صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







نصيحة العباد لمن هنأ واحتفل بأعياد الميلاد

أيمن الشعبان
@aiman_alshaban

 
 بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
كثرت في هذه الأيام ما تسمى احتفالات أعياد الميلاد، فيتحرى كثير من المسلمين، أوقات وتواريخ مواليدهم ليقام ما يسمى بعيد الميلاد، ويكون هنالك اجتماع وتُصنع الحلوى ويجلب الزائرون الهدايا وتوقد الشموع وما شابه، ويقال لمن كان عيد ميلاده ( كل عام وأنت بخير، أو كل سنة وأنت طيب، وعيد ميلاد سعيد ) وغير ذلك من العبارات.
ولما أصبح العالم كالقرية الصغيرة بسبب التطور الهائل في التقنيات وكأن العالم بأسره يعيش في تلك القرية، يستطيع الجميع التواصل من خلالها، ومع كثرة استخدام الانترنت لا سيما مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وغيره، ونتيجة لانشغال غالبية المسلمين بالقضايا المظهرية والمجاملات مبتعدين بذلك عن تحري الصواب والحق والحلال والسنة في كل شيء، أدى ذلك لأن يقع الكثير منهم بالعديد من المحظورات والمنهيات مع سلامة القصد والنية، فراح الكثير يبحث عن أبراج الحظ، وآخرين يلعبون ألعاب محرمة عبر الانترنت، ولما كانت غالبية الشركات القائمة على مواقع التواصل وغيرها غير إسلامية بل بعضها يتعمد نشر هذه المحرمات لتغريب المسلمين وصرفهم عن دينهم وعقيدتهم وثوابتهم.
وعليه أحببت وبشكل مختصر أنوه على قضية هامة تدخل في باب التشبه المنهي عنه بنص القرآن والأحاديث النبوية وهي " الاحتفال بأعياد الميلاد والتهنئة بذلك" وسأذكر بعض الفتاوى في هذا الموضوع حتى لا أطيل عسى أن ينفع الله عز وجل بما نقول ونكتب، فلا خير فينا إذا لم نتناصح، ولا يقول أحد نحن في عصر التطور والتقدم والرقي والتقنيات، فكيف تحرمون أشياء اعتاد غالبية الناس عليها، فنقول مرضاة الله عز وجل مقدمة على مرضاة الناس والموضات والعادات والتقاليد، يقول ربنا سبحانه( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ )[1]، ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح( من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس)[2].
وأذكّر فقط بأن معصية واحدة في معركة أحد ارتكبها الصحابة قلبت النصر إلى هزيمة، تأملوا هذا الأمر فكيف بنا إذا أغرقنا بالمعاصي والآثام عياذا بالله فكيف ننتصر وكيف يستجاب لدعوتنا، نسأل الله أن يصلح الحال.
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله تعالى -: عن حكم أعياد الميلاد؟
فأجاب فضيلته بقوله: يظهر من السؤال أن المراد بعيد الميلاد عيد ميلاد الإنسان، كلما دارت السنة من ميلاده أحدثوا له عيداً تجتمع فيه أفراد العائلة على مأدبة كبيرة أو صغيرة.
وقولي في ذلك إنه ممنوع؛ لأنه ليس في الإسلام عيد لأي مناسبة سوى عيد الأضحى، وعيد الفطر من رمضان، وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة، وفي سنن النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة قال: «كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى» ولأن هذا يفتح باباً إلى البدع مثل أن يقول قائل: إذا جاز العيد لمولد المولود فجوازه لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى، وكل ما فتح باباً للممنوع كان ممنوعاً. والله الموفق.[3]
 
هل يضع في شركته هدايا تعبيرا عن عيد الميلاد

س/أعمل في دولة غير مسلمة ولى شركة يعمل بها أناس غير مسلمين فهل يحق لي أن أشترى بعض الهدايا لأضعها في الشركة تعبيرا عن عيد الميلاد ومشاركة منى لهم أم أن هذا حرام ؟
ج/ الحمد لله
لا يجوز المشاركة في أعياد الميلاد ، بتقديم الهدايا ، أو تعطيل الأعمال ، أو وضع الزينات ونحو ذلك ، كما لا يجوز التهنئة بهذه الأعياد ، لأنها أعياد مبتدعة محرمة ، ومرتبطة بعقائد فاسدة ، مع ما في الاحتفال بها من المشابهة للنصارى ، وذلك محرم تحريما شديدا ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود (4031) وصححه الألباني في " إرواء الغليل " (5/109).
وراجع السؤال رقم (947) ورقم (12866)
والله أعلم .[4]
 
حكم حضور وليمة يعلم أنها بمناسبة عيد ميلاد أحد الأفراد

س/ ما حكم حضور وليمة عشاء لدى منزل صديق بدون توضيح أن المناسبة هي ذكرى مولد أحد أهل المنزل وبدون أي تهنئة أو ذكر لموضوع يوم الميلاد ولكن الشبهة أن يوم الدعوة هو يوم المولد ووجود كعكة بعد العشاء ؟
ج/ الحمد لله
لا يشرع الاحتفال بمولد أحد من الناس ؛ لأن ذلك إن فعل تعبدا وتقربا إلى الله فهو بدعة لعدم وروده في الشرع ، وإن فعل عادة متكررة فهو عيدٌ محدَث مبتدع أيضا ، وتشبهٌ بغير المسلمين الذين أخذت عنهم هذه الاحتفالات . وينظر جواب السؤال رقم (1027)
ومن دعي إلى وليمة وعلم أو غلب على ظنه أنها احتفال بمولد أحد من الناس لم يشرع له الحضور ؛ لما في حضوره من إقرار المنكر والإعانة عليه ، قال تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2
وينظر جواب السؤال رقم (9485) .
والله أعلم .[5]
 
حكم الاحتفال بعيد ميلاد الشخص

س/ ما حكم الاحتفال بمرور سنة أو سنتين مثلاً أو أكثر أو أقل من السنين لولادة الشخص وهو ما يسمى بعيد الميلاد ؟ أو إطفاء الشمعة . وما حكم حضور ولائم هذه الاحتفالات ، وهل إذا دعي الشخص إليها يجيب الدعوة أم لا ؟ أفيدونا أثابكم الله .
ج/ الحمد لله
قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين ولا أصل لها في الشرع المطهر ولا تجوز إجابة الدعوة إليها ، لما في ذلك من تأييد للبدع والتشجيع عليها . وقد قال الله سبحانه وتعالى: ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) وقال سبحانه : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون . إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ) .
وقال سبحانه : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون ) .
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) أخرجه مسلم في صحيحه . وقال عليه الصلاة والسلام : ( خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، و شر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ثم إن هذه الاحتفالات مع كونها بدعة منكرة لا أصل لها في الشرع هي مع ذلك فيها تشبه باليهود والنصارى في احتفالهم بالموالد . وقد قال عليه الصلاة والسلام محذراً من سنتهم وطريقتهم : " لتتبعن سنة من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه : قالوا  يا رسول الله : اليهود و النصارى ؟  .. قال : فمن ) أخرجاه في الصحيحين . ومعنى قوله " فمن" أي هم المعنيون بهذا الكلام وقال صلى الله عليه وسلم : "من تشبه بقوم فهو منهم "
)فتاوى إسلامية 1/115([6]
 
فلا ينبغي بأي حال من الأحوال التساهل بهذه القضية، أو الاستهانة والتقليل من شأنها، فإن من أعظم علامات حياة القلب وطمأنينته، ملازمة الطاعات وترك البدع والمنكرات، يقول سبحانه( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )[7]، بمعنى أن كل عمل غير صالح سيكون وبالا على صاحبه وستكون حياته نكدة بعيدة عن الراحة.
ولله در ابن المعتز إذ يقول:


خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى والذنوب
 

------------------------------------
[1] (البقرة:170).
[2] صحيح الجامع رقم 6010.
[3] مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين( 16/197).
[4] موقع الإسلام سؤال وجواب.
[5] المصدر السابق.
[6] المصدر السابق.
[7] (النحل:97).

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أيمن الشعبان
  • من أقوال السلف
  • مقالات
  • ما صح وما لم يصح
  • فلسطينيات
  • تأملات قرآنية
  • المسلم في بلاد الغربة
  • رمضانيات
  • الصفحة الرئيسية