بسم الله الرحمن الرحيم

فتاوى حول بعض الكتب


الحمد لله وبعد ،
صدر عن دار الثبات للنشر والتوزيع بالرياض كتاب بعنوان
" فتاوى حول بعض الكتب " ، والفتاوى لكل من : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - .
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - .
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - .

وفكرة الكتاب جيدة ، وذلك أنه جمع فتاوى العلماء في بعض الكتب التي يحتاج فيها طالب العلم والعامي إلى آرآ العلماء ، ولكي يستنير برأيهم في تلك الكتب ، وخاصة أن كثيرا من الكتب فيها النافع وغير النافع .

وقد اخترت بعضا من هذه الفتاوى لطرحها هنا لتعم الفائدة من الكتاب ، وخاصة للذين لا يستطيعون أن يصلوا إلى الكتاب بحكم صعوبة الوصول إليه إما بسبب بعد المسافات للحصول عليه ، أو لقلة ذات اليد .

وقد اخترت من الفتاوى ما ورد مصرحا فيها بأسماء الكتب فقط .

ومع هذه الفتاوى راجيا الله أن ينفع بها .

***********

كتاب الدعاء المستجاب

هناك بعض الكتب الخاصة بالأذكار والأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها مثلا كتاب " الدعاء المستجاب" وقد وجدت فيه أدعية لكل يوم من أيام الأسبوع ، فهناك أدعية وأذكار ليوم الجمعة ، وأخرى ليوم السبت ، وهكذا . فهل الالتزام بهذه الأذكار بدعة أم هو من السنة ؟

الجواب : هذا كتاب غير معتمد ، وصاحبه حاطب ليل يجمع الغث والسمين ، والصحيح والضعيف والموضوع فلا يعتمد عليه ، ولا يجوز أن يخصص أي يوم أو أي ليلة بشيء إلا بدليل عن المعصوم عليه الصلاة والسلام .

فهذا الكتاب لا يعتمد عليه ، ولكن تراجع الكتب الأخرى فما ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أذكار أو أدعية تقال في الصباح أو المساء شرع ذلك ، وما لا فلا .

وأما كتاب : " الدعاء المستجاب " فلا يعتمد عليه ، لأن صاحبه ليس بأهل لذلك ، لأنه كما قلنا يجمع بين الغث والسمين ، والصحيح والضعيف والموضوع .

وقد كتبنا في ذلك رسالة سميناها : " تحفة الأخيار بما صح من الأدعية والأذكار " فراجعها إن شئت .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - . فتاوى نور على الدرب (1/55) - في العقيدة .

إضـــــــــافـــــــــــــة :

تكلم الشيخ مشهور حسن آل سلمان على الكتاب في كتاب " كتب حذر منها العلماء " (2/209 - 210) .

***********

كتاب درة الناصحين

س : قرأت في كتاب درة الناصحين في الوعظ والإرشاد ولعالم من علماء القرن التاسع الهجري اسمه : عثمان بن حسن بن أحمد الخوبري قرأت ما نصه : عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جده أنه قال : إن الله تعالى نظر إلى جوهرة فصارت حمراء ، لم نظر إليها ثانية فذابت وارتعدت من هيبة ربها ، ثم نظر إليها ثالثة فصارت ماء ، ثم نظر إليها رابعة فجمد نصفها فخلق من النصف العرش ومن النصف الماء ، ثم تركه على حاله ومن ثم يرتعد إلى يوم القيامة .
وعن علي رضي الله عنه : أن الذين يحملون العرش أربعة ملائكة لكل ملك أربعة وجوه أقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة مسيرة خمسمائة عام .
أرجو أن تفيدوني عن صحة ما قرأت ؟

ج : هذا الكتاب لا يعتمد عليه ، وهو يشتمل على أحاديث موضوعة وأحاديث ضعيفة لا يعتمد عليها ، ومنها هذان الحديثان فإنهما لا أصل لهما ، بل هما حديثان موضوعان مكذوبان على النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي أن يعتمد على هذا الكتاب وما أشبهه من الكتب التي تجمع الغث والسمين والموضوع والضعيف ، فإن أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام قد خدمها العلماء من أئمة السنة ، وبينوا صحيحها من سقيمها ، فينبغي للمؤمن أن يقتني الكتب الجيدة المفيدة ، مثل : الصحيحين ، وكتب السنن الأربع ، ومنتقى الأخبار لابن تيمية ، ورياض الصالحين للنووي ، وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر ، وعمدة الحديث ، هذه يستفيد منها المؤمن ، وهي بعيدة من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة ، وما في السنن أو في رياض الصالحين أو في بلوغ المرام من الأحاديث الضعيفة فإن أصحابها بينوه ووضحوه ، والذي لم يوضح من جهة أصحابها بينه أهل العلم أيضا ونبهوا عليه في الشروح التي لهذه الكتب ، وفيما ألف أهل العلم في الموضوعات والضعيفة .

فالحاصل أن هذه الكتب هي المفيدة والنافعة فهي أنفع من غيرها ، وما قد يقع من بعضها مثل ما قد يقع في البلوغ والمنتقى أو في السنن من بعض الأحاديث التي فيها ضعف يبينها العلماء ويوضحها العلماء الذين شرحوا هذه الكتب أو علقوا عليها فيكونون على بينة وعلى بصيرة ، أما الكتب التي شغف مؤلفوها بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة والباطلة فلا ينبغي اقتناؤها .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - . فتاوى نور على الدرب (1/80 -81) - في العقيدة .

***********

كتاب بلوغ المرام لابن حجر

س : سئل الشيخ : انتقد بعضهم كتاب بلوغ المرام لابن حجر ، يقولون فيه أحاديث مبتورة غير كاملة وأحاديث أخرى ضعيفة فما رأيكم في هذا الكلام ؟

ج : فقال الشيخ - رحمه الله - : يُصلح ما فيه من الخطأ ويُؤخذ بما فيه من الصواب ، ولا يمنع ما فيه من خطأ من الاستفادة مما فيه من الصواب .

الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - فتاوى ورسائل ( ص616) للشيخ عبد الرزاق عفيفي .

وللموضوع تتمة بإذن الله تعالى

والله اعلم

عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com