بسم الله الرحمن الرحيم

سألتُ الشيخ علوي السقاف عن البيان فقال ..


من عبد الله زقيل إلى الشيخ الفاضل علوي بن عبد القادر السقاف حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلكم اطلعتم على البيان الذي وقعه عددٌ من المثقفين والردود عليه فما رأيكم فيها ؟
وما رأيكم في مشاركة بعض المشبوهين ومشاركة المرأة في التوقيع ؟
وهل عرض عليكم البيان؟ وهل لو عرض عليكم ستوقعون عليه ؟
نريد جوابا على هذه الأسئلة بما يفتحه الله عليكم
والله يحفظكم ويرعاكم
عبد الله زقيل
الــجــواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم ، اطلعت عليه وقرأته ورأيت فيه فقراتٍ جيدة يشكرون عليها ، لكن فيه ثغرات وعموميات وعبارات مجملة كان الأولى بالموقعين أن يتريثوا ويتأنوا وأن يحرِّروا كثيراً من ألفاظه ، لأن الألفاظ قوالب المعاني ، وكان بالإمكان أن يكون البيان أفضل مما هو عليه الآن بكثير خاصة أنه صدر بعد شهرين من بيان الأمريكان المردود عليه .

أمَّا الردود فقد كانت كثيرة ولم أتمكن إلا من قراءة القليل منها ولمست من أصحابها الغيرة على هذا الدين وحماساً كبيراً ، لكن في بعضها تجنٍ وظلم وتقويل لأصحاب البيان وتفسير لبعض العبارات على غير وجهها أو إن شئت فقل على أحد وجهي الاحتمال دون الآخر، كما أن في بعضها شدة واتهاماً لموقعي البيان كنت أتمنى الترفع عنه، مع أنَّ في بعض الردود حقاً وصواباً .

وفي المقابل اطلعت على ردود تبرئ المردود عليهم جملة وتفصيلاً وكل هذا خطأ ، وكان الأولى أن يسلك الجميع مسلك التوسط والاعتدال في المدح والقدح .

وقد لفت انتباهي أنَّ بيان الأمريكان في بعض ألفاظه قوة وفي البعض الآخر لين كما أنَّ في بعض ألفاظ البيان المذكور قوة وفي البعض الآخر لين فرأيت في الردود عجباً ، فمن كان من الطرف الأول مؤيداً للبيان زعم ضعف بيان الأمريكان وعزة بيان الذين ردوا عليه ، ومن كان من الطرف الثاني زعم عزة بيان الأمريكان وأخذ ألفاظ اللين الموجودة في البيان المذكور واستشهد بها على ذلة ومهانة أسلوبه ، والحق أنَّ في كلا البيانين شيء من هذا وشيء من هذا والذي يهمنا بالطبع بيان الإسلاميين والذي كنا نتمنى أن يخلوا من بعض الألفاظ الاسترضائية ، وأن يكون أكثر قوة وعزة، ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد .

أمَّا عن توقيع بعض المشبوهين فرأيي أنه ليست هناك حاجة لأمثالهم دون ضرورة تدعوا لذلك ، وأخشى أن يأتي يوم يشترك فيه القوميون والعلمانيون والمبتدعة مع الإسلاميين .

أمَّا النساء الصالحات فرأيي أنه لا حرج في ذلك فيما يخصهن من قضايا ، ولا أرى إقحامهن في غير ذلك وجعلهن يزاحمن الرجال بدعوى أن لدينا مثقفات إسلاميات ، وأرى أنه علينا أن نحرص على الإبقاء على تميز المرأة في هذه البلاد .

أمَّا سؤالك : هل عُرض علي البيان ؟

فالجواب : لا ، ولو عُرض ما وقعت عليه وهو بهذه الصورة ، لكن هنا أمر يجب التنبيه عليه وهو أنه كوني لا أرضاه لنفسي لا يعني أن أشنِّع على من ارتضاه لنفسه ، فالمسألة قابلة للاجتهاد ، وفي المقابل فهذا لا يعني أيضاً أنَّ من رأى فيه خطأً وبينه بالتي هي أحسن يشنع عليه ، فالرفق ما كان في شيء إلا زانه والشدة ما كانت في شيء إلا شانته ، والإنصاف عزيز .

هذا جواب مختصر على سؤالك وليس نقداً أو تعليقاً على البيان أو الردود عليه .
أسأل الله عز وجل أن يبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوحِّد كلمة العاملين للإسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وجزاك الله خيراً على حسن ظنك بأخيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رابط الموضوع

عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com