اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/ahmadotibi/168.htm?print_it=1

ما هي العبادات التي أكثر منها

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


أفضل الأعمال بعد الفرائض هي النوافل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ الله تَعالَى قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ آذنتُهُ بالحربِ وما تَقَرَّب إليَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إليَّ مِمَّا افترضتُ عَليهِ ولا يَزالُ عَبْدِي يَتَقرَّبُ إليَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنتُ سَمعَهُ الّذي يَسمَعُ بهِ وبَصَرَهُ الّذي يُبْصِرُ بهِ ويَدَهُ الَّتي يَبطُشُ بها ورِجْلَهُ الّتي يَمشي بِها ولَئِنْ سأَلنِي لأُعطِيَنَّهُ ولَئِنْ استَعاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ ) رواه البخاري ( 6137 ) ومن أفضل النوافل التي يفعلها العبد:

1ـ قيام الليل:

نوافل الصلوات من أزكى الأعمال عند الله، والليل ثمين بدجاه، وقيامه من نعوت الصالحين المبشرين بجنة النعيم، وهو دليل رجحان العقل والإيمان، وقربة إلى رب العالمين.
يقول النبي صلى الله عليه السلام:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِسَلَامٍ) رواه الترمذي (2485)، وصححه الألباني في "الترغيب" (949).. وقال حسن صحيح. ومن محاسن أهل الإيمان القيام لله في الظلم: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الذريات/17، 18 .. في دجى الأسحار تصفو الأوقات وقد تنافس الصالحون في ظلمائه. يقول أبو سليمان الداراني: (والله لولا قيام الليل ما أحببت الدنيا). ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدع قيام الليل في سفر أو حضر وكان يصليه قائماً وقاعداً وعلى راحلته في أسفاره ولو إلى غير القبلة.

وكان الصالحون يعيبون على من ترك قيام الليل، يقول الحسن البصري: (ما ترك أحد قيام الليل إلا بذنب أذنبه). وذلك نابع من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما حيث قال له: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان ابن عمر لا ينام من الليل إلا قليلاً). متفق عليه.


ومن شرف العبودية التعبد ليلاً، والنفس لا تشرف إلا بعبوديتها لله. ولا يليق بشاب مستقيم أن يدع قيام الليل ولو نصف ساعة قبيل الفجر يناجي فيها ربه زمن فتح أبواب السماء، ولم يكن السلف يدعون السحر يقول طاووس (كنت أظن أن لا يدع أحد قيام السحر)


2ـ الإكثار من الذكر:

ذكر الله ميزان الرافعة والتكريم، وهو خير ما يعطر به اللسان، وهو باب مفتوح بين العبد وبين ربه ما لم يغلقه العبد بغفلته، يقول ابن القيم (الوابل الصيب ص 62): (إنه ـ أي الذكرـ يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى:
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) البقرة/152. ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً.
بالإكثار من الذكر يسمو العبد عند ربه، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: كان يذكر الله على كل أحيانه.


بالذكر سعادة القلب والأنس بالله، يقول ابن القيم (الوابل الصيب ص 93): (وقال لي مرة شيخ الإسلام: لا أترك الذكر إلا بنية إجماع نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر).

3ـ تلاوة القرآن الكريم:
الكتاب العزيز عمدة الملة، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، بتلاوته والعمل به يعلو الشأن، ويزهو القدر ويزيد الإيمان، والقرآن العظيم أصل العلوم وأسها، ومنه تؤخذ الأخلاق والآداب، وحفظ كتاب الله حفظ بإذن الله للعبد من الشرور والفتن، وحصن من الشبهات والشهوات، فاجعل تلاوة القرآن على لسانك متدبراً لها بقلبك.


4ـ صيام ثلاثة أيام من كل شهر:

ربنا جل وعلا متصف بالشكر، يضاعف بالعمل اليسير الأجر الجزيل، وأمة محمد عليه الصلاة والسلام أمة مرحومة تعمل قليلاً في عمر قصير وتجزى كثيراً، وتسبق الأمم في الآخرة، فصيام ثلاثة أيام من كل شهر كصيام جميع الشهر، كل يوم بعشرة أيام كرماً من الله ومِنّة.


وصيامها هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة، يقول أبو هريرة رضي الله عنه:
(أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ). (متفق عليه).

المصدر: كتاب خطوات إلى السعادة – د. عبد المحسن بن محمد القاسم - إمام وخطيب المسجد النبوي.

 

 
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية