بسم الله الرحمن الرحيم

التركستان الشرقية: الأمل في الله وحده!


المسلمون في التركستان الغربية دمرهم الاتحاد السوفييتي، وأصبحوا منسيين، والمسلمون في التركستان الشرقية دمرتهم الصين، ولا زالت تدمرهم، تقتلهم في المساجد وتمنع شبابهم من تعلم دينهم، ومن الصلاة في المساجد، قتلت علماءهم وقادتهم، واحتلت بلادهم، وأغرقتها بالصينيين الذين قد يشكلون أغلبية بعد كانت تركستان غالبيتها العظمى إن لم تكن كلها بلدا مسلما...

وكان المسلمون في التركستان الشرقية يشكون أمرهم بعد الله إلى إخوانهم المسلمين، ولا زالوا، وكانوا يأملون أن تعينهم الأمم المتحدة التي تضم أكثر من خمسين علما من أعلام الشعوب الإسلامية، أن تواسيهم ولو بالاحتجاج على ممارسات الصين الظالمة ضدهم، ولكن الأمم المتحدة (وهي في حقيقتها الولايات المتحد الأمريكية) أدرجت هذا الشعب المسلم المظلوم في قائمة الإرهاب.
هذا الشعب الذي يعاني ما يعاني من الاضطهاد والظلم، لم ينس الشعب الفلسطيني، بل يدعو لمناصرة المجاهدين فيه والتبرع بالمال...
هذا الشعب إرهابي، كالشعب الفلسطيني، وهكذا كل شعب مسلم يدافع عن نفسه إرهابي، يبدو أنه لم يبق مسلم في الأرض ولا شعب مسلم في الأرض دون أن يوصم بالإرهاب، وتعلن عليه الحرب من الصليبيين، بتحريش من اليهود المعتدين.
ولم يبق للمسلمين أمل في الأرض من أي نصير من بني البشر، ولم يبق لهم إلا الله فليلتجئوا إليه، ويتعاونون فيما بينهم على تقاسم لقمة العيش، والتعاون في حدود ما يقدرون عليه، وإذا لم يبق لهم أمل إلا في ربهم، فهو وحده القادر على كل شيء، وهو نصير أوليائه، ولكن نصرته لهم لا بد أن يسبقها التوكل عليه، وعمل كل ما يقدرون عليه، فالنصر لم ينزله الله على أنبيائه ورسله على طبق من ذهب، بدون عمل وجهاد، والجهاد يكون بالمستطاع من مال ودعاء، وإعداد عدة....
لايجوز أن يدب إلى قلوبنا اليأس، ولا أن تثبط عزائمنا المحن والمصائب، فقد امتحن الله أولياءه من الأنبياء والرسل وأصحابهم، وما غزوات الخندق وأحد وحنين، إلا أمثلة على هذا الامتحان، ولكن نصر الله كان هو عاقبة عباده المؤمنين.
وإذا كانت حكومات الشعوب الإسلامية – ومنها العربية – عاجزة اليوم عن الوقوف ضد أعداء الإسلام المعتدين، فسوف لا يبقي الله الأمر على ما هو عليه، وإن طال الزمن، لأن حكمة الله تأبى أن يبقى وضع المسلمين على ما هو عليه اليوم، وقد قال تعالى: ((إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير)) [التوبة (39)]
وقال تعالى: ((هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)) [محمد (38)]

وإذا كانت الحكومة الأمريكية اليوم قد وصلت إلى قمة القوة المادية التي تخيف بها العالم، وبلغ بها الكبرياء أن تنشر قواتها البرية والبحرية والجوية في مشارق الأرض ومغاربها، وتظن أنها أصبحت سيدة العالم بدون منازع، فقد سبقتها أمم تجبرت مثلها وتحدت أي قوة غير قوتها تستطيع أن تقف أمامها، ولكن قوة الله كانت لها بالمرصاد:
((فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون)) [فصلت (15)]
((أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)) [غافر (82)]
((أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)) [محمد (82)]

لا أدري كم من المسلمين في الأرض يعرفون عن إخوانهم في التركستان الشرقية، التي يسميها أهلها "الويغور" ويسميها الصينيون المغتصبون "سانتيانغ"؟

http://www.uygurs.com/arabic.html

http://www.alwatan.com.sa/daily/2002-09-20/politics/politics10.htm

http://www.islam-online.net/Arabic/news/2001-06/17/Article36.shtml
بكين: تدابير صارمة لقمع "الإيغور"

http://www.islamonline.net/Arabic/news/2001-12/22/Article59.shtml

http://www.islam-online.net/arabic/politics/2002/02/article7.shtml

htp://www.islam-online.net/Arabic/politics/2001/06/article21.shtml

http://www.islamonline.net/arabic/arts/2001/01/article4.shtml

http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/fan-39/alrawe.asp

اللهم إليك المشتكى، وعليك الاعتماد، وبك وحدك نستعين، فأعنا على تغيير ما بأنفسنا لتغير ما بنا، ولا حول ولا قوة لنا إلا بك..

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل