صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تعلم من النملة ؟
(joma722)9/11/1437هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله سامع كل نجوى، وكاشف كل بلوى،أحمده جل شأنه وأشكره على نعمه التترى والآئه العظمى،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ولا ند يرجى وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله خصه ربه بالشفاعة العظمى صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد:فأوصيكم عباد الله بأعظم طريق للراحة والسعادة الكبرى،إنها التقوى.ما رأيكم أحبتي أن نغير من نمط الخطبة فنفترض أننا طلاب في الفصل،وتسايراً مع الانفتاح العالمي والتطور المزعوم ستكون لدينا معلمة،أتدرون ما تلك المعلمة؟.إنها معلمة رشيقة القوام إذا مرت بجوارك لا تسمع خطواتها،وإذا تكلمت لا تسمع صوتها،وقد لاتراها ولا تشعر بها إلا إذا قرصتك،أعرفتم من هي تلك المعلمة؟.إنها النملة،كلكم يعرف قصة نبي الله سليمان  جاء في ذكر القصة قول الله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ()حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (النمل :17-18).قف هنا وتعال نتأمل سوياً كيف أن الله من فوق سبع سموات يسمع بخوف وقلق تلك النملة ويسجل لنا كافة تفاصيل كلامها ويخلده لنا في كتابه..!.السؤال الأول في هذا الفصل الذي أريد أن نتفكر سوياً في الإجابة عليه لماذا خلد الله لنا كافة تفاصيل خطاب تلك النملة؟.أترك لكم فترة للتفكر وأنتقل بكم إلى سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ومع نملة أخرى:أخرج الإمام الحاكم في مستدركه على الصحيحين بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرضي الله عنه قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:((خَرَجَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ-وفي رواية خرى أنه نبي الله سليمان -بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي فَإِذَا هُوَ بِنَمْلَةٍ رَافِعَةٍ بَعْضَ قَوَائِمِهَا إِلَى السَّمَاءِ–وفي رواية أخرى تقول:اللهم،إنا خلق من خلقك،ولا غنى بنا عن سقياك،وإلا تسقنا تهلكنا-فَقَالَ:ارْجِعُوا فَقَدِ اسْتُجِيبَ لَكُمْ مِنْ أَجْلِ شَأْنِ هَذِهِ النَّمْلَةِ))(مستدرك الحاكم،الاستسقاء،ح(1797)).والسؤال لو كانت النملة لا تعرف ربها هل تدعوه أو تناجيه؟.لو كانت النملة توقن أن ربها لا يستجيب لحشرة صغيرة مثلها هل كانت تدعوه؟.ما رأيكم أن ننطلق إلى نملة ثالثة:في صحيح البخاري أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:((قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنْ الْأُمَمِ تُسَبِّحُ))(البخاري،إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق،ح(2796)).هؤلاء نمل غير مكلفين،ولم يُرسل لهم رسول، ولم ينزل عليهم كتاب،فلماذا يسبحون الله؟.الآن هل أنتم جاهزون للإجابة على السؤال الذي طرحته عليكم في أول الخطبة؟.لا بأس يمكن أن نؤخر الإجابة إلى الخطبة الثانية ونحن نفكر في الإجابة تعالوا لنتأمل قول الله سبحانه في سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ()لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ()يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}ثم قال بعدها سبحانه : { آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ..}(الحديد:4-7).

الخطبة الثانية:الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وأتباعه.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله،واعلموا رحمني الله وإياكم أن ربكم جل في علاه سميع عليم مجيب،وأن عظمته امتلأت بها جميع الخلائق من الأحياء والجمادات فقامت تسبح بحمده، وغفل عن تلك العظمة الإلهية أغبياء وأشقياء الثقلين الإنس والجن فملأوا أوقاتهم بدلاً من التسبيح والتعظيم والتهليل لله بالأغنيات الماجنات والمسلسلات وكم من المنكرات وربكم يخبر عن تسبيح الخلائق له بقوله: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً}(الإسراء:44).معاشر المؤمنين ما أحوجنا إلى إيمان كإيمان نملة. إذا جاءك من يشتكي من هموم أو غموم أو أمراض أو ديون أو مخاوف أو غيرها فقل له اتصل بالله وعلق قلبك بالله فإن الذي علم بمخاوف نملة وسمع خطابها بكل تفاصيله ألا يعلم بمخاوفك وما أصابك؟ فناده وقل يا الله..يا الله فإنه سميع قريب مجيب،قل له إن الذي سمع استسقاء نملة وتضرعها لربها فاستجاب لها وكفى المؤمنين صلاة الاستسقاء،ألا يسمع دعائك وندائك؟.فناده وقل ياالله..يا الله إنه سميع قريب مجيب،انتبه كلما عَظُم الله في قلبك كنت إلى الله أقرب،فهذه جحافل النمل عظم الله عندها فقامت تسبحه ومعها الكون كله،فأين عظمة الله في قلبك وأنت من أرسل الله لك خير رسله صلى الله عليه وسلم وأنزل إليك خير كتبه القرآن العظيم

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية