صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







نصارى البالتوك هل يشعلون الفتنة الطائفية في مصر ؟

محمد جلال القصاص

 
الشعب المصري يتركب من أخلاط شتى ، من ناحية الجنس ... فيهم عرب قدموا مع الفتح الإسلامي وبعد الفتح الإسلامي ، وفيهم رومان ممن لم يرحلوا بعد الفتح الإسلامي لمصر وهم أغلب النصارى اليوم وتميزهم البشرة البيضاء القريبة من بشرة الأوربيين وهي سمه لنصارى مصر ، وفيهم مماليك من بقايا المماليك البحرية ( الشركس ) الذين حكموا مصر فترة من الزمن بعد الدولة الأيوبية فيما عرف تاريخيا بدولة المماليك وانتهى حكمهم على يد الترك العثمانيين ، وفيهم أرمن ، وفيهم ترك ، وفيهم بربر ( أمازيغ ) أهل المغرب قدموا مع الحكم ألعبيدي ( الفاطمي ) لمصر ، هذا كله بجانب سكان البلد الأصليين الأقباط .

ومن ناحية الديانة هناك مسلمون ونصارى أرثوذكس وكاثوليك وبروتوستانت ، وفي كل ديانة هناك طوائف عدة .
ولم نسمع مرة أن حدث أي نوع من العنصرية بين الشعب المصري ، لم يتكلم أحد عن تمايز بين طبقات الشعب المصري على أي اعتبار ، بل ربما يفاجئ القارئ حين يعلم أن مصر لم تحكم من قبل أبنائها منذ آلاف السنين إلا بعد ثورة يوليو 1952 ، أي أن الرئيس الحالي هو ثالث رئيس يحكم مصر .

ثم إنه في الآونة الأخيرة وبعد تولي الأنبا شنودة رئاسة الكنيسة الأرثوذكسية في مصر وما يتبعها في السودان والصومال ، عُرف عن هذا البابا ميله إلى الحزبية وعمل التنظيمات سواء في مصر أو خارج مصر ، وتدخله في أمور السياسة حتى أنه تكلم بلسان كل النصارى عن أنهم يقفون مع الرئيس حسني مبارك مرشح الحزب الوطني في الانتخابات الأخيرة ، ومع اعتلاء شنودة كرسي الباباوية ظهر ما يسمى بــ ( أقباط المهجر ) ، وهو من صنع يده وهو يفتخر بذلك في أكثر من مكان ، وبدأت الكنائس القبطية تتكاثر في أمريكا وأوربا بشكل سرطاني ، وبرز على الساحة قضية ( أقباط مصر ) وصُور الأقباط على أنهم أقلية مضطهدة من قبل الإسلام والمسلمين الذين يحكمون مصر .!
وقد رفعوا شعار الأقباط وليس شعار النصرانية علما بأنهم ليسوا أقباط فقط كما قدمت ، وليسوا إلا نصارى فقط ، فهم يدعون التمايز من قبل الجنس ضد العرب الوافدين عليهم وهم في نفس الوقت تركيبتهم مختلفة جنسيا متحدة دينيا ، فلو صدقوا لرفعوا شعار ( نصارى مصر ) .
وبدأت أطراف أخرى تستغل هذا التطور الجديد الذي قام به الأقباط لصالحها وأهم هذه الأطراف هي أمريكا التي من وقت لآخر تحرك قضية الأقباط للضغط على الحكومة المصرية وكلنا نذكر ما حدث في أواخر العقد الأخير من القرن الماضي ــ في عهد تولي الجنزوري للحكومة المصرية ـــ نذكر كيف برزت قضية الأقباط كورقة ضغط على الحكومة المصرية يومها ، حين بدأت بوادر الإصلاح الاقتصادي ومحاولة التفلت من الهيمنة الأمريكية .

والشاهد أن النصارى المصريون اليوم بدأوا يتحركون في أكثر من اتجاه ، فبعد نجاحهم في تدويل قضيتهم وتكوين لووب لهم في أمريكا ، بدؤوا بممارسة نشاط تنصيري في مصر بين طلاب الجامعة والتعليم المتوسط ، وقد تكلم أحد كبار المسئولين في الكنيسة عن أن النشاط التنصيري في مصر في العام الماضي ( 2004) مرضي للغاية ، وأنه لا توجد أي عوائق مادية أو اقتصادية أو سياسية تحول دون النشاط التنصيري في مصر . وقد كان هذا التصريح في حوار مع مراسل صحيفة المصريون الإلكترونية ونشره موقع المسلم بتاريخ 26/4/1426هــ

ويعتبر البالتوك هو المنبر العالي الذي يتكلم منه النصارى ، إذ أن هناك ما يقرب من 15 غرفة نصرانية بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة تمارس النشاط التنصيري ، ويتواجد في هذه الغرف ــ النصرانية ــ مالا يقل عن الف فرد على مدار الساعة يستمعون إلى ما يلقيه متعصبة النصارى المصريون على أسماعهم .

ومن يتابع ما يطرح في هذه الغرف التنصيرية يجد أنها تتخذ لهجة شديدة جدا وبذيئة إلى أحط درجة ضد الإسلام عموما ورسول الإسلام خصوصا ، فهم يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشذوذ الجنسي ، والزنا ، وعبادة الأوثان ، وأنه كان لصا قاطع طريق وغير ذلك مما يُستحى من ذكره ، هذا فضلا عن السخرية من شرائع الإسلام وشعائره .
وهذه الغرف أيضا تتبع قس متطرف يدعى زكريا بطرس هو الآخر شديد اللهجة بذيء اللسان .
وله غرفه باسمه على قسم الشرق الأوسط لمن أراد أن يسمعه .

وفي هذه الغرف يتكلم النصارى عن الاضطهاد ، وعن أنهم يسعون صراحة لحكم مصر والتخلص من ( حكم العرب ) كما يقولون . وهم يتعمدون استفزاز المسلمين بلهجتهم المتشددة ضدهم كشعب مسلم وضد نبيهم ــ صلى الله عليه وسلم ـــ ودينهم الإسلامي .

ولا يمكن أن يقال أبدا أن هذا الأمر تحركا فرديا بعيدا عن الكنيسة المصرية ، وأنه فقط نزوة أب مشلوح ـــ مطرود ـــ من الكنيسة . لا يمكن أن يقال هذا أبدا .
فكل الغرف على نسق واحد في السب وفي المواضيع المطروحة، حتى أنك تستطيع أن تلحظ متى تتغير التعليمات وبما تتغير .
والكنائس تتفاعل مع ما يحدث في مصر ، فقد وجدت حالات تنصرت من البالتوك، واستقبلتها الكنيسة وتم تعميدها وإيوائها ، ولعل في قصة زينب التي تناولتها وسائل الإعلام دليل على ذلك .

، ثم يتدخل البابا شنودة من وقت لآخر بمحاضرة في كاتدرائيته ليجيب عن الشبهات التي يثيرها المسلمون في البالتوك .
وكل النصارى في البالتوك يعظمون البابا شنودة ويعلنون ولائهم له .
فليس إذا عمل ارتجالي ،وليس أبدا عمل فردي .

والسؤال : هل يشعل نصارى البالتوك ومن يحركهم من خلفهم الفتنة الطائفية في مصر ؟

الواقع أن الأمور تتجه لهذا ، وأنها تأخذ خط تصاعدي بشكل ملفت للنظر ، وأن هناك استجابة عكسية من قبل الشباب المسلم من أهل مصر ، حيث تم عمل غرف مضادة على نفس الأقسام التي تتواجد عليها غرف النصارى في البالتوك ــ قسم الشرق الأوسط والقسم العربي ــــ وبعضها اتخذ اللهجة الرزينة العلمية في نقض النصرانية ،وبعضهم يسير تحت ردود الأفعال، مما ينذر بأن الأمور بدأت تتصاعد في طريقها لإثارة الفتنة الطائفية .
إن إصرار النصارى على سب الرسول صلى الله عليه وسلم وتعمدهم إثارة الشبهات حول الإسلام بلهجة تحدي من شأنه أن يدخل شيوخ الصحوة أو قل الصحوة الإسلامية في مصر بجمهورها الكبير على خط المواجه ، وهي الآن بعيدة تماما عما يحدث ، وقد تتخذ هي الأخرى ـ أو طوائف منها ــ لهجة متشددة تجاه من يسب نبيهم بأوقع الألفاظ .
وإن إصرار النصارى على التصريح بأن من حقهم أن يحكموا مصر وأن يعيدوها ثانية نصرانية كما كانت من شأنه أن يثير غضب كثير من أبناء مصر .
والله نسأل أن يرد كيدهم في نحورهم وأن يمكن لعباده الصالحين في مصر وخارج مصر . . اللهم أمين .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية