اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/almueidi/56.htm?print_it=1

عرق بلدي في معرض الكتاب ؟!!

عبد الله بن راضي المعيدي الشمري
طالب في مرحلة الدكتواره في الفقه
مستشار أسري في مركز واعي


هذا العنوان ليس نسجاً من الخيال ولكنه يصور واقعاً مريراً في معرض الكتاب بالرياض ..

عرق بلدي .. هو عنوان رواية تباع في معرض الكتاب .. بل وتعرض على الطاولة وبشكل واضح وملفت للنظر ؟!! [ وقد رأيتها بعيني وبلغت الهيئة عنها وخاطبت المسئولين في الوزارة عنها وهناك تجاوب مشكور منهم ومن الهيئة على وجه الخصوص ] ..

وهنا أعود وأقول إن عنوان هذه الرواية وبدلالته القبيحة والفاحشة دليل لما يتضمنه هذا المعرض من كتبٍ محرمة تنشر الفحش والفاحشة ..

إنّ عنوان هذه الرواية يجعلنا نقف مع هذا المعرض بعض الوقفات :


أولاً :
إنّ مما يحار فيه العاقل ولا يجد له جواباً هو الإصرار على بيع هذه الكتب والسماح لها وما الهدف من دعمها وغض الطرف عنها من قبل وزارة الإعلام .. مع أنها محرمة شرعاً ومرفوضة عقلاً وممنوعة نظاماً ؟!!

يحتج الذين لا يرون مانعاً من وجود هذه الكتب بحجة مفادها : إنّ هذه الكتب موجودة في الشبكة العنكبوتية !! وهذه حجة باطلة إذ إنّ هذه الكتب وخاصة الراويات الفاحشة والساقطة لا وجود لها عبر النت البتة ..

ولكن دعونا نتجاوز هذه الحجج سواءً للممانع أو لمن لايرى فيها بأساً ..

ولنطرح هذا السؤال : لماذا لا تفسح الوزارة بالكتب التي تهاجم هذه البلاد وولاة أمرها وسياستها ؟!

إننا وبكل وضوح نؤيدكم على هذا المنع لكل كتاب يمس هذه البلاد سواء في ولاة الأمر أو في سياسة الدولة أو في نقدها نقداً يخالف منهج أهل السنة والجماعة ...

ولكن لماذا لاتُمنع تلك الكتب التي تفسد دين هذه البلاد وتصادم الكتاب والسنة وهو دستور هذه البلاد ؟ [ تقول المادة الأولى من نظام الحكم المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله ولغتها هي اللغة العربية. وعاصمتها مدينة الرياض ] . إذاً لماذا تسمح الوزارة بهذه الكتب والتي تخالف توجيه ولي الأمر بل وتغضبه وتنشر الفساد في بلاده والتي أوجب على كل فرد حمايتها وحماية دينها ؟!

وهل أصبحت الثقافة اليوم بإعلامها المتنوع وممثلة بالجهة المشرفة عليها وهي الوزارة داعمة لليبرالية والحداثة والعولمة في بلاد التوحيد ؟!

والمادة 39 تقول : تلتزم وسائل الإعلام والنشر وجميع وسائل التعبير بالكلمة الطيبة وبأنظمة الدولة.. وتسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتها ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو الانقسام أو يمس بأمن الدولة وعلاقتها العامة أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه وتبين الأنظمة كيفية ذلك.

ثانياً :
لما هذا التهييج المقصود بالسماح لدور معينة بنشر الكتب الفكرية الملحدة .. والفاحشة الساقطة .. بل ويصاحب ذلك تهديد ووعيد لمن ينكر أو يناصح والويل له !! ويصدر ذلك من وزارة كان يفترض أن يكون دورها التنظيم والإشراف فقط .

ويزيد الطين بله وجود نساء متبرجة وبعضهن وكأنها في ليلة زفاف ؟!! ومما يحزن كل عاقلٍ هو ضيق المكان [ فالمكتبات ضيقة الواجهة .. والممرات ضيقة ] حتى أنك ترى الاختلاط مع انتفاء شرط التلاحم الجسدي !! فلماذا لا يكون هناك سعة في المكان .. وترتيب أحسن .. أم أنّ هذا أمر مقصود .. أو هو شحٌ في المساحة ..

تقول أحد الفاضلات مغردة في تويتر : [ الإقبال على معرض الكتاب لهذا اليوم كبير جدا، ليتهم خصصوا أيام لنا نحن النساء، لم أستطع دخول دور أتيت من أجلها لامتلائها بالرجال! ]

وتقول أخرى مغردة : [النساء يرغبن بيوم مخصص لزيارة معرض الكتاب والرجال لا يرغبون الإختلاط بالنساء ويجبرون عليه إنها الحرية التي تنادت بها سمر وهلاري ] .

ثالثاً :
إن العلم والذي تتقدم به الأمم ليس هو علم ينشر الإلحاد والفاحشة ويحارب قيم مجتمعه .. بل تتقدَّم الأمم والدول بعلوم تعمل على غرس القيم وبناء المبادئ .. لتجعل منها واقعاً عملياً..

علومٌ تعلمنا الأدب مع الله تعالى ومع رسوله صلى الله عليه وسلم .. وتعلمنا معرفة النظام في حياتنا وتعاملاتنا وتعلمنا الأمانة والصناعة والرقي والحضارة ..
ما قيمة الكتب والمعارض وهي تنقض مبادئَ الإسلام عروةً عروة ؟!!

ويزيد الطين بلة حينما يكون صاحب الكتاب كذوبا خؤونًا، يتمرّغ في الرذيلة، ويدعو للفاحشة؟!

ولهذا فلما خلت هذه الكتب والراويات من الحق صارت باباً لنشر العُريِ الماجن .. والمُجون الفاضح ..وقتلِ الحياء .. ووأدِ الفضيلة .. وتلويثِ العقول بالأفكار المنحرِفة .. كل هذا نَشأ في أحضانِ هذه الكتب ..

فهذه الكتب وبأفكارها الباطلة لم توفِّر لكتابها فضلاً عن للناس طمأنينةَ القلب .. وسكينةَ النفس ..وهدوءَ الأعصاب .. فكم كاتب منهم مات ميتة سيئة فاضحة .. وكم منهم من يعيش اليوم وهو في حال لا ترضي الله ولا رسوله ولا المؤمنين ..

إن الكتب التي لا تورث صاحبها – ولو كانت دنيوية – خشية وحياء وأدباً فتباً لها وبعداً .. [ فأصل العلم هو خشية الله كما قال إمام أهل السنة أحمد ] .. ورحم الله أمّ سفيان الثوريّ الذي غدا في عصره علَمًا وبين أقرانه نجمًا ساطِعًا حينما تقول له : " يا بنيّ، خذ هذه عشرة دراهم، وتعلّم عشرةَ أحاديث، فإذا وجدتها تُغيِّر في جلستِك ومِشيتك وكلامك مع الناس فأقبِل عليه، وأنا أعينُك بمِغزلي هذا، وإلاّ فاتركه، فإني أخشَى أن يكونَ وبالاً عليك يومَ القيامة".

إنني والله لأشفق أعظم الشفة وأرحم شباباً وفتيات – من أهل التوحيد – حينما أراهم يتجمعون ويتزاحمون حول دارٍ عرف عنها نشر الكتب الملحدة .. والراويات الفاسدة .. ليشتروا منها السم الزعاف .. ولو أنهم كانوا في مرحلة النقد .. وسن الرشد .. وعندهم العلم الذي يحميهم من الضلال لكان الأمر مختلف .. والقراءة ربما نافعة .. ولكنها عقول فارغة في غالبها .. الدافع لها الفضول وحب التقليد .. حتى أن من المضحك المبكي أنّ كثيراً من هؤلاء لا يعرفون أسماء تلك الكتب التي جاءوا ينشدونها ؟!!

وكم سمعت كلمات التهكم من أصحاب تلك الدور على أولئك القراء ..

والوصية لأحبابنا الشباب .. وأخواتنا الفتيات خاصة .. ولكل مسلم عامة .. أن يحذر كل الحذر من أتباع أبي جهل !! الذين يذمون الدين .. يعظمون العقل ..
وأحذر كتب أهل التخييل والتجهيل والتحريف والتأويل ..

وأن يحذر كل الحذر بأن يجعل قلبه عرضة لكل فتنة فيكون كالسّفنجة تتلقى مايرد عليها .. وعليه أن يحرص على أن يقتني من الكتب ما تزيده علماً ديناً ودنيا .. وليحذر من هذه الكتب الفاسدة . ومن هذا الباب جاء التحذير من مطالعة كتب أهل الكلام ولولا خشية الإطالة لسقت النصوص هنا ..

والمفصود أنّ الواجب علينا جميعاً أنّ نحذر ونحذر .. وننصح ونوجه .. وأن نتذكر ونذكر .. بأنّ هذه البلاد هي بلاد التوحيد والعقيدة الصافية .. وقبلة المسلمين .. وبلاد الحرمين ..ومن أعظم الخيانة لها ولولاتها ولرجالها ونسائها أن نسعى لنشر الفاسد والمحرمات فيها..
حفظ الله بلادنا من كل سوء ومنكر ،،،

وكتبه : عبد الله بن راضي المعيدي الشمري
www.mettleofmuslem.net
صفحتي على الفيس بوك عبر هذا البريد
almoaede@hotmail.com
وتويتر almoaede@

 

عبد الله المعيدي
  • مقالات ورسائل
  • بحوث ودراسات
  • الصائم العابد
  • الصفحة الرئيسية