صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







علاقة المسلم مع الله درس من نبي الله موسى
(joma700)12/4/1437هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله القوي الحكيم المقتدر،قصَّ علينا في كتابه القصص لنتذكر ونعتبر،أحمده جل شأنه وأشكره على نعم متتابعة كالمطر،وأشهدأن لاإله إلاالله وحده لاشريك له ولاند معتبر، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه الأمجاد الغرر .
أما بعد : فهذا ربكم يوصيكم ياعباد الله فاستمعوا لوصية ربكم إذ يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }(آل عمران :102) أحبتي في الله القرآن مليء بالقصص وتلك القصص لها أهداف تربوية عظيمة ومن تلك الأهداف أخذ العبرة والعظة نص على ذلك ربنا في كتابه بقوله: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ.. }(يوسف:111). أحبتي بينما أقرأ في قصة موسى عليه السلام في سورة القصص فتح الله علي بفائدة ولأني أحبكم في الله وآمل أن يجمعني الله بكم في جنان الخلد أحببت أن تشاركوني تلك الفائدة،فتعالوا معي لنتأمل سوياًيقول سبحانه مخبراً عن موسى عليه السلام { وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ..} تأمل معي ما الذي حدث؟.موسى عليه السلام قتل نفساً بطريق الخطأ فهو لم يقصد القتل،هل سُرَّ موسى بقتله للذي هو من عدوه وقال بقوتي صرعته؟.لا.بل ندم على ما حدث،ولكن بقي الذنب من يغفره،لايغفره إلا العظيم الكريم الذي أبواب رحمته مشرعة للتائبين في أي ساعة من ليل أو نهار فتوجه لربه بالنداء وقال : { رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }(القصص:16).وأرجوك أخي أن تتأمل معي لسرعة الاتصال بين العبد في الأرض وبين الرب جل في علاه فوق سبع سموات وكيف كانت سرعة الإجابة توجه لربه وطلب الغفران فغفر له مباشرة،وقد يقول قائل هذه لموسى بن عمران كليم الله ومن أنا إلى جانبه ، فأقول: بل ربنا غفور رحيم لجميع عباده فهاهو سبحانه يعلنها في الحديث القدسي بقوله : ((يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً))(الترمذي،فضل التوبة..،ح(3463)[ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ]). ،ثم تأمل أخي بعد أن غفر الله لموسى ما ردت فعله على ذلك قال: { قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ } (القصص:7)، و لما عُرف أمر موسى وأنه هو الذي قتل الرجل بدأ البحث عنه لقتله ولما جاءه النذير خاف كما يخاف البشر فمن يؤمِّن خوفه؟.لايؤمنه إلا الله فأخذ بالأسباب وخرج من منطقة الخطر وتوجه لربه بقوله: { رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }(القصص:21).بيد أنه يوم أن توجه لمدين توجه نحو المجهول نحو بلد لا يعرفها ولا يعرف أهلها فمن يهديه لما فيه صلاحه ؟.إنه الله علام الغيوب فتوجه إلى ربه بالدعاء قائلاً: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ }(القصص:22). وأول ما دخل مدين وجد منظراً استفز شهامته ورجولته وغيرته وجد رجالاً يزدحمون على الماء لسقيا أغنامهم ولا يأبهون بفتاتين ضعيفتين فقام وسقى لهما على الرغم من أنه لا يعرفهم ولا يعرفونه ، وهكذا هي خلق الرجل المؤمن الشهم يبذل الخير والمعروف لمن يعرف ومن لا يعرف،ثم بعد أن انتهى نظر إلى نفسه فإذا هو فقير بلا مال طريد بلا مأوى ولا سكن،فمن القادر على أن يؤويه ويطعمه ويرزقه ،إنه الله تعال أخي واسمع لربك يخبرك ما فعل موسى عليه السلام : { فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } (القصص:24). الله أكبر ما الذ وأعظم التذلل لله


الخطبة الثانية :
الحمد لله وكفى يجزي أهل الوفاء بالتمام والوفاء وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يبتغى ولا ند له يرتجى ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله النبي المجتبى والحبيب المصطفى صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه الأطهار الحنفاء . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن العبد متى ما اقترب من ربه حقاً والتجأ إليه صدقاً حُلت جميع مشكلاته وفاز بالسعادة في الدارين ، وتأملوا معي بعد أن لجأ موسى لربه بذلك الدعاء بعد أن آوى إلى الظل فكانت الإجابة السريعة ، تأملوا مالذي حدث ؟. يخبرنا ربنا عن ذلك بقوله : { فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } (القصص:25-28). تأمل معي أخي الحبيب ماذا أعطى رب موسى لموسى : الأمان : لا تخف ، العمل : استأجره ، والزواج أيضاً . أخي الحبيب ما النتيجة التي خرجت بها ؟. الخصها لك ؟ . إن أعظم علاقة يجب أن تحافظ عليها وأن تنميها لتسعد في دنياك وأخراك هي علاقتك بالله وحسن الظن به والثقة بجلاله وحسن التوكل عليه وحسن الطلب منه

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية