اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/aljuaid/34.htm?print_it=1

العيد تجديد صلة وتأكيد ألفة
وقفات تربوية وتوجيهات بمناسبة عيد الفطر المبارك في ملتقى آل نافل السنوي لعام 1443هـ

د.عبدالله بن معيوف الجعيد
@abdullahaljuaid

 

بسم الله الرحمن الرحيم


إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضلَّ لَهُ، وَمَن يُضلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ عَلَيهِ أفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ وَعَلَى آلهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِين، وَمَنْ تَبِعَهُ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أمَّا بَعْدُ:
فَأَهْلًا وَسَهْلًا وَمَرْحَبًا بِكُمْ فِي هَذَا الِاجْتِمَاعِ الْمُبَارَكِ لِلْمُلْتَقَى السَّنَوِيِّ لِآلِ نَافِلٍ، هَذَا الِاجْتِمَاعُ الَّذِي يُعَبِّرُ عَنْ عُمْقِ التَّرَابُطِ بَيْنَنَا وَالتَّوَاصُلِ، وَتَتَجَدَّدُ فِيهِ مَعَانِي الْأُلْفَةِ وَالتَّعَاوُنِ وَالتَّكَامُلِ.
نَلْتَقِي فِي هَذَا الْيَوْمِ بِمُنَاسَبَةِ عِيدِ الْفِطْرِ الْمُبَارَكِ لِلْعَامِ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَثَلَاثَةٍ وَأَرْبَعِينَ لِهِجْرَةِ رَسُولِنَا الْحَبِيبِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

مَرْحَبًا بِالحُضُورِ الكَرِيمِ مِنَ الأَهْلِ وَأَبْنَاءِ الْعُمُومَةِ وَالضُّيُوفِ الكِرَامِ.

أَيُّهَا الْحُضورُ الْكِرَامُ: اجْتِمَاعُنَا هُنَا اليَوْمَ إِنَّمَا هُوَ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ الَّتِي تُبْهِجُ القُلُوبَ، وَتَعُودُ لَنَا بِالْأَجْرِ وَالثَّوَابِ عِنْدَ اللِه عَزَّ وَجَلَّ.

تَطِيرُ قُلُوبُنَا فَرَحًا بِهَذَا الجَمْعِ الكَرِيمِ، وَالحُضُورِ العَزِيزِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَيَّامِ مِنْ كُلِّ عَامٍ، فِي هَذَا الِاجْتِمَاعِ نَلْمَحُ عَلَى الوُجُوهِ مَظَاهِرَ الْفَرَحِ وَالسَّعَادَةِ بِلِقَاءِ الآبَاءِ وَالأَعْمَامِ وَالْإِخْوَةِ وَالأَحِبَّةِ مِنْ أَبْنَاءِ الْعُمُومَةِ فِي مُلْتَقَاهُمُ السَّنَوِيِّ فِي ثَانِي أَيَّامِ عِيدِ الفِطْرِ الْمُبَارَكِ.

يُمَثِّلُ هَذَا الِاجْتِمَاعُ اليَوْمَ اسْتِمْرَارًا لِلْوُدِّ القَائِمِ عَلَى الدَّوَامِ الَّذِي يَجْمُعُ بَيْنَ أَبْنَاءِ الْعُمُومَةِ وَأَبْنَائِهِمِ الأَعِزَاءِ، وَحُضُورُكُمْ هُنَا اليَوْمَ مَا هُوَ إِلَّا تَأكِيدٌ عَلَى عُمْقِ الْعَلَاقَةِ بَيْنَ الأَقَارِبِ، هَذِهِ الرَّابِطَةُ وَاللحْمَةُ الَّتِي أَقَامَتْ دِيْنَ رَبِّهَا وَامْتَثَلَتْ لِأَوَامِرِهِ وَشَرِيعَتِهِ، هَذِهِ الأُلْفَةُ وَاللِّقَاءُ الدَّائِمُ الَّذِي طَالَمَا ضَرَبَ أَرْوَعَ الْأَمْثِلَةِ عَلَى الالْتِزَامِ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَالتَّوَاصُلِ وَالتَّوَادِّ، وَالَّتِي مَا زَالَتْ مِثَالًا لِلْوَحْدَةِ والِاجْتِمَاعِ عَلَى الرَّأْيِّ وَطَاعَةِ أُولِي الأَمْرِ أَدَامَ اللهُ ظِلَّهُمْ.

جِئْنَا هَذَا اليَوْمَ وَكُلُّنَا شَوْقٌ لِلِقَاءِ أَحِبَّتِنَا مِنْ أَبْنَاءِ عُمُومَتِنَا، فَلِقَاؤُنَا هُنَا فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ لَا يَزِيدُنَا إِلَّا سُرُورًا وَبَهْجَةً وَتَعَلُّقًا بَأَحِبَّتِنَا وَأَبْنَائِهَا، فَبِاجْتِمَاعِنَا هُنَا نَشُدُّ رَوَابِطَ الوِصَالِ بَيْنَنَا عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الْمَشَاغِلِ الَّتِي تَزْدَحِمُ بِهَا حَيَاتُنَا طِوَالَ العَامِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الأَحْبَابُ:

تَحْتَفِلُ أُمَّتُنَا الإِسْلَامِيَةُ فِي هَذَا اليَوْمِ الْمُبَارَكِ بِعِيدِ الفِطْرِ، بَعْدَ أَنْ أَتَمَّتْ صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ.

وَعِيدُنَا فِي هَذَا اليَوْمِ نَحْنُ آلَ نَافِلٍ خَامِسٍ المعانية مِنْ قَبِيلَةِ الجعدة مِنْ عُتَيْبَةِ: عِيدَانِ، عِيدٌ نَحْتَفِلُ بِهِ مَعَ أُمَّتِنَا الإِسْلَامِيَّةِ بِالإِفْطَارِ وَالْوَفَاءِ بِالشَّعَائِرِ، وَعِيدٌ بِلِقَاءِ أَحِبَّتِنَا مِنْ أَبْنَاءِ عُمُومَتِنَا الكِرَامِ، حَفِظَهُمُ اللهُ وَمَتَّعَنَا بِصُحْبَتِهِمْ أَعْوَامًا مَدِيدَةً بَإِذْنَهِ سُبْحَانِهِ وَتَعَالَى.

إِنَّ الِاجْتِمَاعَ وَإِشَاعَةَ الفَرْحَةِ وَالسُّرُورَ مِنْ أَهَمِّ مَظَاهِرِ عِيدِ الفِطْرِ الْمُبَارَكِ، هَذَا العِيدُ الَّذِي يَفْرَحُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ بِأَدَاءِ فَرْضِهِمْ.

وَاجْتِمَاعُنَا هُنَا اليَوْمَ مَا هُوَ إِلَّا مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ اهْتِمَامِ الأَقَارِبِ مِنْ أَبْنَاءِ الْعُمُومَةِ بِالِامْتِثَالِ لِأَوَامِرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الِاتِّحَادِ وَتَبَادُلِ التَّهَانِي بِمُنَاسَبَةِ حُلُولِ عِيدِ الفِطْرِ الْمُبَارَكِ.

فَنَحْنُ هُنَا نُؤَكِّدُ اتِّحَادَنَا فِي الأَفْكَارِ وَالْمَشَاعِرِ، وَانتِمَاءَنَا لِأُمَّتِنَا الإِسْلَامِيَّةِ، وَوَلَاءَنَا لِوَطَنِنَا الغَالِي تَحْتَ قِيَادَتِهِ الرَّشِيدَةِ فِي ظِلِّ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الْمَلِكِ سَلْمَانَ بِنِ عَبْدِ العَزِيزِ وَوَلِيِّ عَهْدِ الأَمِيرِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمَانَ حَفِظَهُمُ اللهُ وَأَيَّدَهُمْ بِتَأْيِيدِهِ وَنَصْرِهِمْ لِدِينِهِ .

يَعُودُ عَلَيْنَا هَذَا العِيدُ لِنَنْعَمَ بِلِقَائِكُمُ الطَّيِبِ، الَّذِي تَتُوقُ لَهُ نُفُوسُنَا، وَتَتَشَوَّقُ إِلَيْهِ قُلُوبُنَا.

إِنَّ سَعَادَتَنَا بِهَذَا اليَوْمِ سَعَادَةٌ تَعْدِلُ أَعْوَامًا، يَوْمٌ تَتَجَدَّدُ فِيه أَفْرَاحُنَا وَمَسَرَّاتُنَا، وَتَتَبَدَّدُ فِيهِ هُمُومُنَا وَآلَامُنَا.

إِنَّ الصُّورَةَ الحَقِيقِيَّةَ لِلْعِيدِ تَكْمُنُ فِي إِشَاعَةِ مَشَاعِرِ الفَرَحِ وَالْبَهْجَةِ، فَيَفْرَحُ الإِنْسَانُ الْمُسْلِمُ عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الظُّرُوفِ القَاسِيَةِ وَالأَحْدَاثِ الصَّعْبَةِ الَّتِي يَعِيشُهَا، فَإِن لَّمْ يَكُنْ فِي الحَيَاةِ مَا يُسْعِدُهُ فَإِنَّهُ يَسْعَدُ بِإِكْمَالِ عِبَادَتِهِ لِلهِ وَإِتْمَامِ طَاعَتِهِ.

فَلْيَكُنْ لِسَانُ حَالِنَا فِي العِيدِ مَلِيئًا بِالْفَرَحِ وَالسَّعَادَةِ، فَالعِيدُ يَأْتِي بِرِسَالَةٍ رَاقِيَةٍ عَظِيمَةٍ، يَأْتِي إِلَيْنَا العِيدُ لَيُحْيِيَ فِينَا الرَّغْبَةَ فِي تَجْدِيدِ حَيَاتِنَا وَآمَالِنَا وَطُمُوحَاتِنَا بَأَنْ يَعُودَ لِأُمَّتِنَا مَجْدُهَا التَّلِيدُ، وَأَنْ يَدُومَ العِزُّ وَالتَّقَدُّمُ وَالِازْدِهَارُ لِوَطَنِنَا الغَالِي.

فَفِي هَذَا اليَوْمِ تَبْتَسِمُ لَنَا الحَيَاةُ بِكُلِّ تَفَاصِيلِهَا، فَنَرَى الفَرَحَ وَالْبَهْجَةَ فِي وُجُوهِ أَبْنَائِنَا وَفِي ثُغُورِ بَنَاتِنَا، وَالْبَهْجَةُ الَّتِي تَعْلُو مُحَيَّا الآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ عِنْدَمَا يَرَوْنَ مَظَاهِرَ الفَرَحِ والسُّرُورِ عَلَى وُجُوهِ أَبْنَائِهِمْ.

فَمِنْ صُوَرِ الْفَرَحِ الإِيجَابَيِّ بِالعِيدِ أَنْ نُقْبِلَ عَلَى الأَيْتَامِ، وَنَهْتَمَّ بِشُؤُونِهِمْ، وَنَعْمَلَ عَلَى التَّخْفِيفِ مِنْ مُعَانَاتِهِمْ، وَتَعْوِيضِ مَا فَقَدُوهُ مِنْ حَنَانِ الأَبِ، فَنُشْعِرَهُمْ فِي يَوْمِ العِيدِ بِالدَّعْمِ وَالْمُؤَازَرَةِ، وَنُوَسِّعَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى مَنْ يَقُومُ عَلَى شُؤُونِهِمْ لَكَيْ يَنْعَمُوا بِفَرْحَةِ العِيدِ كَمَا يَنْعَمُ بِهَا غَيْرُهُمِ مِنَ الأَطْفَالِ، فَنَجُوبَ بُيُوتَهُمْ لِنُؤَكِّدَ لَهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَقَدُوا وَالدِيهِمْ فَنَحْنُ جَمِيعًا لَهُمْ آبَاءُ حَرِيصِونَ عَلَى مَصَالِحِهِمْ وَعَلَى رِعَايَتِهِمْ.

إِنَّ الِاهْتِمَامَ بِالعِيدِ وَإِدْخَالَ الفَرَحِ وَالسُّرُورِ عَلَى أَهْلِنَا لَهُوَ مِنَ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ ٣٢} [سورة الحج:32]
وَقَدْ رَأَيْنَا فِي هَذَا اليَوْمِ وَمُنْذُ بُزُوغِ الفَجْرِ مَا يَسُرُّ القُلُوبَ مِنِ اجْتِمَاعِ أُمَّتِنَا فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا عَلَى الصَّلَاةِ وَالتَّكْبِيرَاتِ وَذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَهَذَا اليَوْمُ إِنَّمَا هُوَ رِسَالَةٌ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ عَلَى مَا تَحْمِلُهُ رِسَالَةُ الإِسْلَامِ مِنَ الطَّابِعِ الإِنْسَانِيِّ وَالِاجْتَمَاعِيِّ، فَيَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ اليَوْمَ لِيَتَبَادَلُوا التَّهَانِي وَيُشِيعُوا مَظَاهِرَ الفَرَحِ وَالسُّرُورِ، وَيَتَّحِدُونَ بِاخْتِلَافِ أَجْنَاسِهِمْ وَأَعْرَاقِهِمْ وَأَلْوَانِهِمْ، وَيَقُومُونَ بِزِيَارَةِ أَهَالِيهِمْ وَأَقَارِبِهِمْ، وَيُصِلُونَ أَرْحَامَهُمْ، وَكَذَلِكَ يَقُومُونَ بِزِيَارَةِ الجِيرَانِ وَالأَصْدِقَاءِ، وَيَقُمُونَ بِإِعْطَاءِ الفُقَرَاءِ العَطَايَا والزَّكَوَاتِ، وَيَتَنَاوَلُونَ الحَلْوَى وَالْقَهْوَةَ، وَمُخْتَلَفِ الأَطْعِمَةِ مَعَ الأَقَارِبِ وَالجِيرَانِ .

فَنَحْنُ أَيُّهَا الأخوة وَأَبْنَاءُ الْعُمُومَةِ نَجْتَمِعُ هُنَا بِصُورَةٍ سَنَوِيَةٍ لِلتَّأْكِيدِ عَلَى اسْتِمْرَارِ مَسِيرَةِ آبَائِنَا وَأَجْدَادِنَا وَلِنُوصِّلَ الصُّورَةَ الْمُشْرِقَةَ إِلى أَبْنَائِنَا وَأَحْفَادِنَا؛ لِنُنِيرَ لَهُمُ الطَّرِيقَ الَّذِي يَسِيرُونَ عَلَيْهِ؛ لِيَذْكُرُونَا بِالْخَيرِ كَمَا نَذْكُرُ آبَاءَنَا وَأَجْدَادَنَا فِي هَذَا اللِّقَاءِ.

فَهَا نَحْنُ بِاجْتِمَاعِنَا اليَوْمَ نُؤَكِّدُ عَلَى وَفَائِنَا لَمِنْ سَبَقَنَا مِنَ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ؛ لِنَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا وَعَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، يَجْمَعُنَا تَارِيخٌ مُشْتَرَكٌ وَيَنْتَظِرُنَا مُسْتَقْبَلٌ وَاعِدٌ.

نَجْتَمِعُ هُنَا لِتَجْدِيدِ انْتِمَائِنَا لِأُمَّتِنَا الإِسْلَامِيَّةِ وَلِوَطَنِنَا الغَالِي، وَهَذَا الِاجْتِمَاعُ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي مَنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا بِهَا، وَالَّتِي تَتَطَلَّبُ مِنَّا الشُّكْرَ، فَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَمَدَّ فِي أَعْمَارِنَا لِنُقِيمَ شَعَائِرَهُ وَلِنَلْتَقِيَ فِي مِثْلِ هَذَا اللِّقَاءِ الجَدِيدِ الْمُتَجَدِّدِ، وَنَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدِيمَ عَلَيْنَا نِعَمَهُ، وَأَنْ يَحْفَظَ لَنَا أَمْنَنَا وَأَمَانَنَا وَيَزِيدَ مِنْ عِزِّ وَطَنِنَا، وَأَنْ يُوَفِّقَ وُلَاةَ أُمُورِنَا لِمَا فِيهِ الخَيْرُ لَنَا فِي الدُّنْيَا وَالآخَرِة.

ويَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُؤَكِدَّ فِي هَذَا اليَوْمِ الْمُبَارَكِ عَلَى أَهَمِيَّةِ صَفَاءِ القُلُوبِ وَمَلْئِهَا بِالْمَحَبَةِ وَالْوَفَاءِ لِكُلِّ مَنْ لَهُ فَضْلٌ عَلَيْنَا، وَلإِخْوَانَنِا مِنْ أَبْنَاءِ عُمُومَتِنَا، وَلِضُيُوفِنَا الكِرامِ، فَيَتَوَجَّبُ عَلَيْنَا أَنْ نُؤَكِّدَ عَلَى ضَرُورَةِ إِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ، وَإِذَا كَانَتْ هُنَاكَ خُصُومَةٌ فَلَابُدَّ أَنْ نَتَذَكَّرَ مَا بَيْنَنَا مِنَ الوُدِّ وَالصِّلَةِ العَمِيقَةِ وَالضَّارِبَةِ فِي أَعْمَاقِ التَّارِيخِ.
عِيدُنَا اليَوْمَ يَمْلَؤُه الفَرَحُ والسُّرُورُ وَالبَهْجَةُ بَإِتْمَامِ طَاعَةِ اللهِ.

وَيَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ جَاهِدِينَ عَلَى الِاسْتِمْرَارِ فِي طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ نُكْمِلَ مَا بَدَأْنَاهُ فِي شَهْرِنَا الفَضِيلِ، فَلَا نَغْفَلُ عَنْ عَبَادَتِنَا وَطَاعَتِنَا للهِ، فَنُوَاظِبُ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وَنَحْرِصُ عَلَى تَقْدِيمِ الصَّدَقَاتِ وَتَذَكُّرِ الأَيْتَامِ وَالْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينَ، وَلَا نُهْمِلُ الأَرَامِلَ فَنَقُومُ عَلَى حَاجَاتِهِمْ قَدْرَ الْمُسْتَطَاعِ.

وَخِتَامًا نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ اجْتِمَاعَنَا هَذَا اجْتِمَاعًا مَرْحُومًا وَتَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُومًا، وَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَ عَلَيْنَا الأَمْنَ، وَأَنْ يُوفِّقَ وُلَاةَ أُمُورِنَا وَيُدِيمَ العِزَّ وَالْمَجْدَ لِأُمَّتِنَا العَزِيزَةِ وَلِوَطَنِنَا الغَالِي.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَكُلُّ عَامٍ وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ وَإِلَى اللهِ تَعَالَى أَقْرَبْ.



 

 
  • المقالات
  • العمل الخيري
  • الكتب
  • الصفحة الرئيسية