اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/almomen/29.htm?print_it=1

الساعة الثالثة فجراً أثناء سفرنا سمعنا أنيناً على قارعة الطريق .. الفتنا فرأينا الكارثة !!

المؤمن كالغيث


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبابي الكرام .. لكم بالغ التحية .. والتقدير والحب ..
قد ظننت أن شخصية المؤمن كالغيث ( ماتت ) فأحياها أحد العلماء وطلب مني العودة والمواصلة ..
فاعتذرت واعتذرت .. وما زال بي حتى أحيا المؤمن كالغيث من جديد وها أنذا أعود بعد توقف سنوات عدة ..

-----------------------------------------------

لن أبتعد عن سيرتي ومسيرتي .. فالعَبْرة هي من يحيي القلب الميت ..
وتوقظ القلم من غيبوبته ..
فاسمعوا ما حدث معي قبل أيام من كتابة هذا المقال ..

انتقلت من مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم .. في سفر لمدينة أخرى ..
أنا وزوجتي وابنتي ..
الساعة الثالثة والنصف فجراً ..
الهدوء يخيم على الطريق السريع إلا من محركات سيارتي ..
أصابنا صمت فجائي بدون سبب نعرفه ولكن الله وحده يعرفه ..
وإذا بزوجتي تناديني :
المؤمن كالغيث .. انتظر .. أسمع صراخ ..
يا الله .. انظر للطريق الثاني .. !
وكنت مبتسما حينها أداعب ابنتي الصغيرة
وأصعب الألم وأمره ما كان بعد بسمة عريضة .. !
فنظرت وإذا بسيارة جيب مقلوبة ..
حادث (جديد جداً ) لا أظنه تجاوز العشرة الدقائق تقديراً ..
كعادتي توقفت فورا واستودعت ربي أسرتي وانطلقت للمسار الثاني ..
خطواتي ثقيلة .. الشارع مظلم .. أمامي حادث مخيف ..
لا أدري فقد يواجهني مخ أحد المتوفين كما رأيته قبل شهرين من هذا الحادث .. !!
كنت أترقب شيئاً وأتخيل .. وكل شيء وارد ..
أمامي رجلين من الجنسية المصرية .. في انهيار تام .. ! أصحاء لا بأس بهم ..
تخيل ( يامن أصح الله بدنك وجمع عليك أهلك وأحبابك وأبناءك .. )
أن ترى هذا المشهد – لا أراك الله إياه –
أم عجوز تحتضر قد تهشم بدنها وقد قذفتها السيارة .. !!
شقيقتهم يظهر من يدها صغر سنها ..
على بطنها .. قد سبقني لها ملك الموت ..
قد غطى وجهها الدم المتخثر .. وحجابها ..
ماتت .. في عز شبابها ..
رأيت في موتها حال الكثير من فتيات الأسواق والميك أب والمعاكسات والفجور والبويات ..
كيف حالهن وهن في حالة هذه الفتاة في سكرات الموت ..
قال الله : فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .. !!
فاختاري مصيرك ..
أصعب أحوالك حين تشم رائحة الموت في موقع الحادث ..
أن ترى في الظلام بريق الدم من عين شاخصة نحو السماء ..
قمة الرعب .. حين التفت يساراً وإذا بسائق السيارة قد قذفته السيارة أكثر من ثمانية أمتار .. !!
جريت عليه .. اقتربت منه كثير .. شاخص البصر .. وقد جرى الدم كأفعى من تحت بدنه شاقاً الطريق ..
متهالك مهشم .. لا أظنه سيعيش ..
يا عم .. قل لا إله إلا الله .. كررها عمي وستكون بخير ..
فأخذ يردها ..
حصلت على أوراقه وبحثت عن المزيد فرأيت بطاقته وإذا به من خارج البلاد ..
يمني الجنسية أب لأسرة كانت تنتظره .. ولكن الدنيا مخيفة ..
رحمه الله إن مات وشفاه إن بقي .. !
الشاب المصري يرى أهله في تلك الحال يبكي ويصيح ويتحرك في الموقع كالمجنون ..
احتظنته .. فملأ حظني دموعاً ..
وردد .. أرجوك لا تقول أختي ماتت .. لا أرجوك ماتت أختي ؟؟
لا لا ماتموت .. ستموت .. مش معقول يارب لا ..
آآآآآه وصاح ببكاء عالي ..
في مشهد يقطع القلب ..
خشيت على أهلي في الجانب المقابل ..وبلغت أفرد الإسعاف والمرور وحضروا في زمن قياسي لله الحمد ...
كارثة .. نهاية .. خاتمة ..
اختر خاتمتك .. آلام الحوادث وأنت تتقلب على التراب .. في ألم لا يطاق .. ورعب لا ينتهي ..
ملك الموت ينتهي من الذي بجوارك ليأتيك ..
هل سألت الله السلامة ..
حسن الخاتمة ؟؟!
أن يسترك وأهلك ... !
هل دعوت الله بكلمة تكون آخر عهدك ..؟؟!
وإن قلت الشهادتين ..
فهل وفيت مع ربك ليوفيك ويعطيك مرادك .. !!؟؟
لا إله إلا الله ..
 

كتبها الفقير إلى عفو ربه
المؤمن كالغيث
ade2006@hotmail.com
www.saaid.net/Doat/almomen


 

المؤمن كالغيث
  • قصص مؤثرة
  • تربويات
  • رسائل دعوية
  • إصدارات إلكترونية
  • Insured like rain
  • الدورات والبحوث العلمية
  • رمضانيات
  • الصفحة الرئيسية