صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إضاءات لاكتساب الأخلاق

علي بن عبدالعزيز الراجحي

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
لا يخفى على المسلم العاقل أن هذه الإضاءات يجب أن تؤخذ في ضوء كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فإنه لا يضل من استمسك بهما، وما عدا ذلك من كلام البشر فلا عصمة له من الخطأ والقصور والعجز والنسيان.

وهذا الإضاءات على النحو التالي :ـ

عامل الناس بمثل مَا تحب أن يعاملوك به كما في الحديث الصحيح ( وليأت إلى الناس الذي يحبّ يُؤتى إليه ) رواه مسلم والنسائي وابن ماجه.
أحِب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تَكْرهُ لها.
لا يَسُوغُ لك أن تتخذ ظروفك سبباً أو عُذراً لك في الإساءة للآخرين مهما كنت معذوراً عند نفسك.
إذا أردت تهذيب نفسك فيُمكنُك مخالطة الناس : فما كرهت منهم من أَخلاق فابتعد عنه؛ فإنهم يَكْرهون منك ما تَكرهُ منهم.
لا تَكْتفِ بنقْدِ أَخلاق الآخرين وتنسَ نفسك، بل اشتغل بنقد نفسك أولاً، لأنك مكلفٌ بها أولاً، ثم اشتغل في إِصلاح الآخرين.
لا تقبل لنفسك ما تذم به الآخرين .
لا يكنْ همّك الاشتغالَ بإصلاح أعمالك الظاهرة فقط، بل اعتن أيضاً بإصلاح نفسك ودوافعها في القيام بالأعمال الصالحة.
لا تغتر وأنت تعمل لله تعالى بما تلقاه في الطريق من مدح الناس؛ فما أكثر من خُدِعَ بذلك، وما أكثر من شغلته الوسيلة عن الغاية أو صرفته عنها.
لا تغتر ببعض الطرق الخادعة التي يُظن أنها سبيلٌ لتهذيب النفس وإصلاحها، ولكن انظر إلى طريق الرسول وأصحابه رضوان الله عليهم وأتباعهم من العلماء المحققين، قال محمد بن سلام البيكندي )كل طريق لم يمش فيه رسول الله فهي ظلام وسالكها لا يأمن العطب).
10ـ تذكّرْ أنّ عليك واجباتٍ؛ كما أن لك حقوقاً، وليكن همّك البحث عمّا عليك من واجباتٍ وأداءَها؛ فذلك شرط لتحصيل حقوقك.
11ـ إذا أَساءَ إليك أحدٌ، فلا تتخذ ذلك سبباً للإساءة إليه، وإذا أخطأ أحد في حقّك فلا يكن ذلك سبباً في أن تخطئ في حقه.
12 ـ لاتُضَحِّ بأدبِك في سبيل تأديب ولدِك، أولا تُفْسِد أدبَك في سبيل تأديب ولدك.
وذلك يحصل غالباً بسبب الإخلاص وشدة الحماسة للإصلاح؛ ومظاهر هذا التصرف ربما تنحصر في أمرين : إما أن يكون ذلك باستخدام وسيلة أو أسلوب في التأديب غير مشروعة، وإما أن يكون ذلك بمجاوزة الحدّ في استخدام المشروع سواء في المقدار أو الكيفية أو في وضْع المشروع من ذلك في غير موضعه!.
13ـ ينبغي أَن تَعْلَم أَن أَقلَّ ما عليك أن تُعَامِل الناس به، العدلُ والإنصافُ من نفسك. وإذا احتاج الناس إلى قاضٍ يأخذ لهم الحق منك؛ فأعلم بأنك رجل سوء.
14ـ إذا أردتَ الاجتهاد في تحصيل الأخلاق الحميدة؛ فعليك أن تَعْلم فضلها وفوائدها في الدنيا والآخرة؛ لتعرف عن أيِّ شيءٍ تطلب.
15ـ تكاد نفسُك تكون كالمرآة، يَظهر فيها أخلاقُ مَن تُصَاحِبُ وأفكارُ ما تقرأُ؛ فاختر الطيبَ من ذلك دائماً.
16ـ بإمكانك التعرفُ على حقيقةِ أخلاقِك بالنظر إليها في الحالات الآتية :
ـ إذا خلوتَ. ـ وإذا غضبتَ. ـ وإذا احتجتَ.ـ وإذا استغنيتَ. ـ وإذا قَدِرتَ.
17ـ اعلمْ أن عليك أخلاقاً ينبغي أن تلتزم بها مع أعدائك، كما أن عليك أخلاقاً يجب أن تلتزم بها تجاه أصدقائك.
18ـ يجب أن تفعل الخير وتلتزم بالأخلاق الفاضلة مع الناس، دون أن تشترط لنفسك شروطاً.
19ـ لا تكتفِ بظنِّ صواب ما تَطْلُبه أو تفعله أو تؤمنُ به، إذا كان اليقينُ فيه مُمكِناً، ولا تدفعِ اليقين بالظن بل العكس، واستعملْ هذا المنهجَ دائماً فيما تَميلُ إليه نفسُك.
20ـ إذا ساءك تصرف أخيك تجاهك، فلا تُسَلِّمْ لِمَا يَهْجمُ على قَلْبك مباشرة من تخطئتِه ونقدِه والغضبِ منه، بل اتهمْ نفسك أولاً، وحاكمْها، فَلَعلَّك تكون أنت المخطئ، فإِن لم يظهرْ لك خطؤك فالْتمس لأخيك عذراً، فلعله يكون له عذراً وأنت في الشك واللوم تغرق.
21 ـ لا تلتمس لنفسك الأعذارَ في الأخطاءِ الصغيرة؛ فإِنها طريقٌ لما هو أكبر منه.
22 ـ لا تنظر لخطئك الصغير من حيث صغرُهُ، ولكن انسبه إلى دوافعه، تَظهرْ لك عندها دلالته وحقيقته.
23 ـ لا يغررْك حسنُ أخلاقِك في الرخاء، حتى تُجرِّب نفسَك في أوقات الشدة والغضب وسائر الحالات التي تشتدُّ فيها الحاجةُ إلى الأخلاقِ الفاضلةِ، فإن من لم يَطَّرِدْ حسنُ أخلاقِك في تلك الأحوال فاعلمْ أنه ليس لك كبيرُ فضلٍ في وقتِ الرَّخاء.
24 ـ إذا اشتدت الحاجة إلى خُلقِك الحميد في بعض الأحوال فلم يُوجدْ من ذلك شيءٌ؛ فأعلمْ بأنك لست على كبير شيء من الأخلاق الفاضلةٍ.
25 ـ يَزهدُ بعض الناس في التِزَام حسن الخلق والأدبِ مع أَخيهِ، بحجَّةِ أَنه أَخوهُ، ولَيْتَ شعْري مع مَنْ يَلْزمُهُ حسنُ الخلق إِذنْ؟.
26ـ لا تتخذْ لك أخاً بشرط أَن لا يخطئَ، وإذا أخطأَ أخوك مرَّةً، فأَنهَيْتَ ما بَيْنَكَ وبَيْنَهُ؛ فكأَنَّ شرطَك في أُخوّتِهِ أَنْ لا يخطئَ؛ فَلَْنْ تجدَ لك أخاً إِذَنْ؛ وأنتَ لا تصلُحُ للأُخوَّةِ بهذا الشرطِ؛ لأنك لَسْتَ معصوماً، كما أَنَّ غيرك ليس بمعصومٍ.
27 ـ تربية ليس فيها العصا عند الحاجة إليها، تربيةٌ ناقصة. وتربية ليس فيها الإقناع عند الحاجة إليه، تربية ناقصة.
28 ـ تذكر وأنت تحمل العصا لتؤدب أولادك، أنك مؤدِّب ولست معذِّباً، ثم تذكر مسؤوليتك في نفسك تجاه الأخلاق التي حملت العصا لتُقيم غيرك عليها.
29 ـ ينبغي ـ في سبيل تحصيل الأخلاق الإسلامية ـ أن تفكر في فضلها أولاً.
فإن لم يدفعك ذلك للتحلّي بها؛ فتذكر عاقبتها في الدنيا والآخرة.
فإن لم يدفعك هذا للتحلّي بها؛ فتذكر شؤم تركها في الدنيا والآخرة.
فإن لم يدفعك هذا للتحلّي بها؛ فتذكر أنه لاخير في ذميم الأخلاق لا في الدنيا ولا في الآخرة.
فإن لم ينفعك ذلك؛ فاعلم أنه لا طِبّ فيك إلا بمراجعة فطرتك وإيمانك بالله ورجوعك إليه.
30 ـ النفس الإنسانية فطرة على الكثير من الأخلاق الفاضلة وعلى حبها، فتحلّي الإنسان بها ممكن أن كانت فطرته سليمة ولم تتأثر بأسباب الانحراف عن ذلك.
31 ـ كثير من السلوك الأخلاقية الفاضلة يؤيد فضلها أكثر من أصل من أصول الأخلاق الفاضلة.
وهكذا ترى أنك مطالب بفعل كثير من السلوك الأخلاقي الحميد، وذلك بمقتضى أكثر من أصلٍ من أصول الأخلاق الفاضلة.
32ـ الأخلاق الإسلامية فضائل أخلاقية كريمة، يعود نفعها في الدنيا والآخرة على المتحلي بها، وعلى من يتعامل معه لكن المهم تحقيق نية العبادة في فعلها.
33- الأخلاق الإسلامية جملةٌ من الفضائل التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان السوي في ظاهره سلوكاً وفي باطنه إيماناً واعتقاداً وشعوراً .
وهي تختلف في درجات الطلب :
فمنها ماهو أسس الإيمان بالله ولوازمه.
ومنها ماهو من الواجبات.
ومنها ماهو من المسنونات والمستحبات.
34 ـ من العجيب أن يفخر الإنسان بما لا فخر فيه في الواقع وعند العقلاء .
35 ـ حين يفقد الإنسان الميزان الصحيح لتقويم الأشياء والحقائق فإنه يفخر بما لا يفخر فيه على مختلف مراحل عمره حتى يكون آخر ما يفخر به في حال عجزه وكبره عصاه التي يتوكأ عليها !! إنه خطأ مؤسف حقاً !! يدعو للتأمل والعجب والعبرة .. والعاقل من اعتبر بغيره.
36 ـ من أشد الأخطاء خطراً خطأ المخلصين إذا نسبوه إلى الدين، أو ارتكبوه على أنه من الدين، لأن صاحب الخطأ في هذه الحال يؤيد خطأه جهلاً بالدين أو بالكتاب والسنة. ولو أنه أخطأ فقط ولم يدع أن فعله من الإسلام، أو لم يحمله الآخرون على أنه كذلك، لكان الأمر أخف بكثير.
37 ـ من الاستعداد لما ينتظر أو يتوقع في الغيب، بعد التوكل على الله عز وجل، وأخذ الأسباب المشروعة، توطين النفس على أسوء الاحتمالات .. فإن ذلك مفيد جداً، لما فيه من التمهيد لقبول النفس لأقدار الله تعالى المؤلمة وتحملها.
ومن لا يوطن نفسه على ذلك فإنه لا يقدر بعد الأخذ بالأسباب إلا النجاح، وإلا الفوز وإلا السلامة، وإلا الظفر بما سعى له .. فإذا قدر الله عليه غير ما سعى له أو ظن أنه الخير فإنه ينتكس وتمرض نفسه ... ولا يسلم لقدر الله فتكون خسارته محققة مؤلمة !!
38- ينبغي أن تتعلم الأخلاق الفاضلة وذلك بدراستها نظرياً من مصدرها الصحيح، والتعود عليها عملياً بتطبيقها ومحاسبة النفس عليها دائماً، ومصاحبة أهلها.
39- ولتعلم أن الدراسة لها نظرياً وحدها لا تكفي، والتطبيق لها مرة واحدة أو مرتين أو وقتاً قصيراً في حياتك، لا يكفي أيضاً، بل لا بد من التطبيق المستمر والملازمة لها دائماً لتكون حقيقاً بوصفك بالأخلاق الفاضلة.
40- ينبغي أن تعلم أن أولى من يجب أن تتأدب معه ربك الذي خلقك فأحسن خلقك وهداك ورزقك، وهو العليم بسرك وجهرك، وهو القادر على أخذك أو عقابك على سيئاتك إذا شاء!! فإنك إذا نظرت فعرفت أنه ربك ورب العالمين، وعرفت أنه هو وحده المحسن الحقيقي إليك، الذي يغمرك بإحسانه في كل لحظة، وعرفت أنه وحده المطلع على سرك وجهرك، وعرفت أنه وحده القادر عليك، علمت أنه هو المستحق أن تتأدب معه في سائر أحوالك، وأيقنت سوء أدبك معه عندما تتأدب فقط مع خلقه وتعكس الأمر في حقه !! وحق الخالق أوجب من حق المخلوق.
41 ـ الكرم والصبر والحلم والرحمة، ونحوها من الأخلاق، لا تأتي دفعة واحدة، كما أنها لا تدرك بسهولة، ولا تدرك في وقت قصير، بل تحتاج إلى وقت طويل، وإلى تدرج، ومران وصبر وتضحية، ولكنها أخلاق ضرورية نفسية، فتستحق أن يبذل فيها الثمن، والوقت الطويل.
42- قد يتعلم العاقل في مدرسة الحياة بعض ما يبعث الله به الرسل إلى الناس، ويدعونهم إليه، ويقنعونهم به !.
43ـ كن مع الناس كالنحل، الذي يقع على أحسن الزهور وأطهر الزروع؛ فيجتني منها ما يفيده، ويخدم به الناس، ودع مساوءهم وأخطاءهم، ولا تكن كالذباب، الذي يقع على أقذر الأشياء وينشرها في الناس ويؤذي بها الأحياء ويمرضهم.
44- صنف من الناس يصوب نظره إلى عنصر الخير في الناس ويتعامل معهم على أساسه، وينشره فيهم، فهو كالنحل الذي لا يقع إلا على الزهور والرياحين الزاكية النظيفة؛ فيجتني منها ما ينفعه وينفع الآخرين.
45- وصنف آخر يصوب نظره إلى عنصر الشر في الناس وإلى الرذائل فيهم، ويتعامل معهم على أساسه، وينشره فيهم فيؤذي نفسه ويؤذي الآخرين، فهو كالذباب، الذي لايقع إلا على أقذر الأشياء، وينشرها في الناس، ويؤذي بها الأحياء.
فكن كالأول تسعد وتُسعد، ولا تكن كالثاني، تشق وتُشق.
46- يظن الحسود والنمام والمغتاب والفاحش البذيء، يظن هؤلاء جمعياً أنهم بخلقهم هذا ومعاملة الناس به، أنهم ينتقمون من الآخرين وينسون أنهم إنما يلحقون الضرر بأنفسهم في الدنيا قبل الآخرة وفي العاجل قبل الآجل؛ إذ يعود عليهم ذلك الصنيع بأمراض النفس والبدن، وعذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
47- عامل الناس جمعياً معاملة أصدقائك، أو من تعرفه ويعرفك، فإني رأيت الناس يحترمون من يعرفونه ويخجلون منه، وقد لا يخجلون من الغريب أو المجهول.
48- الرئاسة لا يتكمّل بها إلا ناقص ولا تزيده إلا نقصاً.
49- إذا أنت فكرت في حال كثير ممن يتعدى عليك بسوء أخلاقه، منعك من معاقبته الحال الأخلاقية التي هو فيها، ولم تطمع في معاقبته بأزيد من ذلك. وقد شاهدت فيه نعم الله عليك.
50- بالخلق الحسن ينتشر الخلق الحسن في الناس، وبالخلق السيء ينتشر الخلق السيء بين الناس.
51- حسن الخلق غاية مقصودة لذاتها، وهو في الوقت نفسه وسيلة تربوية ناجحة؛ لأن الخلق الفاضل يكون سبباً لمثله عندما يتعامل به الإنسان مع الناس، كما أن الخلق السيء سبب لمثله عندما يتعامل به المرء مع الناس.
52- يظن بعضهم أن حسن الخلق يتأتى في الناس من طرف واحد، ويمكن أن يعفي منه الطرف الآخر، وهيهات !! فإن الحياة لا تستقيم بتأدب بعض الناس في مقابل سوء أدب من يتعامل معهم، وإن حسن الخلق في هذه الحال لا يدوم، بل عندئذ لا بد أن يغلب الأقوى، إما الأخلاق الحميدة وإما الأخلاق السيئة.
53- كم منت أود لو أقيمت نوادٍ، وندوات، لكمال العقول؛ إذ ذلك أول مما يقيمه الناس من نواد لكمال الأجسام.
54- كم هو جميل لو اهتمت المدارس والمؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها بما في ذلك الجامعات بتربية العقول باستحداث مواد دراسية، وأساليب متنوعة خاصة لهذا الهدف. مثل مادة للحوار والمناظرة، يُعنى فيها بالجانب التطبيقي، أكثر مما يعنى بالجانب النظري، كأن تقام مناظرة دورية بين الطلاب ويكون فيها تحكيم وجوائز وتشجيع !!.
55- اجتهد ألا تكون طفلاً؛ فقد رأيت أطفالاً كباراً يبلغ عمر بعضهم خمسين عاماً.
56- إذا ذهب حظ النفس الدنيوي في العمل جاء الإخلاص، وإذا انضم إليه الصواب كمل النصاب.
57- مَنْ حاسب نفسه، وحكم عقله تحرزّ لسانه عن الكلام.
58- ينبغي أن يفكر المقصر في تقصيره، وأن يفكر العامل في مُحبطات عمله.
59- أنت أعرف بنفسك؛ فلا تغتر بمدح الناس إذا مدحوك.
60- أقصر الطرق لقضاء الحاجات التوجه إلى الله تعالى.
