اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/ahmadotibi/18.htm?print_it=1

سعادة والدي هي سعادتي

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحديث عن بر الوالدين لا ينتهي، ويكفي شرفاً أن الله عز وجل قرنه بعبادته سبحانه وتعالى، وسمي باب من أبواب الجنة ( باب الوالدين ) .
العبد الموفق من وفقه الله في طاعته ثم رضا والديه وحسن الأدب والتعامل الطيب معهم .
وذكر الله تعالى آيات من القرآن الكريم في عظم برهم والإحسان إليهم والتأدب بالكلام معهم.
قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا). الآية رقم [23] من سورة الإسراء.
ونقلت لنا الأحاديث الكثيرة عن فضل بر الوالدين .
بالأمس زارنا أحد مشايخ مدينة جدة وفقه الله وذكر قصته العجيبة مع والده بعدما كان حديث المجلس عن البر والثمرات التي يجدها البار في حياته.
يقول الشيخ قصته: كان والدي كبير السن تجاوز السبعين من عمره وكان يأتيه من الضمان ثلاثة آلاف ريال.
وفي أحد الأيام اتصل بي والدي وقال: يا ولدي أنت فاضي ولا مشغول؟. قلت: آمرني. تريدني أمرك مستعد ما عندي شي.
والحقيقة كان عندي تسجيل سوف يعرض على أحد القنوات الفضائية وكنت معهم، فاعتذرت منهم وقلت لعله غداً أزوركم بإذن الله.
فذهبت إلى منزل والدي حفظه الله فوجدته ضايق الصدر مهموم عليه علامات الحزن.
فقلت: ماذا بك يا والدي؟. قال: يا ولدي والله مدري وين راحت الثلاثة آلاف تبع الضمان.
فقلت: إن شاء الله نجدها قريباً ولكن أريدك تذهب معي.
فأخذته معي في سيارتي وذهبت به إلى البحر نغير جو، واشتريت له ولي عصير فمررت صرافة بدون علمه وأوقفت سيارتي بحيث لا يرى الصرافة وقلت: سأذهب دقائق وآتيك.
فسحبت من حسابي الخاص ثلاثة آلاف ووضعتها في جيبي، وذهبنا إلى مطعم واشتريت له ما يريده.
وعند عودتنا إلى البيت وضعتها بقرب سريره وقلت: أبشرك يا والدي هذه الثلاثة آلاف وجدتها هنا.
وبالفعل أنا وضعتها ووجدتها بالمكان الذي وضعتها فيه.
قال: الحمد لله، بشرك الله بالجنة، أنت رجل مبارك يوم جيت وجدت الفلوس التي ضاعت مني وقال بكلمته العامية: يا ولدي المال الحلال ما يضيع.
يقول الشيخ: والله يا إخوان ما هي إلا تقريباً شهر أو أقل بفضل الله حتى أكرمني الله وأصبحت مرشد ديني في أحد القطاعات العسكرية بمدينة جدة وراتبي طيب ولله الحمد فوق ما كنت أتوقع هذه الوظيفة.
فهذا بفضل الله ثم بفضل دعاء والدي، والله أني وجدت هذه الثمرة في صلاح أبنائي وتعامل الناس معي وتيسير أموري في حياتي .

نستفيد من هذه القصة :

1- إدخال السرور على الوالد وتحول حزنه إلى فرح.
2- تأجيل التسجيل التلفزيوني والاعتذار منهم من أجل ذهابه إلى والده.
3- حسن الأدب وإكرام والده بطعام العشاء وتغيير الجو وخروجه إلى البحر.
4- الإنفاق من حسابه الخاص حتى يسعد والده.
5- وجد ثمرة بره بوالده مع أبنائه.

 

أحمد خالد العتيبي
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية