بسم الله الرحمن الرحيم

ابن بخيت يرد على مقالي ... لستُ خفاشاً إنترنتياً ... صدقك وهو كذوب


الحمدُ للهِ وبعدُ ؛

كتب بن بخيت اليوم مقالاً بعنوان : " القراءات المريضة " ، يعطينا من خلالهِ دروساً في فهم مقالتهِ اضغط هنا التي لا ترقى أفكارنا إلى فهمها أو القراءة بين أسطرها ! ، ولي مع مقاله وقفاتٌ :

· الوقفةُ الأولى :

عنون مقالهُ " القراءات المريضة " ، وهو عنوانٌ يدلُ أن ما يسميهُ بن بخيت ومن هم على شاكلتهِ " الرأي الآخر " مرضى ، ولا بد من إعطاء الدروسِ لهم لكي يفهموا ما يقصده بن بخيت وغيرهُ ، فقام في مقاله بصفِ عباراتٍ يتضحُ فيها من هو المريض الحقيقي ؟!

ولو فرضنا أن مَنْ قرأ مقالهُ من المرضى كأمثالي لماذا تردّ عليهم يا بن بخيت ؟!

وسياقُ مقالك يدلُ أنهُ جاءتك صفعةٌ قويةٌ من مكانٍ عالٍ ظهرت واضحةً على عباراتك بل جعلتك تصرخُ من شدةِ الألمِ ، ولا أدري مِنْ مَنْ ؟ لكن ستبدي الأيامُ لنا إن شاء الله .

الوقفةُ الثانية :

بدأ بمقدمةٍ يتضحُ منها أن بن بخيت انهالت عليه الاتصالات والفاكسات والإيميالات عبر البريد وربما - دققوا أقول : " ربما " - من بعضِ كبار الدولة تعنفه وتوبخه على مقالهِ الذي ينضحُ سخرية وغمزاً ولمزاً بأهل الدينِ والذي يمثلهُ شخصُ الشيخِ سليمان الراجحي ، يقولُ في مقدمته : " بدأت القراءات تأتي واحدة تلو الأخرى في الوقت الذي تنتظر فيه ردود الأفعال الطيبة على العمل الذي تظن أنك تقدم فيه شيئاً من الامتنان والتقدير لأصحاب الفضل. تجد أن هناك من يقرأ المقال بطريقة مقلوبة. يحفر فيه حتى يجد ما يمكن أن يقوِّل المقال مالا يحتمل " .

بل ربما نادى بعضُ العقلاء وقيل لجريدة " الجزيرة " وينظرون إلى الأمر من منظور اقتصادي ، ويحسبون الحسابات الجيدة : ترى بإمكان الشيخ سليمان الراجحي يسحب كل إعلاناتهِ في الجريدة ، ويمنع من التعامل معها وتوزيعها في فروعه التي انتشرت في طول البلادِ وعرضها ، فتداركوا الأمر ! ولا تجعلوا بن بخيت يخرب بيوتكم بأيديكم ... نفرط في بن بخيت ولا نفرط في أمثال الشيخ سليمان الراجحي ... نفرط في عشرة آلاف ريال تعطى لابن بخيت ولا نفرط في مليون ريال يدخل لنا من الشيخ الراجحي " .

· الوقفةُ الثالثةُ :

شحن مقالهُ بعباراتٍ غريبةٍ الواقعُ يكذبها تماماً جملةً وتفصيلاً فمن ذلك : " سنضطر قريباً ألا ننظر إلى مقالاتنا من منظار مهني صرف، علينا أن نتعود على القراءات الأخرى، القراءات المتعددة قبل نشر المقال علينا أن نقلبه في خيالنا حتى نصل إلى ما يمكن أن يصل إليه الخيال المريض ونتفاداه " .

وهل تظنُ أنك تكتبُ لفئةٍ معينةٍ فقط ؟! وصدق الخطيبُ البغدادي عندما قال : " مَنْ صَنَّفَ ، فَقَد جَعلَ عقلَه عَلَى طَبَقٍ يَعْرِضُه عَلَى النَّاسِ " ، فأنت تعرضُ عقلك على جميعِ الناسِ ، وهم يحكمون ، ولهم عقولٌ يميزون الحقّ من الباطلِ .

ثم يقولُ : " هذه موهبة من الصعب اكتسابها ولكنها أصبحت الآن ضرورية في ظل التجاذبات السائدة في وسائل الإعلام الجديدة وعلى رأسها ساحات الإنترنت " .

أيُّ موهبةٍ تتحدث عنها – هداك الله - ؟! أضحتني واللهِ

أنت يا بن بخيت ومن على شاكلتك تظنون أنفسكم أنكم مازلتم تعيشون فترةَ التسلط وفرض آرائكم بالقوةِ من خلال منابركم وأعمدتكم الصحفية ، إلى جانب الإقصاء للآخر وذلك قبل دخول الإنترنت إلى البلادِ ، أما الآن فلا تظنن أن الساحة قد خلت لكم كالسابقِ لأن الله يقول : " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ " [ الأنبياء : 18 ] ، فبعد دخول النت إلى البلاد – ولله الحمد – وجد الرأي الآخر متنفساً وطرح رأيه بقوةٍ ، ووجد القبولَ عند جميعِ فئاتِ المجتمعِ – ولله الحمد - ، وأكبرُ دليلٍ على ذلك الساحة العربية ، والتي يظهر من مقالك أنها أثرت فيك فجئت بهذا المقالِ لتصرخ في وجهها ، ولكن تأكد أنه طالما يوجد انترنت فلن يكون الرأي والرأي الواحد فقط ، وأيام التسلط وفرض الآراء قد ولت وانتهت ، فلا بد أن تعترفَ أنت وغيرك بالرأي الآخر شئتم أم أبيتم ، وأنتم تعلمون في قرارةِ أنفسكم أن الرأي الآخر بعد دخول النت قد سحب البساط من تحت أقدامكم .

ثم يقول : " يبدو أن الضربات التحتية في العمل الصحفي هذه الأيام وضعتنا أمام حالة جديدة من التفكير " .

وهذه أضحكتني أيضاً ، وواضح مَنْ صاحب الضربات التحتية [ بتعبيرك ] ؟! وهذه لا تعليق عليها .

· الوقفةُ الرابعةُ :

بعد المقدمةِ دخل بنُ بخيت في صلبِ الموضوعِ ، يبررُ لنفسهِ سببَ الإشادةِ بالأميرِ الوليدِ بنِ طلالٍ ، ثم سمى خيالنا [ مريضاً ] بسبب تجسيد الشخصية المقابلةِ لشخصِ الأمير ، والتي سميناها باسمها وهي الشيخ سليمان الراجحي فقال : " رشح الخيال المريض عدداً من الشخصيات لتجسد الشخصية التي طرحتها في مقالي حتى بلغ بعضها أن رشح شخصية الشيخ الراجحي. على أساس أن الراجحي هو ما عنيته في مقالي كمقابل لشخصية الوليد بن طلال " .

والحقيقة أنك تقفُ مذهولاً من كلام بن بخيت ، إضافةً إلى أنه استخفافٌ واضحٌ بعقولِ القراءِ ، ولنأتي على قرينةٍ لا يختلفُ فيها اثنان والتي تدلُ على عدم مصداقيتك وشجاعتك :

مقالك الذي قرأناه بالمقلوب كما تزعم يا بن بخيت كان عن الأسهم ، وأشرتَ فيه – هداك الله إلى الصواب - إلى مبادرةِ الأميرِ الوليد بنِ طلال في ضخ سوق الأسهم بخمسةِ مليارات ، وأثنيت عليه بهذه المبادرة المشكورةِ ، وهذا أمرٌ جيدٌ ، ولكن يعلمُ الجميعُ أن مبادرةً أخرى جاءت من الشيخِ سليمان الراجحي وهي ضخ السوق بمليارين ، فكان يفترض أنك تشير إليها من بابِ وإذا قلتم فاعدلوا ، ولكنك عرضت بشخصيةٍ لم تذكر اسمها ، وإنما أشرت إلى بعضٍ من صفاتها ، والعربُ تقولُ : " رب إشارةٍ أصرحُ من عبارةٍ " ، وهذه قرينةٌ قويةٌ مَنْ تقصدُ بالشخصيةِ الأخرى ؟! إلا إن كنا نقرأ بالمقلوب كما زعمت فهذا أمرٌ آخر .

· الوقفة الخامسة :

يُكثرُ بعضُ كُتّابِ الأعمدة في صحفنا - عفا الله عنهم - ومنهم بن بخيت من عبارةِ : " خفافيش الإنترنت " ، وهذا دليلٌ بين على أنهم لا يريدون من أحد أن يقولَ كلمةَ الحقّ ولو كان خفاشاً إنترنتياً كما يزعمون ، إضافةً أنه جهلٌ منهم أو تجاهلٌ عن كُتّابٍ كانوا يكتبون بأسماء مستعارة في بلادنا في فترة من الفترات ، لسببٍ أو آخر .

والرادُّ عليهم إذا كان كلامهُ حقّاً فما المانعِ من قبولهِ ولو كان خفاشاً إنترنتياً ؟!

فهذا أبو هريرة رضي اللهُ عنه في قصته مع الشيطانِ الذي كان يأخذ من تمر الصدقةِ ، وعلمهُ الشيطانُ أن يقرأ آية الكرسي عند النوم قال رسول اللهُ صلى الله عليه : " أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ " ، وجميعُ الكُتّابِ في الصحفِ وغيرها لا بد أن يكون مبتغاهم وهدفهم الحقّ ممن كان .

قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في فوائدِ القصةِ : " وأن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها ، وتؤخذ عنه فينتفع بها " .ا.هـ.

وأكتفي بهذه الوقفاتِ ولستُ في مقامِ استقصاءِ كلِّ عبارةٍ ، وأسألُ اللهَ أن يهدي بن بخيتٍ إلى الحق والصواب ، وأن يسخر قلمه في طاعته ، وأن يتحرى الصدقَ فيما يكتب ، فإن الله قد قال : " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " [ ق : 18 ] .
 


إلى الأمير سلمان ... كاتب يستهزأ ويطعن في الشيخ الراجحي

الحمدُ للهِ وبعدُ ؛

قال تعالى : " وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ " [ التوبة : 58 ] .

وقال تعالى : " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ " [ التوبة : 79 ] .
قال القرطبي عند هذه الآية : " هذا أيضا من صفات المنافقين " .

وقد ورد في سببِ نزولِ الآيةِ ما نصهُ :
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الصَّدَقَةِ كُنَّا نُحَامِلُ ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ كَثِيرٍ ، فَقَالُوا : " مُرَائِي " ، وَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ ، فَقَالُوا : " إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَاعِ هَذَا " ، فَنَزَلَتْ : " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ الْآيَةَ " . أخرجهُ البخاري ومسلم .

مَنْ منا لا يعرفُ الكاتبَ عبدَ الله بن بخيتٍ ! اسم سخر قلمهُ البذيء في الطعنِ والسخرية بأهلِ الدين والاستقامةِ ، ومن آخر بذاءة اللسانِ المعروفِ بها طعنه في :

أولاً : رجلٌ صالحٌ - نحسبه والله حسيبه - ، عُرف بأعماله الخيريةِ التي يشهدُ لها أهلُ العلمِ والفضلِ .

ثانياً : يعتبرُ أحدَ أعمدةِ الاقتصادِ في بلادنا من خلال شركتهِ التي ملئت فروعها كلّ مدينةٍ وقريةٍ .
إنه الشيخُ سليمانُ الراجحي صاحب الشركةِ المعروفةِ " شركة الراجحي " .

كتب عبد الله بن بخيت - عامله اللهُ بما يستحق - مقالاً يسخر فيه من الشيخ سليمان الراجحي ، وعقد مقارنةً بينه وبين الأمير الوليد بن طلال ... وأدع المقال يتكلمُ عن نفسه .

ومن هنا أوجه رسالةً إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بأن يُسكت مثل هذا الكاتب الذي لا يريد الخير لهذه البلاد ، فيتقيء قلمهُ بالطعن والغمز في أمثال الشيخِ سليمان الراجحي ، وهو رجل معروف بالصلاحِ في نفسه وبأعمالهِ الخيرية المتعدي نفعها ، وبدعمه اقتصاد البلاد .

وأنا أعلمُ أن الشيخَ سليمان الراجحي لا يحتاجُ إلى مقالي هذا ، ولو شاء لهاتف خادم الحرمين الشريفين ، وأخبره بما قاله بذيء القلم بن بخيت ، ولكن لا نريدُ أن يتكرر هذا الفعل مع غيره ، وهذا الكاتب وغيره عندما أمن العقوبةَ أساء الأدب ، فلا بد من وقفة قوية ضده وضد غيره .

أترككم مع رابط المقال
http://www.al-jazirah.com/138962/ln13d.htm
 

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