بسم الله الرحمن الرحيم

مشروع لنصرة المجاهدين في فلسطين


مقدمة

إن من أهم الأسباب التي ينال بها المجاهدون في سبيل الله، النصر من الله أن يخلصوا نيتهم لله تعالى، وأن يعتمدوا عليه وحده، فهو وحده الذي ينصر، وأن يبذلوا جهدهم في إعداد ما يستطيعون من قوة.
وأن يجتمع الشعب الفلسطيني على كلمة واحدة ، وهي الاعتصام بحبل الله، والوقوف صفا واحدا ضد العدو الغاشم، والتعاون على إعداد العدة المتاحة للدفاع عن النفس والأرض والعرض، والاتفاق الصادق على الأدوار اللازمة : سياسية كانت أو اقتصادية أو عسكرية، وأن يتجنبوا النزاع المؤدي إلى الفشل.
وهذه الأمور كلها متحققة –إن شاء الله- في المجاهدين، ونأمل أن يوفق الله بقية الأحزاب والجماعات الأخرى في الشعب الفلسطيني أن يرصوا صفوفهم مع المجاهدين لجهاد أعداء الله والدفاع عن النفس والأرض والعرض، وألا يخدعهم اليهود بمفاوضاتهم الخادعة التي لا يقصدون من ورائها، إلا إطفاء جذوة الحركة الجهادية التي أقضت مضاجعهم، وأن يصبروا ويصابروا، لأنهم أهل حق، واليهود أهل باطل، وصاحب الحق أقوى عقيدة وثباتا من صاحب الباطل.
هذه مقدمة تتعلق بالمجاهدين أنفسهم.

مناصرة المسلمين لإخوانهم لمجاهدين.

أما المشروع الجهادي لقيام إخوانهم المسلمين في كل أنحاء الأرض، فألخصه في أمرين رئيسين:

الأمر الأول: ما يقدر عليه جميع المسلمين، وهو الاجتهاد في الدعاء للمجاهدين بالنصر، والدعاء على عدوهم من اليهود والصليبيين المعاصرين ومن والاهم، بالهزيمة والخزي وتشتيت شملهم وجعل بأسهم بينهم، ويكون الدعاء لمن لا يجيد اللغة العربية بأي لغة من لغات العالم.
ولا يجوز الاستهانة بالدعاء، فالله تعالى قادر على كل شيء، وهو الذي إذا قال للشيء كن فيكون، وقد يهيئ الله تعالى من الأسباب التي ينصر بها المجاهدين، ويخذل بها عدوهم مالا يخطر بالبال، كما عرف ذلك في مواقع كثيرة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، و في عهود تالية، ودل على ذلك القرآن الكريم، كما في غزوات بدر والأحزاب وحنين.
وينبغي أن يتحين الداعي الأوقات التي هي مظنة الإجابة، كحال السجود في الصلاة، وفي الثلث الأخير من الليل، وساعة الإجابة يوم الجمعة... ويخلص في دعائه في كل الأوقات، ويتضرع إلى ربه أشد من تضرعه لدفع ضرر نزل به شخصيا.

الأمر الثاني: قيام كل واحد من المسلمين أو طائفة منهم، بما يقدرون عليه مما قد لا يقدر عليه غيرهم، وأضرب لذلك الأمثلة الآتية:

المثال الأول: من يقدر على الجهاد بنفسه، ويقدر على تجاوز عقبات حراس اليهود على الحدود الفلسطينية، للانضمام إلى صفوف المجاهدين الفلسطينيين، فإن عليه أن يتخذ الأسباب الممكنة لذلك، كما فعل كثير من المجاهدين المسلمين من العرب وغيرهم، في أفغانستان، والشيشان، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو وغيرها، مع العلم بأن حراس الحدود الفلسطينية من العرب أشد فتكا بمن يحاول الانضمام إلى المجاهدين في الأرض المباركة، ولكن طبيعة الجهاد المغامرة، ولهذا سمي جهادا، وإذ فشلت مجموعة فقد تنجح أخرى، ولكل أجره عند الله.
وهذا الأمر يعود إلى خبرة المجاهد وقدرته على المناورة والخداع لعدوه، ومعرفة الحدود وجغرافيتها.

المثال الثاني: أئمة المساجد وخطباؤها. فقد مكنهم الله من إمامة صفوف كثيرة تقف وراءهم من المسلمين في الصلاة، كما مكنهم من اعتلاء المنابر التي يقفون عليها، مخاطبين المئات والألوف، بل والملايين –عندما تنقل خطبهم عبر الفضائيات، أو الإذاعة، أو تنشر في الإنترنت ....وبخاصة خطب الجمعة التي يجتمع لها جميع المسلمين في كل أنحاء الأرض اجتماعا مفروضا مع وجوب الإنصات والاستماع لخطبهم- وعليهم أن يذكروا الناس في خطبهم بقضية فلسطين وواجبهم نحوها ونحو أهلها المظلومين المضطهدين. يذكرونهم -دون كلل ولا ملل ما دامت القضية قائمة- بما ينالهم من بؤس وجوع وفقر وقتل ومرض وهدم منازل، ويحثونهم على البذل المستمر للمال والملابس والطعام والدواء ... حتى لا ينسى المسلمون إخوانهم في الله.

المثال الثالث: عقد الندوات والمؤتمرات في المساجد والنوادي والجامعات والإذاعات والفضائيات في الأمور المتعلقة بقضية فلسطين. يقوم بذلك علماء الشريعة الإسلامية، وعلماء السياسة، وعلماء الاقتصاد، وعلماء التربية، والأدباء والشعراء، والإعلاميون... لإبراز الحق الفلسطيني والإسلامي في الأرض المباركة، ودعوة المسلمين لمناصرة إخوانهم المجاهدين، وتشجيع المجاهدين وإخوانهم في الأرض المباركة على الصبر واستمرار الحركة الجهادية إلى النصر.

المثال الرابع : تذكير المدرسين والأساتذة في جميع المراحل الدراسية طلابهم بأهمية القضية الفلسطينية ، وتعريف الطلاب بتاريخ فلسطين والمسجد الأقصى وما انتابها من استعمار في القديم والحديث ، وواجب المسلمين نحوها .

المثال الخامس: دعاء الأئمة في المساجد المستمر في أوقات الصلاة، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو في النوازل، وقضية فلسطين من أهم النوازل وأخطرها، لذلك ينبغي استمرار الأئمة في القنوت حتى تزول هذه النازلة.
وهنا سيسأل كل منا –بعد تلك الإجابات، وهذا البيان- فما المشروع المالي الذي تدلنا على تنفيذه ؟

مشروع مناصرة المسلمين المادية للمجاهدين:

وهذا المشروع هو المقصود أساسا هنا، وإن كانت المشروعات الأخرى ذات أهمية بالغة.
تعلمون أيها الإخوة أن الجهاد مع الإخوة في فلسطين فرض عين، والأصل أن نكون بجانبهم، وفي صفوفهم، ولكن عقبات كبيرة تحول بيننا وبينهم، وهي معروفة.
وتعلمون كذلك أن أعداء الإسلام في الدول الغربية تحارب نصر المجاهدين بالمال، وتراقب الجمعيات الخيرية التي تجمع المال للمجاهدين والمتضررين في فلسطين، وتتابع التحويلات المالية وتحاول حجبها عن المجاهدين بشتى الوسائل، بحجة إنهم إرهابيون.
وإذا كنا قد أجبنا على الأسئلة المتعلقة بالمجاهدين في فلسطين، وكانت أجوبتنا على السؤال الأول: هل نحن مهتمون بنصرة إخواننا المجاهدين في فلسطين؟ والسؤال الثاني: هل يجب علينا مناصرة المجاهدين بما يدخل تحت قدرتنا؟ والسؤال الرابع: إذا لم ننصر المجاهدين بما نقدر عليه، فهل نأثم عند الله؟: (نعم)
وكانت أجوبتنا على السؤال الثالث: هل قام المسلمون بهذه المناصرة قياما كافيا؟ والسؤال الخامس: هل المجاهدون قادرون وحدهم لدفع العدوان عنهم؟ والسؤال السادس: هل تكافئ قدرة المجاهدين، قدرة عدوهم اليهودي؟ و السؤال السابع: هل يحارب العدوُّ المجاهدين مستقلا، أو له أنصار أقوياء؟
والسؤال الثامن: هل من عنده قدرة على الجهاد بنفسه مع المجاهدين يستطيع الدخول إلى فلسطين؟ بـ(لا) وبعض الإخوة أجاب عن هذا السؤال بنعم، والأمر يعود إلى كل شخص في هذا المجال، فمن أحس في نفسه القدرة على تجاوز عقبات الحراسات الحدودية من اليهود أو غيرهم، فهو مفتي نفسه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
إذا كان جوابنا على الأسئلة بقسميها، هكذا، فإننا قد أجبنا ضمنا أن الجهاد بالمال متعين على كل فرد منا، بحسب قدرته، ولا عذر لأحد يتخلف عن بذل المال لهؤلاء المجاهدين وأسرهم الذين نشاهد يوميا ما يحل بهم من عدوان.
إنهم في أشد الضرورة للطعام والدواء والكساء والسلاح، وغير ذلك من مقومات الحياة، ولا نحتاج إلى شرح ذلك فهو معلوم مشاهد.
لقد سمعنا أن البندقية من نوع (كلاشنكوف) التي تباع في بعض البلدان بـ(خمسمائة دولار) وربما أقل، لا تصل إلى المجاهد في فلسطين بأقل من (4000 دولار) ووصول البندقية الواحدة يستحق الاحتفال بها، لشدة المراقبة اليهودية على السلاح، برا وبحرا، ومصادرة الكثير من تلك المسلحة، وكم يحتاج المجاهدون من هذا السلاح، ومن غيره من المسدسات، ومدافع الهاون، والقنابل والمتفجرات، للنكاية بأعداء الله ورسله وعباده المؤمنين، من أبناء القردة والخنازير؟ ومن أين يجد المجاهدون المال لذلك، إذا لم يقم إخوانهم بالجهاد المالي الذي هو فرض عين عليهم.
إذا كان هذا أمر السلاح، فما بالنا بضروراتهم وحاجاتهم الأخرى التي لا تخفى عليكم؟؟
والمشروع المالي الذي هو فرض عين علينا، سهل جدا علينا: سهل في الدفع، سهل في كيفية الدفع، سهل بإذن الله في وصوله إلى أيدي مستحقيه، ومفيد جدا لإخواننا المجاهدين.
ولما كان المستطيعون لدفع المال، يختلفون بحسب كثرة المال وقلته، فإننا نقسم المجاهدين بالمال قسمين:

القسم الأول: الأغنياء الموسرون.
والقسم الثاني: قليلو الدخل المالي.

أما القسم الأول - وهم الموسرون- فالواجب عليهم المبادرة، بإيصال مالهم إلى المجاهدين وأسرهم، عاجلا لا آجلا.
وعليهم أن يكونوا كرماء بالإنفاق مما آتاهم الله، فالمال مال الله، وهم مؤتمنون عليه من عنده، فلا يبخلوا على ربهم بما آتاهم.
ويمكنهم أن يحددوا مبلغا مجزيا من المال أسبوعيا أو شهريا، يسلمونه إلى من يثقون به في إيصاله إلى مستحقيه، وعليهم الاستمرار في ذلك، فأحب العمل إلى الله أدومه، وإن قل، وما دام المجاهدون معرضين للاعتداء، فالجهاد بالمال على من يستطيعه، لا يجوز أن ينقطع.
ومن أعظم الوسائل المستمرة والمفيدة، أن يقف الأغنياء مرافق على الجهاد في سبيل الله، كالعقارات والبساتين ذات الربح النافع، وبعض فروع الشركات، بحيث تخصص أرباحها للمجاهدين وأسرهم، ولا يشترط إعلان ذلك إذا كانوا سيتعرضون للمضايقة المعتادة من أعداء الجهاد، ويمكنهم أن يتخذوا الوسائل التي تبعد عنهم تلك المضايقة، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

أما كيف يصل ذلك إلى مستحقيه، فسيأتي الكلام عنه.
هذا هو القسم الأول، وهم الأغنياء.

أما القسم الثاني، وهم قليلو الدخل المالي، فأرى أن من أيسر الطرق التي يمكنهم سلوكها للمشاركة الجهادية السهلة بالمال، اتخاذ صناديق خاصة في منازلهم، وهي مغلقة مع وجود فتحة في أعلاها، توضع من خلالها النقود الورقية، أو العملات، وهذه الصناديق موجودة لدى بعض الجمعيات الخيرية، ويمكن الاستغناء عنها بصنع ذلك من العلب المعدنية التي توجد بكثرة في المنازل، كعلب الحليب الكبيرة.
توضع هذه الصناديق في كل منزل له باب مستقل لأسرة واحدة، تتفق الأسرة على إسهام كل واحد منهم يستطيع دفع مبلغ من المال، أن يضع يوميا ما يقدر عليه، من الريال، أو الدرهم، أو الدينار، أو الدولار أو الجنيه، أو القرش... المهم ألا يمضي اليوم قبل أن يضع كل واحد نصيبه في هذا الصندوق، مستحضرا الإخلاص لله، متذكرا أحوال إخوانه المجاهدين وأسرهم، وأن إنما يدفع هذا المبلغ فرضا عليه، وليس تطوعا ولا صدقة.
ولنتصور فائدة هذه الوسيلة، دعونا نقدر أن متوسط الأسرة في المنزل الواحد، هو خمسة أفراد، ومتوسط المبلغ الذي يدفعه كل منهم ريال واحد، سيكون المبلغ اليومي خمسة ريالات في اليوم الواحد، و خمسون ومائة ريال في الشهر.
ولنقدر أن متوسط عدد سكان مدينة واحدة في إحدى الدول مائة ألف نسمة، ولنضرب 150 ريالا في 100 ألف ليكون المبلغ الشهري لهذه المدينة:(خمسة عشر مليون ريالا 15000000) وسيكون مبلغ هذه المدينة السنوي: (مائة وثمانون مليون ريالا 180000000) اضربوا المبلغ في عشر مدن في إحدى الدول، واجمعوا، فأنا ضعيف جدا في الحساب...

تصوروا أسرا يزيد عدد أفرادها على عشرة، وغالبهم موظفون يستطيعون أن يدفعوا أكثر مما قدرنا.
وتصوروا مدينة يزيد عدد سكانها على مليون نسمة، وخمسة ملايين، وعشرة ملايين، وهكذا....!!!! وتصوروا أن في البلد الواحد 30 مدينة فقط.
كم مدينة في كل دولة؟ وكم سكان كل مدينة في كل دولة، وكم عدد أفراد الأسرة في كل منزل؟ قدروا ما شئتم، ولو أقل عد تريدون!
فستجدون أرقاما هائلة سهلة ذات نفع عظيم لإخواننا المجاهدين وأسرهم، أليس كذلك؟
ستقولون: لكن عددنا في المنتديات قليل، وهذا المشروع خيالي بالنسبة لنا، فكيف الوصول إليه؟
يا إخوة! أليس الدال على الخير كفاعله؟
فلننشر المشروع أولا في كل المنتديات العربية.
ثم نحاول نشره في المنتديات الإسلامية التي أصبحت هائلة العدد بلغات متنوعة، وكذلك المنتديات غير الإسلامية التي يشارك فيها مسلمون، من شرق الأرض إلى غربها، وجميع بلدان العالم من ساحل المحيط الهادي الشرقي، إلى ساحله الغربي، تضم مسلمين، قلوا أو كثروا.

ولدينا كثير من الشباب العربي المسلم يجيدون كثيرا من لغات العالم، وبخاصة اللغات الحية –كما يسمونها-والإخوة في إدارات منتدياتنا العربية، يمكنهم أن ينسقوا فيما بينهم، ويفرزوا عددا ممن يجيدون اللغات العالمية، ثم تقوم كل فئة تجيد لغة معينة، بترجمة المشروع، ونشره في المنتديات التي تنشر بتلك اللغة.
وهذا يقتضي حصر المنتديات ذات اللغات التي يمكن الاشتراك فيها.

إضافة إلى ذلك يمكن نشر المشروع في مطويات، وتوزيعه في المجمعات والأسواق والشركات والمهرجانات والمساجد والجامعات والمدارس، والموانئ ، والمواصلات البرية العامة والخاصة، والبحرية، والبريد العادي والإلكتروني، وتسجيله في أشرطة كاسيت، وأشرطة كمبيوتر، وتوزيعها.
والذي يتمكن من المشاركة في تلفزيون بلده، أو صحفها، أو إذاعتها، أو في بعض الفضائيات، فعليه أن يفعل.
مثال: http://www.islam-online.net/Arabic/...Article33.shtml

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل