صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إلى طالب العلم

الشيخ صالح بن عواد المغامسي

 
الحمد لله الذي تقدست عن الأشباه ذاته ، ودلت عليه آياتُه ومخلوقاته .
وأشهد أن لا إله إلا الله ، أراد ما العباد فاعلوه ، ولو عصمهم لما خالفوه ، ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه .
وأشهد أن سيدنا ونينا محمداً عبده ورسوله ، آخر الأنبياء في الدنيا عصراً ، وأجلهم يوم القيامة شأناً وذكراً .
صلى الله وملائكتُه والصالحون من خلقهِ عليه كما وحّد اللهَ وعرَّف بهِ ودعا إليه .

وبعد ،

فهذِهِ كلماتٌ أحتسبُ عند اللهِ أجَرها ، وأسألهُ التوفيقَ في تحريرها ، المقصودُ منها بيانُ فضل العلم الشرعيّ وشرفِه ، والدعوةُ إلي اللحاقِ بركبِ أهلِهِ .

فأقولُ :
تذكر يا من تطلب العلمَ أنّهُ لا مهمةَ أجلّ وأشرف من الدعوةِ إلى اللهِ .
ولهذا أناطَ اللهُ بهذِهِ المهمة كرامَ خلقِهِ ، وهم الأنبياءُ والرسلُ عليهم السلامُ .
فما شرفوا إلا للوحي الذي يحملونَه والدينِ الذي يدعونَ إليهِ .
فأشرفُ الناسِ الذين أخبرَ الصادقُ المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم ورثةُ الأنبياءِ .

فمن أرادَ اللهُ بِهِ خيراًً ألحقَهُ بركبِهم ، وشرّفهُ بهديهِم . لكن هيهاتَ أنْ يُدركَ ذلك كلُ راغبٍ ، أو أنْ يُعطى لكلِ طالبٍ .

فالمنازلُ عاليةٌ والدرجاتُ لا توهبُ لكلِ أحدٍ ولا تُعطى من غيرِ تمحيصٍ وعلى هذا فخشيةُ اللهِ هي رداءُ العلماءِ الحق ، وهذا هو المقصودُ الأسنى من قولِهِ جلّ ثناؤهُ ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ) سورة فاطر ـ 28 ـ .

ألم تَرَ أنَّ اللهَ قال في حقِ خليلهِ إبراهيم عليه السلام : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) سورة البقرة ـ 124ـ .
قالَ ذلكَ بعدَ أنْ ابتلاهُ فَوفِقَ الخليلُ في الابتلاءِ . وستُبتَلى يا أَخي ويا أُختاهُ قبل أنْ تُمكّن ،  لكنَّ المعضلةَ أنَّ الناسَ باديَ الرأيِّ يظنونَ الابتلاءَ شرطاً أنْ يكونَ اعتقالاً .

وهذا مُنحنىً غيرُ صائبٍ في فَهمِ سُنّةَ اللهِ ، إنَّ حقيقةَ الابتلاءِ أنْ تُمَكن من المعاصي وتُيسْر لكَ المُحرمات وتدنو منكَ الفواحشُ فلا تقربْ شيئاً من ذلك إجلالاً للهِ .

فإذا منًّ اللهُ عليك بهذا فاعلم أنّ اللهَ أرادَ بكَ خيراً وهيأَ لكَ منزلةً في ركابِ العلماءِ .

اعلم يا أخي أنَّ القرآنَ مفزعُ أهل الملة ، لا يتمسكون بشيء يخالفُه فهو آيةُ نبيهم ودليلُ صدقَ رسولِهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

فأولُ طرائق العلمِ حفظه وتدبره وأخذه على سبيلٍ قويمٍ ، وإنْ تعْجب فَعَجبٌ أنْ يعكف الطالب على المتونِ وهو لم يُحَصّل من القرآنِ شيئاً !
فأنَّى لهذا أن يصل ؟ وكيف لهذا أن يسود ؟

ثم اللهَ اللهَ في حديثِ رسولِ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتنِ بحفظِهِ وفهمِ مراده واتخذ من فهم صالح الأسلاف منهجاً لفهمِك فهم إلى الحقِ أقرب .

ثم قِف قَبلَ هذا مع نفسِك مستفهماً ؟ هل يُمكن أنْ أغوصَ في مشكاةِ الوحيين بغيرِ آلةٍ ؟

الجوابُ قطعاً لا . وعليه فانظر في أنْ تُحصِّلَ كثيراً من علم النحوِ ، وتجتهد في فَهمِ وحِفظ أساليب العربِ في كلامِها شِعراً ونثراً .

أخي طالبَ العلمِ :
ذكرُ اللهِ قوتُ القلوبِ فلا تغفل أبداً عن ذكرِهِ ، وإيَّاكَ أن ترجو مأمولاً بغيره فذاكَ مُحالٌ ، فأكثر من ذكِرهِ واستغفر لذنبك وتحلى بكريمِ الأخلاقِ وحسن الصفات .

ختاماً :
إنَّ العلمَ طريقٌ لعبادةِ الله .
والعبادةُ هي الغايةُ . فاتقِ اللهَ حيثما كنت وأكثر من النوافلِ وسائرَ العبادات .

هذا ما أعانَ اللهُ على تدوينِهِ في مدينةِ خيرِ خلقِهِ وصفوةِ رسلهِ على عجلٍ وأنا بين أوراقِ طلابي ومهامِ عملي .

لكن متى كنا نملك لأنفسنا حولاً أو طولاً ؟

فا للهم لكَ الحمدُ وإليك المشتكى وأنت المستعانُ ولا حول ولا قوة إلا بك .

قاله كاتبه :
صالح بن عواد المغامسي

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
 صالح المغامسي
  • تأملات قرآنية
  • السيرة النبوية
  • مجمع البحرين
  • آيات وعظات
  • مشاركات إعلامية
  • خطب
  • رمضانيات
  • فوائد ودرر
  • صوتيات
  • الصفحة الرئيسية