صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خدمة المسجد واجب الجميع

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على المصطفى وبعــد
المساجد بيوت الله عز وجل ، وخدمتها من الطاعات والقربات ، وسبباً لدخول الجنان ، وعلينا قبل الخوض في الموضوع أن نتعرف على مفردات العنوان ، فأقول مستعيناً بالله :

تعريف كلمة خدمة
جاء في القاموس المحيط : أي قام بحاجته فهو خادم وجمعه خَدَمٌ وخُدّام0

تعريف كلمة المسجد
جاء في لسان العرب : من سجد سجوداً : وضع جبهته على الأرض ، والمسجد بفتح الجيم أو كسرها : الذي يسجد فيه ، قال الزجاج : كل موضع يتعبد فيه فهو مسجد ، ألا ترى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( جعلت الأرض مسجداً وطهوراً ) متفقٌ عليه ، هذا في اللغة 0

وأما في الاصطلاح
فقال الزركشي : كل موضع من الأرض ، لحديث حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا هشيم قال حدثنا سيار هو أبو الحكم قال حدثنا يزيد الفقير قال حدثنا جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة وأعطيت الشفاعة ) ، رواه البخاري 0

الفرق بين مسجد و المسجد
فمسجد هو الذي عرفه الزركشي ، أما المسجد بأل التعريف فهو المكان المهيأ للصلوات الخمس ، فيخرج بهذا التعريف مصلى العيد وما يصلى فيه لفترة قصيرة0

الواجب
لغة : اللازم ووجب وجوباً أي لزم وثبت ( كما في القاموس )

تعريف كلمة الجميع
كما في القاموس : تعني المجتمع ، وهي من ألفاظ التوكيد ، فيقال أخذت حقي جميعه 0

مكانة المسجد في الإسلام
المسجد له مكانة عظيمة في الإسلام ، قال تعالى { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } ( سورة الأعراف 31 ) ، وقال تعالى ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) ( سورة التوبة 18) ، فالإضافة هنا إضافة تشريف ، وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( من بني مسجداً يبتغي به وجه الله بني الله له مثله في الجنة ) صحيح الجامع للألباني 0
المساجد أفضل بقاع الأرض ، وأفضلها المسجد الحرام ، ثم المسجد النبوي ، ثم المسجد الأقصى ، قال ابن عباس : المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً في الجنة كما غدا أو راح ) ، وقال ( أحب البلاد إلى الله مساجدها وابغض البلاد إلى الله أسواقها ) رواه مسلم 0
إذا علمنا مكانة المساجد في الإسلام وفضلها ، وجب علينا أن نصونها من كل ما يدنسها و أن نتعاهدها بالحفظ والرعاية ، وان نجتنب كل ما يؤدي إلى الاستخفاف بها ، أو عدم احترامها و ينجلي ذلك في الأمور التالية :
1- صيانتها من الشرك قولاً وعملاً وظاهراً وباطناً 0
2- صيانتها عن البدع القولية والفعلية 0
3- صيانتها عن القاذورات ، فلا بد أن تصان المساجد عنها ، ويعتنى بنظافتها وطهارتها ، فقد جاء في الحديث المروى في صحيح أبو داود ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب ) 0
4- صيانتها عن البزاق ، لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ) رواه مسلم 0
5- صيانتها عن الروائح الكريهة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزل مسجدنا ) متفقٌ عليه ، فلا يليق بالمسلم أن يدخل المسجد ورائحته كريهة سواء كانت رائحة بصل أو ثوم أو كراث أو دخان 000000الخ ) بل لابد أن يكون ذو هيئة ورائحة طيبة 0
6- صيانتها عن النجاسات الحسيه كالبول 0
7- صيانتها عن النجاسات المعنوية كدخول الكافر إلى المسجد 0
8- صيانتها عن اللغو والفحش واللغط واللهو والعبث وحديث الدنيا الشاغل عن ذكر الله وعن الخشوع في الصلاة ، بل الأصل في المساجد أن تكون بيوت علم وعبادة ، بدليل حديث عمر بن الخطاب الذي عند البخاري حيث قال لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما : ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله 0
9- صيانتها عن البيع والشراء وإنشاد الضالة والشعر وجميع المكاسب الدنيوية ، لحديث عمرو بن شعيب أن رسول صلى الله عليه وسلم نهى عن تناشد الأشعار في المسجد وعن البيع والشراء فيه 00000 الحديث في صحيح الترمذي 0
10- صيانتها عن الزخرفة التي تلهي المصلين فلا داعي لها في المساجد ولا ضرورة 0
ومع ذلك فهناك أمور تباح في المساجد منها النوم والراحة في المسجد ، والاستلقاء ومد الرجل والاتكاء مع التحفظ ، ويجوز إغلاق المساجد خوف إلحاق الضرر بها وبما فيها ، وإن كان تركها مفتوحة أفضل ، وتجوز المخاصمة في الحقوق والديون ورفع الصوت بلا فحش ، والملاعنة ، وعقد النكاح ، وقراءة القرآن من المصحف ، وإقامة الحدود ، والأكل والشرب ، وفرش المساجد و إسراجـها 0000000000لكن مع المحافظة عليها 0

وأخيراً
فخدمة المسجد ليست حكرا على أحد معين ، بل خدمته واجبة على الجميع ، فالأمام تجب عليه وكذلك المؤذن والخادم وجماعة المسجد ، فالجميع يد واحــدة في خدمة المسجد وأنها والله كرامة
وصلى الله على سيدنا محمد

محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي بالقريات


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية