بسم الله الرحمن الرحيم

في ربيع العشرين زوجوها هرما في خريف السبعين..!!.


في ربيع العشرين زوجوها هرما في خريف السبعين..!!.

لم تمكث.. عادت تحمل معها لقب مطلقة.

بقيت بين أبويها وأخيها وأختها يجمعهم بيت صغير.

الأخت تزوجت، ومضت..

والأخ تزوج، فرزق ولدا.. أمه ماتت..

بنت العشرين رعته، وربته، وكانت له أمّا، بعدما كانت عمّة..

اشتغلت به، حتى فاتها قطار الزواج..

ولد الأخ، يتيم الأم، كبر على يدي عمته.. شبّ، واستوى، وبلغ أشده..

عزم على مكافأة عمته.. كانت له حضنا، عوضته أعز شيء عليه: أمّه..

شرع في إصلاح البيت الذي تسكنه..

كان قديما، جداره من لبن، سقفه وبابه من خشب، فنهاه أبوه، هو أخ لعمته التي ربته !!.

لماذا..؟!!..

أليست أختك؟.. ألم ترب طفلك..؟!.

مضت الأيام.. ومضت..

تزوج ولد الأخ، وصار له بنين..

أراد أن يؤوي إليه عمته، ذات الفضل والمنة عليه..

زوجته نهته، وحرمت ذلك عليه..

حكمت عليه أن يبعد عنها، فتكون في بلد، وهو في بلد..

خنع، ولظلم زوجته خضع !!..

من أي معدن هو، ومن أية طينة خرج ؟!.

كان كورق شجرة سقط في أول هبوب للريح..

بقيت وحيدة، في بيتها المتهدم، الموحش..

يمر المار، فيظنه بيت الجن والأشباح.. أو نزل القطط والفئران..

تأكل وحدها.. تجلس وحدها.. تنام وحدها !!..

قد تخطت الخمسين، تلك التي كانت يوم زوجت من الهرم في ربيع العشرين..

في الليل تنضم إلى نفسها، تطلب الأمان، كخائف يبحث عن الأمان في حضن إنسان..

تنظر فيما حولها وعيونها زائغة، ترجو زوال الظلام ليأتي ضوء النهار بالأمان.

ماذا جنت ليكون هذا مصيرها؟!..

يحزن القلب، ويبكي لها ولمثلها.. ولا يملك إلا الدعاء أن تنالها الرحمة من ربها.

أبو سارة
abu_sarah@maktoob.com

الصفحة الرئيسة