صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







بين الشيخين ومحمد عبده ؟!!

عبد الله بن راضي المعيدي الشمري


هذا مقال كتبته بعد الإسقاطات التي ذكرها [ محمد عبده ] هداه الله ..
وكالعادة لم تنشرها الجريدة المعنية ..
انقلها هنا إبراء للذمة ..
الأخ المكرم رئيس التحرير ..
اطلعت كما اطلع غيري على المقابلة والتي أجريت مع الأخ محمد عبده وفقه الله للخير في جريدة الجزيرة ..
وقد ذكر علاقته بشيخنا العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ، وشيخه ابن باز رحمه الله تعالى ..
وقد تعجبت مما ذكره الأخ محمد عبده من هذه العلاقة وكأنه من أكابر طلاب الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله ؟!!
وأنا وإن كنت لا أنفي هذه العلاقة ولكن هذه العلاقة لاتعدوا عن كونها علاقة عابرة في مجلس أو مجلسين ..
لأنّ القارئ للمقابلة مع عبده .. يفهم أنه من خواص المجالسين للشيخين ؟!!
وهذا مالم يكن فنحن نعرف شيخنا رحمه الله وجلسنا بين يده مدة طويلة وعرفناه عن قرب وعرفنا أقواله وأرائه الفقهية – على الأقل المشهورة -...
ولأنّ الأخ محمد وفقه الله لكل خير قد شرق وغرب في هذا اللقاء ..
بل أوهم القراء أن الشيخين ابن باز وابن عثيمين لم ينكراء عليه الغناء ؟!!!
وهذا تدليس منه هداه الله ..
فمع النتزل بأن الشيخين لم يقوما بالإنكار عليه في الغناء .. فإن هذا من فقه هاذين العالمين حيث أن اللقاء الذي جمعه معهما لقاء عام حصل مرة أو مرتين !! فليس من الحكمة الإنكار عليه .. ولايعني هذا أن الشيخين لايقولا بحرمة الغناء ..
بل هما يحرمان الغناء وكتب فتاواهما منتشرة وفيه كثير من الفتاوى التي تحرم الغناء .
وحتى يزول اللبس عند البعض وربما منهم الأخ محمد عبده وفقه الله فإني أنقل جملة من كلام العلماء المعروفين ومنهم الشيخين بحرمة الغناء ..
أقوال أئمة الإسلام الغناء :
قال القاسم رحمه الله : الغناء من الباطل ، وقال الحسن رحمه الله : إن كان في الوليمة لهو ، فلا دعوة لهم . [ الجامع للقيرواني ص 262-263 ] .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : \" مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير ، .. ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا \" [ المجموع 11/576 ] .
وقال الألباني رحمه الله : [ اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها . الصحيحة 1/145 . ]
قال ابن القيم رحمه الله : \" مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب ، وقوله فيه من أغلظ الأقوال ، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف ، حتى الضرب بالقضيب ، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد بها الشهادة ، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا : أن السماع فسق والتلذذ به كفر ، هذا لفظهم ، ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه ، قالوا : ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره ، وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي : ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض ، فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه : سألت أبي عن الغناء فقال : الغناء ينبت النفاق بالقلب ، لا يعجبني ، ثم ذكر قول مالك : إنما يفعله عندنا الفساق \" [ إغاثة اللهفان 1/ 425 ] .
وسئل الإمام مالك رحمه الله عن ضرب الطبل والمزمار ، ينالك سماعه وتجد له لذة في طريق أو مجلس ؟ قال : فليقم إذا التذ لذلك ، إلا أن يكون جلس لحاجة ، أو لا يقدر أن يقوم ، وأما الطريق فليرجع أو يتقدم . [ الجامع للقيرواني 262 ] ،
وقال رحمه الله : \" إنما يفعله عندنا الفساق \" [ تفسير القرطبي 14/55 ] ،
وقال ابن عبد البر رحمه الله : \" من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذا الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله \" . [ الكافي]
وقال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله : \" وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله \" [ إغاثة اللهفان 1/425 ] ، وقد عد صاحب كفاية الأخبار ، من الشافعية ، الملاهي من زمر وغيره منكرا ، ويجب على من حضر إنكاره ، وقال : \" ولا يسقط عنه الإنكار بحضور فقهاء السوء ، فإنهم مفسدون للشريعة ، ولا بفقراء الرجس - يقصد الصوفية لأنهم يسمون أنفسهم بالفقراء - فإنهم جهلة أتباع كل ناعق ، لا يهتدون بنور العلم ويميلون مع كل ريح \" [ كفاية الأخيار 2/128] .
وقال ابن قدامة - محقق المذهب الحنبلي - رحمه الله : \" الملاهي ثلاثة أضرب ؛ محرم ، وهو ضرب الأوتار والنايات والمزامير كلها ، والعود والطنبور والمعزفة والرباب ونحوها ، فمن أدام استماعها ردت شهادته \" [ المغني 10/173 ] ،
وقال الطبري رحمه الله : ( فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" عليك بالسواد الأعظم \" ، ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية \" [ تفسير القرطبي 14/56 ] .
ولفظ الكراهة يستخدم لمعنى الحرمة في القرون المتقدمة ثم غلب عليه معنى التنزيه ، ويحمل هذا على التحريم لقوله : والمنع منه ، فإنه لا يمنع عن أمر غير محرم ، ولذكره الحديثين وفيهما الزجر الشديد ، والقرطبي رحمه الله هو الذي نقل هذا الأثر ، وهو القائل بعد هذا : \" قال ابو الفرج وقال القفال من أصحابنا : لا تقبل شهادة المغني والرقاص ، قلت : وإذا ثبت أن هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا تجوز \" .
يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : \" ما أباحه ابراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري من الغناء ليس هو كالغناء المعهود .. فحاشا هذين المذكورين أن يبيحا مثل هذا الغناء الذي هو غاية في الانحطاط ومنتى الرذالة \" .
وقال ابن تيمية رحمه الله : \" لا يجوز صنع آلات الملاهي \" [ المجموع 22/140 ] ..
وقال رحمه الله : \" آلات الملاهي ، مثل الطنبور ، يجوز إتلافها عند أكثر الفقهاء ، وهو مذهب مالك وأشهر الروايتين عند أحمد \" [ المجموع 28/113 ]..
وقال : \" الوجه السادس : أنه ذكر ابن المنذر اتفاق العلماء على المنع من إجارة الغناء والنوح فقال : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على إبطال النائحة والمغنية ، كره ذلك الشعبي والنخعي ومالك وقال أبو ثور والنعمان - أبو حنيفة رحمه الله - ويعقوب ومحمد - تلميذي أبي حنيفة رحمهم الله - : لا تجوز الإجارة على شيء من الغناء والنوح وبه نقول \" ..
وقال :\" والمعازف خمر النفوس ، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس \" [ مجموع الفتاوى 10/417 ] ..
وأخرج ابن أبي شيبة رحمه الله : \" أن رجلا كسر طنبورا لرجل ، فخاصمه إلى شريح فلم يضمنه شيئا - أي لم يوجب عليه القيمة لأنه محرم لا قيمة له – \" . [ المصنف 5/ 395 ] ..
ويقول ابن باز في أحد الفتاوى : \" ننصحك بألا تسمعي الأغاني مطلقا لأنها شر ولأنها تفضي إلى فساد كبير في القلوب وننصحك بسماع إذاعة القرآن فإن فيها الخير الكثير ، وسماع برنامج نور على الدرب ، وسماع الأحاديث النافعة المفيدة ، أما سماع الأغاني فاتركيها واحذريها لأن شرها كبير وقد قال الله سبحانه : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ .. الآية . قال أكثر أهل العلم إن لهو الحديث هو الغناء وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل) وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه هو من أصحاب الرسول رضي الله عنه ومن علمائهم رضي الله عنهم أجمعين وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((ليكونن من أمتي أقواما يستحلون الحر والحرير والمعازف)) فأخبر أنه يكون في آخر الزمان قوم يستحلون المعازف وهي الملاهي والأغاني .
فنسأل الله أن يحمينا وإياكم وجميع المسلمين من شرها ، وأن يثبت الجميع على الهدى إنه سميع قريب\". [ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع ] .
ويقول شيخنا ابن عثيمين : \" الغناء المجرد عن الموسيقى وآلات العزف الأخرى مثل الربابة وشبهها يجوز استماعه بشرط أن لا يكون مشتملاً على أشياء توجب الفتنة وبشرط أن لا يصد الإنسان عن ما يجب عليه من إقامة الصلاة مع الجماعة أو غير ذلك فأما إذا اقترن به عزف من الموسيقى أو آلات اللهو الأخرى فإنه يكون محرم من أجل ما صحبه من هذه الآلات لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين تحريم المعازف حتى إنه قرنها بالزنا والخمر ففي حديث أبي مالك الأشعري الذي رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) الحر يستحلون الحر يعني به الفرج يعني الزنا والحرير معروف والخمر معروف والمعازف قال العلماء كل آلة لهو يعزف بها ولم يستثن من ذلك شيئاً فالخلاصة أن هذا الغناء الذي للبادية إذا لم يكن مشتملاً على معازف فإن استماعه جائز بالشرطين السابقين \" [ فتاوى نور على الدرب ].
وأما ما ذكره من أنه حين ولد ابنه الأكبر عبد الرحمن ذهب إليه وسأله عن صحة الحديث الذي يذكر بأن خير الأسماء ما حُمّدَ وعُبِّدَ فقال له بن عثيمين إنه من الأثر ولكن أفضل الأسماء عبد الرحمن فاختار لابنه هذا الاسم.
فهذا ليس بمستغرب عليه ويشكر عليه وهذا الواجب على المسلم الرجوع إلى العلماء

ولي هنا تعليق من أمرين :
الأول : الواجب على محمد عبده كما حرص على سؤال العلماء حتى في اسم أبنه وهو مأجور على هذا عند الله وقد سمى ابنه بأحب الأسماء الإ ان الواجب عليه كما سمع من العلماء في اسم ابنه فعليه أن يسمع لكلامهم في حكم الغناء وهو الرجل الذي كبرت سنه وشاب رأسه نسأل الله لنا وله الهداية للحق والخاتمة الحسنة .
ثانياً : الأثر الذي سأل عنه الشيخ (بأن خير الأسماء ما حُمّدَ وعُبِّدَ ) ولكن هذا الأثر لا أصل له وهذا الي عرفناه من الشيخ نفسه والخطأ هنا أن الأخ محمد لم يضبط الفتوى أو أنه لم يفهم كلام الشيخ رحمه الله .
أقول هذا لأن كثيراً من الناس يرددون هذا الأثر ولايعلمون أنه لا أصل له .
والله المستعان ..


وكتبه : أخوكم عبد الله بن راضي المعيدي
المدرس بالمعهد العلمي بحائل
المشرف العام على شبكة همة المسلم

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبد الله المعيدي
  • مقالات ورسائل
  • بحوث ودراسات
  • الصائم العابد
  • الصفحة الرئيسية