صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حديث فضيلة الدعاء يوم الأربعاء

د.عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبدالله أما بعد:

فقد روى الإمام أحمد في مسنده برقم: 14563 قال:
حدثنا أبو عامر حدثنا كثير يعني ابن زيد حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك حدثني جابر يعني ابن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرف البشر في وجهه قال جابر فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة.

وقال "البخاري" ، فى (الأدب المفرد) 704 قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا سفيان بن حمزة.
كلاهما (أبو عامر ، وسفيان بن حمزة) عن كثير بن زيد ، قال : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، فذكره. وفي رواية سفيان بن حمزة : عبد الرحمن بن كعب.
ورواه ابن عبدالبر في
التمهيد 19/201 بالإسناد نفسه.
وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد- دار الفكر، بيروت - 1412 هـ -3/689 برقم 5901 : ورجال أحمد ثقات.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه أحمد والبزار وغيرهما
وإسناد أحمد جيد.
وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم: 1185: حسن. أ هـ، وفي "صحيح الأدب المفرد" (1/246) رقم: ( 704).
وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند أحمد:
إسناده ضعيف كثير بن زيد ليس بذاك القوي
.

الترجيح في ثبوت الحديث:


مدار الحديث على كثير بن زيد، وقد اختلف فيه أهل العلم:

فقال أحمد: ما أرى به بأسًا .
وقال عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، عن يحيى بن معين : ليس به بأس .
وقال المفضل بن غسان الغلابي ومعاوية بن صالح عن يحيى بن معين : صالح .
وقال محمد الموصلي: ثقة.

وضعفه آخرون:
فقال أبو حاتم الرازي: صالح ، ليس بالقوي ، يكتب حديثه .
ل عبد الله بن شعيب الصابوني وأبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين : ليس بذاك.
وقال أبو زرعة: صدوق فيه لين .
وقال النسائي: ضعيف.
وقال يعقوب بن أبي شيبة: ليس بذاك الساقط ، وإلى الضعف ما هو .
وخلص ابن حجر من اختلاف أهل العلم فيه إلى أنه صدوق يخطئ.


وبهذا يتبين أن حديث حسن في الجملة، إلا في الأحاديث التي نص أهل العلم أنه أخطأ فيها.


فقه الحديث:

قال الإمام ابن تيمية – رحمه الله - في "اقتضاء الصراط" ( 1 / 433): وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر ولم يُنقل عن جابر رضي الله عنه أنه تحرى الدعاء في المكان بل في الزمان.

وقال البيهقي في "شعب الإيمان" ( 2 / 46):
ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فها الإجابة تماما فأما الأوقات فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء.

وقال الشيخ حسين العوايشة في "شرح صحيح الأدب المفرد" (2/380-381):: (فاستُجيب له بين الصلاتين مِنْ يوم الأربعاء): قال شيخنا (أي: الألباني) حفظه الله مجيباً سؤالي عن ذلك: لولا أَنَّ الصحابي  رضي الله عنه  أفادنا أَنَّ دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت من يوم الأربعاء كان مقصوداً،  والشاهد يرى ما لا يرى الغائب وليس الخبر كالمعاينة،  لولا أَنَّ الصحابيّ أخبَرنا بهذا الخبر؛ لكنّا قُلْنا هذا قد اتفق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَّنه دعا فاستجيب له، في ذلك الوقت من ذلك اليوم. لكن أَخذ هذا الصحابي يعمل بما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ووقتاً ويستجاب له. إِذاً هذا أمرٌ فهمناه بواسطة هذا الصحابي وأَنّه سنّةٌ تعبدية لا عفوية. انتهى كلامه.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.عبدالعزيز الدغيثر
  • بحوث علمية
  • مقالات حديثية
  • مقالات فقهية
  • مقالات لغوية
  • مقالات عقدية
  • مقالات أخرى
  • الصفحة الرئيسية