بسم الله الرحمن الرحيم

وانفجر قيح أوسلو


أطق الصليبي الأمريكي كلماته الفارغة عن أي معنى انتظره منه المتوسلون.
وتلقفه منه المهرولون والوسطاء واصفين له بالإيجابية... وكان أسرعهم... رئيس الشرطة الفلسطينية وبعض رجاله الذين كان أحدهم مجاورا للبيت الأبيض في واشنطن...

وأحس بعض رجال الشرطة بأن كفة االاختيار اليهودي والصليبي، تميل لصالح بعضهم دون بعض...من أجل تحقيق الإصلاح المطلوب وهو القضاء على رجال الحركة الجهادية... ومن في صفهم من المقاومة في الفئات الفلسطينية، فانفجر قيح أوسلو بين الفريقين وأخذ بعضهم يكيل الاتهامات لبعض...

وأصبح شغلهم الشاغل على الفضائيات... هل سيرشح عرفات نفسه للانتخابات المقبلة أو لا؟ وهل سيعقد المؤتمر الإقليمي في هذا الصيف أو لا؟

كل ذلك يحدث واليهود مستمرون في محاصرة المجاهدين وهدم المنازل عليهم... وإمطارهم بكافة الأسلحة اليهودية من الجو والأرض.. وقتل المئات منهم واعتقال الآخرين ونقلهم إلى معتقلات الجحيم اليهودية، ليقتلوا من شاءوا... ويعذبوا من شاءوا

إن (CIA ) تعد في بعض العواصم العربية مع تلاميذها من المخابرات العربية إقامة قسم شرطة جديد قوي في الأرض المباركة، بعد أن استهلكت القسم السابق، من أجل القضاء على الحركة الجهادية المباركة....

والحقيقة أن رجال المخابرات وأجهزة ما يسمى بالأمن هي التي ستتولى قيادة الشعب الفلسطيني رغم أنفه، للقضاء على الأحرار المقاومين للاحتلال اليهودي، بناء على الرغبة الأمريكية واليهودية...
http://www.alwatan.com.sa/daily/2002-07-02/politics/politics01.htm

كما تعد (أمريكا ) العدة للهجوم على الشعب العراقي، لتدخل المنطقة في ضنك جديد في السياسة والاقتصاد والإحن والعداوات...

وتخطط لتغيير خارطة المنطقة وتمزيقها والقضاء على ما بقي فيها من عروق حياة تنبض، ليتمكن اليهود من الاستقرار واستئناف الاستعداد لتوسيع رقعة دولة (إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات)

ووجهت وسائل الإعلام لتثير ضجة حول خطاب الرئيس الأمريكي، وحول إصلاح القيادة الفلسطينية وتغييرها أو بقائها، لتشغل الرأي العام بهذا الضجيج... عن الهدف المقصود... الذي تطبخه أجهزة المخابرات هنا وهناك...

الكونغرس الأمريكي أصبح يحاكمنا ويحاكم علماءنا بالاشتراك مع بعض قادة الصهاينة علنا، ويكشف عن مقاصده التي يريد تنفيذها في بلداننا بدون تحفظ.

ونحن على ثقة كاملة بأن الله تعالى معنا، وأنه سيحبط أعمال أعدائنا، وينصرنا عليهم، ولكن نصر الله لا يؤتاه من لم يتخذ له أسبابه، ويعد له عدته، فقد قال عمر رضي الله عنه لمن لازموا السجد وادعوا أنهم متوكلون: "بل أنتم متواكلون... إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة"

والله تعالى الذي وعد المؤمنين بالنصر لم يطلق وعده بدون قيد ولا شرط، وإنما رتبه جزاء على شرط، فقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) (7) محمد.

والمراد بنصر الله نصر دين، وهذا النصر لا يتحقق إلا بأمور، ومنها:

أولا: اجتماع كلمتهم على الحق واعتصامهم بحبل الله وعدم تفرقهم، كما قال تعالى:
((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون(103) آل عمران

ورتب سبحانه على التفرق والتنازع الفشل وذهاب القوة والهيبة، فقال تعلى: ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم))

ثانيا: اتخاذ أسباب النصر، ومنها إعداد العدة المستطاعة المناسبة لأحوال العصر الذي يعيشون فيه، قال تعالى: ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)) (60) الأنفال

إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير(39) التوبة

هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم(38) محمد.

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل