بسم الله الرحمن الرحيم

تركي الدخيل ... هلا أجبت على سؤالي لو تكرمت ؟ ... الصفار مثالاً


 قال ابنُ حزمٍ : إن اللهَ ابتلى الإسلامَ بالصوفيةِ والشيعةِ
وقال أيضاً : ما نصر اللهُ الإسلامَ بمبتدعٍ


الحمدُ للهِ وبعدُ ،

قرأتُ ما قاله حسنُ الصفارُ على قناةِ " العربيةِ " في برنامج " إضاءات " لمقدمهِ تركي الدخيل ، ولم أتابع البرنامج على قناةِ " العربيةِ " لأنها – ولله الحمد – ليست في بيتي ، وأتى فيه الصفارُ بالطوامِ كعادته ، ولن أقف على كلّ ما قالهُ ، وإنما سأبين مسألةَ أبي طالبٍ عمِّ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ، لكي لا يلبس الصفارُ على الناسِ ، فيغتر الجاهلُ بكلامهِ ، وهذهِ من ظلماتِ البرنامجِ الذي يقدمه تركي الدخيل ، فإنه ينشرُ الباطلَ في برنامجهِ من غير ردٍّ عليه .

ولا أدري لماذا لا يقدمُ الدخيلُ برنامجهُ مباشراً ويفتحُ المجالَ للاتصالاتِ لكي يرد المتصلون على باطلِ من يستضيفهم ؟! ولا أظنُ أن الدخيل عنده الشجاعةُ لتقديم برنامجه " ظلمات " ! مباشراً على الهواءِ لأنه يعلمُ في قرارة نفسهِ أن ضيوفهُ سيُحرجون من بعض الاتصالات إلى جانبِ أنه سيتصببُ عرقاً إذا كان الكلامُ يخصهُ ، فهل لدى تركي الدخيل الشجاعة الإعلامية لفعلِ ذلك ؟! فلننتظر ... وقد أخبرني أحد الأحبةِ أن البرنامج بُث في أول حلقتين مباشرة على الهواءِ ، وكانت الاتصالاتُ قد سببت حرجاً لبعضِ الدولِ ، فقرروا تسجيل البرنامجِ وبثهُ مسجلاً تفادياً للحرج ! فلا أدري عن فحوى ذلك .

وقبل الردِّ على الصفارِ لا بد من تقريرِ قضيةٍ أرى أنها من الأهمية بمكان ألا وهي أن الأصلَ في الرافضةِ الكذبُ ، ولذا يقولون في المثلِ : " أكذبُ من رافضي " تنبيهاً وتنويهاً إلى تغللِ الكذبِ فيهم وأنهم من أكذبِ الطوائفِ على الإطلاقِ ، ولذا يقول شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ عنهم : " وفي الجملةِ فمن جرب الرافضة في كتابهم وخطابهم علم أنهم من أكذب خلقِ اللهِ ، فكيف يثقُ القلبُ بنقلِ من كثر منهم الكذب قبل أن يعرفَ صدق القائلِ ؟ " .ا.هـ.

عوداً للصفارِ مرةً أخرى بعد التقريرِ السابق ؛ أتى الصفارُ في لقاءه على مسألةِ أبي طالبٍ عمِّ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فورد في الخبر : " وأشار إلى أن السنة بدورهم يعتبرون بعض الصحابة كفارا وأكد أن السنة يقولون إن أبا طالب مات كافرا ، ونحن نراه من خيار الصحابة " .ا.هـ.

ولي مع هذه العبارةِ وقفات :

* الوقفةُ الأولى :

أتحدى الصفار من الآن إلى يوم القيامة أن يأتي لي بواحدٍ من أهلِ السنةِ والجماعة يكفرُ صحابياً ، وليُنتبه لا يأتي لي بكلامٍ من الفرقِ الأخرى كالمعتزلة والأشاعرةِ وبعض الصوفية وغيرها ، أنا أقول من أهلِ السنةِ والجماعةِ .

أما أنتم فالصحابةُ عندكم كلهم كفار إلا نفراً قليلاً على اختلافٍ في عددهم ، ومن أراد التوسعَ في معرفةِ ذلك فليرجع إلى كتابِ : " أصول مذهب الشيعة " للدكتور ناصر القفاري فقد عقد فصلاً في عقيدتهم في الصحابة

* الوقفةُ الثانية :

نعم ؛ نحنُ أهلُ السنةِ لا شك عندنا ولا ريب بالأدلةِ المتواترةِ من الكتابِ والسنةِ أن أبا طالب عمِّ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم مات على الكفرِ ، وأكتفي ببعض الأدلةِ في ذلك :

قال تعالى : " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " [ القصص : 56 ] .

وقد ورد في سبب نزولها أنها نزلت في عمهِ أبي طالب ، قال ابنُ كثيرٍ عند تفسير الآية : " أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِب عَمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ كَانَ يَحُوطهُ وَيَنْصُرهُ وَيَقُوم فِي صَفّه وَيُحِبّهُ حُبًّا شَدِيدًا طَبْعِيًّا لَا شَرْعِيًّا ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاة ، وَحَانَ أَجَله دَعَاهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْإِيمَان وَالدُّخُول فِي الْإِسْلَام ، فَسَبَقَ الْقَدَر فِيهِ ، وَاخْتُطِفَ مِنْ يَده فَاسْتَمَرَّ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْكُفْر وَلِلَّهِ الْحِكْمَة التَّامَّة " .ا.هـ.

عَنْ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنٍ الْمَخْزُومِيّ قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِب الْوَفَاة جَاءَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْده أَبَا جَهْل بْن هِشَام وَعَبْد اللَّه بْن أَبِي أُمَيَّة بْن الْمُغِيرَة فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَمّ ؛ قُلْ : " لَا إِلَه إِلَّا اللَّه كَلِمَة أُحَاجّ لَك بِهَا عِنْد اللَّه " ، فَقَالَ أَبُو جَهْل وَعَبْد اللَّه بْن أَبِي أُمَيَّة : " يَا أَبَا طَالِب أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّة عَبْد الْمُطَّلِب ؟ " ، فَلَمْ يَزُلْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضهَا عَلَيْهِ وَيَعُودَانِ لَهُ بِتِلْكَ الْمَقَالَة حَتَّى كَانَ آخِر مَا قَالَ : " هُوَ عَلَى مِلَّة عَبْد الْمُطَّلِب " ، وَأَبَى أَنْ يَقُول : " لَا إِلَه إِلَّا اللَّه " ، فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَاَللَّه لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَك مَا لَمْ أُنْهَ عَنْك " فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى : " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى " ، وَأَنْزَلَ فِي أَبِي طَالِب " إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاء " .  رواهُ البخاري (1360) ، ومسلم (20) .

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ وَفَاة أَبِي طَالِب أَتَاهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " يَا عَمَّاهُ قُلْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه أَشْهَد لَك بِهَا يَوْم الْقِيَامَة " ، فَقَالَ : " لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرنِي بِهَا قُرَيْش يَقُولُونَ : " مَا حَمَلَهُ عَلَيْهِ إِلَّا جَزَع الْمَوْت " ، لَأَقْرَرْت بِهَا عَيْنك ، لَا أَقُولهَا إِلَّا لِأَقِرّ بِهَا عَيْنك ، فَأنَزَّلَ اللَّه تَعَالَى " إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ أَعْلَم بِالْمُهْتَدِينَ " . رواهُ مسلم (25) ، والترمذي (3188) .

وفي هذين الدليلين من الكتابِ والسنةِ كفايةٌ ودلالةٌ على أن أبا طالب مات على الكفرِ وعلى ملةِ عبدِ المطلب ، والنبي صلى اللهُ عليه وسلم في الآخرةِ يشفعُ لعمهِ في تخفيفِ العذابِ عنه ، وهي شفاعةٌ خاصةٌ بالنبي صلى اللهُ عليه وسلم لعمهِ لأنهُ كان يدافعُ عنه وينصرهُ ويمنعُ عنه أذى قريش .

‏عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏قَالَ لِلنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "‏ ‏مَا أَغْنَيْتَ عَنْ ‏‏عَمِّكَ ،‏ ‏فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ " ، قَالَ : "‏ ‏هُوَ فِي ‏ضَحْضَاحٍ ‏مِنْ نَارٍ ، وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ " . رواهُ البخاري (3883) ، ومسلم (209) .

‏وَعَنْ ‏‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ فَقَالَ ‏: " ‏لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلُ فِي ‏ضَحْضَاحٍ ‏‏مِنْ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ " . رواهُ البخاري (3885) ، ومسلم (210) .

* الوقفةُ الثالثةُ :

ليس مستغرباً أن يقولَ الصفارُ أن أبا طالبٍ من خيارِ الصحابةِ ، بل عندهم ما هو أشدُّ من ذلك وأدعُ المجالَ لمن عرف عقيدتهم ، وردّ على عالمٍ منهم ، وكشف زيفهم وكذبهم الإمامُ الهمامُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ – رحمهُ اللهُ – يبين لنا أن الأمرَ لم يقتصر على أبي طالب ، فقد قال في " المنهاج " (4/349) : " ثم من جهلِ الرافضةِ أنهم يعظمون أنسابَ الأنبياءِ ، آباءهم وأبناءهم ويقدحون في أزواجهم كلّ ذلك عصبية واتباع هوى حتى يعظمون فاطمةَ والحسنَ والحسين ويقدحون في عائشةَ أمِّ المؤمنين فيقولون أو يقولُ منهم : إن آزر أبا إبراهيم كان مؤمناً ، وإن أبوي النبي صلى اللهُ عليه وسلم كانا مؤمنين ، حتى لا يقولون : إن النبي يكونُ أبوهُ كافراً ، فإذا كان ابوهُ كافراً أمكن أن يكونَ ابنهُ كافراً فلا يكونُ في مجرد النسبِ فضيلةٌ ، وهذا مما يدفعون به أن ابن نوح كان كافراً لكونهِ ابن نبي فلا يجعلونهُ كافراً مع كونهِ ابنه ، ويقولون أيضاً : إن أبا طالبٍ كان مؤمناً ، ومنهم من يقولُ كان اسمهُ " عمران " ، وهو المذكورُ في قولهِ تعالى : " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ " [ آل عمران : 33 ] .

وهذا الذي فعلوه مع ما فيه من الافتراء والبهتان ففيه من التناقضِ وعدم حصول مقصودهم ما لا يخفى وذلك أن كون الرجل أبوه أو ابنه كافر لا ينقصهُ ذلك عند الله شيئاً ، فإن الله يخرجُ الحي من الميتِ ويخرجُ الميتَ من الحي ... وأيضاً فهم يقدحون في العباسِ عمِّ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم الذي تواتر إيمانهُ ، ويمدحون أبا طالبٍ الذي مات كافراً باتفاقِ أهلِ العلمِ كما دلت عليه الأحاديث الصحيحةُ " .ا.هـ.

والعباس عمُّ رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم والذي هو من آل بيت النبي صلى اللهُ عليه وسلم يكفرونه الرافضة حتى قالوا هو الذي أنزل فيه قوله تعالى : " وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً " [ الأسراء : 72 ] كما جاء في " رجال الكشي " ( ص 53 ) ، بل عبد الله بنُ عباس حبرُ الأمة وترجمان القرآن يكفرونه ويقولون عنه أنه جاهل سخيف العقل كما في " أصول الكافي " (1/247) ، وفي رجال الكشي ( ص 53 ) : " اللهم العن ابني فلان واعم أبصارهما، كما عميت قلوبهما.. واجعل عمى أبصارهم دليلاً على عمى قلوبهما " ، وعلق على هذا شيخهم حسن المصطفوي في هامش " رجال الكشي فقال : " هما عبد الله بن عباس وعبيد الله بن عباس " .

وهم لا يقولون بكفرِ أبي طالبٍ لأنه والدُ عليٍّ رضي الله عنه ، ولأنه لا يعقلُ في عقولهم المنكوسةِ أن يكونَ عليٌّ رضي الله عنه مؤمناً ووالدهُ كافراً ، سبحانك هذا بهتانٌ عظيم !

* الوقفة الرابعةُ :

مشكلتك يا صفار ومن على شاكلتك من المعممين من أجهل الناسِ بكتبكم ، فروايةُ موتِ أبي طالبٍ على الكفرِ موجودةٌ في كتبِ أئمتك ، وقد طعن صاحبُ " المراجعات " عبد الحسين الموسوي في موت أبي طالب على الكفرِ ، وإليك ما جاء في كتبِ أئمتك :

ففي تفسير القمي : علي بن ابراهيم في تفسيره قوله تعالى : " إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ " [ القصص/56 ] ، قال: نزلت في أبي طالب فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : ياعم قل لا إله إلا الله أنفعك بها يوم القيامة ، فيقول يابن أخي أنا أعلم بنفسي فلما مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه تكلم بها عند الموت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما أنا فلم أسمعها منه وأرجوا انفعه يوم القيامة .

وقال فضل الله الراوندي (الشيعي) في كتابه "نوادر الراوندي" (ص10) : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهون أهل النار عذاباً عمي أخرجه من أصل الجحيم حتى أبلغ به الضحضاح عليه نعلان من نار يغلى منهما دماغه .

وقال المجلسي نقلاً عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : اختلف الناس في اسلام أبي طالب فقال الإمامية والزيدية : ما مات إلا مسلماً وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك منهم : الشيخ أبو القاسم البلخي وأبو جعفر الإسكافي وغيرهما، وقال أكثر الناس من أهل الحديث والعامة ومن شيوخنا البصريين وغيرهم: مات على دين قومه ويرون في ذلك حديثاً مشهوراً : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عند موته: قل ياعم كلمة أشهد لك بها غداً عند الله تعالى، فقال: لولا أن تقول العرب أن أباطالب جزع عند الموت لأقررت بها عينك، وروي إنه قال: أنا على دين الأشياخ ! وقيل: إنه قال: أنا على دين عبدالمطلب وقيل غير ذلك .

وروى كثير من المحدثين أن قوله تعالى : " مَاكَانَ لِلنَّبِىّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلىِ قُرْبَى مِنمبَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَبُ الْجَحِيم وَ مَاكَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَهِيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبِيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لّلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ " [ التوبة/113-114] ، أنزلت في أبي طالب لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغفرله بعد موته .

ورووا أن قوله تعالى : " إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ " نزلت في أبي طالب .

ورووا أن علياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! بعد موت أبي طالب فقال له : إن عمك الضال قد قضى فما الذي تأمرني فيه ؟ واحتجوا به لم ينقل أحد عنه أنه رآه يصلي، والصلاة هي المفرقة بين المسلم والكافر، وأن علياً وجعفرا لم يأخذا من تركته شيئا .

ورروا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : إن الله قد وعدني بتخفيف عذابه لما صنع في حقي وإنه في ضحضاح من نار . ورووا عنه أيضاً إنه قيل له : لو استغفرت لأبيك وأمك فقال : لو استغفرت لهما لاستغفرت لأبي طالب فإنه صنع إليّ مالم يصنعا ، وأن عبدالله وآمنة وأبا طالب في حجرة من حجرات جهنم . ( انظر البحار35/155 ) .

فلا أدري بعد هذه المروياتِ من كتبكم يا صفار ستردها ؟ أم أنك ستقولُ هي في مقامِ النقلِ عن العامةِ – يعني السنة - ؟

وأكتفي بهذهِ الوقفاتِ والتي أحببتُ ذكرها لئلا يلبس ويدلس الصفارُ على الناسِ بكلامهِ في برنامجِ " ظلمات " ! .
 



· ( 3902 - تعزيز مؤلف كتاب ( أبو طالب مؤمن قريش )


من محمد بن إبراهيم إلى المكرم مدير شرطة الرياض سلمه الله

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته . وبعد :

فبإلاشارة إلى المعاملة الواردة منكم برقم 944 وتاريخ 10/11/1381 المتعلقة بمحاكمة عبد الله الخنيزي _ فانه جرى الإطلاع على المعاملة الأساسية ووجدنا بها الصك الصادر من القضاة الثلاثة المقتضي إدانته ، والمتضمن تقريرهم عليه _ يعزر بأمور أربعة :

· ( أولا ) : مصادرة نسخ الكتاب وإحراقها ، كما صرح العلماء بذلك في حكم كتب المبتدعة .

· ( ثانيا ) : تعزيز جامع الكتاب بسجنه سنه كاملة ، وضربه كل شهرين عشرين جلده في السوق مدة السنه المشار إليها بحضور مندوب من هيئة الأمر بالمعروف مع مندوب إلإمارة والمحكمة .

· ( ثالثا ) : إستتبابته ؛ فإذا تاب وأعلن توبته وكتب كتابه ضد ما كتبة المذكور ونشرت في الصحف وتمت مدة سجنه خلي سبيله بعد ذلك ، ولا يطلق سراحه وان تمت مدة سجنه ما لم يقم بما ذكرنا في هذه المادة .

· ( رابعاً ) : فصله من عمله ، عدم توظيفه في جميع والوظائف الحكومية ، لأن هذا من التعزيز . هذا ما يتعلق بالتعزيز الذي قررته اللجنة . وبعد استكماله يبقي موضوع التوبة يجرى فيه ما يلزم إن شاء الله . والسلام عليكم .

( ص/ف 27 في 10/1/ 1382 )
 

· رحم اللهُ تلك الأيام ، ورحم اللهُ أولئك العلماء .

 

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