اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/alhaweel/42.htm?print_it=1

أيها (الدعاة)!!!

عبدالله بن أحمد الحويل
@alhaweel


* الدعاةُ إلى الله هم أهل مودتي ، وأربابُ ولائي ، ومحلُّ أنسي
أتقربُ إلى الله بإمحاضهم محبتي
وأتعبدُ الله بـ(إيثارهم) بإعزازي

* ولا يمنعني (الحبُ) من (عتابهم)
أو تردني (المودةُ) عن (نصحهم)

* فالنصحُ والعتابُ من أشراط (التقدير) وعلامات (التوقير)

* ولا يقولنّ قائلٌ: ماهذا وقتُ نصح ولا زمنُ عتاب فالأمة مثخنةٌ بجراها ، مدنفةٌ بأوصابها ،منهكةٌ بأوجاعها فاصبر حتى تسفر هذه الغمة وتنكشف هذه الغمرة ثم عاتب كيفما شئت!!!

* ولعمر الله ماهذا برأي
فإن النصحَ والعتابَ إذا أريد بهما (الإصلاح والتقويم) فما أحسن (تعجيلهما) وما أقبح (تسويفهما)
وقد جاء العتابُ للمؤمنين بعد ماحدث لهم في أحد كي يصلحوا خللهم ويجبروا كسرهم ويستعدوا لعدوهم

* إنني ياسادة قد تشعبتني الهموم وتوزعتني الفـِـكـَــَرُ وأنا أرى (بعض ) دعاة الإسلام قد بليتْ أساليبهم ، واهترأتْ وسائلهم ، وتقادمتْ طرقُ عرضهم
توقفتْ (ساعةُ أساليبهم) عند زمن الآباء والأجداد فغدا حديثهم لدى جيل اليوم طلاسم تجتذبُ النوم وتجتلبُ (الملل)

* ويطرقُ الحزنُ مضجعي عندما أبصرُ (بعضهم) قد أعمتهم (غواشي الشهرة) وأصمّت آذانهم (هدير الجماهير) فاستخفهم الناس للحديث في ما (يريد الناس) لا في ما (ينفع الناس)!!!

* ويتقطع القلبُ حسراتٍ وتتصدع النفسُ زفراتٍ وأنا أرمقُ (بعضهم) يدعو إلى الإسلام(بقوله) ويدعو إلى ضده (بفعله)
يقولون أشياء (رائعةً) ويفعلون أمورا (مروعةً)!!
وقد تناسوا أن داعي (الفعل) أقوى وأبلغ في الأثر من (داعي القول)

* وبعضهم استروح (للعـُجب) وركن (للخيلاء(
يظن أنه يدعو إلى الله وهو إنما يدعو إلى (نفسه)
ويحسبُ أنه يشير إلى (الدين) وهو إنما يشيرُ إلى (ذاته)
ويزعمُ أنه ينافح عن (العقيدة) وهو إنما ينافحُ عن (سمعته)

* ومنهم من اتخذ الدين (مطيةً) لشهواته
وجعل الدعوة (وسيلةً ) لبلوغ مآربه
و(سلماً) يصعد به لأغراضه الدنيوية
و(ذريعةً) ينال به بغيته
و(طريقاً) يصل به إلى مغزاه

* و(خدمة الإسلام) و(العمل للدين) دعاوى عريضة تصدقها أو تكذبها (شواهدُ الإمتحان)
وتثبتها أو تنقضها (دلائلُ الحال)

* وكم انتفضُ أسفاً عندما أشاهدُ (بعضهم) بعيدين عن الهمِّ الاجتماعي والعلاقات الإنسانية
يتحدثون عن الإسلام(تحت الأرض)
والإسلام (يوم العرض)
ونسوا الحديث عن الإسلام (فوق الأرض)!!

* ويبلغ الأسى مداه عندما ترى خللاً في المنهجية العلمية، وخطلاً في العملية التربوية
فإنك إذا تلمحتَ حال الدورات العلمية والدروس الشرعية وجدتَ أغلبها يهتم لشرح كلام (الحجاوي) و(الجويني) و(ابن مالك) أكثر من اهتمامها بشرح كلام (الله) وشرح (سنة رسول الله) صلى الله عليه وسلم!!

* عشرات بل مئات الدورات في (النحو ) و(الفقه) و(الأصول) و(المصطلح) ولا تجد دورةً في (التفسير ) إلا ماندر، ولا درساً في (السنة) إلا مانزر

* أما فقه(أعمال القلوب) وعلم (الرقائق والسلوك) فلا وجودَ له على خارطة (هذه الدورات) مع أنه المعيار لـ(أفعال الجوارح) والمصحح لـ(أعمال الظواهر)

* الإسلامُ ياسادة في زمننا هذا(محجوبٌ بأهله) و(مخفيٌ بأتباعه)

* والدعوةُ ياسادة قضيةٌ ناجحةٌ لكنها بيد محامٍ فاشل!!!

* ختاماً أيها الداعية إلى الله :
هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّه(ُمِقَةٌ) * * قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلاّ أنّهُ كَلِمُ

* فإن قبلته فقد أتيتَ بما يشبه الأمل فيك، ويضارع الرجاء لك، ويضاهي الظن بك

عبدالله بن أحمد الحويل
6 صفر 1436

 

عبدالله الحويل
  • مقالات
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية