بسم الله الرحمن الرحيم

نشوز الرجل (2)


استكمالا لما بدأته في الأسبوع الماضي من عرض لموقف المرأة من زوجها الناشز عليها ، نقف مع الرجل صاحب القرار لنهمس في أذنه ، ونذكره بحقّ العشرة ، قال تعالى : '' وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً '' النساء : 128 ، قال ابن كثير : '' وإن تتجشموا مشقة الصبر على ما تكرهون منهن ، وتقسموا لهن أسوة أمثالهن فإن الله عالم بذلك وسيجزيكم على ذلك أوفر الجزاء '' .ا.هـ. وقال تعالى : '' وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً '' النساء : 19 . فالرجل مطالب بأن يحرص على العشرة بالمعروف وأن لا ينسى الفضل بينه وبين زوجته كما قال تعالى : '' ولا تنسوا الفضل بينكم '' ، وأن يتغاضى عن بعض الأمور ، وليعلم أن الكراهية إن لم تكن بسبب شرعي فلا يهدم بيته بيده .

وفي ذات الوقت يصعب أن يجد الزوج زوجة كاملة في كل شيء كما هو الحال بالنسبة للرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم : '' إنما الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة '' البخاري (6498) ومسلم (2547) ، فالمرأة كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : '' لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر '' مسلم (3/657) ، قال القرطبي : أي لا يبغضها بغضاً كلياً يحمله على فراقها ... بل يغفر سيئتها بحسنتها ، ويتغاضى عما يكره لما يحب .ا.هـ.

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي عند شرحه للحديث : '' والناس في هذا ثلاثة أقسام : أعلاهم : من لحظ الأخلاق الجميلة والمحاسن ، وغضَّ عن المساوىء بالكلية وتناساها . وأقلهم توفيقاً وإيماناً وأخلاقاً جميلة : من عكس القضية ، فأهدر المحاسن مهما كانت وجعل المساوىء نصب عينيه ! وربما مدّدها وبسطها وفسرَّها بظنون وتأويلات ، تجعل القليل كثيراً ، كما هو الواقع . القسم الثالث : من لحظ الأمرين ووازن بينهما ، وعامل زوجته بمقتضى كل واحد منهما وهذا منصف ، ولكنه قد حُرم الكمال '' .ا.هـ.

فيا أيها الزوج تمهل وتفكر وتدبر قبل أن تُقدم على مفارقة زوجتك ، وهدم بيتك ، وتشتيت عيالك إن كان بينكما عيال . نسأل الله لك التوفيق والسداد .
 



صورة ضوئية للمقال

رابط المقال فر جريدة المدينة ملحق الرسالة
 

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