صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لقاء إذاعي بعنوان الإسلام في أفريقيا ودور المملكة في نشره
 (ملخص للقاء على برنامج - من أرض الحرمين - بإذاعة نداء الإسلام)

د.عبدالله بن معيوف الجعيد
@abdullahaljuaid

 

بسم الله الرحمن الرحيم


 الإسلام في أفريقيا

القارة الأفريقية هي إحدى القارات التي تشكل منها العالم القديم، وقد كانت القارة الأولى التي وصل الدين الإسلامي إليها، وذلك بعد ما أمر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام بالهجرة إلى الحبشة في العام الخامس للبعثة، وقد جاءت هذه الهجرة بهدف الحفاظ على أرواح الصحابة الكرام وعائلاتهم بعد أن زاد بطش الكفار بهم في مكة المهد الأول للدعوة الإسلامية، وبذلك فقد كانت هذه الهجرة بمثابة الوصول الأول للدين الإسلامي إلى القارة الأفريقية.

وبعد أن استقرت الدولة الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بدأ بتوجيه الجيوش لفتح البلاد ونشر الدعوة الإسلامية في مختلف أرجاء المعمورة، وقد بدأت الفتوح الإسلامية للقارة الأفريقية على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص عندما فتح مصر وغيرها من البلاد في أفريقيا، ثم تتابعت الفتوحات في عهد الخلفاء والدول الإسلامية ليمتد انتشار الإسلام إلى مختلف مناطق قارة أفريقيا، وقد امتد انتشار الدعوة الإسلامية في دول أفريقيا إلى يومنا الحالي.

وقد بدأ دخول الإسلام إلى أفريقيا من خلال المناطق الساحلية المحاذية للجزيرة العربية، وذلك من خلال التجارة وما وجده أهل هذه المناطق من الأخلاق السمحة والتعاليم الحميدة للتجار المسلمين، وقد امتد انتشار الإسلام بعدها إلى المناطق الجنوبية لمصر والسودان، ثم جاءت الفتوحات الإسلامية لتعزز امتداد انتشار الإسلام إلى بلاد المغرب العربي ومنه إلى دول أفريقيا الوسطى والغربية، وقد كان لدولة المرابطين دور بالغ الأهمية في نشر الإسلام في مختلف أنحاء أفريقيا.

وقد لقيت الدعوة الإسلامية إقبالًا شديدًا من الناس في أفريقيا، فدخلت شعوبها في دين الله أفراجًا إلى أن أصبح الدين الإسلامي الدين الأكثر انتشارًا بين شعوب أفريقيا، حيث بلغت نسبة المسلمين في أفريقيا حوالي 40% وهي نسبة كبيرة إذا ما قارناها بنسبة المسلمين في القارات الأخرى، حيث بلغت نسبة المسلمين في آسيا 20% بينما لم تتجاوز هذه النسبة 15% في أوروبا و6% في أمريكا الشمالية والجنوبية، وقد وصلت نسبة المسلمين في العديد من الدول الأفريقية ما يقرب من 100% وهو ما يدل على الإقبال الشديد لشعوب هذه القارة وقبائلها على الإسلام، علاوة على تمسكهم بدينهم وتعاليمه الحنيفة في وجه ما يلقونه من إقصاء واضطهاد في العديد من دول القارة نتيجةً للسياسات الاستعمارية والجهود المبذولة في تنصير المسلمين في بلادها.

وقد كان للإسلام دور مهم في تعزيز البنية الاجتماعية والثقافية والعقدية لقارة أفريقيا، وذلك لما يتضمنه الإسلام من تعاليم سمحة تذيب الفروقات الاجتماعية والعرقية وغيرها من الفروقات التي ينشأ عنها التمييز بين أبناء الجنس البشري، والذي يترتب عليه اضطهاد أو حرمان لفئات من الناس لحقوقهم الأساسية.


دور المملكة في الدعوة إلى الله في القارة الأفريقية


اهتمت المملكة العربية بالدعوة إلى الله ونشر الدين الإسلامي في مختلف قارات ودول العالم وفي مقدمتها دول القارة الأفريقية، وقد اتبعت المملكة العديد من الوسائل والطرق لنشر هذه الدعوة ومن بينها الوسائل الإعلامية المختلفة والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى البعثات الدعوية الخارجية للطلاب والعلماء والدعاة، وقد بذلت المملكة مختلف الجهود التي من شأنها نشر الدعوة إلى الله في بلاد قارة أفريقيا، ومن هذه الجهود مختلف الأعمال التي تحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أنشأت المملكة العديد من المؤسسات التي تهدف إلى الحفاظ على استمرار انتشار الدعوة مثل تأسيس المعاهد والجامعات والمراكز الدعوية، كما قدمت جامعات المملكة العديد من المنح الدراسية للطلاب المسلمين في الجامعات السعودية، كما قامت بطبع الكتب العلمية والدينية وتوزيعها في مختلف الدول الأفريقية، وأقامت الكثير من الندوات والدورات التعليمية في مختلف دول العالم ومن بينها دول قارة أفريقيا.

وقد كان للمملكة العديد من الجهود والإنجازات في خدمة الإسلام والمسلمين في أنحاء المعمورة وفي قارة أفريقيا بصورةٍ خاصة، وقد أشاد بهذه الجهود جمع كبير من طلبة العلم والدعاة ومسؤولي المراكز والهيئات والمؤسسات الإسلامية في الكثير من الدول الأفريقية وأعضاء لجنة الدعوة في أفريقيا، وقد وصفوا جميعًا الجهود التي بذلتها وتبذلها المملكة في خدمة المسلمين ونشر الدعوة الإسلامية في أفريقيا بأنها جهودًا مشهودة وتستحق الشكر والثناء.