61- اتهم نفسك دائماً؛ فما أُتي كثير من الناس إلا من إحسانهم الظن بأنفسهم.
62- إذا تعلقت نفسك بشيء لِحظها، ولم تستطع تحويل نيتها إلى الله تبارك وتعالى، فامنعها منه فلا دواء تعلقت نفسك بشيء لِحظها، ولم تستطع تحويل نيتها إلى الله تبارك وتعالى، فامنعها منه فلا دواء إلا ذلك. فإن استوى عندك من أجل الله تحصيله وتركه فقد انتصرت على هواك.
63- الفارق بين الإنسان والحيوان، العلم إذا لازمه الإيمان والتطبيق.
64- يبدو أن التعصب في نظر المتعصبين هو عدم التعصب؛ لأنه يتهمك بالتعصب إذا لم تتعصب معه !!.
65- ينبغي أن تعلم جيداً أن الأخلاق الفاضلة ليست مجرد رداء تلبسه متى شئت وتنزعه متى شئت، بل هو سجية أصلية ومكتسبة.
66- ينبغي أن تذكر دائماً أنك لست أفضل كل الناس، ولست خير كل الناس، ولست أعلم كل الناس، ولست أعقل كل الناس.
وهذا الشعور مهم للتحلي بعددٍ من مكارم الأخلاق والبعد عن عددٍ من مساوئ الأخلاق. وكم انحرف الإنسان بسبب توهمه أنه أفضل الناس وأصلح الناس وأعلم الناس وأعقل الناس !!.
67- أُعذرِ الناس فيما فيه مجال للعذر، وعوّدْ نفسك هذا الخلق، فإنه من أهم معاني كرم النفس، ومن أهم معاني سماحة النفس، وإياك أن تعود نفسك التشنج والغضب والحساسية المفرطة من كل خطأ يقترفه الآخرون، ولا سيما في مجال حقوقك الشخصية، بل حاول دائماً إلى جانب الإحساس بالخطأ، أن تتفهم مواقف المخطئين وأعذارهم التي قد تكون معتبرة عقلاً وشرعاً.
68- إياك ومرض الكبر فإنه مستنقع لكثير من الأمراض والدواء المردية، فالمتكبر تجد فيه مجموعة لا تحصى من الصفات المذمومة؛ فهو لا يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه، ولا يقدر على التواضع، ولا يتخلص من الحقد، ولا يتغلب على الغضب والغيظ، ولا يستطيع دفع الحسد عن نفسه، وتجده لا يقبل نصيحة ناصح، ولا تعليم عالم، يعامل الناس بازدراء واحتقار، وتجده أيضاً إذا مشى أختال وإذا تكلم افتخر، وإذا نصح سخر من الناس وحقرهم، وإذا تحدث تقعر في الكلام وتشدق، وإذا جالس الناس غضب إذا لم يكن له صدر المجلس وأول الكلام وغاية التعظيم والاحترام، وغير ذلك من مساوئ الأخلاق.
69- الخاطرة والفكرة بداية التوجه والسلوك :
لا تستهن بالخاطرة والفكرة والأمنية، بل حاسب نفسك عليها ، ناظراً في نوعها هل هي خاطرة حسنة أو سيئة ؟ هل هي فكرة أو أمنية حسنة أو سيئة ؟ فإن كانت حسنة نًميَّتَها وإن كانت سيئة قضيت عليها بما يضادها. وإلا فإن معظم النار من مستصغر الشرر، وبداية الشر في الغالب خاطرة أو فكرة عنّت لصاحبها، كما أن الخير كذلك.
وتستطيع أن تتعرف على توجهات نفسك هل هي إلى الخير أم إلى الشر، بالتعرف على خواطرها وأفكارها وأمانيها ... ولا ترض من نفسك إلا بأن يكون همّها وتوجُّهها في الظاهر والباطن نحو الخير.
70- إذا أردت اكتساب الأخلاق الفاضلة والابتعاد عن الأخلاق السيئة فعليك باستعراض ما في القرآن الكريم؛ فما وجدت فيه من أوامر وتوجيهات فخذ بها، وما وجدت فيه من نواهٍ فابتعد عنها.
71- لنا في قول الله تعالى وقول رسوله غنى عن أقوالنا ولكنها خواطر.
والخلاصة : تخلق بأخلاق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تكن أحسن الناس خلقاً، وأقربهم مجلساً من النبي .
يقول الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى : ( من جهل معرفة الفضائل، فليعتمد على ما أمره الله ورسوله ؛ فإنه يحتوي على جميع الفضائل ).

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية