صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الإسلام.. كمالُ الدينِ وتمامُ نعمة الله

د.عبدالله بن معيوف الجعيد
@abdullahaljuaid

 
أنزل الله الهدى إلى البشرية بواسطة الملائكة إلى عبادٍ اصطفاهم وهم الرُسل والأنبياء،وكان هدى الله عبارة عن مجموعة من الشرائع التي اختارها الله لتنظيم الحياة البشريةوفق النظم التي ارتضاها الله لحياة عباده، والرسل والأنبياء هم أناس فضلهم الله علىغيرهم من الناس بأن أنزل عليهم الدين ليبينوه للناس، وقد أمر الله تعالى باتباع الرسلوالعمل بكل ما أُنزل عليهم من شرائع وأوامر تعبدية، وقد بين الله للناس من خلال الدينطريق الهدى المستقيم وبشرهم بما ينتظرهم إذا اتبعوه من جنات ونعيم، كما وبين لهمطريق الظلال وحذرهم من اتباعه والسير فيه لما في نهايته من ظلمات وعذاب.

وقد تختلف الديانات في بعض شرائعها التي أنزلها الله لتناسب حالة كل قوم من الأقوامالتي أنزلت إليهم إلا أن جوهر هذا الديانات كان دائماً ثابت لا تغيير فيه ولا تبديل ألا وهوعبادة الله وحده لا شريك له وتقديسه ونفي أي صفات نقص قد يعتقدها الناس عن حقيقةالله عز وجل. وقد أنزل الله الديانة اليهودية والديانة المسيحية وختم الديانات بدين الإسلامالذي أنزله على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم- وهذهالديانات الثلاث اليوم هي الديانات الشائعة بين الناس، والتي يعتقد بها أغلب سكانالأرض ويدينون بها ويقيمون شعائرها التعبدية المختلفة.

دين الإسلام

الدين الإسلامي هو خاتم الديانات السماوية التي أنزلها الله تبارك وتعالى إلى الناس،وقد نزل الوحي بالقرآن بواسطة جبريل عليه السلام إلى نبينا محمد – صلى الله عليهوسلم-، وعلى عكس الديانات السابقة فلم يقتصر الدين الإسلامي على قوم أو زمن معينبل أنزله الله تبارك وتعالى إلى الناس أجمع وقد حفظ الله الدين الإسلامي من التحريفليكون صحيحاً صالحاً في كل زمان ومكان ومناسباً لأي قوم ومن أي ثقافة، وبعد أن نزلالدين الإسلامي أصبح هو الدين الوحيد المقبول عند الله لما جاء في كتاب الله عزّ وجل:(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ] سورة آلعمران 85 [ فهو الدين الذي ارتضاه الله لعباده ليتبعوه منذ بعثة النبي -صلى الله عليهوسلم- إلى يوم القيامة.

مقاصد الدين الإسلامي

تشابهت حاجات الناس على مر العصور في حفظ أمور خمس لا تستوي الحياة ولاتستقيم بدون حفظها ألا وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وقد جاءت كلالديانات السماوية بالأحكام التي تحفظ هذه الحاجات وتنظم العلاقة بين الناس بمايحفظ لهم عدم التعدي عليها أو الانتقاص منها.
وقد جاء الدين الإسلامي بالتشريعات الكاملة التي تحافظ على هذه الحاجات سواءبإقرارها والتأكيد على أهمية وضرورة حصول كل إنسان عليها أو بتشريع ما يحفظدوامها وبقاءها ويحميها من التعدي والإهمال سواء من الإنسان لنفسه أو ممن يحيطونبه، فقد حفظ الإسلام للناس دينهم ليعبدوا الله بكل حرية ويمارسوا شعائرهم التي تبقيعلى الصلة الروحانية التي تربط العباد بربهم، وتنمي دوافع الخير والفضيلة، كما وقدحفظ الدين الإسلامي للإنسان نفسه وعصمها من أن يتم الاعتداء عليها وحافظ الإسلامعلى حق الإنسان في الحياة ولم يجعل لأحد سلطان أن يتعدى على هذا الحق إلا فيحدود مشروطة وبضوابط مشددة، أما العقل فلما له من أهمية كبيرة فقد حرم الإسلام كلما يؤثر بضررٍ أو بسوء على العقل مثل الخمور والمخدرات وما من شأنها أن تسلب العقلمكانته الرفيعة التي خلق لأجلها والتي جعلت من الإنسان مخلوقاً مفضلاً على غيره منالمخلوقات والتي أهلته للتكليف، وقد شرع الإسلام الأحكام السامية للحفاظ على الجنسالبشري وضبط تناسله من خلال تشريع الزواج كوسيلة وحيدة مشروعة للتناسلوالتكاثر وتحريم أي تكاثر يخرج عن دائرة الزواج، جاء الإسلام حافظاً لكل ما تنجذب إليهالنفس البشرية من شهوات أحلها الله، ولما للمال من أهمية في حياة الناس فقد أقرالإسلام أن المال من زينة الحياة الدنيا (ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِینَةُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱلۡبَـٰقِیَـٰتُٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَیۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَیۡرٌ أَمَلا] (سورة الكهف 46[ وقد نظم الله علاقة الناسبالمال من حيث طرق اكتسابه وطرق انفاقه وقد جعل الإسلام الإنسان محاسباً علىالمصادر التي يكتسب منها المال والأماكن التي يصرف المال فيه فقد حرم الله على الإنساناكتساب المال أو انفاقه بطرق غير مشروعة.

أركان الإسلام

يقوم الدين الإسلامي على قواعد وأسس رئيسية خمسة، ولا يكون الإسلام ديناً كاملاًبفقد أحد هذه الأركان فقد قال رسول الله: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُوأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزّكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ)، وهذه الأركانهي:
1. الشهادتان: وهي أن يقول الإنسان عبارة (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبدهورسوله) وهذه الشهادة إقرار من الإنسان بالعبودية لله وحده وأن محمد عبد الله ورسولهوخاتم الأنبياء والمرسلين.
2. إقامة الصلاة: تعد الصلاة عماد الدين الإسلامي وأهم أركانه، فإن صلحت صلاة العبدصلح باقي عمله والصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أعمال، وقدفرض على المسلمين إقامة خمس صلوات في اليوم والليلة هي صلاة الفجر والظهروالعصر والمغرب والعشاء (ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ)[سورة البقرة 3].
3. إيتاء الزكاة: والزكاة ركن الإسلام الذي يتعلق بالمال، فالمال الذي بلغ النصاب الشرعيوحال عليه الحول يجب أن يتم إخراج مقدار الزكاة منه إلى مصارفها التي حددها الإسلام(وَأَقِيمُوا الصَّلَاة وَآتُوا الزَّكَاة وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) [سورة البقرة 43].
4. صيام رمضان: فرض الله على المسلمين صيام شهر رمضان، وذلك بالإمساك عن كلالشهوات من بزوغ الفجر إلى غروب الشمس (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَاكُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) [سورة البقرة 183].
5. الحج: أما هذا الركن من أركان الإسلام فهو مشروط بقدرة المسلم على أدائه سواء القدرةالمالية أو البدنية، ويكون الحج مرة واحدة في حياة الإنسان بأداء مناسك الحج في مكةالمكرمة (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا] (سورة آل عمران 97[.

وقد كانت الديانات السماوية السابقة تمهيداً للبشرية لنزول خاتم الديانات، كمال الدينوتمام نعمة الله ألا وهو دين الإسلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقد ميزالله هذا الدين بأن حفظه في كل زمان ومكان وحفظ كتابه في اللوح المحفوظ وقد جاء فيتمام هذا الدين في كتاب الله عز وجل: (ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِیوَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِیناۚ) [سورة المائدة 3].

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
 
  • المقالات
  • العمل الخيري
  • الكتب
  • الصفحة الرئيسية