صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







يوم في شارع محمد محمود (ماذا حين ترى الموت؟)

محمد جلال القصاص


بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

يوم في شارع محمد محمود (ماذا حين ترى الموت؟)


قضيت جمعة 18/11/2011 في ميدان التحرير، أدور بين الناس، فرحاً مسروراً، بعودة الميدان، وقد عاد بالإسلاميين، أحدث نفسي بأن قد ألقت إلينا زمامها، وإنَّا والله أصحابها.

قرر الجميع الانصراف، وبقيت حتى انصرفوا. ثم انصرفت.

في صباح السبت 19/10/2011، عدوت لمعهد البحوث والدراسات بجاردن سيتي لحضور محاضراتي، ومررت بالتحرير لأطمئن (في العاشرة والنصف تماماً)، فوجدت عساكر الأمن قد انتشرت بالميدان، وأفرغته، وتحاصر عشرات من الأفراد في "الصنية"، ويتحرشون بهم. ولفت نظري كثرة العسكر.. وكثرة "الرتب" بينهم، في مشهد يذكر بأيام "المخلوع".

وقفت قليلاً ثم انصرفت للمحاضرة، وعدت بعد الثانية عشر، ووجدتهم يطردون المعتصمين خارج الميدان باتجاه "المتحف". ثم انسحبوا فجأة وبسرعة، فقلت في نفسي : في الأمر شيء، وركبت سيارتي وعدت إلى قريتي، وفي الطريق سمعت (من الراديو) أن الأمن يهاجم التحرير!!

في صباح الأحد 20/11/2011 في الثامنة والنصف تماماً كنت في ميدان التحرير، وضعت سيارتي في شارعٍ موازٍ للتحرير (شارع الطيران).وحاولت السير باتجاه "محمد محمود"، وأعرفه من قبل، كنت أذهب منه لوزارة الصحة لإنهاء أوراقي.

بدى المشهد عجيباً: المحلات مقفلة كلها، والأكشاك مقفلة .. كلها... وأحجار على أرض .. ورائحة الغاز تملئ المكان...!!

لعب الغاز برأسي، وتذكرت أيام الجامعة (مظاهرات الحرم الإبراهيم في منتصف التسعينات)... ولا زلت إلي يومي أحفظ إرشادات السلامة حين تُضرب بغاز الأمن: لا "تدعك" عينيك... لا تتنفس من فمك... ابتعد عن مصدر الغاز... القنبلة حارة قليلاً وينتهي مفعولها حين تغمس في الماء.. فاغمسها ان استطعت بماء... أو ردها على الأمن ولكن لا تتركها ... لاحظ اتجاه الريح في مكان الاشتباك....

في ميدان التحرير:
كان العدد كثيراً بالنسبة للوقت (صباح وبعد بداية الاشتباك بساعات قليلة).
على رأس شارع محمد محمود (أمام مقر جامعة الدول العربية)، وجدت أحدهم يحمل يافتة كتب عليها "خالتي سلمية ماتت"، فقلت له "بدعابة": لم تمت شفتها صاحية وفرحانه تتقافز في كل مكان، وأنا أقول في نفسي : خطيب شر، كفانا الله شره.
وبعده بقليل وجدت شيخاً كبير السن يحمل غير قليل من طلقات الرصاص الفارغة،
فقلت: ما هذا يا شيخ ...؟؟
فقال: يضربون برصاصٍ حي ....
فقلت: الله المستعان...

ودخلت الشارع....
كثافة العدد في الشارع أكثر من الميدان!!، وكانت المواجهة قريبة نسبياً من الميدان (أول شارع يمين في محمد محمود كان وقتها تحت سيطرة الأمن).

طرب في ساحة المواجهة
رحتُ أنظر لكل شيء، أريد أن أفهم ماذا يحدث؟ ومَن يعتدي على مَن؟
الحضور عامتهم شباب من حديثي السن، والملفت للنظر هو كثافة النساء، لم يكن يشاركن في الضرب (إلا واحدة رمت بأحجار قليلة من المقدمة)، ولكنهن موجودات في أماكن القتل، وهذا عجيب...!!

وجدت فتاة تقف على حجر في وسط الشارع منتشية .. تلتفت يسرة ويمنة .. وتحكي ما ترى في الهاتف ... والرصاص يخترق العيون .. والصدور .. ويمر بجانبها، وهذه ... هكذا..

وبعضهم بحجر (طوبة).. يضرب على أبواب المحلات (طبل عسكري)، ويهتفون: "الجبان جبان، والجدع جدع"....
وجدت بعض الشباب بحجر ثقيل يضرب على كشك... فحدثته بأن هذا يقتات منه فقير ينفق على أسرة... وكدت تخربه عليه، فلو ضربت على غيره ... فقال: صح .. ثم تركه ليضرب على عامود الكهرباء.

وفي الشارع مجموعات اسعاف.. يرشدونك .. ويسعفون من يسقط، بالكحول .. والخل.. وعامة المسعفين من النساء...، وتوجد مجموعات إسعافية بعيدة عن شارع محمد محمود، بين من لا يصيبهم ضرب، تجلس حيث تصيبها الكاميرات.. وهن "أوروبيات" .. من بتوع حقوق الإنسان... !!

في الصفوف الأولى سب وشتم ... وناداءات ...
والعسكر يقل عددهم أحيانا،ويكثر أحياناً... ويحتمون بالسيارة السوداء اللعينة .. التي تصدر صوتاً بغيضاً... وتضرب النار وتخطف الرجال... ويحتمون بدروعهم... ويفرون فقط من الغاز ..

الشارع الجانبي (أول شارع يمين متفرع من محمد محمود)، يأتي منه بعضهم ويرمي بزجاجة ملتوف ثم يفر، وهذا الشارع ينتهي لوزارة الداخلية، ومؤمن من الجيش !!

والداخلية كانت تقصف الشقق(البيوت) بقنابل الغاز، وتقصف مبنى أمامه حوش على يسار (إن كان ظهرك للتحرير).. علمت بعدها أنه مدرسة..!!
يضربون بالغاز بصفة مستمرة، ويضربون بالرصاص الحي، وطلقات صوت، وخرطوش، وخلفهم من يشجعهم... ولا يصبرون حين يقتربون... بل يفرون سريعاً حين لا يفر من يواجهمم... وقد سقط على يساري تماماً أحد من فقئت عينه...

في منتصف التسعينات (مظاهرات الحرم الإبراهيمي)، كنت طالباً في الجامعة، وحضرت اشتباكاً مع الأمن، ولم يكن الغاز يومها مثل الغاز اليوم... الصنف متغير أكيد... والعيار متَّقل... أكيد.

بللتُ "كُمَّ" قميصي كحولاً، أشم منه من وقتٍ لآخر، وعرفت مكان من يسعف العيون بالخل أغدوا إليه.. من وقتٍ لآخر ...

التواجد في خطوط المواجهة له نشوة... وسماع صياحات "المشتبكين"، وصراخ النساء... طرب.. أي طرب...
انخنقت من الغاز ثلاث مرات... واضطررت للخروج للميدان، وفي كل مرة حين أخنق أقول لن أعود .. وأعود ...

التقيت المهندس مجدي فياض (تعرفت عليه في مقر الشيخ حازم يوم 14/10) بصحبة آخر لا أعرفه... على باب الشارع.. واشفق علي، ونصحني بأن لا أعود، وعصيته ثم عدت..

ملخص اليوم :
الأمن هو الذي كان يرمي الملتوف من الشارع الجانبي.
والأمن كان يتعمد الفرار ليسحب المشتبكين باتجاه الداخلية...
والأمن رمى المدرسة والبيوت بالغاز ليهيج السكان.
والأمن رفض محاولات التهدئة عدة مرات ... ونادى المتظاهرون على الجيش ليأتي ويفصل بين الناس عدة مرات ولم يأت.... كنت ممن يسعى في الفصل بين الناس.. ولكن الأمن كان يصر على الاشتباك...!!
الشجاعة متناهية، والناس لا تخاف الأمن.

