صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الشيخ محمد إسماعيل المقدم

محمد جلال القصاص


بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

الشيخ محمد إسماعيل المقدم

 

حاول كثيرون استنطاقي في أمر الشيخ محمد إسماعيل المقدم، ولا أقوى على نقض الشيخ، ذلك لكثرة ما استفدت من دروسه، فلا أحسب أن ثمة من استمع إليه أكثر مني، وحقيقة أجد له محبةً في قلبي!!

بيد أني حين أفكر في حاله لا أجد ما يسرني، فالقرارات الرئيسية التي شكلت خط سير "الدعوة السلفية بالأسكندرية"  كانت له هو: فهو شيخهم جميعًا، وهو المؤسس بدروسه في المسجد يوم كان طالبًا في الجامعة، واختيار الانفصال عن الإخوان في السبعينات وتأسيس كيان جديد من مجموعة طلاب في الجامعة انشقوا على الكيان الأكبر وخرجوا بشيء منفصل عن صيغ العمل الموجودة، ولم يبتكروا بل استوردوا من "الخارج"، التشنيع على أهل الجهاد في سياق يخدم الأمن ( النصف الأول من التسعينات)، التشنيع على "أهل السنة والجماعة" (القطبيين) في وقت اشتد عليهم الأمن فيه، رفض الدخول في "حلف إسلامي" دعا إليه الإخوان بعد يناير 2011،  اختيار بديل لحازم صلاح أبو إسماعيل....

والسياق العام – كما أفهمه -: أن الجماعات الإسلامية كلها تدار بما أسميه نظرية "الكاهن والأمير"، شخصية "زاهدة" "ورعه".. تتقمص دور الكاهن.. الزاهد في كل المناصب، وفي ذات الوقت المسيطر على الرأي... هذه هي آلية التي تعمل بها كل التكتلات الإسلامية وخاصة السلفية... من هناك إلى هنا .. حتى الحديث منها -كالجبهة السلفية-  يتقوقع حول تلك النظرية.. ينتج "كاهن" و"حركي" في اللاوعي.
وسببه الرئيس هو فقر في "النظرية".. محدودية شديدة في تصور الصراع: قضيته، مساحته وشدة، وأدواته، وتسويته..... اعتقاد أن عصمة الدين وكماله تنتقل "للدعاة"(الكهنة)..

والشيخ المقدم تقمص دور "الزاهد" "الورع" وارتضى برهامي حركياً، ثم استدار برهامي وأنتج حركيين وأصبح كاهنًا، وفي طريقه للسيطرة على الجميع باسم الشورى!!

 وحقيقة لا أدري، ولا إخالك تدري؛ بل ولا إخاله يدري: أي شورى فيما ظهرت حرمته؟!. بل فيما ظهر جرمه وجنايته على الأمة بأسرها؟!.. واستعدائه لفصائل العمل الإسلامي؟!، وتبنيه قضايا صراع كلها داخلية.. في وقت هذا الذي نحن فيه من تكالب  العلمانية الداخلية والخارجية .. العربية والأجنبية علينا؟!


أوَ نشتد على إخواننا في التسعينات، ثم نكون بردًا وسلامًا على مَن غدر، وقتل، وأسر، وأهان، وناصر اليهود والأمريكان؟!


 وإنْ أقبل حديثًا عن خطئ الإخوان فعسيرٌ أن أسمع لمن يدعي الرشد في الاصطفاف مع الباطل.. وهو يقتل الموحدين... وهو يَصفع ويركل مَن أعانه من الملتحين.

  إن ما حدث باسم "الدعوة السلفية" لا يقبله ذو مروءة، وقد كان البردعي أشد تمسكًا بمبادئه المعلنة من قومنا!!

أحسب أن سكوت الشيخ اسماعيل المقدم باسم الالتزام بالشورى أو الخوف من ضياع الرصيد سيُذهب الله به بركة سعيه. فموقفه يحتاج لتوضيح.والآن. قبل أن يفوت الأوان، وخاصة أنه نهض من قبل أكثر من مرة للبيان، في سياقٍ لم يكن يخدم الدعوة الإسلامية ككل، أعني في التسعينات حين تحدث عن أهل الجهاد، وأهل السنة والجماعة. وهم إخوانه في الجملة وكانوا يصارعون عدوه وعدوهم، إلا إن كان يكفرهم، ويرى نصرة العلمانيين على من رفع راية الدين، وإن خالفه في تأويل، ولا أحسبه!

لا أريد أن أستطرد في توقعات ما قد يحصل غدًا بشؤم السكوت على الباطل وعدم التناصح، وقد بدت معالمه، فهذا حديث لا يسرني، وصدقني: والله لا يسرني.
أنادي على الشيخ وعلى الجميع بما نادى الله به على عباده: "يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله"، "يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله"، "يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله".


ا
لرتب في الشريعة بالمواقف، "ربح البيع أبا يحى"، "ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم". والتاريخ يحكي أفعالًا، وقد بدأ يفتش

في ركام الأيام، ويخرج للناس مواقف الشيخ. إن بليغ الاعتذار يصغي إليه العشاق، ويرحل برحيلهم.


محمد جلال القصاص
15/9/2013


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية