اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/alahdal/17.htm?print_it=1

فَتُبْ إِلَى اللهِ

د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل

 
أَرَاكَ فِيْ مُنْتَدَى الآفَاتِ مُعْتَكِفُ *** وَقَدْ أَتَاكَ أَخُـوْ لَهْـوٍ وَمُنْحَـرِفُ
وَسِرْتَ تَسْبَحُ فِيْ بَحْرِ الْهَوَى ثَمِلاً *** وَالْمَوْجُ خَلْفَكَ وَالأَهْـوَالُ تَنْكَشِفُ
وَأَنْتَ كَالحوتِ مَغْمُوْرًا بِـلاَ وَطَرٍ *** كَأَنَّ فِكْرَكَ لَمْ تَمْكُثْ بِهِ الصُّحُفُ
وَلاَ قَرَأْتَ كِتَـابًا قَـطُّ مُعْتَـدِلاً *** وَلَـمْ يَمُـرَّ عَلََى أَذْهَانِكُـمْ شَرَفُ
وَتَرْتَقِـي سُلَّمًـا آفَاتُـهُ انْكَشَفَتْ *** وَبَانَ فِيْ طَيِّهَا الْمَضْمُوْنُ وَالْهَدَفُ
فَـإِنَّ فِي مُنْتَدَى الأَلْعَابِ صَاعِقَةً *** ظَلاَمُهَا عَنْ ظَلاَمِ اللَّيْـلِ مُخْتَلِفُ
أَمَا تَرَى فِتْيَـةً غَاصُـوْا بِلُجَّتِـهِ *** فَارْتَـجَّ كُلٌّ وَ كُلٌّ كَانَ يَرْتَـجِفُ
فَأَصْبَحُوا وَظَلاَمُ اللَّهْوِ يَصْحَبُهُـمْ *** وَضَاعَ فِي مُنْتَـدَاكَ الْبَاءُ وَالأَلِـفُ
فَكَيْفَ لاَ وَسُمُوْمُ الشَّرِّ قَدْ سَكَنَتْ *** بِالْمُنْتَدَى وَ هِلاَلُ الْكَوْنِ مُنْكَسِفُ
فَانْظُرْ لِخَلْفِكَ تَلْقَ الْجَهْلَ مُنْتَشِـرًا *** وَالاخْتِلاَطَ بَـدَا وَالضِّدَّ يَنْصَرِفُ
وَالْكَاشِفَاتِ وُجُوْهَ الْخِزْيِ فِيْ دَعَةٍ *** يَرْقُصْنَ مِـنْ فَـرَحٍ وَالْمُبْتَلَى دَنِفُ
مَزَخرَفَـاتٍ بِـأَلْـوَانٍ مُشَكَّلَـةٍ *** كَأَنَّهُـنَّ مَـعَ التَّسْرِيْحَةِ التُّحَـفُ
فَتِلْكَ حَالٌ مِـنَ الدُّنْيَا إِذَا بَرَزَتْ *** هَـوَى بِلُجَّتِهَـا مُسْتَهْتِـرٌ خَرِفُ
فَتُبْ إِلَى اللهِ مِنْ لَهْـوٍ وَمَسْخَـرَةٍ *** فَإِنَّّ دُنْيَاكَ يَـا مَغْـرُوْرُ مُنْعَطَـفُ
إِمَّا إِلَى جَنَّـةٍ طُوْبَـى لِسَاكِنِهَـا *** أَو ِالْجَحِيْـمِ وَمَا فِي قَعْرِهَـا طَرَفُ

◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙
 

عبدالرحمن الأهدل
  • مقالات
  • كتب
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية