اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/aljefri/330.htm?print_it=1

من هنا تبنى القوة من رمضان
( joma641) 6/9/1435هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله العزيز الغفار ، هازم الفسقة الفجار وناصر عباده الأبرار، أحمده جل شأنه وأشكره على بلوغ شهر خيره مدرار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند يعبد أو يذكر في البكور والأسحار ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله فضله ربه على الخليقة بالاصطفاء واختار صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى الآل والصحب الأخيار .أما بعد:فاعلموا عباد الله أن مما يدفع شر الأشرار تقوى الله مع الصبر يقول ربنا في كتابه الخالد :{ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } ( آل عمران:120).
أمة الإسلام إن الأمة الضعيفة تكون مطمعاً لكل دنيء ، تعيش ذليلة مطأطأة رأسها أمام أقذر خلق الله ،ولاتكون الأمة ضعيفة إلا إذا كان أفرادها من الرجال والنساء ضعفاء لا يستطيعون الوقوف أمام شهواتهم ورغباتهم حتى وإن كانت عياذاً بالله من المحرمات ، ومن ها هنا من شهر رمضان تبنى قوة الأفراد ، ومن ثم قوة الأمم والمجتمعات،ففي رمضان يحبس المرء نفسه أمام أعتى شهوتين أوردت الأفراد والأمم المهالك وهي شهوتي الفرج والبطن أكثر من نصف اليوم ، هنا في رمضان يملك المسلم نفسه أمام جميع الشهوات المحرمة ، يحفظ لسانه وبصره وسمعه امتثالاً لقول نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يوم أن قال في الحديث الصحيح:((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))(البخاري،قول الله تعالى واجتنبوا قول الزور،ح(5597)).هنا في رمضان يمسك المسلم نفسه عن الغضب وشهوة الانتصار للنفس استجابة لتوجيه الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه : ((إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ فَإِنْ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ))(البخاري،حفظ اللسان للصائم،ح(1941)).هنا في رمضان تبنى القوة الإيمانية باليوم الآخر وبالجنة وبوعد الله لعباده المؤمنين فيكون المؤمن على استعداد للتضحية بنفسه وماله لنصرة دين الله وحماية عرضه وبلاده ، الم تروا إلى المسلمين في بدر وأحد والخندق وفتح مكة والقادسية وحطين ونهاوند وغيرها ؟.إذا بني الأفراد والأمم على أساس الإيمان تكون النفوس مهيأة للتأثر بالقرآن وبالذات في شهر القرآن فتهتز طرباً وتنهض بكل همة لتلبية النداء الرباني للتجارة الرابحة بقوله جل في علاه { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة:111).

الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد : فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الأمة مطالبة بأن تأخذ بكل سبل وطرق القوة حتى لا يطمع فيها الطامعون ، ولاتعيش ذليلة خائفة بين الأمم ، وقد طلب ربنا منا ذلك بقوله جل في علاه : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ } (الأنفال:60). فعلينا الأخذ بأسباب القوة والمنعة المادية والمعنوية لاسيما ونحن في عصر لا يعترف إلا بلغة القوة ، ثم التوكل على الله من قبل ومن بعد فهو الحافظ الكافي الناصر . عباد الله قد يتساءل البعض كم من الرمضانات مرة على الأمة لماذا لم يتحول أفرادها ليكونوا أقوياء .؟. وقد تكون الإجابة أن هناك من أمة الإسلام من يكون قوياً في النهار إلا أنه لم يعي الدرس الرباني فينهار مباشرة بعد الإفطار أمام شهواته ورغباته ؛ فكم من الناس يفطر على السيجارة قبل التمرة والماء ، وكم من الناس يصوم نهاره ويضعف في الليل أمام شهواته فيقلب بصره في فجور القنوات و المسلسلات الماجنات، فكيف يكتمل بناء القوة عند أفراد من الأمة يبنون في الصباح ، ثم يهدمون في الليل ما بنوه في الصباح وزيادة..!. وفي المقابل هناك من فهم الدرس الإلهي التربوي في رمضان فجعل منه نقطة تحول في حياته فمنهم من أقلع عن التدخين في رمضان ومنهم من أقلع عن تعاطي المخدرات بلا أطباء ولا مستشفيات..ومنهم ..ومنهم ..ومن يصدق الله يصدقه الله ، فقد وعد ربنا وربنا جل في علاه لا يخلف الميعاد فقال سبحانه : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (العنكبوت:69).


 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية