صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







بعض الناس يكبرون هذه الأيام بعد الصلوات وهذا خلاف السُنَّة

محمد المهنا
@almohannam

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، أما بعد :

فمن المعلوم أن التكبير مشروع من أول عشر ذي الحجة إلى غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة

وقد قسَّم العلماء التكبير إلى قسمين: مطلق ومقيد


فالمطلق : يبدأ من أول ذي الحجة إلى يوم عرفة فيكبر المسلم في كل أوقاته إلا أنه لا يُستحب له التكبير أدبار الصلوات قبل أن يأتي بأذكار الصلاة، فالمشروع بعد الصلاة البداءة بالأذكار الواردة بعد الصلاة، فإذا أتمها فله أن يكبر بعد ذلك

أما المقيد: فيبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس الثالث عشر من ذي الحجة، ويكون مقيداً بأدبار الصلوات فقط، فإذا فرغ الإنسان من صلاته بدأ بالتكبير بعد السلام

وقال بعض أهل العلم "وهو الصواب والعلم عند الله" :

إن التكبير من فجر يوم عرفة إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة يشرع أدبار الصلاة ويشرع في سائر الأوقات، وبناء على ذلك يكون التكبير في تلك الأيام مطلقاً ومقيداً، لا مقيداً فحسب

والفرق بين ما قبل فجر يوم عرفة وما بعده أن التكبير قبل يوم عرفة مطلق فقط فلا يُستحب بعد الانتهاء من الصلاة، بينما يشرع التكبير أدبار الصلوات من فجر يوم عرفة فيكبر أدبار الصلوات ويكبر كذلك في كل الأوقات، فهو بذلك: مطلق ومقيد

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في دروسه المسماة "جلسات الحج" وهي مواد صوتية بموقعه الرسمي


قال رحمه الله:
وعلى هذا فتكون الأيام الثلاثة عشر بالنسبة للتكبير منقسمة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الذي ليس فيه إلا التكبير المطلق: وذلك من دخول شهر ذي الحجة إلى فجر يوم عرفة ومعنى (مطلق) أنه لا يشرع أدبار الصلوات بل تٌقدَّم أذكار الصلاة عليه

ثم ذكر رحمه الله القسمين الآخرين

وقال رحمه الله في إحدى خطبه، وهي موجودة بموقعه:

أما بعد أيها الناس، فأَكْثروا في هذه الأيام من ذكْر الله -عزَّ وجل- وتكبيره وحمده والثناء عليه، فإنها موضع ذِكْر، أَكْثروا من الذكْر والتكبير والحمد في كل وقت، وأما بعد الصلوات فإنه لا يبدأ التكبيرُ على ما قاله أهل العلم إلا من صلاة الفجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، هذا هو موضع الذكر المقيَّد الذي يكون أدبار الصلوات، وأما في هذه الأيام "أي: الأيام التي تسبق يوم عرفة" فإن المشروع أدبار الصلوات الأذكار المعروفة التي يذكرها الإنسان بعد صلاته كل وقت

وقال شيخنا المحدِّث عبدالله السعد في بحث له بعنوان أحكام عشر ذي الحجة:

ذهب بعض أهل العلم إلى أن التكبير ينقسم إلى قسمين: مطلق ومقيد، فيكون مطلقاً منذ دخول العشر إلى نهاية أيام التشريق، وأما التكبير المقيد فيبدأ من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر يوم من أيام التشريق، وذلك بعد أدبار الصلوات الخمس
ودليلهم في ذلك هو ما نقل عن جمع من الصحابة أنهم كانوا يكبّرون من بعد صلاة الصبح يوم عرفة، مع أن التكبير يبدأ منذ دخول العشر، فلذا حملوا هذا على التكبير المقيد، وحملوا ما جاء عن بعض الصحابة من التكبير في أول العشر حملوه على المطلق.

وقد نقل الإمام أحمد الإجماع على التكبير المقيد الذي يكون بعد صلاة الصبح من يوم عرفة، فقد حكاه عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس. قيل له : فابن عباس اختلف عنه؟
فقال: هذا هو الصحيح عنه، وغيره لا يصح عنه. انتهى النقل عن الشيخ

وفي نقل شيخنا المحدِّث عبدالله السعد لفعل الصحابة رضي الله عنهم وأنهم كانوا يكبرون من بعد صلاة الصبح من يوم عرفة دليل واضح على أنهم لم يكونوا يفعلون ذلك قبل يوم عرفة مع أن التكبير مشروع من أول يوم في ذي الحجة فدلَّ على أنه مشروع في سائر الأوقات، لا أدبار الصلوات، والله تعالى أعلم
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد المهنا
  • مقالات
  • كتب
  • تغريدات
  • خطب
  • الصفحة الرئيسية