صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







عَبرات العِبارات

فهد بن عبد الله الجريوي
@FF8008

 

هذه خاطرة لابن الجوزي من كتابه الفاخر العاطر صيد الخاطر والتي ينبغي على طالب
العلم وكل من يصبو للإمامة في الدين أن ينقشها في قلبه رزقنا الله وإياكم الصدق في القول والعمل وجعل أعمالنا خير من أقوالنا والخاطرة هي  :

قال رحمه الله

والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت ، ويتخشع في نفسه ولباسه والقلوب تنبو عنه ، وقدره في الناس ليس بذاك !.
ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا
تخشع ، والقلوب تتهافت على محبته .
فتدبرت السبب فوجدته الســــــريــــــــرة .
فمن أصلح سريرته ، فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه .
فالله الله في السرائر ، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر.
 



ومن كلام ابن الجوزي المدهش في كتابه ( المدهش ) :

يــــاهــذا !
الشيب أذان ، والموت إقامة ، ولست على طهارة .
العمر صلاة ، والشيب تسليم .
يامن خيم حب الهوى في صحراء قلبه ، اقلع الأطناب ، فقد ضرب بوق الرحيل .
أما تسمع صوت السوط في ظهور الإبل ؟
أما
ترى عجلة السلب وقصر العمر ؟
شارف الركب بلد الإقامة ، فاستحث المطي
.

 



ومن أبياته الجميلة :

اترك الشر ولا تأنس بشـــــر 
وتواضــع إنــما أنت بشـــــر 

هـــذه الأجـــسام ترب هامــد 
فمن الجـــهــــل افتخار وأشر

فعـجيب فـــرح النــفــــس إذا 
شاع في الأرض ثناها وانتشر

مســـتشار خائن في نصحــــه
وأمين ناصــــح لـــم يستشــر 

فــــافعـل الخير وأمــــل غبــه 
فـــهو الذخــر إذا الله حشـــــر



اللهم إنا نسألك ما نسأل ؛ لاعن ثقة ببياض وجوهنا عندك ، وحسن أفعالنا معك ، وسوالف إحساننا قِبلك ، ولكن عن ثقةٍ بكرمك الفائض ، وطمعاً في رحمتك الواسعة . اللهم يا مولج الليل والنهار : عُدْ علينا بصفحك عن زلالتنا ، وأنعشنا عند تتابع صرعاتنا . . . وكن لنا وإن لم نكن لأنفسنا ؛ لأنك أولى بنا .

أبو حيان التوحيدي.
 



سبحان الله ! تزينت الجنة للخطاب فجدوا في تحصيل المهر ، وتعرف رب العزة إلى
المحبين بأسمائه وصفاته فعملوا على اللقاء ، وأنت مشغول بالجيف . تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الوليّ ؛ فلا تظن أن الشيطان غلب ، ولكن الحافظ أعرض . ظاهرك متجمل بلباس التقوى ، وباطنك وعاء لخمر الهوى ، فكلما طيبت الثوب فاحت رائحة المسكر من تحته ، فتباعد منك الصادقون ، وانحاز إليك الفاسقون .

 ابن القيم.
 



لو صحت محبتك لا ستوحشت ممن لا يذكرك بالحبيب . فرّغ القوم قلوبهم من الشواغل ، فضُربت فيها سُرادقات المحبة ، فأقاموا العيون تحرس تارة وترُش أخرى ، لو تخيلت قرب الأحباب لأقمت المأتم على بعدك . لو استنشقت ريح الأسحار لأفاق منك قلبك المخمور . لله ما أحلى زماناً تسعى فيه أقدام الطاعة على أرض الاشتياق . يا أقدام الصبر احملي ! بقي القليل
ابن القيم.
 



يامن كان له قلب فانقلب ! ! قيام السحر يستوحش لك ! صيام النهار يسأل عنك ! ليال الوصل تعاتبك .
يا عزيزي : ما ألفت الشقاء فكيف تصبر ؟ أصعب الفقر ما كان بعد الغنى
، وأوحش الذل ما كان بعد العز ، وأشدهما العمى على الكبر . يا أقدام الصبر . .! احملي . . . بقي القليل .
ابن القيم.
 



ويحك ! ! إنما يكون الجهاد بين الأمثال ، ولذلك منع من قتل النساء والصبيان ، فأي قدر للدنيا حتى يحتاج قلبك إلى محاربة لها ؟ أما علمت أن شهواتها ملقاة ! أفيحسن بباشق الملك أن يطير عن كفه إلى ميتة ؟ مهلاً لا تمدن عينيك . لو عرفت قدر نفسك ما أهنتها بالمعاصي . إنما أبعدنا إبليس لأجلك ، لأنه لم يسجد لك ، فالعجب منك كيف صالحته وهجرتنا ؟ ! 
ابن القيم.
 



