صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







 أَتَانِي نَذِيْرُ الْمَوْتِ

د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل

 
أَتَانِـيْ نَذِيْـرُ الـموْتِ فِيْ قَعْرِ مَنْزِلِي *** وَمَدَّ يَـدَ الرُّعْبِ الرَّهِيْبِ لِمَقْتَلِي
فَأَغْرَزَ فيْ جِسْمِـيْ شَظَـايَا فَأَضْعَفَتْ *** عِظَامِـي وَفِكْرِيْ مِثْلُ بِئْرٍ مُعَطَّلِ
وَسَـدَّدَ سَهْمًـا نَحْـوَ كُـلِّ خَلِيَّـةٍ *** بِجِسْمِيْ وَلَمْ يَفْتَـأْ يَهُـدُّ بِمِعْوَل
كَأَنِّـيْ بِهِ في دَاخِـلِ الْقَلْبِ وَالْحَشَا *** يَدُوْرُ كَرِيْحٍ مِـنْ جَنُوْبٍ وَشَمْأَلِ
فَيَهْـدِمُ أَعْضَـاءً وَ يُضْعـِفُ قُـوَّةً *** وَيُبْدِلُ مَا اسْتَعْذَبْتُ حُلْواً بِحَنْظَلِ
وَمَـرَّ عَـلَى شَعْـرٍ كَلَيْـلٍ سَـوَادُهُ *** فَأَصْبَحَ مُبْيَضًّا كَمَا الصُّبْحِ مُنْجَلِي
فَأَنْشَدْتُ بَعْدَ السُّقْمِ وَالضَّعْفِ وَالوَنَى *** وَعِنْدَ لَهِيْبِ النَّارِ فِيْ كُلِّ مِفْصَلِ
( وَلَيْلٍ كَمـوْجِ الْبَحْـرِ أَرْخَى سُدُوْلَهُ *** عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الْهُمُـوْمِ لِيَبْتَلِيْ )
أَلا يَا نَذِيْـرَ الْمَـوْتِ جِئْتَ فُجَـاءَةً *** وَحَمَّلْتَنِـي الأَكْفَـانَ دُوْنَ تَمَهُّلِ
فَقَالَ مُجِيْبًـا كَـمْ أَتَتْـكَ إِشَـارَتِي *** وَأَنْتَ تَغُـضُّ الطَّرْفَ دُوْنَ تَأَمُّلِ
فَتَنْسَى اقْتِرَابَ الْمَوْتِ تَنْسَـى قُدُوْمَهُ *** وَتَنْسَى ظَلاَمَ الْقَبْرِ تَحْتَ عَقَنْقَلِ
أَضَعْتَ زَمَانًـا بَيْـنَ لَهْـوٍ وَ غَفْلَـةٍ *** كَأَنَّكَ عَنْ أَهْـلِ الصَّلاَحِ بِمَعْزِلِ
أَفِقْ أَيُّهَا الْمَغْـرُوْرُ وَاحْـذَرْ بِفِطْنَـةٍ *** وَفِكْرٍ مُضِيْءٍ عَـلَّ لَيْلَكَ يَنْجَلِي
فَقُلْتُ لِنَفْسِيْ وَالدُّمُـوْعُ غَـزِيْـرَةٌ *** أَفِيْقِيْ أَفِيْقِـيْ مِـنْ سُبَاتِ تَدَلُّلِ
فَكَـمْ مِـنْ نَذِيْرٍ هَبَّ نَحْوَكِ مُسْرِعًا *** وَأَنْتِ بِـأَعْلَى ذُِرْوَةِ اللَّهْوِ فَانْزِلِيْ
وَتُوْبِـيْ إِلَى الرَّحْمَنِ تَـوْبَـةَ مُخْلِصٍ *** وَإِلاَّ جَحِيْمًا فِي انْتِظَارِكِ فَاعْقِلِي

◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالرحمن الأهدل
  • مقالات
  • كتب
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية