صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







صبيان الصهيونية العالمية

طارق حسن السقا

 
اتصال هاتفي عاجل طرفه الأول كان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي طلب من محدثه على الطرف الآخر ضرورة التحدث فورا إلى الرئيس جورج بوش . جاءه الرد بالاعتذار فالرئيس مشغول الآن بإلقاء خطاب في ولاية فيلادلفيا. قال أولمرت لمحدثه بنبرة حاسمة: لا يهمني أريد التحدث إليه فورا !!!. تم الاتصال بالرئيس , وإخباره بالأمر , وعلى الفور نزل بوش من منبره , والتقط الهاتف , ودار بينه وبين ألمرت حديثا . قال له الأخير بنبرة حازمة : " لا يمكن للولايات المتحدة أن تصوت لصالح وقف إطلاق النار على قطاع غزة " . فعلى الفور اتصل السيد بوش بوزيرة خارجيته كوندوليزا رايس وقال لها : " كوندي ... أرجو ألا تصوتي لصالح القرار يا كوندي " . شعرت الوزيرة بكل ما في العالم من خجل وحرج بعد هذا الطلب المفاجئ من الرئيس خاصة وأنها من قام بصياغة وطبخ وإعداد هذا القرار لإذاعته على العالم صبيحة الجمعة 9 /يناير / 2009م ومع ذلك أتتها الأوامر بعدم التصويت له فلم تصوت له صاغرة . وكانت هي الوحيدة في القاعة التي لم تصوت للقرار إذ وافق عليه أربعة عشر عضوا في المجلس من أصل خمسة عشر .
 

حدة ليست في محلها


بعدها مباشرة سارع مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية إلى نفي هذه الرواية - التي جاءت من ألفها إلى يائها على لسان أولمرت- قائلا : بحدة : " ليست الحكومة الإسرائيلية هي التي تقرر السياسة الأمريكية" . والحقيقة إن حدة المسئول الأمريكي ليست في محلها على الإطلاق . فالحقيقة أن الحكومة الإسرائيلية هي ما تقرر كل السياسات الأمريكية الخارجية خاصة في منطقة الشرق الأوسط , وهذه الحقيقة لا تحتاج لا إلى حدة ولا إلى تشنجات ولا إلى فلسفات , فهي جلية جلاء الشمس في كبد السماء, يعرفها كثير من الأمريكيين المتابعين , و يهمس بها سرا كثير من المتململين من القيد الصهيوني المسيطر على مفاصل المجتمع الأمريكي ككل .
 

تحت الضغط


اقرأ معي ما صرح به السيناتور فولبريت رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبق( ‏ من‏1945‏ حتى‏1974 ) حينما صرح في جرأة يحسد عليها ذات مرة بقوله : - " إن الإسرائيليين يتحكمون في سياسة الكونجرس ومجلس الشيوخ وإن زملاءنا في مجلس الشيوخ بنسبة 70 % منهم لا يحددون موقفهم إلا تحت الضغط اللوبي الصهيوني وليس برؤيتهم الخاصة القائمة على مبادئ الحرية والقانون . وكان جزاء فوليريت أن فقد مقعده في الانتخابات القادمة بسبب مثل هذه التصريحات وأصبح من المغضوب عليهم لا لشيء إلا لأنه ذكر أحد أبعاد الحقيقة .
ويشهد على ذلك رئيس الوزراء البريطاني كلمنت أتلي الذي تولى منصب رئيس وزراء بريطانيا في الفترة من 1945 إلى 1951 بقوله : " إن سياسة الولايات المتحدة في فلسطين يشكلها الصوت الانتخابي اليهودي والإعلانات المقدمة من الشركات اليهودية الكبرى" . ويؤكد الأستاذ فهمي هويدي على ذلك بقوله : " قد تتخذ الولايات المتحدة قرارات ضد مصالح بلادها لخدمة إسرائيل بسبب تأثير اللوبي الصهيوني على الناخب الأمريكي . "


تحكم صهيوني
 

ولقد أكد " بول فندلي " على هذه الحقيقة في كتابه " يتجرؤون على الكلام " حينما قال : إن تأثير رئيس الوزراء الإسرائيلي على السياسة الخارجية للولايات المتحدة يفوق بكثير تأثيره في بلده . ووصف بول فندلي اللوبي الصهيوني في أمريكا بأنه الفرع الحقيقي للحكومة الإسرائيلية وأنه يتحكم فعلا في الكونجرس ومجلس الشيوخ ورئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والبنتاجون وكذلك في وسائل الإعلام كما أنه يمارس نفوذه على الجامعات كما في الكنائس . وكلها صورة تؤكد مدى وقوع المجتمع الأمريكي تحت أنياب المنظمات الصهيونية التي تعمل بمشارطها في جسد المجتمع الأمريكي دون هوادة


مصالحهم مقدمة


ولقد ذكر المفكر الفرنسي روجيه جارودي عددا من الأدلة التي تؤكد على أن مصالح الإسرائيليين مقدمة مصالح الولايات المتحدة. ففي يوم 8 يونيه 1967م قذف الطيران والبحرية الإسرائيليان الباخرة الأمريكية " ليبرتي " وقتل في هذه العملية 34 بحارا وجرح 171 من الجنود الأمريكان . واعتذرت الحكومة الإسرائيلية عن هذا الحادث وحفظت القضية . وثبت بعد ذلك أن هذا القذف لم يكن نتيجة خطأ ولكنه كان متعمدا حتى لا تنكشف خطط إسرائيل لغزو الجولان . ويفسر الأميرال جونسون موروسير – أحد الضباط الأمريكان – التغطية على هذه الجريمة قائلا : " كان الرئيس جونسون يخشى رد فعل الناخبين اليهود ." ويضيف الأميرال : - " وكان الشعب الأمريكي سيجن جنونه إذا ما عرف بما جرى . "


انقياد أعمى


وتتعدد الأمثلة والنماذج وكلها تعكس مدى السيطرة الصهيونية على المجتمع الأمريكي وربما كان أبأس مثل للأذى الذي كانت تلحق الصهيونية بكل من يحاول الوقوف في طريق أطماعها ولو بأطيب النوايا ما حدث جيمس فورستال الذي كان وزيرا للحربية في الولايات المتحدة الأمريكية (من 17 سبتمبر 1947م إلى 28 مارس 1949م إبان عهد الرئيس ترومان) . فقد رأى الرجل في انقياد بلاده الأعمى للصهيونية خطرا على مصالحها وسمعتها وحاول إقناع رئيس الجمهوريين بالعدول عن سياسة التحيز المطلق لليهود .وكانت النتيجة أن تعرض الرجل لحملة تشهير عاتية , ونعت فيها بكل صفة مزرية , وألصقت به كل تهمه مشينه فلم تستطع أعصابه احتمال كل هذه الإهانات . وكل هذا التجريح , فتدهورت صحته , واختل توازنه , وانتهى به الأمر إلى الانتحار "


أنا مدين لكم


وفي مطلع 1961 م عندما زعم بن جوريون رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي ( من 25 يناير 1948 وحتى 1963باستثناء الأعوام 1953 حتى 1955) أن مفاعل ديمونة ليس إلا مصنعا للنسيج. ثم تراجع وادعى أنه معهد لأبحاث المناطق الصحراوية. عندها طلب منه الرئيس الأمريكي جون كيندي السماح للوكالة الدولية للطاقة النووية إجراء تفتيش على مفاعل ديمونة. لم تقبل إسرائيل تنفيذ التفتيش, وطار بن جوريون إلى نيويورك في مايو 1961 م , والتقى بكنيدي وتم تسوية الأمر . بعدما همس كنيدي في أذن بن جوريون قائلا :" إنني لا أستطيع أن أعارض , وأعرف جيدا أنني انتخبت بأصوات اليهود الأمريكان وأنا مدين لكم بفوزي . "