وقد أكد المشاركون في الملتقى الثامن والعشرين للجنة الدعوة في أفريقيا على أهمية الدور الذي تبذله المملكة في نشر الدعوة الإسلامية في أفريقيا، بالإضافة إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة وحكومتها في بناء الإنسان المسلم في أفريقيا ورعايته في مختلف شؤون حياته، بالإضافة إلى ما تبذله المملكة من جهود في خدمة العلم الشرعي والاهتمام بالعلماء من خلال مجالات وميادين متنوعة، ويأتي في مقدمتها الدعوة إلى الله عز وجل.

وقد عملت العديد من المؤسسات التي أسستها المملكة على رعاية شؤون الدعوة إلى الله في الدول الأفريقية ومن أبرز هذه المؤسسات لجنة مسلمي أفريقيا والتي تعد أحد أبرز المؤسسات الفاعلة في نشر الدعوة إلى الله في القارة الأفريقية، وقد قدمت هذه المؤسسة جهودًا جبارة في دعم الدعوة من خلال محاربة الأمية والقضاء على الجهل ونشر التعاليم الإسلامية الصحيحة إضافةً إلى ما تقدمه من خدمات صحية وإنسانية متعددة للمسلمين في الدول الأفريقية.

وقد أسهمت مؤسسات أخرى مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي في خدمة الدعوة إلى الله في دول أفريقيا، حيث توزعت أنشطة هذه المؤسسات فيما يقرب من ست وعشرين دولة أفريقية، وهيئة الإغاثة العالمية التي أشرفت على خدمة المسلمين في أفريقيا والتي تقدم العديد من الخدمات في مجال الدعوة إلى الله فيها، حيث أشرفت هذه المؤسسة على بناء العديد من المعاهد والكليات والمساجد في دول مختلفة من القارة الأفريقية.


جهود المملكة في الجوانب الإغاثية في أفريقيا


كانت للمشاريع التنموية التي أنشأتها المملكة العربية السعودية في مختلف مناطق أفريقيا أثر كبير على الوجود الإسلامي في هذه المناطق، وقد كان للمملكة العربية السعودية والمؤسسات المختلفة التي أنشأتها الدور الرئيسي في الكثير من المشاريع التنموية والإغاثية في دول أفريقيا، وقد شملت هذه المشاريع إنشاء المستشفيات والمدارس ومراكز تحفيظ القرآن وحفر آبار المياه، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الإغاثية التي يتم تخصيصها للمناطق الفقيرة والمهمشة في القارة، وقد كان لهذه المشاريع دور كبير في إظهار السماحة التي يتصف بها ديننا الإسلامي الحنيف ومستوى الأخلاق الرفيع الذي يتميز به المسلمون واهتمامهم بغيرهم من أهل الديانات الأخرى.

وقد جاء اهتمام المملكة بإنشاء المشاريع الخيرية والإغاثية في قارة أفريقيا من خلال التكامل بين الجهود الفردية وجهود المنظمات والمؤسسات الخيرية المختلفة، في ظل ما تشهده قارة أفريقيا من استقطاب حاد لأهل هذه القارة سياسيًا وفكريًا وعقائديًا من دول العالم المختلفة، وذلك من أجل الحفاظ على المكتسبات المتراكمة التي حققتها الدعوة الإسلامية في قارة أفريقيا منذ دخول الإسلام إليها، ولا شك أن الجهود التي بذلتها المملكة في المجال الإغاثي لامست قلوب أهل هذه القارة ولفتت أنظار الشرائح المختلفة التي تكون منها المجتمع الأفريقي وخاصةً في ظل تناسبها مع الأهداف التنموية التي تسعى الدول الأفريقية إلى تحقيقها.

ولا تقف الجهود الإغاثية التي تبذلها المملكة عند تقديم الإعانة لأهل الدول الأفريقية من الفقراء والمحتاجين وحسب، وإنما تهدف المملكة من وراء هذه الجهود إلى غرس العزة بالإسلام في نفوس المسلمين في هذه البلاد، فهذه البلاد التي عانت طويلًا من الفقر والحرمان، يحتاج أهلها إلى ما يقويهم على الصمود أمام الحملات التبشيرية التي تهدف إلى تحويل المسلمين عن دينهم ودفعهم إلى اعتناق ديانات أخرى.

وقد اشتملت الجهود الإغاثية التي قدمتها المملكة للدول الأفريقية المختلفة على العديد من الميادين التنموية ومن بينها التعليم، حيث قدمت المملكة من خلال جامعاتها العديد من المنح الدراسية للطلاب الأفارقة، كما تسعى المملكة إلى تعزيز إنشاء المدارس الإسلامية النظامية في دول أفريقيا المختلفة، وذلك من أجل تعزيز نشر التعاليم الإسلامية في ظل سيطرة المؤسسات الدينية المسيحية على المدارس والأنظمة التعليمية في الكثير من البلدان الأفريقية.

بالإضافة إلى أن الخدمات الإغاثية التي تقدمها المملكة تتنوع لتشمل الكثير من المجالات التي تتعلق برعاية الأسر المسلمة الفقيرة في أفريقيا، حيث تقوم المملكة من خلال جهاتها ومؤسساتها المختلفة بكفالة الأيتام ورعاية شؤونهم، وتقديم الخدمات الطبية المختلفة وبصورة خاصة في المناطق النائية والمهمشة، وتقدم العديد من البرامج الغذائية ومن بينها توزيع الأضاحي وإفطار الصائمين وكفالة طلاب العلم وإقامة الندوات والمخيمات في مختلف المناطق.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
 
  • المقالات
  • العمل الخيري
  • الكتب
  • الصفحة الرئيسية