من أنواع الاجتباء :
أن العبد الصادق إذا استشرفت نفسه للجفاء بينه وبين الله تعالى
بموافقة شهواته في لحظة غفلة، عصمه الله اضطراراً؛ بأن ينغص عليه الشهوات، فلا تصفو له ألبتة، بل لا ينال منها إلا مشوبا بأنواع التنغيص الذي ربما أربى على لذتها واستهلكها.
بحيث تكون اللذة في جنب التنغيص كالخلسة والغفوة؛ ليكرهها،
وكذلك يعوق الملاذ عليه بأن يحول بينه وبينها؛ حتى لا يركن إليها ولا يطمئن إليها ويساكنها فيحول بينه وبين أسبابها .
ابن القيم ـ مدارج السالكين.
 



أكبر الإنعام عليك ، كيف كف فضول الدنيا عنك . . إذا رأيت سربال الدنيا قد تقلص ، فاعلم أنه قد لطف بك ؛ لأن المنعم لم يقلصه عليك بخلاً أن يتمزق ، لكن رفقاً بالماشي أن يتعثر .
 ابن الجوزي.
 



يا مطرودًا عن الباب ، يا محرومًا من لقاء الأحباب ، إذا أردت أن تعرف قدرك عند الملك ، فانظر فيما يستخدمك ، وبأيِّ الأعمال يشغلك ، كم عند باب الملك من واقفٍ ، لكن لا يدخل إلا من عني به ، ما كلّ قلبٍ يصلح للقرب ، ولا كلّ صدرٍ يحمل الحبّ ، ما كلّ نسيم يشبه نسيم السحر !

وصحائف الأيام نحن سطورها 
يقرا الأخير و يدرج المتقـــدم

 ابن الجوزي.
 



اللهم أطب عيشنا بنعمتك ، وأرح أرواحنا من كد الأمل في خلقك ، وخذ بأزمتنا إلى بابك ، وأذقنا حلاوة قربك ، وفرق بنينا وبين الغل حتى لا نعامل به خلقك ، وأغننا بك حتى لا نفتقر إلى عبادك ، ومهما بلوتنا فلا تبْلُنا بهجرك ، ولا تجرعنا مرارة سخطك ،اللهم احملنا على عفوك ، ولا تحملنا على عدلك .
 



إلهي . . أذنبت في بعض الأوقات ، وآمنت بك في كل الأوقات ، فكيف يغلب بعض عمري مذنباً جميع عمري مؤمنا. فيا من أعطانا خير ما في خزائنه وهو الإيمان به قبل السؤال . لا تمنعنا أوسع ما في خزائنك وهو العفو مع السؤال ، فإن غفرت فخير راحم أنت ، وإن عذبت فغير ظالم أنت . إلهي أسألك تذللا فأعطني تفضلا.

شيذلة.
 


 ربِّ عـفواً إن عشتُ ديني ألفاظاً .. عـجـافاً ولـم أعـشه مـعاني
كـم صـلاةٍ صـليّتُ لم يتجاوز .. قـُـدس آيـاتها حـدود لـساني
كـم صـيامٍ عـانيتُ جوعي فيه .. ونـسيت الـجياع مـن إخواني
كـم رجمت الشيطان والقلب مني .. مـرهق فـي حـبائل الشيطانِ



اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ، ثم عدت فيه ،
وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ، ثم لم أف لك به ، وأستغفرك مما زعمتُ أني أردت به وجهك ، فخالط قلبي منه ماقد علمت.

( أولى لك فأولى ) فِكْر القلب في المباحات يحدث له ظلمة ، فكيف في تدبير الحرام ؟ ليت المحترز نجا فكيف المهمل ؟ 

اللهم خذ بأيدينا فقد عثرنا، واستر علينا فقد أعورنا، وارزقنا إيثار التقوى، والتزود للعاقبة التي لا بد من الشخوص إليها ، إنك تؤتي من تشاء ما تشاء.. اللهم أجر القلوب من جور النفوس ، يا سلطان القلب، نشكو إليك النازلة.
 



يا هذا
:
كنت تدعي حبنا ، وتؤثر القرب منّا ، فما هذا الصبر الذي قد عنّ عنا ؟

كنت تستطيب رياح الأسحار ، وما تغير المهب ، ولكن دخل فصل برد الفتور ، ولم تحترز ، فأصابك زكام الكسل .

كنت في الرعيل الأول ، فما الذي ردك إلى الساقة ؟!.

ابن الجوزي.



متى رأيت نفسك تهرب من الأنس به إلى الأنس بالخلق ، ومن الخلوة
مع الله إلى الخلوة مع الأغيار ، فاعلم أنك لا تصلح له!
ابن القيم.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فهد الجريوي
  • مع القرآن
  • مع السنة
  • العلم والعلماء
  • انتقاءات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية