بسم الله الرحمن الرحيم

احذروا الطعم القاتل يا أهل السنة!


لقد أعنتم الأعداء الذين تربصوا ولا زالوا يتربصون بكم على أنفسكم بأمرين:

الأمر الأول: اختلافكم في حسم أمركم بحيث تكونون صفا واحدا في الدخول في الانتخابات أو عدمه.
الأمر الثاني: تعدد مرجعياتكم، والمفروض أنكم أنشأتم من أول الغزو الصليبي مجلسا من أهل الحل والعقد عندكم، يدرس شئونكم وتصدرون في نشاطكم ضد الغزو عن توجيهاته، ولهذا تعددت اجتهاداتكم فشتت شمل أتباعكم.

ومن هنا اغتنم أعداؤكم فرصة تفرقكم، واجتمع ما يسمى بالتحالف الغربي، والتحالف الشيعي، ورموكم عن قوس واحد، بثلاثة أمور:
الأمر الأول: تدميركم بحرب السلاح، الذي يكف عنكم يوما من الأيام، وبخاصة في الأوقات الحاسمة، مثل أوقات الانتخابات والاستفتاء على الدستور.
الأمر الثاني: تحقيق كل طرف مصالح للآخر، لا تمس جوهر مصالحه، ولكنها تجمعهم على انتهاك حقوقكم، وقد يوهمون فاقدي الوعي السياسي، بأنهم يختلون على بعض القضايا، وهو إيهام كاذب في واقع الأمر.

إن الحقد الطائفي عليكم يا أهل السنة حقد متأصل في نفوس أصحابه، وإن ما يخططونه للقضاء عليكم إذا استتب لهم الأمر أكبر مما يظهرونه اليوم.
لهذا يصرون على أن يعضوا بنواجذهم على النصر الذي حققتها لهم القوات الأمريكية، لأنهم يعلمون أنه كان بعيد المنال بدون تلك القوات، ولهذا يكررون نفي إعادة الانتخابات بعزم وإصرار.

ولكنهم قد يرسلون لكم طعما قاتلا يسلونكم به إن استطاعوا، وهو إظهار تقاسم السلطة بمنحكم بعض الوزارات التي يسكتونكم بها مع بقاء الأصل الذي يستطيعون به التحكم في مصيرهم وهو الأغلبية المريحة في الجمعية الوطنية، التي يسلبونكم فيها بالتصويت أي مصلحة من مصالحكم، ومنه الوزارات، فيصبح الوزير كما يقول أهل اليمن بعد فترة فاقد الواو (زيرا)

هذا مع العلم أن أمريكا لن تسحب جيشها من العراق، مهما قدمت من وعود، لأن الوحش الجائع الذي ركض بعد فريسته لا يمكن أن يفلتها، والقيادة الأمريكية قيادة مستبدة (دكتاتورية) لا تأبه للاحتجاجات ولو من شعبها، وإرضاء اليهود عندها أولى من إرضاء شعبها، وأساس غزو العراق ومحاولة الهيمنة على دول المنطقة هو اليهود، ولا يمكن أن تخرج القوات الأمريكية بدون مقاومة جهادية تصبر وتصابر، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.

لهذا يجب على جميع من يسكن في العراق أن يستمروا في المقاومة الجهادية بكل وسيلة ممكنة، فلا حل سواها، فاحذروا الطعم القاتل الذي قد يرسلونه في وآلة الاصطياد!
 

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل

الصفحة الرئيسة    |    صفحة الشيخ