إرهاب صهيوني


ولقد ألقى – أرثر هايز سالزبرجر – صاحب جريدة نيويورك تايمز أوسع الصحف الأمريكية انتشارا كلمة سنة 1947 م قال فيها : - " إنني أكره الوسائل الإرهابية التي يتبعها الصهيونيون الذين لم يترددوا في اللجوء إلى المحاربة الاقتصادية لإسكات كل من يشاركهم آراءهم في هذه البلاد – يقصد الولايات المتحدة – كما اعترض على المحاولات التي يقومون بها لقتل شخصية كل من لا يتفق معهم . " وسرعان ما شنت الصهيونية حملتها على الجريدة , وأمرت بمقاطعتها وامتنع أكثر من 1/2 سكان نيويورك عن شرائها وكذلك سائر يهود أمريكا . وكذلك امتنعت المؤسسات الصهيونية على الإعلان على صفحاتها . وهبط توزيع الجريدة إلى الحضيض . وأصبحت المساحة الإعلانية فيها أقل بقليل من جرائد أخرى أقل منها شأنا وتاريخا . ومرت نيويورك تايمز بأحرج مرحلة عرفتها في حياتها . وأمام كل هذه البلطجة وهذا الإرهاب وهذا الأذى اضطرت الجريدة على استرضاء الصهيونية وتراجعت عن معارضة مشاريعها .


حقيقة


كل ذلك يعطينا انطباعا حقيقياً عن علاقة الصهيونية بالولايات المتحدة وغيرها من دول العالم الكبرى . الحقيقة إن هذه الدول - وعلى رأسها الولايات المتحدة - ما هم إلا صبيان للصهيونية في العالم . فإسرائيل هي الأم وأمريكا وانجلترا وفرنسا وأسبانيا , وايطاليا كلهم أولاد. وكما يقول أ / فتحي الرملي : - " ولقد ثبت بالفعل أن الصهيونية هي التي تحرك كل هؤلاء .وهي أكبر من كل هؤلاء .بل وأكبر من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن ومن كل المنظمات الدولية التي من المفروض أنها تسير أمور العالم .!!"


أمانة


نقول هذا ليس لحكام الأمة ولا لساستها اليوم , ولا لمتخذي القرار فيها اليوم فهم للأسف أعلم منا بما نقول , ولكن نضع مثل هذه الحقائق أمانة أمام أجيال زمن التمكين القادم . نضعها أمامهم لتكون معينا صافيا تجتره هذه الأجيال جيلا بعد جيل حتى لا يلدغوا من نفس الجحر الذي يصر حكامنا إصرارا عجيبا على أن يلدغوا منه مرات ومرات . فلا تنتظروا من صبيان الصهيونية أن يحلوا لنا مشكلة , أو يصدروا قرار تكون فيه للعرب فائدة أو للمسلمين مصلحة .


خبر كان عاجل


( بدأ في مصر منذ قليل أعمال قمة شرم الشيخ الدولية حيث شارك في القمة الرئيس الفرنسي!! ورؤساء حكومات بريطانيا!! وايطاليا !!واسبانيا !!والمستشارة الألمانية !!والأمين العام للأمم المتحدة!! إلى جانب الرئيسين المصري والفلسطيني والعاهل الأردني الرئيس التركي!!!) . ولا أدري ماذا ينتظر قادة المسلمين من هؤلاء الأحزاب صبيان الصهيونية في العالم ؟!!.
 

طارق حسن السقا
alsaqa22@hotmail.com
الرياض : 17 / يناير/2009م

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
طارق السقا
  • الفرد المسلم
  • الأسرة المسلمة
  • المجتمع المسلم
  • الحكومة المسلمة
  • أستاذية العالم
  • أعداء الأمة
  • الصفحة الرئيسية