ورأيت الموت!!
قبل المغرب بقليل كنت في المقدمة تماماً، لاحظت تزايد عسكر الداخلية، وظهرت سيارة مصفحة أخرى بينهم ( سيارتين بدل سيارة واحدة)، وجاءوا يزحفون، وخلفهم الجيش، وظننا أن الجيش قادم من خلفهم ليفصل بين الناس....

صرخ الذين بالشارع الجانبي : الجيش قادم بسيارات مصفحة ... استوقفت من يجري .. أناديه : اثبت لا تجري العدد كتير فين هنروح!!
فصاحوا الجيش قادم ويضرب بعنف .. بيقتل ... بيقتل .. بيقتل...... وبدأ من بالشارع يفرون في اتجاه الميدان ...
ورجعت مع الناس لأول شارع محمد محمود وهناك( تحت هارديز) رأيت الموت.....

في المسافة التي بين ساحة المواجهة وميدان التحرير (داخل شارع محمد محمود)، كنت أسير بهدوء، وأشير للناس بالسكينة، ولا تستطيع الحديث كثيراً من أثر الغاز ... وما زاحمت أحداً.. ولا عدوتُ لأسبق أحد.. أقول: لو كان الموت : فبقدر لن يتأخر ساعة " فإذا جاء أجلهم فلا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون"."قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم". وحسبت أنهم فقط قادمون من ميدان محمد محمود....
الجيش كان يكنس الناس كنساً... والبداية كانت من هناك (شارع محمد محمود) حيث المواجهة...
حين اقتربت من الميدان، فوجئنا بهجوم العسكر من اتجاه "القصر العيني"....
صفين من العسكر .. يرتدون زي الشرطة العسكرية.. ويضربون بعصي غليظة .. ويكبرون .. يكبرون .. نعم كانوا يكبرون.. وأنصار الحجاج بن يوسف حين قتلوا أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير كانوا يكبرون!!
نظرت يميناً ويساراً وخلفي أستكشف الساحة لأنظر ماذا أستطيع أن أفعل... الناس بدأت الفرار ... ولا يمكن في هذه الحالة أن تجد من يسمع أو من يصمد... وخاصة أن الهجوم من الجيش...
استوثقت من قدمي، وأقللت الخطا، وقاربت بينها، ورحت أضرب عيني هنا وهناك أنظر مكاناً... أو من يقف معي لنرد هؤلاء .. المسافة بعيدة والنساء يصرخن .. وبدأ التساقط تحت الأقدام .... وأنا ـ والله ـ في كل هذا أقرب الناس من العسكر .. وأتلقى ضرباتهم .. وقد وضعت يدي لأفادي إمرأة من الضرب، وأصرخ في الجندي .. "دي زي امك حرام عليك" ولا يسمع .. كانوا غلاظاً يضربون بقسوة.... لم تكن هناك مسافة للانصراف، وركب الناس بعضهم بعضاً، والعسكر "دائرة سمكها فردين" خط يضرب وخط بعيد في ظهره، ويكنسون الناس ... فقلت: لا مفر .. سأضرب حتى أموت... هو الموت .

لم تعظم الحياة ... لم أشعر أني بحاجة لأن أعود لبيتي (زوجتي وأطفالي)، وبيتي حبيب .. قلت بعد قليل بين يدي ربي: يسألني ويحاسبني .. فكيف القدوم ؟؟ .. وكيف اللقاء ؟؟؟... بعد قليلٍ أكرم أم أهان؟!!... وتعلق قلبي بربي: أقول : أخافك وأرجوك... اللهم مسألتي ... وكنت كلما ذهبت للكعبة تعلقت بأستارها حيناً .. أسأل الله حياةً كريمة وخاتمة حسنة .. وربي كريم ... ما مَنَّ بالدعاء إلا وهو يريد العطاء.. كان الغالب على لساني وقتها: لا حول ولا قوة إلا بالله.... أرجو النجاة مخافة الحساب لا حباً في الحياة.

استمر ضرب العسكر نصف دقيقة أو يكاد ( وهذا كثير) ولاحظت أن أحدهم لا يضرب بإخلاص ... فقلت له : عدَّيني (دعني أمر) فأفسح لي قليلاً فدخلت بينهم .. في ظهرهم ... ثم دخلت من ظهر المجموعة التي تهاجم "الصنية" في قلب المتظاهرين... وهناك قلت : الحمد لله نجوت ...
وقفت "أشم نفسي"، فسقطت أمامي قنبلة غاز في قلب "الصنية" (قادمة من اتجاه الشرطة العسكرية)، فكًّرت في هؤلاء العامة ولا يوجد اسعاف، فجعلت أصيح: "محدش يتنفس من بقه"
حاولت الدخول لشارع الطيران من "طلعت حرب" لأركب سيارتي وانصرف بعيداً، فوجدت هجوماً آخر من العسكر .. لم أر العسكر .. ولكني رأيت من يفرون، ويقولون هجوم من العسكر...
بعد الخروج من الميدان
قُطعت الكهرباء.. وأغلقت المحال .. ومشيت في الظلام .. لا أدري إلى أين؟
سيارتي في ظهري الآن.. وسمعت مَن يقول: العسكر يعتدون على السيارات والمحلات ليرمون بها المتظاهرين... فقلت: حسبي الله ونعم الوكيل .. اللهم إني استودعتك سيارتي ..
مررت برجل كبير في السن يغلق محله... وهو يسب ويشتم الثورة بألفاظ وقحة.. وأخذ "طوباً" من الأرض يرمي بها أحدهم .. فهمَّ به... فقلت له: دعه ... وناديت هذا العجوز: روَّح بيتك يا حاج بدل ما يتجمعوا عليك ... فمشى ومشينا...

الشوارع كأنها باريس ... خطيئة إسماعيل "باشا".. وأبيه... وإخوانه... أحدث نفسي: هذه نهاية 200 سنة حضارة ... عفواً... 7000 سنة حضارة .... ياااااااااااحضارة ... يااااااااااا نهضة .... "سبع تلاف" سنة وأخرتها ضرب وطرد .. وتخلف وجهل ... ... وإهانة ...!!!

أول مكانٍ عرفته هو العتبة (أطرافها)، وكنت آتيها شاباً، فسألت عن رمسيس لأركب منه وأعود لأهلي، وكلما كلمت أحدهم نظر إلي بحده... العين حمراء باكية (من أثر الغاز، وهي أمارة مميزة جداً لمن يقف تحت الغاز)... القميص مقطع الأزرار .. وريح الغاز والكحول ظاهرة ... فقلت أمشي ولا أسأل، ثم سألت بعض مَن أحسبه لا يفهم في الشكل العام.. من بائعي الأرصفة.... ومشيت على مهلٍ لرمسيس.
طردت عن مالي ، ويأتي على خاطري المهاجرين وقد أخرجوا من ديارهم وأموالهم ... وأهلي في العراق.. واللاجئون في تركيا من أهل الشام، والصومال، والأفغان.. وفلسطين... ما أمَرُّ أن تُغلب ... ما أمرُّ أن يؤخذ منك مالك... صار مالي ( سيارتي الجديدة... تحويشة الغربة) خلف ظهري... وأردد قول عمر : " هب أن النصراني مات".
وقول أبي بكر:
المرء يصبح في أهله والموت أقرب إليه من شراك نعله

مشيت في قاهرة "محمد علي باشا" تمر الأيام على خاطري... محمد علي .. وأبناؤه... وقصر عابدين .. وقصر الدوبارة.. واللورد كرومر .. الله يلعنه... وآثم أمين ... ومحمد عبده... وطه حسين... وأقول: ياا حضارة .... ياااااااااااااحضارة ... ياااااااااااامصر دي أخرتها... ؟؟.. فين الحضارة .. وفين النهضة .. وفين الوطنية ... وفين ... وفين ....
بدأ "شحن" الهاتف يقل، وكاد ينعدم، اتصلت بالشيخ خالد الشافعي، وطلبت منه أن ينتظرني في "طنطا" ليوصلني إلى القرية، إذ لا مواصلات في منتصف الليل، وكان كريماً كعادته، رحب وهلل وواسى، جزاه الله خيراً.

