صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كُتّاب الصحافة ووجيه مغسولة بمرق !!!

عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل


نسمع المثل الدارج على الألسن القائل : " وجهه مغسول بمرق " ، والمقصود به أن الشخص الذي قيلت فيه ربما يسمع بشيء اسمه حياء لكنه لم يقابله في حياته !

هذا المثل ينطبق على بعض كُتّاب الصحافة المحلية عندنا ، فهم إلى جانب المثل الدارج المنطبق تماما في حقهم إلا أنهم جمعوا خصلة أخرى وهي " شين وقوي عين " .

ولئلا يكون كلامي مجرد تبلي أو افتراء عليهم بالأمثلة المذكورة أثبت لكم بحادثة حصلت في الأسبوع الفائت تتعلق بمدى صفاقة وجوه بعضهم بحيث أنك تحتار في عقلياتهم ، ويتبادر سؤال في ذهنك : كيف يعيش هؤلاء داخل بيوتهم مع زوجاتهم وأولادهم ؟

خطب الشيخ د. محمد العريفي عن "ثورة حنين" التي جنب الله البلاد فتنتها بسبب وعي الشعب ووقوفه مع قيادته ، وعرج في خطبته عن تباين المواقف منها بين العلماء والدعاة وطلبة العلم ، وبين كُتّاب الصحافة ، وكشف موقف كُتّاب الصحافة الذي أجمع عليه العقلاء في البلاد بأنه موقف مخذل وسيء .

بعد الخطبة وانتشارها في اليوتيوب احمرت أنوف بعضهم ولسان حالهم يقول : "كاد المريب أن يقول خذوني" ، فأجلبوا على الشيخ بأقلامهم ، وأعادوا الكرة عليه مرة أخرى ! ، فافتتح الهجوم عليه بمقال ، ثم أعقبه كاتبان وهو ثالثهم ، وربما الأيام القادمة تشهد مزيدا من المقالات .

وبقدرة قادر أصبحوا وعاظا ، ويتحدثون عن القيم الإسلامية والأخلاق ، ويحذرون من شق صف الوحدة الوطنية ، وأقاموا بكائيات ، وأجلبوا على هيئة الصحفيين بلومها لعدم اتخاذها موقفا من خطبة الشيخ العريفي ! عجبي .

أحدهم يقول في مقال له وكان لاعب كرة يد سابق ، وفجأة أصبح كاتبا ومحللا لكرة القدم ! وسياسيا كذلك ! ، ويكتب في كل شيء : " هل هذه خطبة جمعة، أم قذف لأشخاص في أعراضهم، وأنهم خونة باعوا ضميرهم للخارج؟ والأهم هل هذه الخطبة حققت الهدف العام للوكالة «المحافظة على القيم الإسلامية والأخلاق» ؟ .

لستُ هنا مدافعا عن الشيخ د. العريفي لكني أعجب ولا ينقضي عجبي من صفاقة وجوه هؤلاء الكتاب ، والوجوه المغسولة بمرق كما يقول المثل .

ولعلي أختصر ردي على تلك الوجوه المغسولة بمرق في النقاط التالية :

أولا : خطبة الشيخ د. العريفي كانت عن القرارات الملكية فكان مؤيدا وشاكرا لها ، ولم يجعل كل أو جُل خطبته عن موقف كُتاب الصحف من "ثورة حنين" بل في سياق تباين المواقف بين من شكر لهم خادم الحرمين الشريفين والقيادة في البلاد موقفهم وهم العلماء والدعاة وطلبة العلم ، وبين غيرهم ممن لم نسمع لهم ركزا في تلك الأحداث بل كانوا مشغولين بقضايا تافهة جانبية والبلاد تمر بمحنة وفتنة .

ثانيا : أجلب الكُتاب على الشيخ العريفي بأسلوبهم المعتاد عندما يتواصون بالهجوم على شخصية لا تروق لهم ، وخاصة إذا كانوا من العلماء أو المشايخ أو من لهم باع في الدعوة ، بينما تصاب أقلامهم بالصمم ضد من يحرضون على البلاد ، أو سكتوا في الفتنة كما سكتت أقلامهم في ثورة "حنين" !

وهذا الأسلوب ليس جديدا على بعض كُتّاب الصحافة ، وعندما أقول بعض لأميز الشرفاء الأحرار منهم .

وسبحان الله سرعان ما تناسى الكاتب وغيره ما فعلته أقلامهم طوال السنوات الماضية في الشيخ العريفي نفسه وغيره من تشويه لهم ، والنيل من أعراضهم ، فلم يسلم عالم أو طالب علم أو داعية أو مؤسسة حكومية ذات صبغة دينية من أقلامهم ، ولا أود سرد الأسماء التي نيل منها فكلنا يعرفها بأسمائها .

وفي مقابل السؤال الذي طرحه أحد الكتاب على وزارة الشؤون الإسلامية أقول : " أين كانت وزارة الإعلام من تلك الاعتداءات على أعراضهم والقدح فيهم والكذب عليهم ؟ .

وهل ما نالته أعراضهم يمثل القيم الإسلامية والأخلاقية ؟

أم هي النظرة العوراء في رؤية الحق .

وصدق الله في وصف حالكم : " وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ " [ النور : 49 ] .

وزارة الإعلام كانت تضع في أذنيها الطين والعجين ، ولم تلتفت لصوت العقلاء في أن هذا الأسلوب لا يخدم المصلحة ، ويسقط من هيبة العلماء وطلبة العلم ، حتى جاء أمر خادم الحرمين الشريفين فكان قراره بعدم النيل من العلماء فيصلا ، فأعاد للعلماء هيبتهم ومكانتهم التي ارتضاها لهم الكتاب والسنة لا الصحافة وكُتّابها .

ثالثا : خطبة الشيخ د. العريفي لم تذكر أسماءً للصحفيين بخلاف الصحافة التي لم تترك عالما أو غيرهم إلا وفتكت بعرضه بالاسم ، فلا أدري لماذا احمرت أنوفكم الآن ؟ وهل أعراض من نالتهم أقلامكم بالسوء والبهتان حلال عليكم ، وحرام أن تنال كتابتكم بالأدلة والصدق دون ذكر أسماء ؟!

ما لكم كيف تحكمون ؟!

رابعا : بعض المقالات تباكت على الوحدة الوطنية ، والخوف من ضربها ، وغير ذلك من البكائيات .

عجبا لكم أين كانت الغيرة على الوحدة الوطنية عندما لم ترحم أقلامكم عالما شاب شعر رأسه ولحيته في العلم أو داعية أو مؤسسة حكومية لا تروق لكم ؟!

وهل ما قمتم به في السنوات الماضية من هجوم على بعض المؤسسات الحكومية ، والعلماء والدعاة لا مكان له في الوحدة الوطنية ؟!

تناقضات عجيبة عند كتاب الصحف ... !

خامسا : أن هؤلاء الصحفيين الذين كانوا ولازالوا يدّعون الوطنية ، كيف ينقمون على الشيخ العريفي لما تحدث بواقعهم ؟

فهم ما إن ثارت الأحداث في دول مجاورة إلا وسطروا عريضة – نشرت في الانترنت – رفعوها لخادم الحرمين الشريفين يطالبونه فيها بملكيّة دستورية ! ، - يعني أنهم لا يوالون الحكومة - ، أفي هذا الظرف الذي تمرّ به البلاد كانت مطالبكم هذه ثم تدّعون الوطنية ؟!

وتلك العريضة وقع عليها مجموعة من كُتّاب الصحافة المحلية عندنا ، ولو سردت أسمائهم لطال مقالي ، بل أحدهم كما قال عنه الشيخ عبد المحسن العباد في مقال له : " وقد استكثر بتوقيعات أربعة من أولاده " ، ورجعتُ بنفسي للعريضة على الشبكة فوجدت أسماء أولاده ذكورا وإناثا ! .

سادساً : اعلموا أيها الصحفيون أن أمر خادم الحرمين الشريفين بعدم المساس بهيئة كبار العلماء نقدا وتجريحا ليس منطلقه تقديس أشخاصهم ، بل تشريف ما يحملونه من علم يُستضاء به ، ومن هنا نُدرك أن كل من حمل هذا العلم ، وعمل به في خدمة دينه ووطنه يشمله هذا الأمر إذا أخذنا بمفهوم الأمر الملكي الكريم وروحه إن كنتم تفهمون ولستم عبيدا للحرفيّة .

اللهم احفظ عليننا أمننا وإيماننا ، ووفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد .


عبد الله بن محمد زقيل
zugailamm@gmail.com

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عَبْد اللَّه زُقَيْل
  • مسائل في العقيدة
  • مسائل فقهية
  • فوائد في الحديث
  • فوائد في التفسير
  • فوائد في التاريخ
  • فـتـاوى
  • مشاركات صحفية
  • تـراجــم
  • متفرقات
  • كتب تحت المجهر
  • دروس صوتية
  • الصفحة الرئيسية