصرِ قومٍ ركنُه قد تضعضعا



 

حامد العُمري
  • المقالات
  • القصائد
  • الصفحة الرئيسية