ما الحياة؟!
صراع .. وحسنات وسيئات .. ثم الموت وحساب فثواب وعقاب .. نسأل الله العافية وحسن الخاتمة.
بدأت أشعر بالجوع الشديد، والألم الشديد في جسدي من آثار الضرب.. لم أشعر بألم الضرب، والجوع إلا حين دخلت ميدان رمسيس، فذهبت لمطعم "فول وطعمية"، كنت آتيه وأنا طالب، وكان شديد الزحام، فلم أجد فيه أحد،مع أنه في الميدان وبجوار مسجد الفتح، فقلت: أرزاق.. والأيام دول...

العودة للميدان
ركبت الميكروباس لأعود للقرية، وقد يئست من أن أعود لسيارتي، أو تعود إلي، ورائحة الغاز والكحول، والمنظر العام ملفت للنظر، وسأل أحدهم: هل أتيت من التحرير؟
فقلت نعم. ومن محمد محمود كمان، وتحدثت بقوة، فتحدث معي أكثر من خمسة كلهم قادمون من الميدان!!
ثم قلت لنفسي: كيف أفر؟؟
كيف أدخل على أبنائي هكذا؟!
والله أبداً ..
فرجعت ثانية، وركبت المترو للعتبة ثم مشيت على قدمي حتى قربت من الميدان ....
تحدثت مع الشيخ أشرف عبد المنعم (الجبهة السلفية)، وحدثته بما أعتزم عليه، وأخبرني بأن هذا تهور وأن علي أن أرجع... فقلت: سيترك الفرار في نفسي أثراً سلبياً لا تمحه الأيام... لابد من الرجوع.... فقط تابع معي. وتفضل الدكتور خالد سعيد (المتحدث الرسمي للجبهة السلفية)، حال تعليقه على الأحداث في قناة الجزيرة وذكر خبر إصابتي في التحرير،جزاه الله خيراً.
نزلت من الميتروا في "العتبة"، ومشيت على قدمي باتجاه الميدان، دخلت في الظلام المحيط بالميدان، ووجدت ثلة من الشباب.
فسألت: أثمة جيش؟
قالوا: في الشوارع يطارودون ويعتقلون.
فقلت: افراداً أم صفوف؟؟
فقالوا أفراداً ويُضربون من بعض "الثورا".
والصفوف تكنس، ويصعب مواجهتها، أما الأفراد فالفرق بسيط.

فأقبلت، أمشي على مهل.. حتى دخلت الميدان، ووجدت به الناس، وقد انسحب العسكر...
تمددت قليلاً في الحديقة التي قبل "الصنية" بالقرب من المتحف... حتى بدأ رش غاز غريب ... لم يكن خانقاً، ولكنه كان رديئاً .. لا أدري بما أصفه....
انصرفت بعدها أبحث عن سيارتي... ولم أهتد للشارع إلا بجهد.. ووجدتها وحدها تقف شامخة لم يصبها سوء.. فقلت الحمد لله رب العالمين ... وقبلتها .. ثم عدوت لقريتي ...

صرخ أهلي حين رأوا "منظري"، وبكت صغيرتي سارة.. تقول أبي : ضربوك؟؟ فقلت: وضربتهم. وهكذا: كل مَن يَضرب يُضرب.
وعدت من الصباح للميدان... . ولم أدخل شارع محمد محمود بعدها، كون الاشتباك أخذ منحى آخر، وأنني بداية أكره الاشتباك مع الأمن أو غير الأمن، وأود أن تكون سلمية، وأن يكتب الله لنا عافية.


محمد جلال القصاص


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية