صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







رمقت بدربنا ساهر
فسر برفق
يا سائق التكس
 

شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


بسم الله الرحمن الرحيم

رَمَقْـتُ بِدَرْبِنَـا سَاهِــرْ ** يَـصُـولُ كَصَولَـةِ الْغَــادِرْ
فَتَـرْكَـبُ مَـوْتَـرًا نَضِـرًا ** يَسِـيـرُ كَسُـرْعَــةِ الطَّائِــرْ
رَمَــاكَ بِـطَـرْفِ مُنْـتَـقِـمٍ ** فَـتَـرْجِـعُ نَـادِمًـا خَـاسِــرْ
فَـوَاعَـجَـبًــا لِنَـظْـرَتِــهِ ** كَـبَـرْقٍ لَاحَ فِي الْمَاطِــرْ
نِـظَـامُ السَّيْـرِ مَصْلَحَــةٌ ** وَمَـنْ يَعْبَـثْ بِـهِ جَـائِــرْ
أَطِـعْ إِنْ كُنْـتَ مُلْتَزِمًـا ** بِـشَــرْعٍ بَـيِّــنٍ طَـاهِــــرْ
وَسِرْ فِي الدَّرْبِ مُعْتَدِلًا ** سَلِـيْــمَ الْفِـكْـرِ وَالْخَـاطِـــرْ
وَكُنْ فِي السَّيْرِ مُنْتَظِمًـا ** هَـدَاكَ الْخَالِـقُ الْغَـافِـــرْ
أَضَعْتَ دَرَاهِمًا عَـبَـثًـا ** فَـلَـيْـتَــكَ حَــاذِقٌ مَـاهِــرْ
وَكَـمْ طَــاغٍ بِسُرْعَـتِــهِ ** أَضَــرَّ بِـفَـخْــرِهِ الثَّـائِــرْ
فَـأَزْهَـقَ أَنْـفُسًـا بَـطَـرًا ** بِـصَـدْمَـةِ مَوْتَـرٍ فَـاخِـــرْ
وَأَضْحَى بَـعْــدَ فِعْلَتِـهِ ** كَإِعْـصَـارِ الْهَـوَى حَائِــرْ
وَكَمْ فِي السِّجْـنِ مُنْتَكِـسٌ ** وَيَـنْـدُبُ حَـظَّــهُ الْعَـاثِـــرْ
أَفِـي الْـوَتْـسَـابِ فَـائِــدَةٌ ** وَأَنْــتَ بِـمَــوْتَــرٍ سَـائِـــرْ
تَـقُـودُ وَأَنْـتَ مُضْطَـرِبٌ ** وَدَرْبُـكَ وَاضِـحٌ ظَاهِـــرْ
أَغَـــاوٍ أَنْــتَ مَـفْـسَـــدَةً ** أَمَـا فِـي قَـلْبِكُــمْ زَاجِــرْ
فَــدَعْ تَشْغِيـلَ أُغْـنِيَــةٍ ** وَرَنَّــةَ هَـاتِــفٍ حَــاذِرْ
فَأَنْتَ عَلى شَفَى جُـرُفٍ ** إِذَا اسْتَهْتَـرْتَ كَالسَّاخِــرْ
أَسَـاهِــرُ أَنْـتَ ذُو ثِـقَــةٍ ** وَحُكْمُكَ فِي الْوَرَى بَاهِـرْ
تُحَـاسِـبُ دُوْنَ تَـفْـرِقَــةٍ ** قَـرِيْـبٌ مِـنْـكَ أَوْ زَائِــرْ
وَلَــمْ تَـحْنُـو لِذِي رُتَبٍ ** وَشَـيْـخٍ سَـيْـفُـهُ بَـاتِـــرْ
وَلَـمْ تَحْــفَـــلْ بِـفَـاتِـنَـةٍ ** بِـوَجْــهٍ مُـقْـمِــرٍ سَافِـــرْ
فَـتِـلْكَ مَـزِيَّـةٌ سَـطَـعَــتْ ** وَأَنْـتَ لِأَجْـلِـنَـا سَـاهِــرْ
وَكَـمْ هَذَّبْتَ ذَا عِــوَجٍ ** فَصَـارَ كَـغَـيْـرِهِ صَـابِــرْ
وَكُـنْ مُسْتَيْقِـظًـا حَــذِرًا ** فَـفِـيـنَــا مُعْـتَــدٍ مَـاكِــــرْ
يُـغَطِّـي رَقْــمَ لَوْحَـتِــهِ ** فَعَـقْــلُ الْمُعْتَـدِي قَـاصِـرْ
* * * * * * * * * * *
فسر برفق
مَشَى بِسُرْعَـةِ بَـرْقٍ وَهْــوَ يَبْتَسِمُ ** وَمَا صَـغَــى لِنَصِيْـحٍ لَفْظُهُ حِـكَــمُ
يَسِيْرُ فِي سِكَّـةٍ وَالْمَــوْتُ يَرْقُبُـهُ ** وَمَـا دَرَى أَنَّـهُ فِي الــدَّرْبِ يَلْتَطِـمُ
وَفِي يَدِ السَّائِقِ الْوَتْسَابِ يَقْرَؤُهُ ** وَبِـالـرُّدُودِ عَلَى الْقِـيْـلَاتِ يَنْسَجِــمُ
وَمَرَّ يَــوْمٌ وَإِذْ بِالْهَــمِّ يَصْحَـبُــهُ ** عَــلَــى تَـهَــــوُّرِهِ وَالشَّـرُّ يَـحْتَـدِمُ
فَحَادِثٌ مُزْعِجٌ فِي الدَّرْبِ أَوْقَعَـهُ ** فِي سُوْءِ سُرْعَتِــهِ وَانْتَـابَـهُ الـنَّــدَمُ
وَسَاهِـرٌ قَنَصَ الْمُعْـوَجَّ فِي عَـجَـلٍ ** كَأَنَّـهُ فِي حُــرُوبٍ قَـادَهَــا الْعَـجَـــمُ
فَبِالتَّأَنِّي يُـنَـالُ الْقَـصْــدُ فَـاتَّـئِــدُوا ** وَمَنْ تَـهَــوَّرَ ضَاعَتْ عِـنْــدَهُ الْقِـيَـمُ
وَأَنْتَ يَا سَائِقَ التَّكْسِيِّ إِنْ حَصَلَتْ ** وَفَــــاةُ أَيٍّ فَـمَسْــؤُوْلٌ وَمُــتَّــهَــــمُ
وَ هَلْ تُطِيْقُ حِسَابًـا يَـوْمَ قَـارِعَةٍ ** يَوْمَ الْقِـيَـامَـةِ فِيْهَـا النَّـارُ تَضْطَرِمُ
فَسِرْ بِرِفْقٍ تَكُنْ يَاصَـاحِ مُحْتَرَمًـا ** وَهَلْ سَرِيْعُ الْخُطَى فِي النَّاسِ مُحْتَرَمُ
* * * * * * * * * * *
يا سائق التكس
رَكِبْتُ سَيَّارَتِـي يَوْمًـا عَلَى عَجَـلٍ ** وَسِرْتُ فِي وِجْهَتِي كَالطَّيْرِ إِنْ عَجِلَا
وَمَـا تَـوَقَّفْـــتُ إِلَّا عِنْـــدَ مُفْـتَــــرَقٍ ** بَعْـدَ الصِّـدَامِ فَلَيْتِـي كُنْـتُ مُعْتَـدِلَا
يَا سَائِقَ التَّكْسِ لاَ تُسْرِعْ وَكُنْ حَذِرًا ** فَبِالتَّأَنِّــي تَنَـــالُ الْقَصْـــدَ والْأَمَـــلَا
فَكَمْ وَكَمْ حَادِثٍ أَفْضَى إِلَى شَلَـلٍ ** وكَمْ فَتًى رَأْسُـهُ عَنْ جِسْمِـهِ انْفَصَـلَا
* * * * * * * * * * *
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالرحمن الأهدل
  • مقالات
  • كتب
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية