بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا قالتا عن المنتدى ؟ ... في الزوايا خبايا ...


الحمدُ للهِ وبعدُ ؛

بعد أيامٍ معدودةٍ يبدأُ منتدى جُدةَ الاقتصادي ... ذلك المنتدى الذي أزكم أنوف الغيورين برائحتهِ وبِعُجَرَهِ وبُجَرَهِ في السنواتِ الماضيةِ ، وبخاصةٍ العام الماضي ... ومع انشغالِ الناسِ بحملةِ المقاطعةِ الرائعةِ للمنتجاتِ الدنماركيةِ لا يعني هذا الانشغال عن ذلك المنتدى الذي مع الأسف ليس له من اسمهِ نصيبٌ ، فهو كما يسمى " اقتصادي " ، وحقيقةُ أمرهِ دعوةٌ أخرى لا علاقة لها بالاقتصادِ كما فُهم وعُرف في السنواتِ الماضيةِ .

وقد بدأت بعضُ الأقلامِ المباركةِ في بلادنا المباركةِ بأخذ زمامِ المبادرةِ في الكتابةِ عن " منتدى جدة الاقتصادي " ، فهاهي الكتابةُ د. نورة السعد تكتبُ مقالاً عن المنتدى ، وقبل ذلك كتبت د. أميمة الجلاهمة مقالاً عنه أيضاً ... لا أريد الإطالةَ ...

أدعكم للتأملِ في المقالين لكي نستفيد من أخطاءِ السنواتِ الماضيةِ ، ونتدارك الأمر ، وأنه ينبغي أن يكون للمنتدى من اسمهِ نصيبٌ .

وليعلم القائمون على المنتدى خصوصيةَ بلادنا وخاصةً أن المدينةَ التي يقامُ فيها المنتدى لا تبعدُ إلا كيلو مترات قليلة عن مكةَ ، وقبل ذلك كله أن يتقوا اللهَ ويراقبوهُ في أفعالهم وأقوالهم .
 


منتدى جدة الاقتصادي
د. نورة خالد السعد


في كل عام يعقد منتدى جدة الاقتصادي ويسبق بهالة من الدعاية منذ عام 1420 - 1421ه الموافق 0200م وكما وصلني من دعوة لفعاليات هذا العام قولهم إن الهدف من عقد هذا المنتدى الاقتصادي في جدة هو الدخول إلى الألفية الجديدة من خلال تعزيز مكانة جدة كعاصمة تجارية للمملكة العربية السعودية وإبراز هذه المدينة الساحلية التاريخية كمركز رئيسي للمال والتجارة في الشرق الأوسط. وأنهم منذ البداية وضعوا تصوراً للمنتدى ليكون حدثاً على مستوى عالمي يهدف إلى التقاء العقول والأفكار في ورشة عمل فكرية تقوم بالقاء الضوء على القضايا الاقتصادية العالمية والإقليمية وتسعى الى ايجاد حلول عملية لها سعيًا نحو تنشيط النمو من خلال التعاون الدولي..

وفي موقع آخر من خطاب الدعوة لحضوره يقولون إن القائمين على هذا المنتدى يعملون على إعداده بأعلى المقاييس كي يكون مثالاً وطنياً للتنمية الاقتصادية، ويكون لهم دور رئيسي في النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط والعمل على إيجاد فرص وظيفية وتفادي البطالة..

ثم استعرضوا من حضره من ضيوف من الشخصيات البارزة على مدى الفعاليات السابقة.. ثم طرحوا ما سوف يكون عليه المنتدى لهذا العام والذي سيعقد على مدى ثلاثة أيام من 12 محرم الى 14 منه الموافق من 11 - 13 فبراير الحالي وذكروا (أن احترام الهوية يعني ضمناً احترام التعددية) إذ هما وجهان لقضية واحدة لذا فإن (الهوية) في حقيقتها تضم في داخلها أصواتاً متعددة لا تقتصر على العرق والجنس والسن بل تتضمن أيضاً الثقافة والمستوى المعرفي والتوجه الفكري.. وأن المنتدى يسعى عبر محاوره المختلفة للإجابة عن عدد من التساؤلات في هذا الإطار أبرزها:

- كيف نعبّر على صعيد الواقع العملي عن احترامنا للهوية سواء داخل المجتمع الواحد، أو فيما بين المجتمعات المختلفة لبناء عالم نفخر به جميعا؟

- كيف نسهم في بناء اقتصاد عالمي ذي قيم ومصالح مشتركة ويحترم الهوية في الوقت نفسه؟

- أين الجميع من عالم يسمح بالأصوات المتعددة في إيقاع إنساني حقيقي وبمشاركة فعلية في العملية الانتاجية؟

- ما هي الأصوات الغائبة من القرارات الاقتصادية والاجتماعية مثل أصوات الفقراء وأصوات الشباب؟؟

- أين تقع هذه الأصوات من المنظومة الاقتصادية والمجتمع المستقبلي؟

- هل توجد قصص نجاح من الممكن سردها حول هذه التساؤلات أم هو مجرد اهتمام وقتي يومض تارة ويختفي أخرى؟

ثم يؤكدون بعد هذه التساؤلات أن عدم التوازن السائد الآن في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية العالمية تصحيحه يتم عبر (احترام الهوية وتعزيز القيم المشتركة) .

٭٭ هكذا نجد أننا أمام محاور فكرية أكثر منها اقتصادية!!

وبقراءة عناوين اللقاءات نجد أن منها:

- إعادة تشكيل الأمم المتحدة من رجال الإطفاء إلى بنائين عالميين!! هل هذا موضوع اقتصادي؟؟

- بناء حكومة محايدة!! وهل هذا موضوع اقتصادي؟؟

- الحائط الزجاجي والسقف الحجري.. معوقات أمام تطور المرأة في سوق العمل.. هذا العنوان يعني بالحائط الزجاجي منع الاختلاط والسقف الحجري عدم حصولها على مراتب عليا أو وزارات !!

هل هذه هي معوقات عمل المرأة في مجتمعنا السعودي المسلم الذي لديه قرار ملكي بمنع الاختلاط في مواقع العمل.. قرار مبني على شريعتنا التي تمنع اختلاط النساء بالرجال.. أما من يتعلل بالمستشفيات فتلك ضرورة ولكن مواقع العمل الأخرى أو الجامعات أو سواها فليس هناك ضرورة وتطبيق شريعتنا أهم لدينا من رضا الغرب الذي نستعين به في هذه المنتديات.. نستورد منهم التقنية والعلم والمعرفة ولكن نرفض أن نستورد قيمهم أو رؤيتهم نحو (الاختلاط) واعتبار أن إبقاء النساء في مواقع منفصلة عن الرجال هو (إقصاء لهن) أو (تمييز) ضدهن ..نحن الأغلبية (نرفض) هذا (الاختلاط) ونرفض (طرح هذا الموضوع باعتباره من معوقات تطور المرأة في سوق العمل).. المعوقات ترتبط بالتدريب والتأهيل والسلم الوظيفي والضمانات المالية لها وليس (عدم اختلاطها بالرجال) ..

ولن نسمح لأقلية من النساء والرجال أن تفرض على مجتمعنا هذا الاختلاط تحت أي مظلة أو دعاوى..

نرغب الاصلاح ونرغب أن تحصل النساء على جميع الفرص الوظيفية المناسبة لها ولدورها الحقيقي في المجتمع المسلم ولكن وفق نسقنا التشريعي والثقافي والاجتماعي..

٭٭ منتدى جدة الاقتصادي يستضيف أعداداً من الرؤساء كما يقول وكما هو منشور في جدول اللقاءات ونجد بينهم مدير فنادق هنتان العالمية وهو من (الدانمارك).. وإذا كان هذا مناسباً من قبل فالآن وهذه الدولة تهين المسلمين و تحتقرهم وتعتدي على الإسلام وعلى مكانة رسولنا صلى الله عليه وسلم والى هذه اللحظة يرفض رئيس وزرائها الاعتذار ويتبجح رئيس تحرير الصحيفة بأنه (لن يعتذر) واتهم المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص في أنها الدولة التي تنتهك حقوق الإنسان كل يوم في اللقاء الذي تم معه منذ ليلتين في قناة BBC وكان متعجرفاً .. وهو يكرر العبارات نفسها التي يعيد نشرها في صحيفته.. بل وامتد نشر هذه الصور في عدد من الصحف الأوروبية (إمعاناً) في إهانة المسلمين!!

٭٭ ما نطالب به المسؤولين عن هذا المنتدى عدم استقبال هذا المشارك الدانمركي فهذا أقل ما يجب.

خصوصاً أن المسؤولين عن المنتدى الى اليوم لم نقرأ لهم أي (استنكار أو شجب) لهذا العمل القبيح الذي يمس رسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم.. أم أن بحثهم عن (الأصوات المتعددة في إيقاع إنساني) سيبعدهم عن واجبهم الحقيقي ودورهم الأساسي، وليس بحثهم عن (من أجل آفاق جديدة للنمو الاقتصادي: احترام الهوية الفردية وتعزيز القيمة) وهو الشعار الذي تم اختياره لفعاليات هذا العام سيظل (حبراً على ورق) أمام الواقع الذي نعيشه الآن في ظل هذه الهجمة على مكانة رسولنا الكريم والتحدي السافر لنا كمسلمين في جميع دول العالم؟..

٭٭ نطالب المنتدى بأن يكون عاملاً أساسياً في نمو المجتمع وليس العكس ويكفينا ما حدث في السنوات الماضية كما نطالب بأن يحافظ المنتدى على (انفصال) قاعات النساء عن الرجال كما هي في العام 2005م ليتحقق له النجاح والقبول من جميع شرائح المجتمع..
 



اللغة العربية لغتنا .. والريال عملتنا
أميمة أحمد الجلاهمة


أيام قليلة وتبدأ فعاليات منتدى جدة الاقتصادي السابع، ومن هنا نجد أن الواجب يحتم علينا نقل تطلعات جزء لا يستهان به من الجمهور السعودي وجهت.. وتوجه للمعنيين بالأمر، سواء كانوا ممثلين للصعيد الرسمي أو الخاص هذا من ناحية، وللمواطنين المشاركين والمشاركات في أنشطته من ناحية أخرى، تطلعات تهدف لتفادي سلبيات خرجت الأعوام السابقة من أروقته لتلامس الإنسان السعودي ذكرا أو أنثى. إذ يحق للمواطن السعودي ومن خلال تجاربه السابقة مع هذا المنتدى التصريح برفضه لبعض السياسات التنظيمية التي لامست السيادة الوطنية، سياسات لم تعتمد بطبيعة الحال من قبل الشركة المكلفة بتنظيم هذا المنتدى، إلا بعد أن نالت موافقة اللجنة الوطنية المنظمة.

بداية هذا المنتدى يحمل اسم المملكة العربية السعودية، لا المملكة السعودية، وبالتالي فاللغة العربية جزء من تكوين هذه الدولة، ومن الإسفاف التغاضي عن هذه الخاصية لأي سبب كان، فنحن وكما يؤمن التاريخ قلب اللغة العربية ونبضها الحي، وهي اللغة التي لو لم يكن لها إلا أن اختارها المولى سبحانه لتكون لغة كتابه الكريم لكفاها فخرا واعتزازا.. وبالتالي كان اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة رسمية لهذا المنتدى كما حدث سابقا، مرفوضاً جملة وتفصيلا، فنحن دولة إسلامية عربية تتمتع باستقلالية تامة، ولم يسبق أن تواجد بيننا مندوب سام يفرض علينا لغته الأم..

ثم إن أياً من المشاركين لو وجه أنظاره لفرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا أو غيرها من دول العالم المتقدمة لوجد اعتزاز المواطن حتى البسيط بلغة وطنه الأم، بل إنكم لن تستقبلوا حتى في فنادقها العالمية بغير هذه اللغة، ففي فرنسا سيصل إلى مسامعك ترحيب فرنسي وفي ألمانيا ستسمع ترحيبا مماثلا باللغة الألمانية وهكذا... هذا الوضع يتكرر في بقية المؤسسات السياحية التي تعنى في المقام الأول بالسائح، فكيف بالأنشطة التي تدار وتتكلم باسم الوطن.. وتوجه منها الدعوات لشخصيات عالمية ورسمية..

كما أن اعتماد الدولار كعملة معترف بها لقبول تسجيل المشارك أمر في غاية الغرابة لعدة أسباب، الريال عملتنا المحلية وهي في ذروتها الاقتصادية - ولله الحمد والمنة - فقيمتها المالية ولو على الصعيد الإقليمي لا تدخل داخل دائرة النقاش، ولا أفهم كيف قبلت اللجنة الوطنية المنظمة لمنتدى جدة الاقتصادي للأعوام السابقة حصر تعاملها المالي بالدولار أو قيمته كأساس لقبول اشتراك المتقدم.!!

وقد يقال إن ذلك من باب احترام المشاركين القادمين من الخارج الذين يتطلع المنتدى لمشاركتهم وللاستفادة من خبراتهم كهدف أساسي، والذين قد يتقدم بعضهم لدفع تكاليف التسجيل كالمواطنين تماما، وبالتالي كان فرض اللجنة المنظمة العملة المحلية لقبول تسجيل المشاركين فيه تضييق لهؤلاء..!!

وعلى فرض أن هذا التبرير قدم حقا..!! أتساءل كيف تقبل اللجنة المنظمة التغاضي عن الأهمية الاقتصادية والوطنية للاعتراف العالمي بالعملة المحلية!؟ وكيف يبخس حقنا وعلى أرض الوطن؟

ولو قيل إن التعامل بالدولار معتمد عالميا في أمثال هذه المنتديات، نؤكد من طرفنا أن الدول التي ارتأت هذا التوجه قد يكون لها أسبابها الخاصة التي دفعتها للتعامل بعملة أجنبية على أرض وطنها، ولا أشك في أن انتماء شعوبها الوطني يدفعها للسعي ولو على مدى طويل لتغيير حالتها الاقتصادية لتتمكن من التعامل بعملتها المحلية ليس على أرض وطنها فقط، بل فيها وفي غيرها..

والمؤلم أن اعتماد الدولار في التعامل، ليس محصورا على منتدى جدة الاقتصادي دون غيره، فهذه السياسة اعتمدت وأكثر من مرة في غيره من المنتديات ذات التوجه الاقتصادي وغير الاقتصادي، اعتماداً يتكرر وبشكل استفزازي..

أما الافتتاحية التي جرت في المنتدى الأخير فحدث ولا حرج، فلا أدري هل الواقف آنذاك على أرض جدة يقف على أرض المملكة العربية السعودية أم على غيرها..

وأخيرا أود طرح كلمات كان لها في نفسي وغيري أكبر الأثر، فخلال تشرفنا بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بمناسبة مشاركتنا في الحوار الوطني قبل الأخير، أشار حفظه الله إلى أن أكثر ما أضر بالمرأة السعودية هو وقوفها حاسرة في منتدى جدة الاقتصادي.. رسالة قصيرة تعدى مفهومها حدود مفرداتها.. رسالة آمل أن تصل للجنة المنظمة والمشاركات فيه، فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله.. ابن أبيه الملك عبدالعزيز رحمه الله، رجل معتز كالغالبية العظمى من أبناء شعبه بدينه ثم وطنه غيور تدفعه الحمية للإشارة إلى موقفه الرافض لتجاوزات أساءته وغيره من أبناء الوطن..

· كاتبة وأكاديمية سعودية في جامعة الملك فيصل
 



بيان هام من المفتي العام حول منكرات منتدى جدة الاقتصادي

منكرات منتدى جدة الاقتصادي

وقفة مع مؤتمر جدة الاقتصادي

 

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