|
|
مقدمة لطيفة في
تقسيم التوحيد (1) |
|
بدر بن علي بن
طامي العتيبي |
أرسل هذه الطليعة من كتائب الحجج عليهم ( بسم الله ) و ( في سبيل الله ) ،
وأتحداهم بها ، وأعلم أنها سوف تبطل ما صنعوا ، فإنما صنعوا كيد ساحر ، ولا
يفلح الساحر حيث أتى ! .
فأقول معلوم أن : التوحيد ، تفعيل من : وحّد يوحد توحيداً ، أي جعله واحداً
فرداً ، والمعنى : إفراد الله تعالى بسائر حقوقه ، وحقوق الله تعالى علينا لا
تخرج عن :
1- معرفة حقه من أفعاله [ توحيد الربوبية ] .
2- أو معرفة حقه من أسمائه وصفاته [ توحيد الأسماء والصفات ] .
3- أو معرفة حقه من أفعال العباد [ توحيد الألوهية ] .
وهذه هي أقسام التوحيد التي نص عليها أهل السنة من قبل مئات السنين .
وأصل تقسيم حقوق الله تعالى علينا بهذه المعاني السابقة الذكر ثابت بالقرآن
الكريم في مواطن عدّة ، وهذا التقسيم تقسيم جامع مانع ، وتتوفر فيه بقية ضوابط
التقسيم المعتمدة عند أهل العلم .
وقد جمعها الله تعالى في نسقٍ واحدٍ في مواطن من كتابه ، أكتفي بموطنين من
المواطن الأصرح دلالة ، والأظهر حجة ، بعد أن أبين معاني التوحيد بأقسامه عند
أهل العلم فأما :
توحيد الربوبية : فهو توحيد الله تعالى بأفعاله ، ومن أفعال الله تعالى التي لا
يفعلها غيره في الوجود : الخلق والرَّزق والإحياء والإماتة وغير ذلك من صفات
الربوبية .
وتوحيد الأسماء والصفات : هو توحيد الله تعالى بأسمائه وصفاته ، ومن أسمائه :
الله ، والرحمن ، والرحيم ومن صفاته : الحياة ، والملك ، والعلو ، والسمع
والبصر .
وتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة : فهو توحيد الله تعالى بأفعال العباد ، أي
أن للعباد أعمال يجب أن لا تصرف ولا يقصد بها إلا الله تعالى وهي ما يسمى بـ :
العبادات ، وهي كثيرة ومنها : الدعاء ، والرغبة ، والرهبة ، والرجاء ، والنذر ،
والذبح ، والحلف ، والاستغاثة ، والصلاة ، والصوم ، والحج ، والزكاة ، وغير ذلك
.
إذا علم هذا ، فإن الله تعالى يقول في أول سورة يقرأها المسلمون من كتاب الله
تعالى ، وأكثر سورة تتكرر على الألسنة والأسماع ، سورة الفاتحة - يقول الله
تعالى في أولها - : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ ) (الفاتحة:2-3) ، فليتأمل - بالله عليكم - من أراد الهداية وسعى
إليها سعيها إلى قوله تعالى :
( الحمد لله ) ، والحمد من أفعال المخلوقين ، يصرف إلى الله وحده ، وهذا هو
توحيد الألوهية .
وقوله : ( رب العالمين ) صريح في توحيد الربوبية .
وقوله : ( الرحمن الرحيم ) صريح في توحيد الأسماء والصفات .
ومثله قول الله تعالى من سورة مريم : ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ
سَمِيّاً) (مريم:65) .
فقوله : ( رب السماوات والأرض ) فيه دلالة على توحيد الربوبية .
وقوله : ( فاعبده واصطبر لعبادته ) فيه دلالة لتوحيد الألوهية .
وقوله : ( هل تعلم له سميا ) فيه دلالة على توحيد الأسماء والصفات .
وإذا علم هذا
فإني أتحدى كل الصوفية ! : إنسهم وجنّهم !!!! ، عربهم وعجمهم ، أبيضهم وأسودهم
، دجويهم وسقّافهم وفودتهم ومثبورهم وأحمقهم :
على أن يأتوا بحقٍ من حقوق الله تعالى علينا ، ويجب الإقرار به ، والاعتراف به
، ولا يدخل في واحدٍ من هذه الأقسام !! .
هذه طليعة الغارة الثانية ، ولا أظنهم يحتملونها ! ، وموعدنا مع قدوم ركب الخير
، وكتائب التوحيد في غارتهم الثانية ! .
-------------------------------
(1) ولي رسالة مطولة في إقرار تقسيم التوحيد ، والرد على من أنكره يسر الله
نشرها .
|
|
|
|
|