صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







"ممكن سؤال؟"

د.محمد السيد

 
بعض التحديات والملمات التي تحدث في حياتنا وأعمالنا وخاصة تلك الأعمال(الأمانة) الدعوية والتربوية التي تهدف إلى إعلاء دين الله ومحافظة الأفراد في المجتمع على ثوابت دينهم بكل حب،
ولم نستشعر أن كل التحديات والظروف التي نشعر بها هي بوابة لقاعة امتحان خاص، إنه امتحان وأي امتحان، إنه امتحان وجود(الحب الأغلى)في القلب للإسلام العظيم.
تأكد أننا لن نتحدث هنا عمَّن تخاذل واستظل بظل العذر المريح.
ولن نتحدث عمَّن أزَّه قرينه للتخذيل والوهن بتاج الحكمة، بل هذه القاعة لمن لا ينسى أبدا أن (الحب الأغلى)الذي يحملهُ المسلم في قلبه هو حبه لدينه والعمل من أجله وتحمل كل الصعاب لإبقاء نوره.
هل لا زلت تحمل أغلى حب؟

في تلك القاعة لم يكن في ورقة الامتحان إلا سؤال واحد فقط!!
لكنك تعجب كل العجب عندما ترى تلك النفوس وقد نظرت في السؤال فقط ولم يكن لها جواب إلا لغة الدموع وهي تتساقط من القلب لتعلن أنها دموع خائفة على فقد( الحب الأغلى)، ودموع حارة تخاف من عقوبة (الاستبدال) وهي لا تشعر.
يا الله .. ألهذه الدرجة بلغ فعل التحديات، وبسؤال واحد فقط!!
يا ترى أي سوال تحمله لك هذه التحديات والمحن؟

كان السؤال على النحو الآتي:

سؤال المحنة والتحديات:
أغلى حب هو دينك الذي منحك كل رفعة ومكانة للخير أنت أمين فيها، وأنت ربان سفينته الدعويه أو الاجتماعية
وجاء الموج لسفينة حبك الأغلى كما جاء الموج بمحنته وتحدياته لسفينة رسولك الحبيب الذي كان يحمل الحب الأغلى لربه ودينه، ولذلك عجزت تلك الأمواج أن توقفة.

أغلى حب يعني إعمال الفكر بعد الاستعانة بالله، والعمل الدؤوب على التجديد واستثمار الممكن،
ولذلك كانت الدعوة السرية من أجل أغلى حب، وكان بيت الأرقم من أجل الحب الأغلى، وكانت الهجرتان من أجل ذاك الحب، والوقوف على الصفا من أجل ذلك الحب،
وخطوات مصعب إلى المدينة من أجل ذلك الحب، وقد كان المصاب في أحد من أجله، وتربية الجيل من أجل مستقبل ذلك الحب.
إنها سفينة محمد صلى الله عليه وسلم التى لم تفرط بالممكن وتسعى لغيره دون توقف، وكيف يقف وهو يعلم أنها تجري بأمر ربها الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
وأنت أنت يا من حملت أمانة تلك السفينة أيا كان موقعك.
ما حال سفينتك؟ هل سهرت الليالي وحشدت فكرك وإيمانك ودموعك ودعاءك المُلحِّ على الله أن يرعى سفينتك(الحب الأغلى) لتبقى نورا يطرد عن قلوب الناس كل حاجة وظلمة.
أم كنت أوقفت سفينتك عند رؤية أول موجة تواجهك؟
عندها عليك أن تحفظ عدد سكان بلدك! وعدد كل من ينتظر أمانة خدمتك! وتأكد أن كل هذا العدد بمجرد توقف أمانة سفينتك سوف يتحرك ميزان مظلمتك لهم
وإياك أن تختار توقفا من نوع خاص فهذا لن يجعلك الآن تسكب دموع الندم.

العزم على العودة إلى ذلك الحب لأن فتنته توحي لك بأنك لم تتوقف ومن هولاء:

* ترك سفينته ونشط في النقد والتجريح للعمل المبارك.

* يخدم ويدعم كل جديد حسب الموضه(ويبتعد عن خدمة القرآن والدعوة إلى الله)

* حوَّل مكتب الدعوة بحكمته إلى شركة للحج والعمرة، ويرى أنها من أحسن القول وبلده تتصحر من الأفكار الدعوية المتاحة والممكنة رغم وجود المال بكثرة.

* الفقراء والمساكين في همٍّ لا يعلمه إلا الله وحده، أما هو ففي هم التنافس على الأوقاف المتكررة دون أثر، وإذا رأيته لا يكلمك إلا عن الاستثمار، وسفينته لم تصنع إلا لمعانات مسكين أو بكاء يتيم.

* كان مدربا صادقا مؤثرًا وفجأة اختار مساحة جديده لتدريبه تعلن فقده في ضمير أمته.

هل لا يزال (الحب الأغلى) في قلبك؟

اللهم حبا مباركا ارزق صاحبه حبك وحفظك ورضاك، واجعل ذلك الحب هو من يحرك لنا جنان الخلد.
 

كتبة
د محمد السيد
١/ جمادى الأولى/١٤٤٠

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.محمد السيدة
  • مقالات
  • كتب
  • سلاسل تربوية
  • الصفحة الرئيسية