كاتبة سعودية منذ 30 عاما مَن تآمر على قمع قلمها ؟!

عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل

 
​د. نورة السعد أكاديمية معروفة ... تكتب في الصحافة المحلية - وتحديدا صحيفة " الرياض " - منذ أكثر من ثلاثين عاما كما صرحت بذلك في لقاء معها في مجلة " الإسلام اليوم " ... بعد 11/9 تغير التعامل معها ... بعد أن ضُيق عليها في صحيفة " الرياض " انتقلت للكتابة في " الاقتصادية " ... استمرت أشهرا ثم منع قلمها من الكتابة بأعذار واهية لا أود الوقوف عندها كثيرا .

ملخص سريع لتاريخ د. نورة السعد الأكاديمية والكاتبة المعروفة ذات التخصص في علم الاجتماع ، نالت درجة الدكتوراه في أطروحة ” التغيير الاجتماعي عند مالك بن نبي” .

الذي أود الوقوف معه هذه الحرب المتعمدة الواضحة لقلم د. نورة السعد ! .. أسئلة محيرة :

لماذا هذه الحرب ؟!

ما أسبابها ؟!

من ورائها ؟!

أليست د. نورة السعد ابنة الوطن ؟

نسمع كثيرا تبجح الصحافة بحقوق المرأة ! ... وأن المرأة في مجتمعنا مهضومة ... وأن الصحافة تسعى لتنال المرأة حقوقها ... وأن وأن ...

سلسلة من الدعاوى الكاذبة ... لكن الصحافة المحلية عند الاختبار الحقيقي لحقوق المرأة تسقط سقوطا ذريعا وتحديدا في منع قلم د. نورة السعد ... ماذا يريدون من د. نورة السعد ؟!

مشهد آخر ... وزير الإعلام د. خوجة يفترض أن يكون المنصف لقلم د. نورة السعد ولكننا لا نجده يتحرك إلا في قضايا معينة ... قضية مطران لبنان منع مقال الكاتب وربما مُنع الكاتب ... رئيس النادي الأدبي في الباحة بجرة قلم أقاله وزير الإعلام من رئاسة النادي بسبب لا يُدرى بأي ذنب أقيل ؟! ... بل التدخل والإقالة كان في زمن قياسي !

أما منع د. نورة السعد فلم يحرك ساكنا ! .. أمر غريب حقيقة ! ... يعني لا بد أن تقول د. نورة السعد : وآخوجة !!! كما فعلت تلك المرأة عندما نادت : وآ معتصماه !!!

مشهد ثالث ... وهو مشهد من الأهمية بمكان لتكتمل صورة المسرحية ... في الصحف المحلية تكتب مجموعة من النساء ما يتصادم مع ثوابت البلاد ... والطعن في الدين ... والتشكيك في السنة النبوية ... والمخالفة الصريحة للسياسية الإعلامية للدولة ... ومع ذلك كله لم ينبس في حقهن ببنت شفة !!

كاتبة في تخصص النساء والولادة لو تفرغ بعض المتابعين لمقالاتها لوجدوا بواقع وطوام وهوام في الطعن في الدين والتشكيك فيه ، وطرح الشبهات ، والنيل من المجتمع السعودي ، ومع ذلك تكتب بكل أريحية ! ، وتتبجح برأيها .

كاتب آخر يقبع في أحضان أسياده في أمريكا وينشر له في صحيفة ويكتب عن المجتمع السعودي بصفاقة قلم ... وغيرهم وغيرهم ...

ابنة الوطن د. نورة السعد تُحارب وتمنع من الصحف المحلية بينما في المقابل نرى ترحيبا منقطع النظير لأخريات ... ما هو المعاير ؟!

سؤال مطروح على وزير الإعلام الذي لا يلتفت لمثل قضية كاتبة قديمة قديرة قضت ثلاثين عاما في الكتابة الصحفية ... لماذا لا ينصفها ؟ ... لماذا لا يشكل لجنة لتقصي سبب منعها من الكتابة ؟!

لنفترض أنها أخطأت في مقال أو عبارات أليس بالإمكان التصحيح والمراجعة وتدارك الأمر ؟!

بشرط أن لا تساوم المرأة في دينها وقناعاتها ، ومع الأخذ في الاعتبار احترام رأيها ...

نقطة أخيرة ... كان بإمكان د. نورة السعد اللجوء إلى بعض المنظمات الأجنبية لتنصف ولكنها آثرت السكوت لعل الله أن يحدث بعد ذلك أمرا ، إلى جانب أن دينها ووطنيتها يمنعها من الاستعانة بالأجنبي والاستقواء به ! .

وفي الختام .. أليس من غيرة كغيرة بني سعد لإنصاف قلم د. نورة السعد ؟!

نسخة من مقالي لسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله ، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله .

إضاءة :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " . أخرجه البخاري .

وعند مسلم من حديث جابر رضي الله عنه : " اتَّقُوا الظُّلْمَ ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... الحديث " .

عبد الله بن محمد زقيل
zugailamm@gmail.com