صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







عدم النظرة والمهاتفة تبعث داخلي شعورا أن هذا الزواج لن يتم!

علي بن عبدالعزيز الراجحي


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسعدكم الله وعمر أيامكم بالطاعات .. وجزاكم الله خيرا عن هذه الخدمة التي تقدمونها ..
استشارتي تكمن في أنه عُقِد قرآني قريبا والزواج بعد أشهر .. خطيبي لم ينظر إلي النظرة الشرعية قبل العقد وحتى بعد العقد لم يهاتفني .. مع أن هذين الأمرين متعارف عليها في مجتمعنا .. عدم النظرة والمهاتفة تبعث داخلي شعورا أن هذا الزواج لن يتم أو أن في خطيبي عدم الجرأة أو شخصيته غير طبيعية أو غير لطيف، أفكار متشائمة لا أحب هذا الشعور مني, وأريد التخلص منه .. أرشدوني .. وما هي الأدعية التي أدعو بها فتنفعني في حياتي القادمة، فقد يغيب عن البال ما يجب الدعاء به.
شكر الله لكم ما تقومون به وأجزل لكم الأجر أضعافاً. ... موفقون .

الجواب :
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
أختي السائلة أهلا وسهلا بموقع لها أون لاين المبارك .
بخصوص هذه الاستشارة التي تدور حول قضية من قضايا الزواج وهي عدم رؤية بعض الأزواج لزوجاتهم قبل الدخول عليها وبعد العقد عليها .
لاشك أن تعاليم الدين الإسلامي جاء بمشروعة النظر للمرأة المخطوبة أي قبل عقد النكاح عليها كما جاء في السنة الصحيحة فعن المغيرة بن شعبة: (أنه خطب امرأة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما). رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه. وفي الصحيحين نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الواهبة وصعد فيها النظر وصوبه. وعن أبي هريرة قال: (خطب رجل امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا). رواه أحمد.

فيسن لولي المرأة أن يمكن الخاطب من النظر لموليته إتباعا للسنة وترك ما عليه الناس من العوائد والأعراف المخالفة للشرع ولا يعد ذلك من العار ونقص الغيرة لأن النبي أكمل الخلق غيرة ومروءة أرشد إليه وحث عليه.
والحكمة في إباحة الشارع النظر هو التبين من جمال المرأة والتحقق من خلوها من العيوب الظاهرة وحصول الاطمئنان والرضا النفسي لأن الخاطب سيتخذ هذه المرأة شريكة له في حياته فمن أجل تحقيق هذه المصلحة العظيمة أبيح ارتكاب هذه المفسدة اليسيرة. وكذلك المرأة لا حرج عليها في النظر إلى الرجل والتأمل فيه لتكون على بصيرة في الزواج من هذا الرجل وتتخذ القرار المناسب لها.
وعلى هذه لا مانع شرعاً أن تطلبي من ولي أمرك كالأب أو الأخ أو غيرهما أن يتصل بهذا الزوج ويحضر ويحصل بينكما لقاء لا سيما وقد تم العقد .
وإذا تم العقد بين الزوجين صار كل طرف منهما مباحاً للأخر مع مراعاة العادات والتقاليد التي يسير عليها الزوجين .
وعليك أختي السائلة بالتفاؤل وعدم التشاؤم بالمستقبل وقد يكون طبيعة هذا الزوج الحياء المشروع .
ومسك الختام هو الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء بالتوفيق وأن يجمع بينكما على خير

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية