جوهرة الإسلام (العبادات) الحج

احصل على المنظومة على ملف ورد

الْحَجُّ : وأَسْرَارهُ
وَكَمْ مِنَ الأَسْرَارِ فِي ““““““ مَنَاسِكِ الْحَجِّ تَفِي
أَوَّلُهَا التَّلْبِيَةُ ““““““““““ بِهَا تُنَادِي الأُمَّةُ
مُعْلِنَةً طَاعَتَهَا “““““““““““ دَائِمَةً لِرَبِّهَا
مُخْلِصَةً لاَ تُشْرِكُ “““““““““““ عَدُوُّهَا مَنْ يُشْرِكُ
تُثْنِي بِكُلِّ الْحَمْدِ “““““““““““ عَلَى الإِلَهِ الْفَرْد
مُقِرَّةً بِالنِّعْمَةِ ““““““““““ وَالْمُلْكِ وَالْهَيْمَنَةِ
نَافِيَةً مَا أُدْخِلاَ “““““““““ مِنْ شِركِ جِيلٍ قَدْ خَلاَ
إِذْ كَانَ لَفْظُ الْقَوْمِ ““““““““““ يَحْمِلُ كُلَّ الْجُرْم
“ لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكْ “““““““““““ إِلاَّ شَرِيكاً هُوَ لَكْ
تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكْ “ ““““““““““ بَلْ حَامِلُ الشِّرْكِ هَلَكْ
وَلَوْ فَقِهْتِ أُمَّتِي “““““““““““““ مَعَانِيَ التَّلْبِيَةِ
فِقْهاً عَلَيْهِ يَنْبَنِي “““““““““““ تَحَرُّكٌ لاَ يَنْثَنِي
لِلطَّاعَةِ الْمُطْلَقَةِ ““““““““““““ لِبَارِئِ الْخَلِيقَة
لَعَادتِ السِّيَادَةُ “““““““““““ وَالْمَجْدُ وَالْقِيَادَةُ
فِي كُلِّ هَذَا الْعَالَمِ ““““““““““ لِقَوْمِنَا الأَعَاظِمِ
 الإِحْرَامُ
وَالأَمْنُ والسَّلاَمُ “““““““““““ يَضْمَنُهُ الإحْرَامُ
فَظُفْرُنَا لاَ يُقْلَمُ “““““““““““ وَقَصُّ شَعْرٍ يَحْرُمُ
بَلْ يَخْطُرُ الصَّيْدُ فَلاَ ““““““““““““ يَخَافُ قَتْلاً مُسْجَلاَ
وَالطَّيْرُ لاَ يُنَفَّرُ ““““““““““ وَلاَ يُجَزُّ الشَّجَرُ
وَكُلُّنَا فَدْ أَشْفَقَا ““““““““““ مُحَاذِراً أَنْ يَفْسُقَا
أَوْ أَنْ يَكُونَ جَادَلاَ ““““““““““ ظُلْماً يُرِيدُ الْبَاطِلاَ
وَكُلُّ دَاعٍ يُوصِلُ “““““““““ إِلَى الْجِمَاعِ يُحْظَلُ
فَالزَّوْجُ مَعْ زَوْجَتِهِ ““““““““““ مِثْلُ أَخٍ مَعْ أُخْتِهِ
كُلٌّ لَهُ مَا يَشْغَلُهْ ““““““““““ عَنْ ذَاكَ مِمَّا يَعْمَلُهْ
لِبَاسُنَا مُذَكِّرُ “““““““““ بِمَوْتِنَا إِذْ نُقْبَرُ
 الطَّوَافُ وَالسَّعْيُ
وَفِي الطَّوَافِ تَظْهَرُ “““““““““““““““ قِبْلَتُنَا فَنَنْظُرُ
وَتَلْتَقِي بِقَلْبِهَا ““““““““““ قُلُوبُنَا بِشَوْقِهَا
نَذْكُر عِنْدَ الأَسْوَدِ ““““““““““ مَأْوَى الْمُطِيعِ الْمُهْتَدِي
ونَأمَلُ الْغُفْرَانَا ““““““““ وَالْفَوْزَ وَالْجِنَانَا
وَالْعَدْلَ فِي الأَحْكَامِ “““““““““““ مِنْ سَيِّدِ الأَنَامِ
تَرَى الْجُمُوعَ الْحَاشِدَهْ ““““““““““ ذَاهِبَةً وَعَائِدَهْ
كَحَلْقَةٍ مُفرَغَةِ ““““““““““ لَيْسَ بِهَا مِنْ ثُلْمَةِ
وَالأَلْسُنُ الطَّاهِرَةُ ““““““““““““ لِرَبِّهَا ذَاكِرَةُ
وَهَاهُنَا نَسْتَحْضِرُ “““““““““““ نَهْياً شَدِيداً يَحْظُرُ
طَوَافَ شَخْصٍ عَارِ ““““““““““““““ وَالْحَجَّ لِلْكُفَّار
لَكِنَّ مَا نَرَاهُ ““““““““ لاَ يَرْتَضِيهِ اللَّهُ
فَكَمْ تَرَى مِنْ عَابِدِ ““““““““““ يَخْشَى مِنَ الْمَصَائِدِ
عِنْدَ الْمَقَامِِ الطَّاهِرِ ““““““““““ وَأَعْظَمِ الْمَشَاعِرِ
فَحَافِظِي يَا أُمَّتِي ““““““““““““““ عَلَى مَقَامِ الْكَعْبَةِ
وَعَلِّمِي الطَّلِيعَهْ ““““““““““““ مَحَاسِنَ الشَّرِيعَهْ
وَبِالْعَصَا فَقَوِّمِي “““““““““““ كُلَّ عَنِيدٍٍ مُجْرِمِ
وَعِنْدَمَا يَنْقَطِعُ ““““““““““““ طَوَافُنَا نَنْدَفِعُ
إِلَى مَقَامِ جَدِّنَا ““““““““““ وَمَنْ بَحَجٍّ أَذَّنَا
بَعْدَ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ ““““““““““““ مَعَ ابْنِهِ للأُمَّةِ
نَقُومُ بِالشُّكْرَانِ “““““““““““ لِرَبِّنَا الرَّحْمَانِ
وَالْوَصْفَةُ الطِّبِّيَّةُ ““““““““““““ مِنْ زَمْزَمٍ هَدِيَّةُ
دَوَاءَ كُلِّ دَاءِ “““““““““““ لِلْقَلْبِ وَالأَعْضَاءِ
فَلاَ تَكُنْ مُصَدِّقَا “““““““““““ مُشَكِّكاً تَزَنْدَقَا
فِي شُرْبِ مَاءِ زَمزَمِ “““““““““““““ فَذَاكَ ذُو قَلْبٍ عَمِ  (1)
وَبَعْدَ ذَاكَ نَرْتَقِي “““““““““““ إِلَى الًصَفَا لِنَلْتَقِي
بِهَاجَرَ السَّاعِيَةِ ““““““““““““ بَاحِثَةً عَنْ جُرْعَةِ
تَسْقِي بِهَا ذَا الْحُرْقَةِ “““““““““““““ جَدِّ رَسُولِ الأُمَّةِ
فِي فِعْلِهَا قَدْ جُمِعَا “““““““““““““ سَعْيٌ حَثِيثٌ وَدُعَا
وَذَاكَ يَا إخْوَتَنَا ““““““““““ مَا جَاءَ فِي شِرْعَتِنَا
فَلْنَجْتَهِدْ فِي الْعَمَلِ ““““““““““““ مَعْ غَايَةِ التَّوَكُّلِ
وَلْنَذْكُرِ الَّذِي نَصَرْ ““““““““““““ عَلَى جَمِيعِ مَنْ كَفَرْ
نَبِيَّنَا حَتَّى غَدَا “““““““““ هُوَ الْمُطَاعَ السَّيِّدَا
هُنَا النِّظَامُ يَظْهَرُ “““““““““ وَفَضْلُهُ يُسَيْطِرُ
وَتُبْغَضُ الْفَوْضَى الَّتِي “““““““““““ بِهَا هَلاَكُ الأُمَّةِ
الْوُقُوفُ بِعَرَفَات
وَبِمُنَانَا نَنْزِلُ ““““““““ وَهْوَ النُّزُولُ الأَوَّلُ
كُلٌّ يُعِدُّ عُدَّتَهْ “““““““““““ لِكَيْ يَنَالَ بُغْيَتَهْ
فِي يَوْمِ الْمُسْتَقْبَلِ “““““““““““ يَوْمِ الْوُقُوفِ الأَكْمَلِ
يَوْمٌ بِهِ الدُّمُوعُ ““““““““““ تَذْرِفُهَا الْجُمُوعُ
ضَارِعَةً لِرَبِّهَا ““““““““ تَرْجُوهُ غَفْرَ ذَنْبِهَا
وَهْيَ بِذَاكَ تَذْكُرُ “““““““““ مَا يَحْتَوِيهِ الْمَحْشَرُ
إِذْ تَظْهَرُ الأَعْمَالُ ““““““““““ وَتَعْظُمُ الأَهْوَالُ
وَتَخْفِقُ الْقُلُوبُ ““““““““““ تَهُزُّهَا الْكُرُوبُ
وَكُلُّ مَنْ قَدْ وَقَفَا ““““““““““ يَذْكُرُ أَنَّ الْمُصْطَفَى
قَدْ أعْلَنَ الْمِنْهَاجَ فِي “““““““““““““ مَوْقِفِهِ الْمُشَرَّفِ
مُحَرِّماً أَمْوَالَنَا ““““““““““ وَعَاصِماً دِمَاءَنَا
وَبِالنِّسَاءِ مُوصِيَا “““““““““““ خَيْراً فَكُنْ مُهْتَدِيَا
وَدِينُنَا قَدْ أُكْمِلاَ ““““““““““ هُنَا بِنَصٍ أُنْزِلاَ
هُنَا اللُّغَاتُ تَخْتَلِطْ “““““““““““““ وَتَلْتَقِي وَتَنْخَرِطْ
فِي سِلْكِهَا الْمُوَحَّدِ ““““““““““““ نَحْوَ الإِلَهِ الصَّمَدِ
هُنَا اللِسَان يَنْطِقُ “““““““““ مُسَبِّحاً مَنْ يَخْلُقُ
يَلْهَجُ بِالشَّهَادةِ ““““““““““ وَالذِّكْرِ والتَّلْبِيَةِ
هُنَا الإِلَهُ يَغْفِرُ “““““““““ وَذَنْبَ عَبْدٍ يَسْتُرُ
هُنَا اللَّعِينُ يَصْغُرُ ““““““““““ لِلْقُرْبِ مِمَّن نَذْكُر
فَاغْتَنِمُوا يَا إِخْوَتِي “““““““““ وَقْتاً شَدِيدَ النُّدْرَةِ
قَدْ لاَ يَرَاهُ بَعْضُنَا “““““““““ بَعْدَ وُقُوفِ يَوْمِنَا
الدَّفْعُ إِلَى مُزْدَلِفَةِ
وَالشَّمْسُ حِينَ تَغْرُبُ “““““““ تَرَى الْجُمُوعَ تَذْهَبُ
قَاصِدَةً مُزْدَلِفَهْ “““““““““““ أَمْوَاجُهَا مُؤْتَلِفَهْ
مُعْنِقَةً فِي الْفَجْوَة “““““““““““ هَادِئَةً فِي الزَّحْمَةِ
وَهْيَ بِذَاكَ تَقْتَدِي “““““““““““ بِالْمُصْطَفَى وَتَهْتَدِي
أَيْنَ رِجَالُ الْقُوَّةِ “““““““““““““ مُرُورِهَا وَالنَّجْدَةِ
مِمَّنْ أَشَارَ فِي الْمَلاَ ““““““““““““““ بِيَدِهِ فَامْتُثِلاَ
ثُمَّ بِجَمْعٍ نَنْزِلُ “““““““““““ صَلاَتَنَا نُعَجِّلُ
وَعَاجِلاً نَنَامُ ““““““““““ لَيْسَ لَنَا قِيَامُ
لِلنَّصَبِ الَّذِي سَبَقْ “““““““““““ وَغَدُنَا يَوْمٌ أَشَقْ
وَبَعْدَ فَجْرٍ يَظْهَرُ “““““““““““ صَلاَتَنَا نُبَكِّرُ
وَالْكُلُّ مِنَّا خَاشِعُ ““““““““““““ إِلَى الإِلَهِ ضَارِعُ
مُمْتَثِلاً فِيمَا دَعَا “““““““““ أَمْراً بِهِ قَدْ صُدِعَا
أعمال يَوْمُ النَّحْرِ
وَدَفَعَتْ جُمُوعُنَا “““““““““““ عَائِدَةً إِلَى مِنَى
عَظِيمَةَ الأَفوَاجِ ““““““““ كَالْبَحْرِ ذِي الأَمْوَاجِ
وَكُلُّنَا مُهَلِّلُ “““““““““ مُكَبِّرٌ لا يَغْفُلُ
أَصْوَاتُنَا تَرْتَفِعُ ““““““““““ إِلَى الإِلَهِ تَضْرَعُ
نَسْأَلُه السَّلاَمَهْ “““““““““ وَالْفَوْزَ بِالْكَرَامَهْ
هُنَاكَ نَرْمِي كُلُّنَا ““““““““ كُبْرَى الْجِمَارِ فِي مِنَى
لِلامْتِثَالِ الْوَاجِبِ “““““““““ وَالاقْتِدَاءِ بِالنَّبِي
وَعِنْدَهَا نَسْتَحْضِرُ ““““““““““ بَيْعَةَ رَهْطٍ قَرَّرُوا
نَصْرَ الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى “““““““““ وَالْكُلُّ مِنْهُمْ قَدْ وَفَى
هُنَا يُصِيبُ النَّدَمُ “““““““““““ إِبْلِيسَ وَهْوَ الْمُجْرِمُ
فَهْوَ عَدُوُّ جَدِّنَا ““““““““““ وَلَمْ يَزَلْ عَدُوَّنَا
لَكِنَّنَا وَا أَسَفِي “““““““““““ نُرْضِيهِ بِالتّكَلُّفِ
كَالرَّمْيِ بِالنِّعَالِ ““““““““““ مِنْ قِبَلِ الْجُهَّالِ
وَبِالْحَصَا الْكِبَارِ “““““““““““ مُسَبِّبِ الأَضْرَارِ
هُنَا يَتُوقُ الْمُتَّقِي ““““““““““ إِلَى جِهَادِ مَنْ شَقِي
بِذِي الْجُمُوعِ الْكَاثِرَ “““““““““““““ وَهْيَ تَؤُمُّ الآخِرَهْ
لَكِنَّهُ يُحَوْقِلُ ““““““““ مُسْتَحْضِراً مَا يُنْقَلُ
عَنِ النَّبِيِّ فِي الْخَبَر “““““““““““ أَنَّا غُثَاءٌ فِي الْبَشَرْ
ثُمَّ يَزِيدُ شُكْرُنَا ““““““““““““ بِنَحْرِنَا لِهَدْيِنَا
هُنَا الْخَلِيلُ يُذْكَرُ “““““““““““ وَذِبْحُهُ الْمُصْطَبِرُ
فَلْنَقْتَدِ يَا عُلَمَا “““““““““ إِذَا ابْتُلِينَا بِهِمَا
وَبَعْدَ نَحْرٍ نَحْلِقُ ““““““““““““““ وَتَفَثاً نُفَارِقُ
ثُمَّ نَزُورُ بَيْتَنَا ““““““““ لِكَيْ يَتِمَّ حَجُّنَا
وَسُنَّةٌ تَرْتِيبُ مَا “““““““““““ مَضَى وَلَيْسَ لاَزِمَا
بِذَاكَ أَفْتَى الْمُصْطَفَى “““““““““““““ وَمَنْ يُضَيِّقْ خَالَفَا
ثُمَّ يَعُودُ جَمْعُنَا “““““““““““ لِيَسْتَقِرَّ فِي مِنَى
وَيُكْثِرُ الأَذْكَارَا “““““““““““ لِتُذْهِبَ الأَوْزَارَا
وَلِتَتِمَّ الْمِنَّهْ “““““““““ حَيْثُ الْجَزَاءُ الْجَنَّهْ
وَبَعْدَ ذَاكَ نَذْكُرُ ““““““““““““ إِلَهَنَا وَنُكْثِرُ
أِشَدَّ مِنْ آبَائِنَا “““““““““““ زِيَادةً فِي شُكْرِنَا
هَذَا وَخَيْرُ الْعَمَل ““““““““““““ أدْوَمُهُ عِنْدَ الْعَلِي
آثارُ مَنَاسِكِ الحج
فِي حَجِّنَا الأُخُوَّةُ ““““““““““““ تَظْهَرُ وَالْمَوَدَّةُ
وَيَلْتَقِي الإِخْوَانُ “““““““““ يَحْدُوهُمُ الإِيمَانُ
شِعَارُهُمْ تَحِيَّةُ ““““““““““ وَالذِّكْرُ وَالتَّلْبِيَةُ
وَتُبْحَثُ الْمَشَاكِلُ ““““““““““““ وَيَحْصُلُ التَّكافُلُ
لِذَا تَرَى عَدُوَّنَا “““““““““ فِي وَجَلٍ مِنْ جَمْعِنَا
لَكِنَّنَا لِجَهْلِنَا “““““““““ لَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ حَجِّنَا
بَلْ قَدْ عَمِلْنَا عَمَلاَ “““““““““““““ مِنَ اللُّبَابِ قَدْ خَلاَ
لِذَا تَرَى التَّدَافُعَا “““““““““ وَالشَّتْمَ وَالتَّصَافُعَا
فِي رَمْيِنَا وسَعْيِنَا “““““““““““ بَلْ عِنْدَ رُكْنِ بَيْتِنَا
فَكَمْ مُسِنٍّ يُدفعُ ““““““““““““ مِنَ الْقَوِيِّ يُوجَعُ
بِدُونِ أَنَى رَحْمَةِ “““““““““““““ وَذَا دَلِيلُ الشِّقْوَةِ
بَلْ طَالِبُ الْغُفْرَانِ ““““““““““““ يَلْهَجُ بِاللِّسَانِ
يَدْعُو مَعَ الْمُعَلِّمِ “““““““““ يَا رَبَّنَا اغْفِرْ وارْحَمِ
وَيَدهُ تُؤْذِي البَشَرْ ““““““““““ لاَ سِيَمَا عِنْدَ الْحَجَرْ
هُنَا يَحَارُ النَّاظِرُ ““““““““““ وَتَفْحُشُ الْمَنَاظِرُ
رَبَّاهُ مَا ذَا الْمَنْظَرُ “““““““““““ هَلْ مَا نَرَاهُ بَشَرُ
أَمْ هُمْ وُحُوشٌ عَادِيَهْ “““““““““““ عَلَى الْعِرَاكِ ضَاريَهْ
حُجَّاجَ بَيْتِ اللَّهِ ““““““““““ رِفْقاً بِحَلْقِ اللَّهِ
لِكَيْ تَنَالُوا جَنَّتَهْ “““““““““““ وَفَضْلَهُ وَرَحْمَتَهْ
وَأرشِدُوا يَا عُلَمَا “““““““““““ فَخَيْرُكُمْ مَنْ عَلَّمَا
وَاحْتَسِبُوا فَاللَّهُ لا ““““““““““““ يضيع قَطُّ عَمَلاَ
وَائْتَمِرُوا فِي حَجِّكُمْ ““““““““““ وَاتَّحِدُوا فِي نَهْجِكُمْ
وَادْعُوا إِلَى وَحْدَتِنَا “““““““““““ وَاجْتَنِبُوا فُرقَتَنَا
وَلِصِرَاطِ اللَّهِ “““““““““ فَاهْدُوا عِبَادَ اللَّهِ
وَمَنْ بِهِ لَمْ يَكْتَف ““““““““““ فَالْخَيْرُ عَنْهُ قَدْ نُفِي
وَإِنْ تُرِدْ أَنْ تَرْجِعَا “““““““““ فَبِالطَّوَافِ وَدِّعَا
وَكُنْ حَليفَ الطَّاعَةِ “““““““““ مُجَانِبَ الْغِوَايَةِ
فَقَدْ قَطَعْتَ الْعَهْدَ يَا “““““““““““ مُحِبَّنَا مُلَبِّيَا
وَخُلْفُ وَعْدٍ صِفَةُ “““““““““ مُنَافِقٍ لاَ يَثْبُتُ
زيارة المسجد النبوي
وَكَمْ مِنَ الزُّوَّارِ ““““““““““ لِمَسْجِدِ الْمُخْتَارِ
وَحُبُّهُمْ لِلْبَانِي “““““““““““ لَهُ عَظِيمُ الشَّانِي
يَأْتُونَ فِي الْمَوَاسِمِ “““““““““““““ لِلْفَوْزِ بِالْمَرَاحِم
وَالْجَهْلُ فِهِمْ سَارِي “““““““““ بِمَا أَرَادَ الْبَارِي
مِنِ اعْتِقَادٍ وَعَمَلْ ““““““““““ وَمِنْ سُلُوكٍ اكْتَمَلْ
وَهُمْ عَلَى اسْتِعْدَادِ “““““““““““ للأَخْذِ بِالإِرْشَادِ
مِنْ سَاكِنِي الْمَدِينَةِ “““““““““““ مَهْبِطِ وَحْيِ الْمِلَّة
وَطُرُقُ التَّعْلِيمِ “““““““““ فِي قُدْوَةِ الْحَكِيمِ
وَالأَمْرِ وَالنَّهْيِ بِمَا ““““““““““ قُرِّرَ فِي بَابِهِمَا
فَمَا الَّذِي بِهِ وَفَى ““““““““““ أَهْلُ بِلاَدِ الْمُصْطَفَى
هَلْ فِيهِمُ تَجَسَّدَا “““““““““““ حَقّاً سُلُوكُ أَحْمَدَا
وَهَلْ تَرَاهُمْ أَرْشَدُوا “““““““““ ضُيُوفَهُمْ واجْتَهَدُوا
وَبَيَّنُوا لِلنَّاسِ مَا ““““““““““ وَجَبَ أَوْ مَا حُرِّمَا
وَهَلْ أَفَادُوا يَا تُرَى ““““““““““ مِنْ غَزَوَاتٍ عِبَرَا
كَبَدْرٍ اْلنَّيِّرَةِ ““““““““““ وَأُحُدِ الشَّهِيرَة
وَالْمَوْقِفِ الْمَجِيدِ “““““““““““ مِنْ غَادِرِي الْيَهُودِ
هَلْ قَامَ أهْلُ طَيْبَةِ “““““““““““ بِهَذِهِ الْمُهِمَّةِ
لاَ شَكَّ أَنَّ الْبَلَدَا ““““““““““““ بِهَا دُعَاةٌ لِلْهُدَى
لَكِنْ جُمُوعُ الأُمَّةِ ““““““““““ تَبْغِي مَزِيدَ هِمَّةِ  (2)
وَزُرْ أَخِي قَبْرَ النَّبِي “““““““““““““““ مُتَّصِفاً بِالأَدَبِ
لاَ تَرْفَعِ الصَّوْتَ وَلاَ “““““““““ تَزِيدُ شَيئاً حُظِلاَ
وَزُرْ بَقِيعَ الْغَرْقَدِ ““““““““““““ وَالشُّهَدَا بِأُحُدِ
مُعْتَبِراً وَعَامِلاَ “““““““““ لاَ غَافِلاً وَمُهْمِلاَ
وَالسَّبْعَةُ الْمَسَاجِدُ “““““““““““ مُحْدَثَةٌ لاَ تُقْصَدُ
كَغَيْرِهَا إِلاَّ قُبَا ““““““““““““““ مِنْ طَيْبَةٍ قَدْ نُدِبَا
الحج والأقصى الأسير!

بذلنا المال، وأعددنا العدة للسفر،وأحرمنا، ولبينا-والتلبية عهد على طاعة الله ورسوله-وطفنا وسعينا، وقمنا بكل مناسك الحج _ومنها ركنه الأعظم الوقوف بعرفات، وهانحن نؤدي اليوم ركن الحج العظيم-طواف الإفاضة- وزرنا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض المذكرة برجال الجهاد، كالبقيع، وأحد، والخندق.... فهل تذكرنا ذلك الأسير الذي يدنسه أبناء القردة والخنازير، وأبناء الصحابة والنابعين في الأرض المباركة، الذين يقذفهم اليهود بالقنابل والرشاشات والمدافع، والطائرات والدبابات، ويهدمون منازلهم ويخرجونهم منها في العراء، ويحاصرونهم في قطع من الأرض، حتى لا يقدر القريب أن يزور قريبه، ويمنعون عنهم وصول الغذاء والدواء والملبس والمشرب؟
هل تذكرنا قبلتنا الأولى، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم ومعراجه؟ هل تذكرنا أن من أهم ثمرات حج بيت الله الحرام أن الله قد أذن للذين يقاتلهم أعداء الله بقتال الأعداء؟ هل تذكرنا أن من ثمرات الحج المبرور الدفاع عن المساجد والمعابد؟ هل تذكرنا أن الجبن عن دخول الأرض المقدسة لإخراج العدو منها، هو من صفات اليهود، وليس من صفات المسلمين؟!
هاهو الأقصى الحزين يذكرنا، إن لم نكن قد تذكرنا. فهل من سامع للتذكير، وهل من مجيب لمستغيث

وَهَاهُنَا الْقُدْسُ الْحَزِينْ ““““““““ يَشْكُو جَفَاءَ الْمُسْلِمينْ
مَجْمَعِ كُلِّ الرُّسُلِ “““““““““ مَسْرَى الرَّسُولِ الأَكْمَلِ
قِبْلَتُنَا فِي التَّالِدِ ““““““““““ وَثَالِثُ الْمَسَاجِدِ
غَدَا أَسِيراً زَمَنَا ““““““““““ عِنْدَ الْيَهُودِ الْجُبَنَا
قَدْ أُحْرِقَتْ جَوَانِبُهْ ““““““““““““ وَصُدَّ عَنْهُ رَاغِبُهْ
كَمْ قَدَمٍ قَدْ دَنَّسَهْ ““““““““““““ لِفَاجِرٍ وَمُومِسَهْ
يَقُولُ فِي تَحَزُّنِ “““““““““““ أَيْنَ الَّذِي يُنْقِذُنِي
هَلْ مِنْ إِمَامٍ كَعُمَرْ “““““““““ أَوْ كَصَلاَحٍ الأَغَرْ(3)
وَأَيْنَ أَهْلُ الْحَجِّ “““““““““““ هَلْ أُسْقِطُوا لِلدَّرْجِ
فَأسْقَطُوا الْجِهَادَا “““““““““““ وَضَيَّعُوا الأَمْجَادَا
وَالإِذْنُ بِالْقِتَالِ “““““““““ فِي الْحَجِّ جَاءَ التَّالِي(4)
دَفْعاً عَنِ الْمَسَاجِدِ “““““““““““ وَسَائِر الْمَعَابِدِ
عَيْبٌ عَلَى مَنْ طَافَا “““““““““ لِلَّهِ أَنْ يَخَافَا
مِنْ كَافِرٍ رِعْدِيدِ “““““““““ مِنْ زَمَنٍ بَعِيدِ
قَالَ لِمَن يَقُودُ ““““““““““ إِنَّا هُنَا قُعُودُ
مَا دَامَ هَذَا الْمُعْتَدِي ““““““““““ مُسَيْطِراً فِي الْبَلَدِ
وَإِنَّنَا لَنْ نَلِجَا ““““““““““ إِلاَّ إِذَامَا خَرَجَا
فَقَاتِلَنْ وَرَبَّكَا ““““““““ إِذَا تَشَا عَدُوَّكَا
فَهَلْ غَدَوْنَا أَجْبَنَا ““““““““ مِنْ هَؤُلاَءِ الْجُبَنَا(5)
أَليْسَ فِي طِفْلِ الْحَجَرْ ““““““““ لِلْـجُبَنَاءِ مُعْتَبَرْ
إِنِّي هُنَا أَنْتَظِرُ “““““““““ مُجَاهِداً يُحَرِّرُ
الأسفار تظهر الخلق الأصيل ( 27)
وَلِرَفِيقِي فِي السَّفَرْ “““““““““ مِنِّيَ بِشْرٌ يُنْتَظَرْ
وَالصَّبْر وَالإِيثَارُ ““““““““““ لاَ سِيَمَا الْكِبَارُ
وَالْغَيْظَ سَوْفَ أَكْظُمُ ““““““““““ وَبِارْتِيَاحٍ أَخْدُمُ
وَالْخُلُقُ الأَصِيلُ فِي “““““““““ أَسْفَارِنَا لاَ يَخْتَفِي
لاَ سِيَمَا فِي الْحَجِّ أَو “““““““““““ جِهَادِ كُفَّارٍ طَغَوا
وَسَلْ مِنَ اللَّهِ الأَجَلْ “““““““““ تُقًى وَبِرًّا وَعَمَلْ (6)
بِه رِضَاهُ تَكْسِبُ ““““““““““ وَسُخْطَهُ تَجْتَنِبُ
فَفِي دُعَاءِ السَّفَرِ “““““““““““ وِقَايَةٌ مِنْ مُنْكَرِ
كَمَا بِهِ التَّحَصُّنُ “““““““““ مِنَ الأَذَى وَمَأْمَنُ
منْ حُزْنٍ اوْ كَآبةِ “““““““““““ أَوْ خَللٍ في الأُسرَة
فَاللهُ إِذْ يَصْحَبُنَا ““““““““““ يَخْلُفُنَا فِي أَهْلِنَا
الثقلاء
وَكُنْ خَفِيفَ الظِّلِّ لاَ “““““““““““ مُثَرْثِراً مُثَقِّلاَ
مِنْكَ الصَّدِيقُ يَجْفِل “““““““““ إذَا رَآكَ تُقْبِلُ
وَتُقْفَلُ الأَبْوَابُ فِي “““““““““ وَجْهِكَ حَتَّى تَخْتَفِي

تابع ... منظومة جوهرة الإسلام (آدَابِ السُّلُوكِ)

=====
(1)  في هذا إشارة إلى رد زعم تلوث ماء زمزم وانتشار الأمراض المعدية بسببه ، إثارة للشبه وتنفيرا للمسلمين من الثقة في نصوص سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، ومزاولة شعائر دينهم التي وردت بها تلك السنة .
(2)  العلماء في هذه البلاد يقومون بما يستطيعون القيام به من توجيه حجاج بيت الله “
“ ولكن كثرة الحجاج تستدعي المزيد من الاهتمام والمزيد من المرشدين ، كما أن ذلك يستدعي أيضا من سكان الحرمين الشريفين أن يكونوا قدوة حسنة في معاملتهم للحجاج ، سواء كان في السكن أو في السوق أو في غير ذلك ، اقتداء بالأنصار والمهاجرين .
(3) أي هل من زعيم مسلم ، مثل عمر بن الخطاب ، أول فاتح للقدس في التاريخ الإسلامي أو مثل صلاح الدين الذي حرر القدس من الصليبيين ؟!
(4) في هذا البيت إشارة إلى آيات سورة الحج في قوله تعالى : ( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ) إلى قوله تعالى : { ولله عاقبة الأمور } الآيات : 26-41 من السورة المذكورة –أرجو من الإخوة القراء العودة إليها في المصحف الشريف- حيث جاء الإذن بالقتال - في قوله تعالى : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } إلى آخر الآيات – بعد الآيات المتعلقة بالحج . ولعل من حكمة ذلك أن الحج من أعظم دوافع الجهاد في سبيل الله ، لما فيه من قوة الصلة بالله تعالى ، فلا يليق بمن طاف بالبيت الحرام أن يتأخر عن تحرير بيت الله في أرضه المباركة ( القدس ) وهو صنو الكعبة ، وبخاصة أن الآيات أشارت إلى حفظ بيوت العبادة ، سواء كانت مساجد المسلمين أو غيرها من كنائس النصارى وبيع اليهود .
(5) في هذه الأبيات إشارة إلى آيات سورة المائدة : 20 – 26 التي تضمنت موقف اليهود وجبنهم عن دخول بيت المقدس الذي وعدهم الله بدخوله وبالنصر على عدوهم فيه ، إذا قاتلوه مع نبيهم موسى صلى الله عليه وسلم ، فأبوا وقالوا له معلنين جبنهم : { اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون } وهاهي قد انطبقت حالهم تلك علينا نحن المسلمين اليوم ، حيث احتل اليهود الجبناء بيت المقدس ودنسوه ، وعاثوا في الأرض المباركة فسادا ، فلم يجدوا من المسلمين من ينصر المجاهدين الذين يسومهم اليهود سوء العذاب في أرض فلسطين المباركة !!!
(6) يشير الناظم في هذه الأبيات إلى حديث ابن عمر في دعاء السفر الذي رواه مسلم وغيره ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وأنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل . وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تأبون عابدون لربنا حامدون
 

د . عبد الله قادري الأهدل