صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تأملات قرآنية ( فاتـخذوه عـدوّا )

عامر بن عيسى اللهو

 
آية في سورة فاطر فيها خبر وأمر فأما الخبر فهو ( إن الشيطان لكم عدو ) وأما الأمر فهو ( فاتخذوه عدوا )
وكثير من الناس وللأسف علموا الخبر ولم يعملوا بالأمر فهم يعلمون أن الشيطان عدو الإنسان وأنه يتربص به ويغويه إلا أنهم يتولونه ويطيعونه ويفعلون ما يريده منهم ( ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ) ، وأقبح من هؤلاء من يسبّ الشيطان في العلانية وهو صديقه في السر ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!

إن حكمة الله اقتضت أن لا يموت إبليس إلى قيام الساعة ( قال فإنك من المنظرين  إلى يوم الوقت المعلوم ) سورة الحجر . لذلك فهو لا يفتر أبدا ولا يكلّ من الوسوسة والإغواء قيل للحسن البصري : أينام إبليس ؟ قال : لو نام لوجدنا راحـة .

ثم اعلم يا أخي المسلم أن أشد ما يحرص الشيطان منك على قلبك وعقلك فإذا سيطر عليهما فأنت المغبون الخاسر ، قال ابن الجوزي رحمه الله : اعلم أن القلب كالحصن وعلى ذلك الحصن سور وللسور أبواب وفيه ثُلَم والملائكة تتردد إلى ذلك الحصن وإلى جانبه رَبَض ( أي مكان يلجأ إليه ) فيه الهوى والشياطين تختلف إلى ذلك الربض ، والحرب قائم بين أهل الحصن وأهل الربض والشياطين لا تزال تدور حول الحصن تطلب غفلة الحارس والعبور من بعض الثلم .

إن ثمة فرق كبير بين من يجاهد الشيطان فتارة يدحره بذكر الله وتارة يتغلب عليه الشيطان لكنه سرعان ما يرجع ويتوب وبين من يسلم قياد قلبه وعقله للشيطان يستهويه ويلعب به كيف يشاء ولا يفكر في توبةٍ أو أوبة فالصنف الأول هم المتقون الأبرار والصنف الثاني هم المنافقون الفجار وهذا ما بيّنه الله لنا أحسن بيان فقال ( إنّ الذين اتّقوا إذا مسَّهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون  وإخـوانهم يمُدّونهم في الغيّ ثم لا يُقصِرون ) سورة الأعراف . قال الأعمش : حدثنا رجل كان يكلم الجن قالوا : ليس علينا أشد ممن يتبع السنة ، وأما أصحاب الأهواء فإنا نلعب بهم لعباً .

فكن يا أخي من الشيطان على حذر واستعذ بمن خلقه فهو أقدر على طرده عنك ، فقد سأل أحد السلف تلميذه فقال : ما تصنع بالشيطان إذا سوّل لك الخطايا ؟ قال : أجاهده .قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده . قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده . قال : هذا يطول . أرأيت لو مررت بغنم فنبحك كلبها ومنعك من العبور ما تصنع ؟ قال : أكابده وأردّه جهدي . قال : هذا يطول عليك ، ولكن استغث بصاحب الغنم يكفّه عنك .
جنّبنا الله وإيّاكم شر الشيطان ونزغاته وجعلنا من أهل الإيمان والتقوى .
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عامر بن عيسى اللهو
  • مقالات دعوية
  • كتب ورسائل
  • خطب
  • تأملات قرآنية
  • الصفحة الرئيسية